جوليانو… رحيل نبي الحرية!/ ثائر ثابت
أيها النبي، الحالم، العاشق، الطامح لهدايتنا برسالة الحبّ والحرية، من سيحمل بعدك رسالتك، ومن سيصرخ في وجه الحياة، ومن سيتمرّد على خشبة المسرح، ومن ومن؟؟
جوليانو… رحيل نبي الحرية!/ ثائر ثابت
|ثائر ثابت|
جوليانو، عذرًا عذرًا… نحن لا نجيد فنون الرثاء ولا الكلام الجميل ولا النهايات المفرحة. بيد أننا -وفي حضرة الرحيل- كشفنا عن وجوهنا قناع قسوتنا البشعة، قتلناك، صلبناك يا “نبي” الحرية، مع أننا انتظرناك لتخلصنا، لتحررنا من وجع الحاضر.
هل رأيتموه هناك يرمم صدأ أرواحنا، ويعجن صلابة قلوبنا بنبيذ المحبة، واليوم يصلب نبيًا قبل أن يكتمل صعوده إلى آخر درجة في سلم الحلم؟!
كان، وكم نكرهها صيغة الكان، الماضية، الناقصة، بل سيبقى كما كان، فلسطينيًا قادمًا من فلسطين الأم التي لم نعرفها إلا بصراخه في مسرح جنين: “حرية”. وهل من صرخ للحرية يومًا يموت؟ لا تصدقوا الموت إنه يخدعنا، وهناك ما يزال الصغار يصرخون حرية.. حرية.. حرية.
أيها النبي، الحالم، العاشق، الطامح لهدايتنا برسالة الحبّ والحرية، من سيحمل بعدك رسالتك، ومن سيصرخ في وجه الحياة، ومن سيتمرّد على خشبة المسرح، ومن ومن؟؟
ماذا سنقول لأطفالك حين يأتون إلى مخيم جنين؟! ماذا سنخبرهم عندما يسألوننا عن صدى صوتك المعشّش كطائر السّنونو في الردهات، ودمك النازف على الطرقات؟! ماذا سنجيبهم عن فصيلة دم القاتل الذي هرب في قعر البئر المعتمة؟! وكيف سنشفع لأنفسنا وقهرنا وقسوتنا وألمنا؟ كثيرة هي الأسئلة الممزوجة بالحسرة والوجع، وقليلة هي الأجوبة التي نخاف من لونها وصدقها وحقيقتها.
قاسٍ جدًا أنت أيها الموت، المجهول. تصلبنا وتشرب من سلاف جماجمنا ساديتك… ونثمل نحن من كأس قهرنا. لكن حين يرحل الانبياء هل من طعم للحزن، للخوف، للموت؟
سلاماً على روحك أيها “النبي”. ربما لم يفهم البعض رسالتك، لكننا كلنا عرفناك اكثر، وأحببناك دومًا، وصرخات الصغار في مخيم جنين ستظلّ تهتف باسمك وحريتك إلى الابد!
(الكاتب صحفي فلسطيني)
19 مايو 2011
فنان رائع, مبدع, انساني, قدم الكثير الكثير لابطال مخيم جنين..ولشعب فلسطين.. قتل هدر ومات مغدور وهذه خسارة لنا وعارٌ علينا اذا كان القاتل منا.. ولكنه ليس نبي ولا رسول مع انه قدّم رسالة تستحق كل الامتنان والتقدير.