خُبز الخديعة/ خليل ناصيف
أنا مُغرمٌ بالأساطير أكثرَ من الأسِرَّة/ بوحشيّة الصّياد أكثرَ من لَحم الطّريدة../ عَشيقاتي دَمَويّاتٌ.. مُسلّحاتٌ بالتّفاحِ والسّكاكين/ كُلّما سَئِمن الحروب/ قطّعن جسدي/ وَتقاسَمن قلبي/ وَشَرِبنَ دَمي نخبًا/ للشراكة
>
|خليل ناصيف|
1
هذا البياضُ
موتُ رَسّامٍ
غفوةُ كاتِبٍ بين روايتيْن
أصابعُ مَولودةٍ..
عظامُ مَوتايَ.
هذا البياضُ
حليبُ غَزالةٍ مِن وَرَق
وأنا ظَبيها الجائع
حدّ التهامها.
2
أنا مُغرمٌ بِدُروعِ المحاربينَ المَوتى
أفكّ الصّدأ عن السيوف وأقدّمُها لأشباحِ النساء..
أنا مُغرمٌ بالأساطير أكثرَ من الأسِرَّة
بوحشيّة الصّياد أكثرَ من لَحم الطّريدة..
عَشيقاتي دَمَويّاتٌ.. مُسلّحاتٌ بالتّفاحِ والسّكاكين
كُلّما سَئِمن الحروب
قطّعن جسدي
وَتقاسَمن قلبي
وَشَرِبنَ دَمي نخبًا
للشراكة
3
ذئبةٌ تُطاردُ بقرةً وحشيّةً
لمحتُها في الرابعة صباحًا (فجرًا) تقرأ شواهدَ القبور.
عند شروق الشمس
خَلَعت جسدها
صَنعَت من عظامها قوسًا
اخترقت صدري
ورَمت نفسها في عيون الصباح.
أنا رجلٌ
تَنقُصه ذئبة
وفي رأسه ترعى بقرة وحشية
4
هل زرعوا العدم
كي تنبت السنابل فارغة؟
ليُعَذبوا الحصّادات
ليكسروا عادة النمل كلّ صيف
ليخلقوا نساءً شبحيات
يمارسنَ الحبّ المزيّف مع خواء الحقول
وفي الصباح يَخبزن الخديعة
.
على الجسر حارسٌ جائع
ثملٌ بما يكفي
ليَقبَل أرغفةً وهميّةً
وقِربًا من ماء القشّ على سبيل الرشوة
ويسمح لهنّ بالمرور
فيحصدنَ قلبي المعلّق على شبابيك الخَريف
.
زرعوا العدم
ليصنعوا حفرةً
للقمح
للنمل
لقلوب النساء الطيّبات
اللاتي وزّعن الخبز السّاخن على الرجال الضائعين
فأكلهُنّ الجوع
والخيبة
5
ها هو أنفي يسقطُ
يتدحرجُ بجانب أصبعي الصّغير
سأتفكّك
في مناقير الطيور المسنّة
التي لم تهاجر هذا الشّتاء
.
في يومٍ لا تذكره بقايا دَماغي
جئتُ هنا لاصطادَ
ثم
أغوتني سمكة وردية
.
تركتني
فاغرَ الفم من الدَهشة
عضّت لساني
تركتني أتجمّد وقفزت في الماء.
.
عيني اليمنى تسقط في معدة سمكة
أراني في جليد البركة
كتلةً مخيفةً
أكثر من جوع الطيور
أكثر من النار في عيون الذئاب.