مكادي نحاس في «جمهوريتها» الفاضلة/ رشا حلوة
على مسارح بيروت، بدأت مسيرتها. بعد غياب سنوات، تعود صاحبة الصوت المتقشّف لتقدّم حفلةً اليوم في DRM مع موسيقيّين تتعاون معهم للمرة الأولى. موعدناً إذاً مع استعادات تراثية من الفولكلور العراقي والشاميّ وطبعاً فيروز
مكادي نحاس في «جمهوريتها» الفاضلة/ رشا حلوة
| رشا حلوة |
ارتبط اسمها بمسيرتها الفنيّة ارتباطاً وثيقاً. مكادي تعني الحريّة. وقد أطلق عليها والدها المناضل الراحل سالم نحاس هذا الاسم، وهو مأخوذ من عنوان قصيدة للشاعر السوري عبد الباسط الصوفي، وردت في ديوانه «أوراق ريفية». وتقول القصيدة: «مكادي! هما: الصخر والعقم، في لجتي الصاعدة/ هما: الصخر والعلم، لعنة آلهة، حاقدة/ وللبحر آلهة، هز حقدها الزبدي/ فثارت غضاب».
لم تغب بيروت عن بدايات مكادي نحاس الموسيقية (1977). انطلاقة الفنانة الأدرنيّة الأولى كانت في العاصمة اللبنانية. جاءتها عام 1999 لدراسة الموسيقى في «المعهد الوطني العالي للموسيقى ـــ الكونسرفاتوار». وفيها أحيت حفلاتها الأولى، وشاركت في أعمال مسرحية للأطفال، وخصوصاً في مجال مسرح الدمى، وفي برامج تلفزيونية. إلى المدينة التي احتضنت حنجرتها، تعود مكادي إذاً بعد غياب سبع سنوات. ستغنّي الليلة في «جمهوريّة الموسيقى الديموقراطيّة». بنبرة لا تخلو من التأثّر، تقول مكادي لـ «الأخبار»: «بيروت هي المدينة التي شكّلت هويتي الموسيقية، ورسّخت خياراتي الفنّية. هي المدينة التي حققت لي حلماً بأن ألتقي مَن تربّيت على أعمالهم الموسيقية. بيروت هي التي أعطتني الثقة بصحة النهج الموسيقي الذي أسير عليه حتى يومنا هذا».
مساء اليوم، ستقدّم مكادي نحّاس أغنيات من ريبرتوارها اعتادها الجمهور العربي المتابع لأعمالها. ستغني من التراث العراقي والشاميّ وأعمال فيروز. لكنّها توضح في حديثها مع «الأخبار» أنّ حفلة الـ DRM سوف تأخذها إلى «فضاء موسيقيّ جديد»، لناحية ما سيخلقه موسيقيّون تتعاون معهم للمرة الأولى، وهم نضال أبو سمرا (بيانو)، وزياد الأحمدية (عود)، وفؤاد عفرا (درامز)، وسمير نصر الدين (غيتار باص). هذا التعاون سوف يحملها إلى رحلة موسيقية مشتركة تثمر عروضاً ومشاريع جديدة، كما تعدنا صاحبة «نتالي».
تميّزت تجربة مكادي نحاس بصوتها المتقشّف منذ بدأت استعادتها للأغنيات الفولكلوريّة عام 2005. صوتها مسترخٍ، لا يبدو معنياً كثيراً بقفلات الجمل. وبعدما غرق المشهد الغنائي بالعودة إلى عشرات الأغنيات «الشاميّة» من ساحل المتوسط، وحوران، وفلسطين، حتى غور الأردن، جاءت مكادي لتضيف إليها الأغنية العراقيّة، وهذا ما كان سبباً في إعادة انتشارها.
هذه الراحة في صوتها، انسحبت على نتاجها الخاص. أصدرت أسطوانة «خلخال» (2007) (التوزيع الموسيقي لسوسن حبيب)، وضمّت ثماني أغنيات، واحدة منها خاصّة… وهذا ما أدّى إلى اعتبارها مغنية للآخرين.
لكنّها الآن في صدد إطلاق ألبومها الجديد بين أيار (مايو) وحزيران (يونيو) المقبلين. وسيضمّ العمل للمرة الأولى أغنيات خاصّة بها من دون استعادات تراثيّة. ما يميز هذا العمل أنّ مكادي نحاس التقت من خلال المساحة الفايسبوكية، كتّاباً وشعراء عرب شباباً كثراً، ممّا أثمر تعاوناً بدأ افتراضياً. هكذا، حصلت الفنانة الأردنية على نصوص من مختلف أنحاء العالم العربي، من مصر، وسوريا، وفلسطين، وتونس، وغيرها. لحّنت قسماً منها، وعملت على تلحين الأخرى سوسن حبيب، وشربل روحانا والأخوان مريحي (حمزة وأمين)، إضافةً إلى نضال عبد الغني، وعصام الحاج… الليلة، تعود مكادي نحاس لتلتقي أصدقاءها في بيروت، إذاً. محطّة مرتقبة مع أحد أبرز الأصوات العربيّة الجديدة.
مكادي نحاس: 10:00 ليل اليوم ـــ DRM (شارع صوراتي/ الحمراء). للاستعلام: 01/752202 و70/030032
سيرة
تشعّبت تجربة مكادي نحاس كثيراً. الفنانة التي ولدت في مدينة مادبا الأردنيّة، درست الأدب الإنكليزي في دمشق، حين انضمّت إلى فرقة «كلنا سوا»، وحققت حضوراً متميزاً معها من خلال استعادة أغنيات فولكلورية بنفَس عصري. وقفت على مسرح مهرجانات «جرش» للمرة الأولى عام 1997، حين كانت المغنيّة الرئيسية في فرقة «النغم الأصيل» الأردنيّة. في العام التالي، شاركت في مسابقة «أجمل صوت» على إذاعة «أم بي سي. أف أم». وأثناء مشاركتها في التصفيات في بيروت، التقت زياد الرحباني، الذي شجعها على دراسة الموسيقى. ومن هناك بدأت رحلتها مع استعادة أغنيات زياد وفيروز وسيد درويش.