“البيارة” تحيي مئوية الشاعر عبد الرحيم محمود في معرض الشارقة الدولي للكتاب
الكردي: ماذا تقول في شاعر عظيم كان يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره؟
.
|خدمة إخبارية|
نظمت جمعية البيارة الثقافية الفلسطينية حفل أحياء مئوية الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وذلك مساء يوم الجمعة، 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، في قاعة ملتقى الأدب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة كوكبة من الشعراء والنقاد العرب. وحضر الأمسية عمار الكردي، رئيس الهيئة الإدارية لجمعية البيارة الثقافية، والشاعر عبد السلام عطاري مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة الفلسطينة، والأستاذ عبد المعز عودة، أمين سرّ الهيئة الإدارية لجمعية البيارة الثقافية، وجمع كبير من المثقفين والمثقفات والمهتمين بالشأن الثقافيّ والوطنيّ.
قدمت الأمسية الشاعرة نجاة الفارس حيث رحّبت بالحضور، ثم قدم الكردي كلمة جمعية “البيارة” قائلا: “عندما يُطلب منك أن تلقي كلمة بمثل هذه المناسبة وفي شهر تشرين ثاني/نوفمبر، تُصاب بخيبة الأمل، فماذا تقول في شاعر عظيم كان يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره عند استشهاده قرب الناصرة يوم الثالث عشر من تموز (يوليو) عام 1948؟ ماذا تقول في الشهر الذي صدر به وعد بلفور المشؤوم، وخُطف منا فيه رمز ثورتنا، وصدر به أيضًا القرار الجائر بتقسيم فلسطين. ماذا تقول لروح الشاعر الشهيد القائل:
سَـأَحمِلُ روحـي عَلى راحَتي / وَأَلـقي بِـها في مَهاوي الرَّدى
فَـإِمّا حَـياةٌ تَـسُرُّ الصَديقَ / وَإِمّـا مَـماتٌ يَـغيظُ العِدى
ونحن نعيش اليوم حياة لا تسر الصديق ولا حتى تغيظ العدى.
“وبعيدا عن خيبة الأمل وغوصا في قراءة سيرة ذلك المجاهد، الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود، الذي أقبل على الحياة دراسةً وتدريسًا وجهاداً وسَفراً وشعراً، وترك لنا تُراثاً يكاد المنطق يفترض أنّه يحتاج عشرات السنوات الأخرى لإنجازه، يعود الأمل لك من جديد، فإذا كان الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود قد قام بالتدريس في مدرسة النجاح في مدينة نابلس، من ضمن مدارس أخرى، منها مدرسة بلدته، عنبتا، فلعله يقرّ عيناً الآن وهو يرى أنّ هذه المدرسة باتت جامعةً وارفة تُدعى (جامعة النجاح الوطنية)، تثمر أجيالاُ من الخريجين والمجاهدين. وإذا كان قد قسّم أوقاته بين الأدب وتدريسه وبين الكليّات الحربية، فذهب إلى العراق ملتحقا بالكلية الحربية بين عامي 39 و42، فلعله يطمئن قليلا إذا علم أنّه سار على الدرب أيضاً آلاف أو عشرات الآلاف من الثوّار لاحقاً، الذين قسّموا أوقاتهم بين العلم والعمل من جهة والنضال والمقاومة من جهة ثانية، يتخرجون من أهم الجامعات العالمية، ويلتحقون بالثورة في المنافي وداخل الوطن.”
عقب ذلك قدم الشاعر عبد السلام عطاري كلمة وزارة الثقافة الفلسطينية، حيث تقدّم بالشكر الجزيل إلى جمعية البيارة الثقافية على جهودها الدؤوبة في خدمة القضية الفلسطينية، ثم ألقى الضوء على حياة الشاعر الشهيد مؤكدا على أهمية الخطاب الشعري الوطني وعلى أهمية الشعر الذي يكتب من أجل الوطن في ظل التهميش والتهشيم الذي يخيم على هذا النوع من الكتابة الشعرية الوطنية ، موضحا أن النصوص الشعرية للشهيد عبد الرحيم محمود تزرع الأمل لأطفال الغد .
عقب ذلك قدم الدكتور ابراهيم الوحش من فلسطين قراءة نقدية في شعر الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود موضحا ان الشاعر الشهيد علم وبطل ثائر، وشاعرٍ مناضل قرن القول بالعمل، ومارس النضال قولاً وفعلاً، فكتب أجمل الأشعار في فلسطين الحبيبة، ولم يكتفِ بالكلام، بل حوّل الكلمات إلى ممارسة وعمل، وكان نضاله بحد الكلمة والبندقية، حيث روّى بدمه الطاهر أرض فلسطين الحبيبة، فاستشهد على ثراها في معركة الشجرة شرقي مدينة الناصرة، وبين حياته القصيرة واستشهاده ترك آثاراً خالدةً لا تزول، فكان الشاعر الملتزم الباحث عن الكلمة الصادقة القوية المدافعة عن الحق في وقت انتشرت فيه الصراعات والنزاعات ابتداءً بالثورة العربية الكبرى، مروراً بثورة القسام عام 1936، وانتهاء بنكبة فلسطين بعد حرب 1948م.
أما الفقرة التالية من حفل إحياء مئوية الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود كانت قراءات شعرية في مجاراة بعض قصائد الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود قدمها عشرة من الشعراء العرب المشاركون في كتاب “روحي على راحتي”.