إنها قصة قضيب
من تدوينات طالب تصميم أزياء في المدينة الكبرى- الحلقة 1
إنها قصة قضيب
|بقلم : أنس|
لا يمكنني أن أجزم بشكل قاطع إن كان ما يغريني إلى حد الجنون بعملية الولوج داخلي هو متعة جسدية خالصة، وأن كهرباء تسري في جسدي وتحتلني بمجرد أن تلامس حشفة الأير حواف شرجي الجائع.
أم أنه شعور آخر.. معنوي أكثر.. وممزوج ببصمة جسدية ما…
لا أعرف..لا يمكنني أن أعرف…
ما أعرفه أنني أصبح سعيدا… جميلا.. مشرقا… بعد ليلة من العري المتبادل والتماجن والإيلاج بشتى الزوايا والسبل والطرق. حتى إنّ أصدقائي وأترابي في العمل في حانوت الملابس الذي أعمل فيه كمنسق ستايل لعلية القوم، باتوا يقرأون ملامحي وحدهم، وكأنني المخلوق الجنسي الوحيد على هذه الأرض.
- شو كنك مفظع امبارح؟؟
نعم مفظع! وهذا ما يسعدني غير الملابس والكتابة والدخول إلى السينما وحدي.. وهكذا.. هذا ما يجعلني أتجول في الحانوت مع ذاك الشعور البديع بالدغدغة في منطقة أسفل الظهر وصولا إلى الفراغ الألوهي بين الخصيتين والثقب..
أتجول مع هذا الشعور ولن أشعر بوطء الخطيئة بعد الآن. فلست المخلوق الجنسي الوحيد على هذه الأرض.. وخاصة أنني هجرت أرض الكنيسة منذ مئة دهر بعد أن كانوا يجبروننا أن نكرر من جيل ثماني سنوات.. أي بعد طقس المناولة الأولى التي يتحول فيها الصبي إلى مسيحي قانوني.. جاهز لغسيل الدماغ…الممنهج؛ كنا ندق على صدورنا ونقول:
خطيئتي عظيمة…
خطيئتي عظيمة..
خطيئتي عظيمة جدّا..
في هذه السنوات تتحول أطياف الرجال إلى كيانات زئبقية، باهتة غير ملزمة ومخصية. غير مفهومة. من هو الكاهن؟ ومن هو الأب؟ ومن هم هؤلاء الشبان بالجينزات الضيقة الذين يملأون الزقاق والحارة والحي؟ ومن هو المسيح الذي نقلده؟ أهو قيمة مطلقة لجسد رجولي فتي كامل التضاريس مربوط بصليب؟ وهل يحمل شحنة جنسية أم لا؟ قرروا
إذا خطيئتي عظيمة وإستراتجيتها الأعظم أن أخترق الصمت الرجولي عبر أكثر ما يتحرك ويعبر عن نفسه فيه: القضيب!
ما يختبئ خلف السحّاب، سحاب البنطلون القديم، الهوجو بوس، أرماني المزيف، أرماني الحقيقي، الشروال الإثني، الشروال الهندي، الجينز المهلهل، الجينز المقحط، الجينز الذي يبلغ ثمنه ألف شيكل.. أو خمسين شيكلاً قبل الخصم.. أو عندما تنساب يدك الناعمة عبر السحاب لتكتشف أنّ لا سروال داخليًا يفصل بين الرجل وما يريد أن يقول..
تتساقط شفتاي؛ فقد حان وقت المكاشفة.
هنالك الزهري الأملس، هنالك الزهري الأملس الطويل الذي يفصح عن نفسه منذ البداية.. هنالك المطهر.. هنالك الآري الأبيض غير المطهر.. هنالك العربي البائس الضامر.. وهنالك العربي البني الذي يحمل اعوجاجا بسيطا.. والعربي النافذ الأملس النبيل كعنق الحصان الأصيل؛ هنالك الأعجمي الحاد.. هنالك حشفة منتفخة قليلا وثمة أخرى تكاد لا تبان. هنالك آخر غير متناسق يزيد من حيرتك. هنالك ذاك الخارق المداهم الذي لا تملك ما تفعل به سوى التقاط صورة تذكارية معه بهاتفك الخلوي. ثم تمضي لتعرض الصورة أمام أصدقائك الغيورين. ثمة ذلك المفعم بالشهوة والحياة وهو لا يتناسب مع شيخوخة صاحبه وهزاله.
ثمة عيناي المفتوحتان على آخرهما وكفة يدي المزدانة بخيط جديد من فخر الدنس.
يمسك صاحب الأصابع الخشنة كتفي الضئيلتين بحزم كي لا تتفتت منه (لحظة هامة أخرى)…
ويقول لي بصوت محيّد تماما وغائص في المجهول: اِستدر…
(يتبع)