تعليق| هَطرٌ في بلادي/ هشام نفاع
عن سياسي إسرائيلي تقلقه عبارة “الرحلة القادمة إلى تل أبيب تنطلق الآن”..*
تعليق| هَطرٌ في بلادي/ هشام نفاع
|هشام نفاع|
هناك عضو برلمان إسرائيلي، يُدعى داني دانون، يريد إطلاق “ستارت أب” من الوزن الثقيل، وزن الفيل، وزن الكركدنّ، وزن الحوت الأبيض (وغريندايزر!)، كونه سيغيّر معالم البلاد الجغرافية بكبسة زرّ.
هذا العضو العبقري قلقٌ من أن مسافري العالم يقرؤون في المطارات عبارة “الرحلة القادمة الى تل أبيب تنطلق الآن”، لأن هذا يترك الانطباع بأن تل أبيب هي عاصمة دولته. (وكأن هذه الحقيقة الفعليّة غير واضحة كالشمس).. وهنا تفتّقت رماديّات مخّه الفذّ عن اقتراح يقضي بتغيير العبارة لتصبح: “الرحلة الجوية القادمة الى أورشليم تنطلق الآن”.. هكذا! وطز في علم الجغرافيا.
أي أن أورشليم التي تنمو بشكل سرطاني من خلال المشاريع الاستيطانية التي تجعلها تمتد شرقًا في عمق الضفة الغربية ستتفشى مع هكذا اقتراح، معنويًا حاليًا، لتصل إلى اللد غربًا وقد تصل البحر المتوسّط لاحقًا، من يدري..
هذا السياسي الإسرائيلي المتوسّط يرى في اقتراحه “تعزيزًا لمكانة أورشليم كعاصمة أبدية لدولة إسرائيل”، بحسب تعبيره. وقد توجّه فعلا إلى رئيس منظمة الطيران الدولية (المسؤولة عن تعريف المطارات الدولية وما ينشر على لوحات الإعلام فيها) برسالة رسمية تحمل هذا المطلب المضروب على دماغِه.
وبما أننا نتحدث عن اللافتات، يبدو لي أنه بات من المُلحّ والضروري الخروج في حملة لافتات مكثفة تقول: “الحذر الحذر! الإفراط في الصهيونيّة يؤدي إلى الهطرْ”. (والهطر كالمعروف هو أحد الأقرباء “اللّزم”، للهبل).
10 ديسمبر 2011
المقال مفاجيء لأن كاتب المقال يكتب عادة مقالات اكثر وعيا واكثر موضوعية مع لغة اكثر محترمة