جوليانو نقطة خلافاتنا التي تجمعنا نحو الحرية والتحرر/ راضي شحادة
|راضي شحادة| جوليانو مير خميس، فلسطيني عازل للعنصرية وم […]
جوليانو نقطة خلافاتنا التي تجمعنا نحو الحرية والتحرر/ راضي شحادة
|راضي شحادة|
جوليانو مير خميس، فلسطيني عازل للعنصرية ومقاوم للانغلاق، وأممي حتى النخاع؛ أليست هذه هي صفات فلسطين الحقيقية والثوار الشرفاء؟ ففي زمن التعصّبات الطائفية والدينية والعرقية لم يستطع أن يتعصّب لنصفه المسيحي ولا لنصفه اليهودي، فكيف يستطيع الانسان أن يتعصّب ضدّ نصفه الآخر وهو مجبول بكليهما في الجينات ومجبول بإنسانيته وأمميته في المُكتَسَب؟ إنه شديد التعصّب لفلسطينيته ولأمميته ولأمّه الأمميّة آرنا خميس، وليت التعصّبات جميعها تكون على هذا الشكل.
وفي زمن التراجع والجمود، فهو حصان جامح يجابه الريح المعاكسة كي يصل الى الهدف، ولكنه يتجاوز تلك الريح بقلق: “على قَلَقٍ كأنّ الريح تحتي”.
ومن أجل ماذا كل هذا الجهد في مسرح الحرية والتحرّر في مخيم جنين المظلوم؟ ربما من أجل التحرّر من انغلاقاتنا ومن احتلالاتنا ومن تشنّجاتنا. ربما من أجل المظلومين وأبناء الشهداء والمشوّهين بعد الدّمار؟ ربما عندما يُقتَل الواقع نناضل من أجل انقاذ الحلم من الاغتيال. إنه الشغف للوصول إلى إنسانية صافية لا تعرف العنصرية ولا التراجع.
مسرح “الحرية” سيسعى جاهدًا للتعويض عن غياب بطله الثوري الأمميّ المهنيّ المبدع والواعي والحضاري وصاحب العين الثاقبة والطموح الجامح بلا حدود، وسيزرعون بذور حرّيته في أرواح أطفالنا المحرومين منها بسبب الاحتلال والقمع الفكري الرابض فوق صدورنا. إنها خليّة نحل مسرح الحرّية التي تسعى بِتَفانٍ وكَدّ لجني العسل عوضًا عن مُرّ التشرد والقهر.
هل يئس قاتلوه من شِدّة الشدّ به إلى الأسفل وهو يقاومهم بعنفوانه والشدّ بهم إلى أعلى كالعملاق المارد المتمرّد، فيمنعهم من منعه ومنع أنفسهم من التحليق نحو هدفه المنشود الا وهو: الحرّية والتحرر والانفتاح والتنور؟
إنّ الذّين يشدّون بالطموحين إلى الأسفل يحاولون إنزالهم إلى مستواهم، ولكنّ جوليانو يقاوم الشدّ الى أسفل بشكل مستميت، فيطير محلّقا نحو الحرية المطلقة ولا يستسلم لأية شدّ، الا اذا تحوّل الشدّ الى اسفل من احد السافلين باستعمال الغدر والقتل والرصاص الملثّم.
كمية تحرّره وحرّيته تذكّرنا كم نحن أسرى لتقوقعنا، فنظّنه قاسيًا لأننا لسنا بسرعة إيقاعه وعطائه. نشيط وعملاق كالفرسان المقاتلين القدامى، فيغيظنا لأننا لا نستطيع أن نقلّد تواصل نشاطه واجتهاده وسخائه بدون أي مقابل، لا بل بالعكس كان لا يأخذ ولا يساوم اصحاب الحق الذين يطالبون بحقوقهم، فيقف معهم كي يحصلوا على حقّهم الكامل وينسى حقّه الشخصي وذاته؟ انه درس ونموذج يحتذى به ونتعلم منه للمستقبل، وهذا هو عزاؤنا في رحيله عنا جسدا وبقائه فينا روحاً.
من الصعب ان يجمع الانسان بين الفن والسياسة والدقة المتناهية من اجل الوصول الى الكمال، لدرجة انه يغيظ من يتعامل معه، ليس لهدف شخصي بل من اجل انجاح المشروع بأدق تفاصيله. وهو يؤمن بأنّ الدّقة في تطبيق الأشياء الصغيرة وعن وعي واجتهاد هي التي تعلّمنا الدّقة في تحقيق الأهداف الكبيرة. فالتهاون في القضايا الصغيرة يقود الى التهادن في القضايا الكبيرة، كمَثل: المقاتل الفاشل الذي لا ينظّف بندقيته قبل استعمالها، فهو بذلك كمن يصوّب البندقية عن جهل وكسل الى جسده فتثور البندقية فيه بدلا من اصابتها الهدف الحقيقي.
يا أهل الحرّية الأعزاء؛
يا أهل الفكر السامي والفن الراقي.. يا أهله الانسانيين والامميين .. يا أهلنا في مخيّم جنين المظلوم، نعزّيكم ونعزّي انفسنا باسم احرار فلسطين وباسم الطموحين نحو حرّيتها وتحرّرها، بفقدان بطل الحرية جوليانو مير خميس، والف رحمة له وللبطن الذي بعثه الى الحياة، ورافقه الى علا المجد والحرية الشهيدة آرنا مير خميس وللظهر الذي نزل من صلبه، صليبا خميس. نعزّيكم ونعزّي انفسنا بفقدان شهيد الحرية والثقافة، المتنوّر، الجريء، الحر، الثائر، الأممي.
10 أبريل 2011
بالتالي يجب التعمق في التسمية جيدا ! مع أنه هنا تنتبق التسمية بحق ولكن بشهيد عدم الحرية!!؟؟
10 أبريل 2011
منذ زمن فقدت كلمة شهيد وقعتها ومضمونها !! بالتالي أصبحت مرادفة لكل من يفارق هذه الحياة مقتولا بالغالب !؟بالتالي أصبحت كوسام يقلد به الغائب لا غير !!