البرزخ الذي بيننا/ بن شيكار رضوان
والبرزخ الذي بيننا/ يعيد الحكاية إلى البداية/ كلما تلاشت المسافة/ وصرت قريبة
.
|بن شيكار رضوان|
كنت عائدا من حروب
الأقاصي،
أحمل أكياسا من الجماجم
فوق ظهري،
وأسرابًا من طيور الجحيم
تحلق فوق رأسي،
وأنا أصدّها تارة بهمساتك الليلية
وأهشّ عليها تارة برقصاتك الغجرية.
فتدبر إلى حين
ثم تعود بلا هوادة.
وانا أتعثّر في خطاي
وأتلعثم تعاويذ قديمة
والخسائر سجال بيننا.
وعلى الباب كانت تقف شقراء فاتنة
تتدفق ينابيع النبيذ
من صدرها النافر،
وأنا أراودها مرة بعلبة شكولاطة
ومرة بقصيدة غزلية.
فتضحك بصلافة من فرط حماقاتي
حدّ التعب.
وأنا أغرق في عرقي
والبحر يزداد ملوحة في فمي
والصحراء تمتدّ حدّ الضجر في عيني
وقد أنهكت ذاكرتي الاصداء
وتشابهت عليّ الذكريات والاسماء.
وأنت على مرمى أغنية
تحملين إكليلا من الفراش
والعصافير تطرّز فستانك
بأعياد الطفولة،
والبرزخ الذي بيننا
يعيد الحكاية إلى البداية
كلما تلاشت المسافة
وصرت قريبة.
2 أكتوبر 2016
اخي الشاعر:
لقد اتبعت تماما اسلوب محمود درويش حتى كاد شعرك ان يكون صورة عن شعره.