“غزّة في القلب”… صفعة للانقسام.
أمسية “غزة في القلب” فعل سياسي بزي أمسية فنية، تنظمها مجموعة من الشباب الفلسطيني ويشارك فيها عدد من الفنانين الملتزمين لأجل جمع أكبر قدر من الدعم المادي لجرحى العدوان الإسرائيلي في مستشفيات رام الله.
“غزّة في القلب”… صفعة للانقسام.
|مجد كيّال|
كم من شأن يخطر في بالنا يوميًا؟ عمال المناجم في تشيلي، وقف الاستيطان، الخدمة المدنية، توسيع الاستيطان، الاحتباس الحراري والمطر اللعين الذي لا يأتي ومرة أخرى وقف الاستيطان.. نستطيع العد إلى الأبد.
لكن الشؤون التي تدفع نحو التفكير الدائم، القلق الدائم، الوجع الدائم والخوف الدائم، ليست الشؤون التي تمر في البال عند مرورها على عناوين الصحف، ليست الشؤون التي “على البال..” بل هي الشؤون التي تنخر عميقًا فينا وتعيد صياغة وعينا الأساسي لكوننا بشرًا… إنها الشؤون والقضايا، الصور والأحداث التي تربض عميقًا “في القلب”… وهي ذاتها التي تندفع في كل لحظة للإجابة عن سؤال واحد: “ما العمل؟”
منذ المجزرة الوحشية في غزّة يرقد عدد من جرحى العدوان في مستشفيات مدينة رام الله بأوضاع معيشية وصحية قاسية وسط إهمال ومماطلة وتقاعس “الجهات المعنية” في رام الله.. لا جديد، ها؟ “رام الله” –ونقصد نخبها التي تدعي القيادة السياسية وتتحمل مسؤوليتها- تترك أختها تذبل وحدها حتى الموت.. مرة أخرى بعد أن اكتفت بشعار “غزة على بالي” وأضاءت الشموع وتغنّجت حدادًا كالأرملة المراوغة، ولم يكن ينقصها إلا رقصة فالس حول دوّار المنارة على أنغام أغنية “حزاينيّة تلهلب العواطف” تنتهي بلازمة الشعار “غزّة على بالي”.
إنه الخرف الفلسطيني الجديد؛ أن يُعامَل فيها الفلسطيني في مدينة فلسطينية غير مدينته معاملة اللاجئ السوداني في إسرائيل… إنها حال الانفصام المهين المهيمن على الواقع والوعي: إنه الإنقسام.
أمسية “غزة في القلب” فعل سياسي بزي أمسية فنية، تنظمها مجموعة من الشباب الفلسطيني ويشارك فيها عدد من الفنانين الملتزمين لأجل جمع أكبر قدر من الدعم المادي لجرحى العدوان الإسرائيلي في مستشفيات رام الله. لذا، فان التجند للمشاركة والدعوة للأمسية بالرغم من ضيق الوقت ضرورة وواجب، لأن الرسالة التي تختبئ في هذا العمل المتواضع تكبر وتصبح أوضح وأقوى في ظل الخمول الوطني، القومي والعالمي المخزي.
ليست أمسية “غزّة في القلب” نوعيًا خارقًا، إنه أضعف الإيمان في الفعل السياسي ضد العدوان الوحشي على شعبنا، لكن “غزة في القلب” دون شك صفعة مدوية تذكّر بأن مكان غزة ليس عابرًا “على البال” بل متجذرًا “في القلب” لأنه يُشتق من مكانة غزة ومكانها في صلب القضية الفلسطينية؛ القلعة التي لم تنكسر، والشوكة التي تمتهن وخز وعينا في كل لحظة يتغلب فيها الواقع السياسي البائس المهزوم على معاني إنسانيتنا الأولى.
“غزّة في القلب”
الخميس، 25.11.2010، تمام الثامنة مساءً في مسرح الميدان- حيفا
يشارك في الأمسية العمل المسرحي المركزي “مونولوجات غزة”- إنتاج مسرح عيون في الجولان المحتل، الممثلة لنا زريق في مقطع من مسرحية راشيل كوري. كما ويشارك كل من الفنان علاء عزام- عود وغناء، الفنان نايف سرحان- إيقاع، والفنانة رنا حداد- غناء في فقرة موسيقية، تضاف إليها أخرى يقدمها الفنان مضاء المغربي. ويتولى الفنان عامر حليحل عرافة الأمسية.
سعر التذكرة 50 شاقلا، عدى صندوق التبرعات الذي سيكون مفتوحًا عند مدخل القاعة.
الأمسية برعاية: جمعية الجولان للتنمية، مسرح عيون- الجولان، فتوش مقهى وفن، مقهى إليكا، موقع قديتا، مجلة ترفزيون، صحيفة الاتحاد، المصمم الغرافي بسام لولو.
للحجز والاستفسار:
0509118584 / 0528670847 / 048641871