رمادي كهذه المدينة/ رشا عوالي
هذه المدينة لا تبادلك الحبّ/ الغواني لا يعرفنَ الحبّ/ من قال ذلك!/ وحدهن الغواني من يميّزن الحبّ/ لكن المدينة ببساطة لا تميزك
>
|رشا عوالي|
هذه المدينة لم تكتمل بعد
رغم ادعاءاتهم المتكرّرة
ومخطّطاتهم الساذجة
رغم مساحيق التجميل التي يواصلون نثرها
والأكاذيب التي يواصلون تكرارها.
ليست شابة وليست عجوزًا
هي أربعينيّة ترتدي ملابس غانية
هي بائعة هوى لا يقصدها أحد
إلّا الفارّين من زوجاتهم
أو العاجزين عن الوصول لعشيقاتهم.
<
هذه المدينة ليست استثنائيّة
لا بحر تطل عليه من نافذتك
ولا نهر تأوي إليه حين تسأم
لا مترو تختبئ بين مقاعده
لا مكان تتوقف فيه لتحتسي القهوة فيما تراقب الآخرين
الآخرون لا يتجاهلونك هنا
فأنت محطّ الأنظار والظاهرة التي تربك رتابة اليوم
الجدران الرماديّة تصفعك من كل ناحية
شوفيرية التكاسي يواصلون تذكيرك بوجودهم
وحين تأوي إليهم لا تعجبهم وجهتك
فتغادرهم باعتذار مقتضب وبرغبه عارمة لافتعال شجار.
<
هذه المدينة لا تبادلك الحبّ
الغواني لا يعرفنَ الحبّ
من قال ذلك!
وحدهن الغواني من يميّزن الحبّ
لكن المدينة ببساطة لا تميزك.
<
درجة الحرارة تجاوزت الثلاثين
وأنت أيضًا تجاوزت الثلاثين
أين كان عقلك حين واصلت الحياة
لطالما ظننت أنك لن تفعل
في الواقع ربما لم تفعل
فأنت لم تعد تشبه نفسك
صرت تشبه هذه المدينة.
<
لست استثنائيًّا
أنت رماديٌّ تمامًا كهذه الأبنية
قد يخدعهم مظهرك
والقلادة التي تتدلى من عنقك
الضحكة التي تطلقها من حين لآخر
كوب القهوة الورقيّ في يدك
الثقة المفرطة التي ترتديها
لكنك وحدك تعرف الحقيقة وتعرف
كم تشبهك هذه المدينة
وتعرف كم أنت رماديّ-
رماديّ لم تكتمل بعد.
19 أغسطس 2017
هل يُسمى هذا شعرًا؟
هو تخيُّلات واح يُهذرب ..