إحذر/ي.. موسيقى أمامك!
رتكز الفيلم بمجمله على الموسيقى الخاصة بالفرق والفنانين أكثر من الحوار معهم، فالموسيقى هي المحور الأساس، وهذا نابع تساؤلات فرمين موجوروزا العديدة حول حياة الفلسطينيين، ومنها: كيف يعبّر الموسيقيون الفلسطينيون عن مشاعرهم من خلال الموسيقى؟
إحذر/ي.. موسيقى أمامك!
| رشا حلوة |
//عن فيلم “Checkpoint rock“:
فيلم “حاجز الصخرة” هو من إخراج المغني و المنتج الموسيقي فرمين موجوروزا والمخرج الوثائقي خافير كوركويرا، فيلم يروي قصة شعب وأرض من خلال الموسيقى، من خلال فنانين وفرق فلسطينية من مناطق مختلفة؛ دام، خلص، أمل مرقص، عربيّات، ولّعت، حبيب الدّيك، مثنّى شعبان، شادي العاصي، صابرين، بي.اّر و الثّلاثي جبران.
// موسيقى لا تضرب الجدران فقط..
الفيلم يروي قصص بعض من الفنانين والفرق الفلسطينية، من شتى العوالم الموسيقية؛ الشرقية، الغربية (كالروك والهيب هوب) والزجل الشعبي.
الفيلم مركب من 11 مقطعًا، أي انه خصّص مقطعًا لكل فرقة/فنان، وكل مقطع يحتوي على قسمين؛ حوار وموسيقى.
يرافق المقاطع كلها سهيل نفّار من فرقة الهيب هوب “دام”، صوتًا وحضورًا، يروي عن الموسيقيين والأمكنة، يحكي قصصهم من وجهة نظره الخاصة وبلهجته اللداوية المتميزة.
يرتكز الفيلم بمجمله على الموسيقى الخاصة بالفرق والفنانين أكثر من الحوار معهم، فالموسيقى هي المحور الأساس، وهذا نابع تساؤلات فرمين موجوروزا العديدة حول حياة الفلسطينيين، ومنها: كيف يعبّر الموسيقيون الفلسطينيون عن مشاعرهم من خلال الموسيقى؟
اليوم، بعد خروج الفيلم إلى النور، يعتقد موجوروزا بأن الموسيقيين الفلسطينيين قادرين على أن ينقلوا صورة واضحة عن حياتهم السياسية، الاجتماعية والإنسانية من خلال الموسيقى.. ويعتقد أيضًا بأن الصورة هذه تُنقل من خلال موسيقى ذات جودة عالية.
ما يميز الفيلم هو اختيار أنماط موسيقية مختلفة من أجيال مختلفة أيضًا، فعدم التركيز على نمط واحد وجيل واحد من الموسيقيين يعطي شرعية أكثر لمقولة الفيلم الأساسية وللجسر الممتد ما بين الفنانين من المناطق الفلسطينية المختلفة. إذ أنه بالرغم من اختلاف الأنماط الموسيقية عن بعضها البعض، موسيقيًا وتاريخيًا، إلا أن الكلمة التي ترافق هؤلاء الفنانين وهذه الموسيقى منبعها واحد، تحكي قصص الناس الذين عاشوا ولا زالوا يعيشون على هذه الأرض منذ أكثر من ستين عامًا، تحكي قصصهم محاولة لنقل صورة حياة الفلسطينيين أينما كانوا إلى العالم، وإلى بعضنا البعض.
حين شاهدت الفيلم في مسرح اللاز في عكا قبل عام تقريبًا، كان التصفيق يعلو كلما انتهت أغنية أو مقطوعة موسيقية.. لقد نجح فرمين موجوروزا وطاقم العمل بإخراج الأغاني خارج الشاشة وجلبها إلى منصة وهمية أمام الجمهور، تجعلهم يصفقون حين تنتهي الأغنية. وتجعلهم يعيشون الأغاني وما وراءها من قصص لا تزال تروى كلّ يوم من جديد.
// المشاركون في الفيلم
كما ذكرت في بداية مقالي، فالموسيقيون المشاركون عبارة عن مزيج من أساليب وتجارب موسيقية عديدة. والفيلم مبني على الموسيقى والأمكنة وما تعبر عنه هذه الموسيقى من قصص تاريخية، شعبية، اجتماعية وحياتية. جميع الفرق والموسيقيين أعطوا الفيلم طابعًا خاصًا بدون شك، لكن هنالك ملاحظة أود ايرادها حول مسألة انتقاء الفرق والموسيقيين.
تتواجد في الفيلم ثلاث فرق هيب هوب فلسطيني، كان يمكن اختيار فرقة واحدة بدلا من ثلاث (وفقًا لما يراه المخرج والطاقم مناسبًا)، أو إذا كانت مدة الفيلم تسمح بإضافة موسيقيين آخرين وإبقاء فرق الهيب هوب على ما هي عليه (فأنا لا أنتقص من أهمية أحد ولكني أرى بأن هنالك نقصا ما في شمل قدر المستطاع التجارب الموسيقية الفلسطينية). مثلاً، فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، والتي في رصيدها ألبومان موسيقيان؛ زغرودة وظريف الطول (التوزيع لطارق الناصر ولكن الموسيقيين فلسطينيين والأصوات فلسطينية)، سهيل خوري وأغاني الأطفال، والعديد من الأسماء التي لن أتمكن من ذكرها جميعًا في كافة المناطق الفلسطينية، التي تصنع الموسيقى الفلسطينية، ساهمت وتساهم منذ سنوات عديدة في تمييز المشهد الموسيقي الفلسطيني والارتقاء به، وهي تجارب تستحق الذكر بالطبع.
وهذا بالإضافة إلى أن هنالك موسيقيين فلسطينيين خارج الوطن، لهم موسيقاهم الخاصة، لكنهم جزء لا يتجزأ من هذا الجسر.. أعلم أن مدة الفيلم محدودة بعض الشيء، لكن لكل عقبة هنالك حلول فنية!
//جولة الفيلم الأولى في فلسطين
كانت جولة الفيلم الأولى في فلسطين العام الماضي، 2009، والتي شملت عروضًا للفيلم في العديد من المدن الفلسطينية؛ رام الله، حيفا، عكّا والناصرة. إضافة إلى عروض موسيقية للموسيقيين المشاركين في الفيلم، وقد انضم إلى جولة العروض المخرج والموسيقي فيرمين موجوروزا.
// فرمين موجوروزا
وصل الموسيقي الباسكي فرمين موجوروزا قبل بداية جولة العروض بيومين، فرافق طاقم الإنتاج في كافة عروض الفيلم والعروض الموسيقية.
فرمين موجوروزا هو أحد أبرز المغنين ومنتجي الموسيقى في اسبانيا، أوروبا و أمريكا الجنوبية. ومن أشهر أغانيه أغنية “يالله يالله رام الله” و هي ثمرة تجربة مرّ بها عام 2002، عندما كان ضمن مجموعة فنانين ساهموا في صد الحصار على القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة.
لفرمين ومبادرته الممتازة كلّ الشكر، لقد جاء من مكان بعيد جغرافيًا فقط لكي يحكي قصة شعب من خلال موسيقاه وينشرها في العالم.. يعزز تضامن الشعوب مع القضية الفلسطينية، ولربما يعرّف عنها لمن لم تلمس قصص الحق قلبه بعد.
كان حضوره طوال الوقت ضروريًا وأعطى لجولة الفيلم الأولى في فلسطين قبل عام منحى خاصًا، إذ أنه رافق الموسيقيين خلال العمل على الفيلم ورافقهم والناس إبان وصول الفيلم إلينا، فالفيلم وما يحتوي داخله من فن هو رسم لملامح الناس وقصصهم التي تستحق التوثيق.
// “Checkpoint rock في مقهى وفنّ “فتوش”
يعرض مقهى وفنّ “فتوش” في حيفا يوم الثلاثاء الموافق 24.8.2010 فيلم Checkpoint Rock لفيرمين موجوروزا الساعة الثامنة مساءً، يليه أمسية موسيقية لفرقة “دام”؛ تامر النفّار، محمود جريري وسهيل النفّار.