المرآة/ عايدة جاويش
أفكّر بأنّه لا بدّ من إصلاح/ ماسورة الماء المعطوبة/ منذ يوميْن/ هيَ/ بهدوء ظلٍّ في ربيع معتدلٍ/ تشربُ مع أزهار شرفتي/ قهوتي الساخنةَ/ التي فيما بعد أشربُها باردة
.
|عايدة جاويش|
أنظرُ إلى المرآةِ
أجدُ امرأةً تشبهني
لكن لستُ أنا
أجمل منّي بقليل
طيّعةً أكثر منّي بكثيرٍ
تعطيني الصّمتَ
لتأخذ منّي الكلام وأحمرَ الشفاه
تتركني مع الصحون في المطبخ
أسقي نباتات الشرفة
بينما هي تَفردُ شعرها
بعنايةٍ على الجبال
ليدخل الصباحُ
متّكئاً على كتف النافذة
مع ابتسامتها
مزيّنةً إطار الغرفة
بأشعّة من نور وألوان
وأنا على عجل كعشب بريٍّ
ألمّ شعري المقصوص بربطة صغيرة
أفكّر بأنّه لا بدّ من إصلاح
ماسورة الماء المعطوبة
منذ يوميْن
هيَ
بهدوء ظلٍّ في ربيع معتدلٍ
تشربُ مع أزهار شرفتي
قهوتي الساخنةَ
التي فيما بعد أشربُها باردة
بكلِّ عبوس أنظر إليها
تَمُدُّ يدها تطفئ التلفاز تزيح الستائر
تزيل الغبار عن رمش عيني وأنفي
تمسح الغباش عن وجهي وتنزل الماء
تشدُ الكتفيْن تصلح اعوجاجَ الظّهر
لأشبه انعكاسها وعريَها الجميل
أحدّق في المرآة جيدًا
إنّها امرأة ليست أنا
لكنّه انعكاس الضوءِ على حقيقةٍ
ما تجول في داخلي
بنظرة حزن وشفقة
تخرج من مرآتي
تجدني بعد ضياع
تكنس خساراتي
تغلق أصابعي المفتوحة
التي هربت منها، فقدت القدرة
تحتضنني
كأنّنا صديقتان حميمتان
تقول لا عليك إنّه الزمن
تستمرّ معه الخسارات
(سوريا)