رأس السنة؛ وما جنيت على أحد/ مجد كيّال
ويليام سحسوح (عاطل عن العمل منذ إلقاء القبض على أكبر ثلاث صفقات حشيش في البلاد)، وسانكرو (هارب من الحبس المنزلي).. ما الذي يفعلونه هنا، أمام منصة الباليه، بحق السماء، ما الذي يفعلونه!
رأس السنة؛ وما جنيت على أحد/ مجد كيّال
|مجد كيّال|
في ليلة بردٍ قارس، ليلة واحدة قبل ليلة رأس السنة، يصخب المهرجان الإحتفالي. إلا أني لم أهيئ نفسيّتي للرقص والاحتفال ليلة قبل “الليلة الكبرى”، فلم أكن إلا متفرجًا يقيّم المهرجان.
لم أستطع التقييم، إلا أن منال (سمراء من وادي النسناس) ضحكت ضحكة عاليا، لأنها خلافًا للعام السابق، تستطيع أن تهز مؤخرتها الكبيرة في الشارع إحتفالا ببداية العام الجديد، دون أن يتجمهر حولها الـ”قرويستيم” الذين يأتون للإحتفال بنهاية العام الحالي، فقد خدعهم رئيس البلدية، ونظّم المهرجان في ليلة سابقة.
روكسانا (شقرا من هكارميل هتسرفاتي) عادت إلى بيتها غير ثملةٍ وعابسة؛ لم تجد من يدفع عنها الحساب مقابل لقب “بِطلَع مع روسيّات”. ، فقد خدعهم رئيس البلدية، ونظم المهرجان في ليلة سابقة.
*
في ليلة بردٍ قارس، في الشارع الحيفاوي، سُكارى يحرق كبدهم “شوت” الوسكي، وسمراوات يتصببن عرقًا من رقص التانغو، وجميلات روسيا يصطدن القبل من الحبيب. في مخيلة المراهقين تشتعل الـ”فَنطَزَة” كلما مرت مراهقة تدفئ صدرها بمعطف فاخر، وفخذيها بالعيون
في ليلة بردٍ قارس، على طرف الشارع الحيفاوي، امرأة مُحجبة تبيع المثلجات.
من سيشتري مثلجات في ليلة رأس السنة؟
*
في ليلة بردٍ قارس يكتظ الآلاف عند منصات الرقص، عربية وعبرية وأجنبية على حدٍ سواء.. وفي زاوية بعيدة من الشارع منصة صغيرة تلمع بألأبيض والوردي؛ عرض باليه!
وأنا، وسط منصّة تعزف “دبِّك دبِّك دبّيكي اسمالله عليكي اسمالله عليكي”.. وأخرى تعزف أغاني “ديكاؤون” عبرية.. وأخرى تبث موسيقى الترانس.. تصدمني منصّة باليه. لم يكن الباليه من هواياتي يومًا، لكن شيئا ما، قد يكون تميّز العرض وسط كل هذا، شدني إلى هناك، حيث وجدت الصدمة الحقيقية.
ماذا يفعل هنا، بحق الجحيم، كل هؤلاء؟! أصدقاء طفولتي، وأبناء حارتي، على العين والرأس.. ولكني لا أفهم أي شيء. سُمعة نجار (الذي ودّعنا إلى الإصلاحية منذ الصف السادس)، نمر مولكا (الذي ضُبط متلبسًا في الصف التاسع يمارس الجنس مع معلمة الإنجليزية العجوز)، ويليام سحسوح (عاطل عن العمل منذ إلقاء القبض على أكبر ثلاث صفقات حشيش في البلاد)، وسانكرو (هارب من الحبس المنزلي).. ما الذي يفعلونه هنا، أمام منصة الباليه، بحق السماء، ما الذي يفعلونه!
بعد أن تعانقنا وعادوا للتمعن بالعرض سألني سُمعه: “ولا كِنَّك كملت تعليم؟” أجبت، ثم قبل أن أُخرِج السؤال الخانق من فمي قال مولكا: “شُفت؟”
سألت: “شو؟”
ردّ: “بيَّن كلسونها.”
*
قبل خروجي من المهرجان، التقيت رنين زميلتي في الدراسة مدة اثني عشر عامًا. سألتها عن الجميع. حدثتني عن لُبنى، قالت أنها “مش بس حبلى، بالشهر الرابع كمان..”، وعن رائد أنه “مفظّع بالأردن” وعن سلام، قالت أنه “صار معمِّر”، ثم أتت زميلة أخرى، نجلاء، واستعجلت رنين.. لأن بعد لحظات ستبدأ أغنية “جمهورية قلبي”، إلا أن رنين توقّفت كأنها تستعيد معجزةً جميلة: “ولك مقلتلكاش!.. راني صار يدق دربكة مع زُهير! قبل جمعتين طلع أوّل سهرة عروس بالناصرة!”
فوقفت نجلاء، حبيبة راني الأزلية وسألتني بتملق: “وانت شو بتتعلم؟”
فدار المهرجان بي؛ منال، وروكسانا، ودبّك دبّك دبّيكي، ونمر مولكا، والترانس، وبائعة المثلجات، والباليه، وبابا نويل، والتراتيل، وأغاني الديكاؤون، وسانكرو والسحسوح ومعلمة الإنجليزية العجوز..
ثم أجبت: “فلسفة.. بالقدس.”
6 يناير 2012
شو بالنسبة لإبن صفك اللي مكيف بالأردن ؟ انو كيف يعني مكيّف؟ بتخيل انه المقصود طلع يتعلم مع توفر امكانية التكييف !
مجد حبيبي، مإنت مكيّف بالقدس برضه ..
وشو يعني ازا بتتعلم فلسفة بالقدس؟ افلاطون يعني ؟ فلسفة عادي متلها متل كتير مواضيع، ملان طلاب بتعلمو معك بالجامعة، فلسفة وغيره,, وبرضه في “قرويستيم” بالجامعة، ومتفوقين هناك..
سعاد اللي نازلة لأولاد صفها، وين الغلط بإنه ابن المحامي يتعلم طب؟ او بالقدس؟
الزواج المبكر ظاهرة متعفنة ومش رح اناقش فيها، بس بالعالم في كتير ناس مش دابحين حالهن يتعلمو، مش متوفرة معهم كل الإمكانيات انهم يتعلموا، ابتداء من العلامات للوضع “السوتسيوإكونوميك” لأهمية الثقافة عندهم . مش مفروض ع أيه حدا بدوش يتعلم انه يروح يتعلم ولا حتى فلسفة بنواكشوت. بس عشان يرضي خاطرك وخاطر ايه حدا حاسس انه كل العالم لازم يتعلم ..
1 يناير 2012
رهيب
20 يناير 2011
قروسطي
[صفة] متعلق بالقرون الوسطى
9 يناير 2011
يا جماعة.. مش هاد موضوع النقاش..
وأكيد اللي كتبوا مجد مش هدفه يوصّل لهاي المحلات ولا لهاي النقاشات..
نجم الظهر:
مجد ما انتقد أهل القرى بس.. تنساش إنو أغلب النصّ بحكي عن ولاد صفّو اللي هني من حيفا.. بحكي عن كيف صاروا ووين صفّوا بالآخر!! الانتقاد لأهل القرى كان بجملة وحدة اللي هي بسياق كل الظواهر اللي انتقدها الكاتب.
فبلاش تصير الموضوع.
غير إنو واضح إنو مفشّ تعالي، الانتقاد هو مش تعالي.. بالعكس. هو بهدف التصليح.
8 يناير 2011
يا قروستي : هدا اسمو تعميم واراء مسبقة وتعالي ، ما شاء الله عليكو بحيفا انتو لا بغريكو كتف ولا صدر ولا فخاد انتو ارقى من هيك ، انتو بتدوروش عالروسيات ولا بتحكو مع عربيات عشان هيك بتعطوا منبر لالاف المثليين بحجة الانفتاح ممكن اعرف كيف بتصرفوا بحضارة؟ لما بتكون معك بنت بتدفع هي عنك؟ ثم عن اي كبت قروي بتحكي؟ انتو عايشين قبل 70 سنة ومنحصرين باحيائكم المكبوتة سياسيا وفقر غالبيتكم
نحن نعمل ونتعب ونخرج من قرانا الى كل مكان وانتم متقوقعون في احيائكم وتعايشكم الزائف مع اليهود
احنا منضحك عليكو لما بتقولو قرويستيم ! منضحك عليكو لانكو مساكين ! بس اذا بربي شعري زي المسيح وبحط حلقة بمنخاري بكون حضاري بنظركو واذا بقعد بفتوش وبتعالى عن المقاهي الشعبية بكون حضاري بنظركو واذا بعرفش 5 انواع كوكتيل وطبخات فرنسية وشوية انكليزي فانا مش حضاري بنظركو واذا بمشي مع روسيات مش حضاري واذا مع عربية مش حضاري واذا مع شباب بكون همجي ، هدا اسمو مرض جنون العظمة
7 يناير 2011
نجم الظهر: اه القروستيم بتجمهرو على وحدة ازا بين جزء من كتفها حتى، عالأقل بصيرو يبحلقو، وبدفعو زي الهبلان الحساب عن الروسية وبعملو حالهن رب الروسيات! هاي مش قضية تعالي، هاي حقيقة، اللي سببها الكبت القروي.
يبقو لما يتصرفو بحضارية أكتر ساعتها محدا بنتقدهن. طبعًا في استثناءات.
7 يناير 2011
اختي القرويستية اعلمي ان القصد لم يكن التباهي بعدد البنات انما بكفي اراء مسبقة وتعالي على اهل القرى ولكو عيب !! متعتبروش نفسكو ارقى او ارتب او اغنى يعني بشو احسن كل اللي حكى عنهن من اهل القرى؟
المشكلة انو صاير طبعكو متل اليهود بتحبو تعالو عالناس ومفكرين انكو الواحد فيكو بس هو بالعالم موجود
6 يناير 2011
حبيت التطرق بالمقال لكتير أزمات بنعاني منها متل ضياع الهوية والكبت، وانعدام الاطر وكلو من خلال وقفة ليلة راس السنة.
شكرا مجد
6 يناير 2011
نجم الضهر بدي أسالك: اذا كنت بتعرف بنات عقد شعر راسو -لمجد- شو يعني؟ بشو فخور انتي؟ انّو عم بتجمع فيهن؟ واللي معو بنات أكتر بكون زلمة اكتر؟
بتخيل هاي بالزبط النفسية اللي بحكي عنها الكاتب!!
5 يناير 2011
القرويستيم اللي كل مرة بتجيب سيرتهن بمقالاتك تعلموا قبلك فلسفة بالقدس وتل ابيب وحيفا ومعهن مصاري قدك على 10 مرات وبعرفوا بنات قد شعر راسك وبسهروا بكل مكان ياسرائيل مش حيفا هي عالمهن وبس
المشهد الذي صورته مبالغ فيه ، هل وحدك من تعلم بين اصدقائك والباقي عفرينيم؟ هل كل العرب كذلك؟
4 يناير 2011
هذا اول مقال لك اشعر انه جميل
رائع ابدعت
معبر
فيه كثير مني
أعجبني كيف وصفت “ما جرى لزملائك ”
كنت أيضا سأقول الشيء ذاته عن زملائي وزميلاتي
“لمياء دخلت الاصلاحية لانها سرقت محل هدايا كانت تعمل فيه ”
احمد لديه لحية كطوله لا يعرف معناها قريبا سيصبح ابا وحاجا بالرغم من انه لم يبلغ ال 21 بعد
لبنى حامل بصبي ، ولديها الان صبي عمره سنة ونصف وتخلت عن حلمها بالتعليم بالرغم من عقلها الذكي اضافة الى كونها زوجة شيخ جليل يكبرها بعقد او اكثر
عبدالجبار المعطي لا سبيل امامه الا سرقة بيت اخته في الضفة لتوفير جرعة الحشيش
سلام الكنسوح في حيفا ضمن القوراويستيم الذين كانوا في الليلة الغلط هناك ، سكر ووجد روسية كيف عليها
جوجو ابن المحامي في الاردن طب يدرس
ربيع ابن الدكتور يدرس في القدس طب
نادية بنت الحارة القديمة تدرس بالقدس طب اسنان
بنت المدير تدرس بالجامعة العبرية ايضا
اما عن حنين ، فايضا تزوجت وتلبس النقاب ايضا. وحامل بالثالث.
3 يناير 2011
* نقطة تنوير
3 يناير 2011
بكل صدق لقد وقفت من مكاني عندما قرأت الجملة الأخيرة، لقد كان لها وزنًا يعادل النص كله، وكأنها أعادت تشكيله من جديد. إنها “نقطة نتوير” ذكية جدًا ومعبرة جدًا.
أحييك
أشكر زيوس على أنه هداني أن أقضي ليلة رأس السنة في ترجمة مقال ممل بدلاً من الخروج “للاحتفال” في حيفا وسط المؤخرات المصرّة أبدًا على الانكشاف رغم برودة الطقس.
(مع احترامي وتشجيعي على كشف المؤخرات- اقتضى التنويه).
3 يناير 2011
هل هدف الجملة الاخيرة كان للاستعلاء فقط؟
طريقة كتابة جيدة ومضمونا لا تختلف عن الكتابات السابقة للكاتب.
3 يناير 2011
تصوير جميل لما حولنا.. مبدع كعادتك..
3 يناير 2011
كتابة ممتعة، ذكية، مثيرة للضحك والابتسام، قوية ببساطتها الجميلة.