“بوكر طـُوف” دَكتور/ هشام نفّاع
من المُحرج ان يتوصّل الكاتب الى استنتاجه الانشطاريّ بناء على معطيات حكومية جافة، وبحثٍ قد يكون مثيرًا ولكن من السّخف اعتماده بهذه الإطلاقية الضّحلة.
ألا يجدر بالقارئ أن يفكّر في المعطيات التي يقرأها، بمعنى السبب الذي أنتجها؟
“بوكر طـُوف” دَكتور/ هشام نفّاع
|هشام نفاع|
هذه اللغة التي أكتب بها الآن هي السبب في كافة مصائب العرب. فهي، خلافًا للعبرية، هائلة التعقيد وعسيرة على الفهم. بل إن استخدامها قد يقود الى الضحالة اللغوية والضحالة التفكيرية. وهي تشكل السبب، جزئيًا، في عدم تبوّؤ جامعات اسرائيل مكانة متقدمة في تدريج مستوى الجامعات؛ وهي السبب المطلق في أن الجامعات العربية ليست ضمن الجامعات الخمسمائة الأفضل في العالم. لذلك، فقد آن الأوان لترك التدريس بها.
هذه هي خلاصة المقالة التي نشرها (بالعبرية) د. سلمان مصالحة هذا الأسبوع. فقد قرأ معطيات لوزارة التعليم عن مستوى تحصيل الطلاب في اللغات ووجد أن من يتعلم بالعربية وضعه “كارثيّ”. وقرأ بحثًا أشار الى أن النصف الأيمن من الدماغ مرتبط باكتساب القراءة بالعبرية والانجليزية ولكنه منقطع تمامًا في حالة العربية “بسبب تعقيد اللغة العربية الغرافي”. أما توصيته المبتكرة فكانت: تعليم الطلاب العرب بالعبرية.
صباح الخير.
بداية، من المُحرج ان يتوصّل الكاتب الى استنتاجه الانشطاريّ أعلاه، بناء على معطيات حكومية جافة، وبحثٍ قد يكون مثيرًا ولكن من السّخف اعتماده بهذه الإطلاقية الضّحلة.
ألا يجدر بالقارئ أن يفكّر في المعطيات التي يقرأها، بمعنى السبب الذي أنتجها؟. هل بذل الكاتب بعض الجهد ليتعرّف على حال جهاز التعليم العربي في اسرائيل؟ هل فكّر بأزمة التعليم عمومًا في اسرائيل؟
يبدو أن الكاتب عافَ المصطلحات “القديمة” التي تفسّر حرمان الطلاب من الحق في التحصيل اللائق، مثل التمييز العنصري، تقليص حيّز الحقوق الاجتماعية ومنها الحق في التعليم بفعل الانحطاط الرأسمالي، والسياق السياسي الذي تجري فيه عمليّة التعليم. فهذه المصطلحات تتحوّل الى دقّة قديمة لدى متوهّمي القدرة على صناعة العجلة من جديد. (بالمناسبة العجلة اختراع صينيّ، فما رأيه بالصينيّة، ألا تبدو له معقدة يحسن استبدالها بالعبرية أيضًا؟!).
ربما هذا هو السبب (الأوّل) الذي يدفعه لاقتراح تعليق العربيّة على المشاجب (أو المشانق).
بالمناسبة، كيف لم تقف العربية حجرة عثرة أمام ابن رشد والفارابي وابن سينا والرازي وابن الهيثم والخوارزمي؟ وما رأيه في أن ملايين الأمريكيين لا ينجحون في تحصيل دراسيّ لائق يقودهم الى الطبقات الاقتصادية العليا رغم أنهم لا يتعلّمون بالعربية؟
كثيرة هي الأسباب التي قد تدفع بالمرء للاعلان عن اقتراحات في غاية السّخف. أحيانًا قد يكون الغباء، لكن الدكتور مصالحة لا يبدو غبيًا أبدًا. لذلك، فلربما يقبع السبب (الثاني!) في طبقة أعمق: نفسيّة صنفٍ عربيّ يعاني من دونيّة مؤسفة وتبجيل حد التقديس الوثني للمؤسسة التي تقمعه، وبجميع تجلياتها.
لا حاجة للاعتداد الزائد باللغة، بأية لغة. ولكن من المثير للسّخط في البداية، والشفقة لاحقًا، أن ترى شخصًا يقدم على صياغة عقيدة بهذه الدونية كالتي يصوغها الدّكتور. من حقّه الانقطاع قدرما شاء عن العربية والتمترس في قلب العبرية، ولكن ليوفّر على الطالبات والطلاب العرب وعلينا جميعًا مقترحات بهذه المستوى.
10 فبراير 2011
نَعيبُ “لساننا” والعيب فينا وما “للساننا” عَيْبٌ سوانا
سلمت يراعتك أخي هشام!
إنّه لمن المحزن والمثير للشّفقة، فعلاً، أن يصل مثل هذا الأستاذ الحامل لشهادة الدّكتوراة!!! – وفي الأدب العربيّ!!! – إلى هذا الدَّرَك من التّفكير وهذا القاع من خَواء الرّوح والعقل!
فإنّ ما جاء على لسانه لينمّ عن جهل مُطبق لمعنى اللّغة عمومًا – واللّغة العربيّة، خصوصًا – ولأبعادها الإدراكيّة والتّحليليّة والنفسيّة والسّيكولوجيّة والسّلوكيّة، المكوّنة، أصلاً، لوجودنا كبشر ننتمي إلى بني نوع الإنسان، والمشكّلة لوعينا وثقافتنا وحضارتنا وانتماءاتنا المختلفة.. فاللّغة، عمليًّا، هي الّتي تُحدث الفرق بين أن يكون المرء منّا أو لا يكون.
شكرًا أخي هشام!
30 سبتمبر 2010
لا فض فوك