عن القُبح والجمال
تمعّن في أنفه الصغير وسافر منه إلى أذنه اليسرى انتقالا إلى الشعر الكستنائي الغزير
عن القُبح والجمال
|بقلم: تاج العريس|
خرج محمد من بيته متجها الى مدرسته كعادته في كل صباح، مبتهجا وكأنه يفعل هذا للمرة الأولى في حياته. كانت تملأُه مسرّات الأرض وتغمره محبة نادرة للبشر ولجميع الكائنات. ولأنه يستيقظ باكراً فلديه الوقت الكافي ليجالس جارته المستوحدة ويشاركها حديثًا شيّقًا عن استعداداتها للشتاء المقترب. الحديث عن الشتاء زاده غبطة فصار يدندن “يا ربي تشتي ونروح عند ستي وتعملي فطيرة عقد الحصيره”، ثم فتح ذراعيه ليحضن مدى الشارع المؤدّي إلى مدرسته التي كان أوّل من يصل إليها.
جلس محمد على أحد المقاعد في السّاحة وغاص في حقيبته واستنشق رائحتها ملء رئتيه، ثم تفقد دفاتره الملوّنة والهدية التي سيقدّمها لصديقه عمر هكذا دون ما سبب أو مناسبة. تشتتت أفكار محمد وتشعّبت وما أن خرج من حدود عالمه الورديّ حتى وجد نفسه على مقعده في الصفّ بجانب عمر وخلفه سائر التلاميذ قد اتخذوا أماكنهم وتأهّبوا لدخول مدرّس اللغة العربية.
عندما دخل المعلم غرفة الصف وقف التلاميذ تحية وتبجيلا. “جلوس”- صاح بهم، ثم استرسل كعادته ومن دون مقدّمات في شطحاته البعيدة كلّ البعد عن العربية وصار يصول ويجول في الصف، يحكّ رأسه وصدره بخشونة، ثم ينقل يده إلى عانته متلذّذًا بالهرش، موجّهًا خطابه وتفتفاته إلى هذا وإلى ذاك. وازداد حماس المعلم فالتهبت مشاعره ووجناته وتوسّعت حدود بُقع العرق تحت ابطيه: “أما اللواط والعياذ بالله فانه يهزّ عرشه تعالى…”.
إستغرب محمد سماع ما قاله معلمه ولاحظ الرعب الذي دبّ في صفوف رفاقه، لكنه كعادته آثر النظر إلى ما هو أعذب، إلى عمر؛ فتمعّن في أنفه الصغير وسافر منه إلى أذنه اليسرى انتقالا إلى الشعر الكستنائي الغزير فالعينين. ثم أومأ إليه كي ينظر إلى الهدية في حقيبته، فالتمعت عينا عمر شوقا وفضولا. كم يحبّ محمد هذا الالتماع وهو عندما يلحظه يتمنى لو كان بوسعه أن يضمّ عمر بقوة ويطبع على خده قُبلة.
17 أكتوبر 2011
كم هو ارئع وصفك ، و قد اخذني الخيال بعيد و انا اقرا القصة لكن فجأة توقف كل شي ، بسبب بتر القصة
ارجو منك ان تكتب باقي اقصة انا متشوق لقرائتها
3 يونيو 2011
حمزة زبيدات: سؤالك غبي.
21 مارس 2011
هل القائمون على هذا الموقع مثليون ؟
27 نوفمبر 2010
اعجبتني طريقة الوصف جميلة والانتقال عبر جسد الاخر لكن لماذا بترت القصة هنا اين الجزء الاخر منه في انتظار تتمتها