أفلام فلسطينية مُهرّبة!/ أروى حليحل
سيكون المهرجان على ثلاث مراحل؛ أولها في الناصرة، عُرضت فيها أفلام لمبدعين فلسطينيين من ما وراء الخط الأخضر، وفي المرحلة الثانية وفي الأشهر القريبة، ستعرض أفلام سينمائيين من الداخل أمام الفلسطينيين خارج الخط الأخضر، وفي المرحلة الأخيرة ستعرض الأفلام في لبنان وسورية وأماكن أخرى حول العالم
أفلام فلسطينية مُهرّبة!/ أروى حليحل
|أروى حليحل|
يستضيف مطعم “العتبة” في الناصرة ومسرح “اللاز” في عكا، مهرجان أفلام قصيرة تحت عنوان “مهرجان فيلم آخر- تهريب”، حيث يهدف هذا المهرجان حسبما أكد مُنظّمه وصاحب الفكرة رامي عارضة، مصمم الملابس السينمائية والديكور المسرحي والقاطن حالياً في رام الله، إلى “الوصل بين العمل السينمائي من إبداع فناني “فلسطينيي الـ 48″ والفنانين الفلسطينيين الذين يقطنون خارج حدود الخط الأخضر”.
وقد قرّر عارضة القيام بمشروعه الشخصي هذا حين أيقن من محادثاته مع فنانين سينمائيين في جانبي الخط الأخضر انقطاع التواصل والاتصال بينهم، والفجوة القائمة في معرفة أحدهم بأعمال الآخر.
وسيكون المهرجان على ثلاث مراحل؛ أولها أِفْتُتِحَ الأمس في الناصرة، وفي هذه المرحلة عُرضت أفلام لمبدعين فلسطينيين من ما وراء الخط الأخضر. وقال عارضَة إنه أعطى المهجران الاسم “تهريب” لكونه يعرض أفلام مبدعين من خارج الخط الأخضر، رغم مقاطعتهم للحكومة الإسرائيلية. وفي المرحلة الثانية وفي الأشهر القريبة، ستعرض أفلام سينمائيين من الداخل أمام الفلسطينيين خارج الخط الأخضر. وفي المرحلة الأخيرة ستعرض الأفلام التي عرضت في المرحلتين السابقتين في لبنان وسورية وأماكن أخرى حول العالم، وبذلك تُصْقَل الإبداعات في ذاكرة الفلسطينيين وتَصْقُل ذاكرتهم السينمائية أينما كانوا وتجمعهم بثقافة سينمائية واحدة.
أُفتتح المهرجان يوم أمس الأربعاء في قلب سوق الناصرة القديم، تحت سماء الجليل، في هواء فناء مطعم “العتبة” الطلق، وكانت بدايته بعرض أول ولمرة الأولى لفيلم “البحر” (2010, 4 دقائق)، من إخراج حسن درغمة وتصوير عارضه. الفيلم عبارة عن فيلم صامت يصور شابًا فلسطينيًا يوّد السفر إلى البحر، فيقضي الوقت الطويل منتظرًا بلا جدوى عند محطة باص في رام الله، ويأمل أن يصل الباص ويُقله إلى إحدى المدن الساحلية، غزه أو عكا. وينتهي الفيلم بلائحة طرق تحمل أسماء المدن الساحلية لا تفصلها عن رام الله إلا ساعات سفر قليلة، وأرقام قرارات اتفاقيات السلام. وبحسب عارضة، يرمز الفيلم إلى أوهام القرارات السياسية وإلى الانتِظار وتًخْدير المجتمع الفلسطيني. وسيتم عرض الفيلم في مهرجانات أفلام في العالم، ومن ضمنها مهرجان دبي للأفلام القصيرة.
تلا عرض فيلم “البحر” عرض أفلام من إخراج مهند يعقوبي وإيهاب جادالله. واختُتم اليوم الأول للمهرجان بعرض الفيلم المتألق “اشويش اشويش” (2008, 22 دقيقة) من إخراج وتصوير رياض دعيس وتمثيل صالح بكري وربى بلان وريم اللو. وتألق هذا الفيلم بمستويات العمل السينمائي المختلفة، وهو يأخذ قصه “اشويش اشويش” الشعبية التي تروى بلسان نساء فلسطينيات وهي قصة المجاهد “حرب” الذي يلجأ في ثورة 1936 ليختبئ عند عائلة في الريف بطريقه هرباً من عكا إلى أهله في غزة، فيحرث أرض العائلة المكونة من أرملة وابنها وبنتها العاقرين، الذين لم يستطيعوا حرثها لولا لجوء المجاهد “حرب” الذي يُفضل الحراثه على القتال. وعلى عكس المألوف، لم يقوموا بإخراج سيناريو سينمائي كُتب أصلأ لهذه الغاية، بل تم تحويل قصة “اشويش اشويش” التي دوّنها شريف كناعنة من ضمن قصص خرافية أخرى في كتاب “قول يا طير”، الذي نشره مركز الدراسات الفلسطينية في عام 2008، إلى عمل سينمائي. وتميَّز الفيلم أيضاً بفنه التصويري وخاصةً باللقطات الواسعة لتضاريس الريف الفلسطيني الخلابة. وتكمن أهميته بكونه تأريخًا سينمائيًا سوسيولوجيًا وتاريخيًا للحياة الفلسطينية الريفية والعادات والتقاليد في سنوات الثلاثينات، سواء أكان ذلك بالزيّ الفلسطيني التقليدي أو بعادة واجب استقبال الضيف لثلاثة أيام وممارسة الحراثة ورعي الطرش والتقاليد الكابحة لعواطف المرأة وغرائزها الجنسية وملكية الذكر على أُمِه فيحق له الموافقه على تزويجها من دون استشارتها أو يحلل له ضرب اخته إذا أحبت وألقت بنظرة صوب حبيبها.
ويعكس الفيلم أيضا نظرة المجتمع الفلسطيني الريفي إلى المرأه العاقر فيحلل طلاقها وإلى الأرمله التي تتضرع لربّها باكيةً طالبةً من الله أن يبعث لها برجل “يَسْتُرَها”.
سيكمل المهرجان عروضه اليوم وغداً في الناصرة، حيث ستعرض أفلام من إخراج: إسماعيل الهباش، محاسن نصر الدين، لولو هندي، خالد جرار، تغريد العزة وسائد كرزون. وسيعاد عرض الأفلام ابتداءً من يوم 6 كانون الأول وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية في مسرح “اللاز” في عكا.
10 ديسمبر 2010
الفكرة جميلة جدا، خاصة بشكل العرض الذي بدا يخرج عن الاطار الكلاسيكي، واتمنى ان يكون له ارث ووقع جيد على المشاهد الفلسطيني على الطرفين من الجغرافيا الفلسطينية، وان يكون هناك كتابات وقراءات تساعد على تفعيل هذا الدور
كل التقدير