قرصنة أدبية؟.. الوقائع الغريبة في نشر كتاب “أميرة بابلية”
دار “فضاءات”: “دار الجمل” تعيد نشر كتاب صادر عن “دار فضاءات” الأردنية على نحو غير قانوني • دار “الجمل”: كيف يمكننا التعامل مع كاتب ومترجم كالسيدة أمل بورتر التي تتفق مع أكثر من ناشر في أوقات مختلفة ومع ناشر كـ”دار فضاءات” التي تعيد نشر كتب نُشرت قبل فترة قليلة؟
قرصنة أدبية؟.. الوقائع الغريبة في نشر كتاب “أميرة بابلية”
|خدمة إخبارية|
أصدر جهاد أبو حشيش، مدير عام دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمّان/ الأردن، قبل حوالي أسبوعين، بيانًا صحافيًا مفصلا حول نشر دار “الجمل” كتاب سبق وصدر عن دار “فضاءات” الأردنية، “على نحو غير قانوني ومن خلال قرصنة في صناعة النشر العربية”. ويتهم أبو حشيش دار “الجمل” بإعادة إصدار كتاب “أميرة بابلية” لكاتبة من القرن التاسع عشر طواها النسيان تُدعى ماري تيريز أسمر. وقد ألفت هذه الكاتبة سيرة ذاتية مطوّلة نُشرت في جزأين، ويبدو أن نشاطها الأدبي اقتصر على هذا الكتاب الصادر في لندن عام 1844. بعد أكثر من قرن ونصف قرن، يصدر هذا الكتاب بالعربية في ترجمة “انتقائية” مختصرة حررتها الفنانة التشكيلية والمؤرخة أمل بورتر.
ويقول أبو حشيش في بيانه: “وقد فوجئت بقيام “دار الجمل” بنشر هذا الكتاب الذي سبق أن نشرناه في “دار فضاءات للنشر والتوزيع” في عمّان العام الماضي، بنسختيه الانجليزية والعربية (التي ترجمتها السيدة أمل بورتر)، وهو مسجل في المكتبة الوطنية في الأردن تحت الرقم المتسلسل (848/3/2009) و isbn 978-9957-30-073-9، بتاريخ 11/3/2009، وفقاً لعقد موقع بين الدار والمترجمة. وقد أكدت لنا السيدة أمل بورتر في رسالة موثقة أنها لم توقع أي عقد مع “دار الجمل” لنشر الترجمة العربية، الأمر الذي يثبت أن “دار الجمل” قامت بقرصنة مخالفة لكل قوانين النشر وأخلاقياته بإعادة نشر كتاب “أميرة بابلية” من دون موافقة المترجمة و”دار فضاءات للنشر والتوزيع” التي تمتلك وحدها حق نشره حسب العقد المبرم بين الطرفين (الطرف الأول: دار فضاءات، الطرف الثاني: أمل بورتر).”
ويشدد أبو حشيش في بيانه على نشر خبر صدور النسختين العربية والانجليزية من كتاب “أميرة بابلية” في عشرات المواقع والجرائد العربية والعالمية، “كما كُتبت عن الترجمة العربية عدة مقالات في أكثر من جريدة وموقع الكتروني” موردًا اقتباسات من تلك المقالات التي تشير إلى اسم ناشر الكتاب “دار فضاءات”، كتبتها الروائية والكاتبة لطفية الدليمي والكاتبة الأردنية سميحة والكاتبة بلقيس حميد حسن. ويكتب أبو حشيش: “بعد هذا كله، وبعد الجهد الذي بذلته المترجمة أمل بورتر و”دار فضاءات”، من خلال تعاون حقيقي بينهما، ورغم الكثير من الندوات التي عقدت في أوروبا وفي العالم العربي حول كتاب “أميرة بابلية”، تغتصب “دار الجمل” حقاً وجهداً ليس لها بإعادة نشر الكتاب ضمن منشوراتها، وتنسب لنفسها فضل اكتشافه، غامطةً حق مكتشفته ومترجمته الحقيقية الباحثة والكاتبة أمل بورتر. إننا في الوقت الذي ندين ونفضح هذه القرصنة واللصوصية في عالم النشر، التي تسيء إلى الثقافة العربية حتماً، ندعو الاتحاد العام للناشرين العرب إلى اتخاذ الإجراء اللازم بحق “دار الجمل”، وسنرفع بدورنا دعوةً قضائيةً ضد هذه الدار، استناداً إلى القوانين الخاصة بحقوق النشر الطباعية.”
في أثر هذا توجه موقع “قديتا” إلى الشاعر والناشر خالد المعالي، مدير دار “الجمل”، في بحث عن ردّه وتعقيبه على بيان أبو حشيش، حيث نفى المعالي أن يكون قد سطا على كتاب “أميرة بابلية” مؤكدًا في ردّه على ما يلي:
“نشرت السيدة باولا هنري بوردو (وهي كاتب فرنسية وكريمة الكاتب الفرنسي هنري بورو صاحب رواية مشهورة آنذاك: جميلة تحت ظلال الأرز) عام 1928 كتاباً بعنوان: “أميرة بابلية لدى الدروز”. تّرجم هذا الكتاب ونُشر باللغة العربية في بداية الثلاثينات، وقد قام بترجمته ونشره السيد ميشيل سليم كميد. وكنت على معرفة بالكتاب الذي يدور حول تواجد العراقية ماري تيريز أسمر وفترة تواجدها في سوريا ولبنان، كما يتناول سيرتها ومذكراتها التي كانت معروفة آنذاك وأخبارها حاضرة حينما يدور الحديث عن الأمير بشير وعن دير القمر. وحينما حدثتني الصديقة أمل بورتر، وهي فنانة عراقية ولها محاولات في تدوين حكايات عراقية، بغدادية على الأخصّ، والتي نشرت لها عام 2005 حكاية: “دعبول”، عن “اكتشافها” حكاية ماري تيريز أسمر ومذكراتها، رجوتها ترجمة الكتاب واتفقنا على أن تقوم بترجمة وتلخيص الكتاب. وحينما سلمتني صياغتها، وجدتها تحتاج كالعادة في كل ما تكتبه الصديقة أمل بورتر إلى تحرير، لهذا كلفت الكاتب العراقي كامل جابر المقيم في الولايات المتحدة بترتيب الترجمة لغوياً، وبعدها وضعت الترجمة بين يدي الكاتب صقر أبو فخر في بيروت لغرض ترتيب أسماء الأماكن والعادات والكثير من النواقص التي لا يتسع المجال لذكرها، بحيث تمت إعادة صياغة الكتاب بشكل نهائيّ. وبالطبع لم أجد حاجة إلى ذكر أسماء المحرر والمراجع، مهما كان حجم التغييرات التي تعرض لها النص وهي كثيرة جدًا حينما نُشر الكتاب أخيراً، بعد انتظار عامين، كان خلالها العنوان معلناً في قوائم منشورات “الجمل” ضمن الكتب التي ستصدر قريباً منذ عام 2008.
“كل المراسلات الورقية والألكترونية مع الصديقة بورتر محفوظة لدينا، أيضاً بعض الأجوبة من طرفنا. لم نستلم منها أيّ إشعار بعزمها نشر هذا الكتاب أو “حكاية دعبول” لدى ناشر آخر. لهذا حين تمت مراجعة الكتاب تمّ نشره.
“ثمة كُتّاب ومترجمون، لم نكن نعتقد بوجوب عقد معهم وأغلبهم لم يكونوا يقبلوا إلا عقد الصداقة، ومن ضمنهم الصديقة صديقة أمل بورتر التي تربطنا بها علاقة عائلية، وجميع وثائق هذا الكتاب الألكترونية والورقية والخطية وغيرها محفوظة لدينا منذ عام 2004 وحتى 2008، وفيما أرسلت لنا النسخة الانكليزية لغرض الاطلاع عليها أو دراسة جدوى نشرها. لكن أحيانا يحدث في “العالم العربي” أنه حتى الكاتب أو المترجم الذي يربطك به عقدٌ لا يلتزم به ولدينا تجارب مؤسفة في هذا المجال. لهذا فوجئنا برد “دار فضاءات” من الأردن التي تتهمنا برسالة شديدة اللهجة بقرصنة الكتاب. فحين عُدنا إلى الكتب نشرتها الدار التي لم نكن للأسف نعرفها سابقاً، وجدنا انها أعادت نشر الكتاب “دعبول” الذي سبق لنا نشره، كما نشرت مختصر ترجمة كتاب “أميرة بابلية” بصيغته الأخرى.
“نحن نتساءل هنا كيف يمكننا التعامل مع كاتب ومترجم كالسيدة أمل بورتر التي تتفق مع أكثر من ناشر في أوقات مختلفة ومع ناشر كـ”دار فضاءات” التي تعيد نشر كتب نُشرت قبل فترة قليلة؟
يبقى السؤال هنا: من قام بالقرصنة؟ لهجة رسالة “دار فضاءات” تفصح عن دوافع أخرى!”