رحيل الفنان المسرحيّ الفلسطينيّ رياض مصاروة
رحل مصاروة عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد حياة مليئة بالانتاجات المسرحيّة، وهو يُعدّ من أعمدة المسرح الفلسطينيّ وروّاده ■ في عام 2015 اختير شخصية العام الثقافيّة في فلسطين ■ سيشيّع جثمانه من بيته في حيّ بير الأمير بالناصرة إلى جامع النبي سعين، ثم إلى المقبرة الجديدة، وذلك يوم غد الأحد (19 حزيران) عند صلاة العصر. وستقبل التعازي في بيت الفقيد في حيّ بئر الأمير، وابتداءً من يوم الأربعاء في الطيبة في بيت أخيه شحادة حسن مصاروة
|خدمة إخباريّة|
غيّب الموت اليوم السبت (18 حزيران) الفنان المسرحيّ رياض مصاروة، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 68 عامًا. وسيشيّع جثمانه من بيته في حيّ بير الأمير بالناصرة إلى جامع النبي سعين، ثم إلى المقبرة الجديدة، وذلك يوم غد الأحد (19 حزيران) عند صلاة العصر. وستقبل التعازي في بيت الفقيد في حير بئر الأمير، وابتداءً من يوم الأربعاء في الطيبة في بيت أخيه شحادة حسن مصاروة.
ولد رياض مصاروة في الثامن من كانون الثاني عام 1948 في قرية الطيبة في المثلث بالداخل الفلسطينيّ، وأنهى دراسته الابتدائيّة في قريته، والثانويّة في مدرسة زراعية قبل أن يسافر إلى ألمانيا الشرقية، وهناك درس الكتابة المسرحيّة في معهد الفنون المسرحيّة، حاصلًا على درجة الماجستير.
عمل بعد تخرجه مديرا للمركز الثقافي البلدي في مدينة الناصرة، فيما ألّف وأخرج الكثير من المسرحيات، وترجم مختارات من أعمال برتولد بريخت من الألمانية إلى العربيّة، ونشرها في مجلتي الاتحاد والجديد. ومن أبرز إنتاجه المسرحيّ مسرحية «رجال في الشمس» عام 1979، عن رواية الروائي الفلسطيني غسان كنفاني. في عام 1982 خرج من الناصرة بمسرحية «الطفل الضائع»، تلتها عام 1983 مسرحية «محطة اسمها بيروت»، ثم مسرحية «جيفارا أو دولة الشمس» المترجمة عن مسرحية للكاتب الألماني فولكر براون عام 1986، بينما أنتج أغاني غجرية مترجمة عن الألمانية بعنوان «أفعى الحب» عام 1983.
كثّف مصاروة في السنوات الأخيرة كتاباته الأدبيّة أيضًا وأصدر روايتين في السنوات الأخيرة، هما “كابوس الأرض اليباب” و”ملهاة الألم”. لقراءة مقالات مصاروة الأخيرة في قديتا يُرجى الضغط هنا.
اختير مصاروة العام الماضي شخصية العام الثقافيّة في فلسطين- 2015، وكانت له في سنوات التسعين والألفين إنتاجات وأعمال مسرحيّة عدّة، منها «سرحان والسنيورة»، و”بؤس ورعب الرايخ الثالث” و«راشيل كوري».
مصاروة: في العمل الفني لا يوجد حظ، إما أن يكون جيدا أو سيئا، من الممكن أحيانا أن تكون الاختيارات السليمة هي التي تساعد على النجاح… على المخرج المسرحي أن يعرف كيف يختار العمل المسرحي في الوقت المحدد وفي الزمن المحدد، وهذا هو سرّ النجاح حسب اعتقادي
وفي تقرير صحفيّ نشره الصحافي يوسف الشايب في صحيفة “الشرق الأوسط” في 1 نيسان/ أبريل، جاء: “كانت أولى تجارب مصاروة التمثيلية حين كان في الصف الثامن الابتدائيّ (14 عاما)، حين التحق بمدرسة زراعية، طلب منه معلمه الانضمام لحلقة درامية لتقديم المسرح، وبعدها التحق بكلية المسرح في إحدى مناطق الداخل الفلسطيني المحتل، قبل الحصول، كما يقول، على منحة من الحزب الشيوعي لدراسة المسرح في ألمانيا الشرقية، وهي الدراسة التي أنهاها في عام 1977، مشيرا إلى أنّ «رجال في الشمس» كانت أولى مسرحياته، وشهدت نجاحا جماهيريا كبيرا ما يزال يتذكره كل من شاهد العمل”.
في عام 2015 اختير مصاروة شخصية فلسطين الثقافية لذلك العام، وقال في التقرير وقتها: «الطريق لم تكن سهلة، ليس لي فقط، بل لزملائي في تلك الفترة، أي في نهاية سبعينات القرن الماضي، حيث كانت الإمكانات المادية شحيحة جدا، ولكن رغم ذلك استطعنا، مع إمكانات محدودة أن ننجز الكثير من النجاحات.. وحسب اعتقادي فإن الفضل يعود في ذلك للجمهور الذي كان مسيّسا ومثقفا، ما ساعد كثيرا في العملية الفنية التي خضتها أنا وأبناء جيلي”. وأضاف: «نعم كانت هناك نجاحات وورود، لكن بالمقابل كانت هناك إخفاقات وإحباطات وأشواك وأحجار، وكلّ المصطلحات التي تندرج في هذا الإطار، لكن التصميم والإرادة جعلانا نمارس الفنّ بنهم وعزيمة ونصل إلى تحقيقِ إنجازاتٍ تُسجل. والفضل الكبير يعود للعمل الجماعي الذي ميّز أبناء جيلنا”.
وجاء في التقرير المنشور في “الشرق الأوسط”، أيضًا: “من أشهر مقولات مصاروة: في العمل الفني لا يوجد حظ، إما أن يكون جيدا أو سيئا، من الممكن أحيانا أن تكون الاختيارات السليمة هي التي تساعد على النجاح، فاختياري في عام 1977 لمسرحية «رجال في الشمس» كان اختيارا صائبا وضروريا، لهذا السبب كان هناك نجاح هائل للمسرحية.. على المخرج المسرحي أن يعرف كيف يختار العمل المسرحي في الوقت المحدد وفي الزمن المحدد، وهذا هو سرّ النجاح حسب اعتقادي، ولا تكون الاختيارات عشوائية بل مدروسة. وفي حديث صحافي سابق معه، وصف مصاروة عمله المسرحي الأخير «راشيل كوري» بأنه «من أهم وأفضل الأعمال، حيث تطورت علاقة خاصة بيني وبين النص وبيني وبين الشخصية، وعندما تسأل أيّ فنان عن أفضل عمل، تكون الإجابة صعبة جدا، فكل عمل له ميزته، وله وجبة حب خاصة من قبل الفنان… بخصوص المميز في العمل فأعتقد أنه يشير إلى الشخصية غير العادية، راشيل إنسانة حقيقية استشهدت وضحّت من أجل الشعب الفلسطيني وقتلت تحت عجلات البلدوزر وهي تحاول أن تمنع الجنود الإسرائيليين من هدم بيت فلسطيني في قطاع غزة. والمسرحية كانت مبنية على مذكراتها، وكانت الصعوبة أن نصل إلى ما قصدت به راشيل، ماذا كان في قلبها وذهنها؟ وماذا كانت تقصد من وراء الكلمات؟
.
■ مقالات مصاروة الأخيرة في قديتا.
19 يونيو 2016
رحمه الله وعوض المسرح والحركة الثقافية على خسارتنا بوفاة رياض مصاروة الذي قدم في حياته أعظم الآعمال الفنية ! له الرحمة ولعائلته الصبر وحسن العزاء