صالح علماني: فارجاس كان يائسا من الفوز واضطر لنسيان نوبل منذ سنوات
“أسرة يوسا كانت تعتبر فوزه بالجائزة مسألة “مستحيلة” لأنها كانت دائمًا تقارن حظوظه بحظوظ الكاتب اللاتيني الأشهر جابرييل جارسيا ماركيز، الذي يُعدّ أيضًا من مُجايلي يوسا، والذي نال الجائزة منذ سنوات طويلة”
صالح علماني: فارجاس كان يائسا من الفوز واضطر لنسيان نوبل منذ سنوات
|سيد محمود|
قال المترجم السوري الفلسطيني الأصل صالح علماني، الذي تولى ترجمة غالبية أعمال الكاتب ماريو فرجاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب، اليوم الخميس، إلى اللغة العربية: “إنّ فوز يوسا بنوبل لم يكن مفاجأة من أيّ نوع”. وأوضح أنّ اسم يوسا ظلّ على لائحة نوبل لسنوات، لكن اليأس أصابه منذ سنوات واضطرّ لنسيانها، الأمر الذي جعل من فوزه اليوم بالجائزة أمرًا غير متوقع”.
والمعروف أن ّعلماني ترجم لماريو فرجاس يوسا نحو عشرة أعمال من بينها: “شيطانات الطفلة الخبيثة”، “امتداح الخالة”، “الفردوس على الناصية الأخرى”، “رسالة إلى روائي شاب”، “حفلة التيس”، “دفاتر دون ريغوبرتو” و”من قتل بالومينو موليرو”. وأكد علماني في تصريحات لموقع “بوابة الأهرام” أنّ يوسا كاتب واقعي ينتمي الى فئة الكتاب المؤسسيين لفن الرواية وهو أقرب في قدراته الى كتاب القرن التاسع عشر في تناوله للموضوعات ذات الطبيعة الكونية وكلما كتب حرفا بدا انشغاله بكتابة شيء مختلف”.
وتابع علماني الذي ارتبط بصداقة شخصية مع يوسا: “أسرة يوسا كانت تعتبر فوزه بالجائزة مسألة “مستحيلة” لأنها كانت دائمًا تقارن حظوظه بحظوظ الكاتب اللاتيني الأشهر جابرييل جارسيا ماركيز، الذي يُعدّ أيضًا من مُجايلي يوسا، والذي نال الجائزة منذ سنوات طويلة”. ويؤكّد علماني أنّ يوسا عبّر له شخصيًا عن سعادته بالشعبية التي يحظى بها في العالم العربي. ولفت علماني إلى أنّ يوسا زار القاهرة قبل سنوات وقدّم فيها محاضرة، كما زار دمشق وبيروت قبل نحو ثلاث سنوات وفي تلك العواصم لمس شغف القارىء العربي بأعماله.
وأوضح علماني: “حظيت أعمال يوسا باستقبال جيد في العالم العربي، كما أنها ترجمت من خلال مترجمين كثر وصدرت في عدة طبعات عن دور نشر مختلفة، وهو بهذا المعنى “كاتب شعبي” وصلت أعماله الى المكتبة العربية في “شكل جيّد”.”
ويعتبر مترجم أعمال يوسا إلى العربية أنّ كل كتابات الحائز نوبل للآداب اليوم “أعمالا جميلة حتى أنّ محمود درويش امتدح هذه الأعمال في أكثر من مقابلة و أبدى اندهاشه من تأخر نوبل في الوصول اليه، كما أنّ الروائي المصري الكبير صنع الله ابراهيم -كما كشف علماني– عبّر له شخصيًا عن إعجابه برواية “امتداح الخالة”، وقال: “رواية متكاملة ونموذجية لا يوجد فيها سطر زائد عن الحاجة”.
ونفى علماني أن يكون يوسا نسخة باهتة من أعمال ماركيز، وقال: ترجمت غالبية أعمال كتاب أمريكا اللاتينية وأرى أنّ يوسا له مذاق خاص بل انه كان أسبق من ماركيز في الحصول على الجوائز الادبية الكبرى في أمريكا اللاتينية، إذ برز في عالم الأدب بعد نشر روايته الأولى “المدينة والكلاب”، التي نال عليها جوائز عديدة منها جائزة “ببليوتيكا بريفي” عام 1962 وجائزة “النقد” عام 1963. وتعددت الجوائز التي حصل عليها، وقد كان آخرها حصوله عام 1944 على جائزة “سرفانتس للآداب” التي تعد أهمّ جائزة للآداب الناطقة بالإسبانية.
وكانت الاكاديمية السويدية قد أعلنت اليوم فوز ماريو فرجاس يوسا بجائزة نوبل “بسبب أسلوبه في بناء السلطة وصوره الغنية للأفراد والمقاومة والثورة والهزيمة”.
أدباء مصريون: فوز فارجاس بنوبل تكريس للأدب التجاري
وتباينت ردود أفعال الكتاب المصريين حول فوز الكاتب البيروفي ماريو فرجاس يوسا بجائزة نوبل للآداب اليوم ما بين مؤيد ومعارض. إذ وصف الأديب سعيد الكفراوي يوسا بأنه أحد أبرز كتاب الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية. وقد اختار من خلال نصّه الروائيّ والقصصيّ أن يواجه شتى اشكال الديكتاتورية في العالم وكان دائما فيما كتبه من ابداع يمثل المواجهة الأدبية لأيّ ديكتاتور يحكم بغير عدل، مشيرًا إلى الصداقة العميقة التي ربطت بين يوسا وجارسيا ماركيز. ولفت الكفرواي إلى عدد من أعمال يوسا التي تؤكد تفوقه وتشهد على مقدرته وسموّ موهبته ومنها روايات: “من قتل مولييرو؟” و”حفلة التيس” و”في امتداح الخالة”. وقد تجاوز في الرواية الاخيرة المحرمات والتابوهات الأخلاقية وقدم نصًا مدهشًا يعبّر عن مخيلة كاتب عظيم يستحق الجائزة.
وقال الكفرواي: “تظهر هذه الروايات مدى اهتمامه بالتعبير عن الواقع اللاتيني فضلا عن تميّزه كناقد. ونوّه الكفراوي بكتاب “رسالة إلى روائي شاب” الذي كتبه يوسا وتضمن تأملات في تجربته الروائية الطويلة، وعلى العكس أبدى المترجم أحمد الخميسي تحفظه على فوز يوسا. وقال: “يوسا ليس إلا نصف أديب ولا يرقى بأعماله لمن سبقوه في الفوز بجائزة نوبل”. وهاجم الخميسي كتابات يوسا مؤكدًا أنه أحد الأدباء الذين شوّهوا فكرة الأدب ومعناه بل وحولوه إلى قضايا جنسية. وبالتالي “لا يُعد أديبًا لا من ناحية الأدب ولا من ناحية الأشكال الادبية”. وانتهى الخميسي إلى اعتبار فوز يوسا بجائزة نوبل لهذا العام دليلاً جديدًا على ضعف الجائزة وتكرار ذهابها إلى من لا يستحق، مشيرًا إلى أنها ذهبت في العام الماضى لأديبة ربع موهوبة هي الكاتبة الالمانية هيرتا موللر، التي لا يخرج أدبها عن نطاق اجترار الماضى .
وانتهى الى القول بأنّ جائزة نوبل أصبحت تروّج لمفاهيم في الأدب لا علاقة لها بأي حال من الاحوال بالأدب، لا من قريب ولا من بعيد؛ فما يكتبه يوسا لا يمتّ للأدب بصلة إذ يمكن وصفه بأنه أدب تجاري أو أدب شعبي وهو ما يُسمى الآن بالثقافة الرائجة.
ومن جهته، قال الكاتب محمد البساطي إنّ كتابات يوسا فيها كثير من “اللت” الذي يجعل الانسان يشعر بالملل السريع، على عكس أعمال ماركيز. ووصف البساطي رواية “امتداح الخالة” بالرواية التافهة وفيها الكثير من “العبط”، إذ انها تحكي قصة طفل متعلق بزوجة أبيه والمتأمل للرواية سيجد أنها رواية بورنو ليس فيها أيّ نوع من أنواع المتعة.
وتعجّب البساطي من تجاهل الجائزة لكتاب بقيمة إسماعيل كاداريه وإيزابيل الليندي، بينما تمنح لشخص لا يستحقها مثل يوسا.
وعلى عكس البساطي، رأى الروائي إبراهيم عبد المجيد أنّ فوز يوسا بالجائزة خبر جيد، ووصفه بالكاتب العظيم؛ فأعماله الإبداعية تؤكد أنه أحد أعظم الكتاب المعاصرين”.
9 أكتوبر 2010
إلى شادي: خسارة انه لا يمكنك توليع عجل في خانة التعليقات
9 أكتوبر 2010
ليس الأدبُ أشكالاً يحكمُ عليها وحسب، إنّما هي أيضًا خطابٌ وروح، وجائزة نوبل تراعي الخطاب في أدب من تمنحهم ذاتها، ولهذا تمّ استبعاد الكثير من الأمساء العظيمة تاريخيا بقدر قربها أو بعدها عن الأجند السياسيّة.
فلتتوقف جائزة نوبل عن معيرة ذاتها سياسيا، وحينها لن تسمع نقدًا من شادي أو غيره.
روسا أديب عظيم، وروائيٌّ عميق وفريد من نوعه، ولكنه عنصريّ وصهيونيّ.. وبعيدًا عن المتعة الترفية في قراءة أعماله، لا بدّ من قول موقف تجاهه: لا أهلا ولا مرحبا بأي صهيوني على وجه الأرض.
اقرأوا مقالة جدعون ليفي حوله في هآرتس، أو المادة حوله في موقع عرب 48.
إنسان يعتبر أعضاء أسطول الحرية أعداء لإسرائيل، لن يجدي أحد أدبه..
http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=74451
9 أكتوبر 2010
أخ محسن البيراوي معاك حق. طز في فلسطين، وطز في غزة، وطز في الإكوادور والإكوادوريين (فبحسب فارغاس يوسا دولة الإكوادور لا يوجد لها حق في الوجود وعليها أن تكون جزء من البيرو)، وطز في دور المثقف في السياق الإستعماري وطز في فانون. ألف مبروك لفارغاس يوسا ونحيي الأكاديمية السويدية للآداب على عملها وعقبال العزابية.
8 أكتوبر 2010
الى شادي: من المؤسف ان كل حدث ثقافي يجب ان نحوله الى تظاهرة سياسية. حتى لو كان يوسا صهيوني، هل علينا ان ننظر اليه من فوهة السياسة ليس الا؟؟
انه كاتب ممتاز ويستحق الجائزة، ونحن نريد لكتاب اخرين نحب ارائهم السياسية ان يفوزوا بالجائزة. نتحمل هؤلاء وهؤلاء…
8 أكتوبر 2010
من المؤسف انه لم يتم التطرق إلى النقاط الأساسية التي يجب عليها ان تربك القارئ العربي وتزعجه لفوز فارغاس يوسا بالجائزة:
1. يوسا هو يميني؛ فكان مرشح اليمين النيو-ليبيرالي لرئاسة البيرو عام 1990، وعند فشله انتقل إلى إسبانيا وهناك حصل على الجنسية الإسبانية.
2. بحسب فارغاس يوسا، على السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية (اي من يطلق عليهم اسم “الهنود الحمر”) هجرة لغاتعم وقراهم وأسلوب الحياة فيها والانتقال إلى المدن وتعلم الإسبانية، وهذا بهدف “التطور” و”التمدن”.
3. آخرا وليس أخيرا، والأكثر أهمية بالنسبة لنا، ففارغاس يوسا هو صهيوني، لدرجة انه قامت أو يديعوت أحرونوت أو معاريف، ان لم تخني ذاكرتي، بتسميته “صديق إسرائيل الوحيد في أمريكا اللاتينية” خلال مقابلة معه قبل عام(مع أنه لم بعد يقطن أمريكا اللاتينية وهجر إلى إسبانيا وحصل على جنسيتها، وخلال زياراته ومحاضراته في أمريكا اللاتينية دائمًا هناك تظاهرات ضده داخل وخارج القاعاة).