أريدها فلسطينية، أريدها نسوية، أريدها مثلية
أريدها فلسطينية، نسوية، مثلية، لأنّ صراعاتي محلية، داخل شعبي ومجتمعي وعائلتي الفلسطينية
أريدها فلسطينية، أريدها نسوية، أريدها مثلية
|بقلم: شهد|
في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية، والذي يصادف السابع عشر من كل أيار، أقف برهة لأقول إنّ مثليتي لا تقتصر على دوائر صراعات شديدة التعقيد والتداخل والتشابك؛ صراعات تتمحور ضد أطر اجتماعية وسياسية قامعة، تقمعني كامرأة، كفلسطينية وكمثلية، بل إنّ مثليتي هي كيان وأسلوب حياة متكامل، أبحث من خلالهما عن امرأة فلسطينية الأصل والقومية، نسوية النهج والإيديولوجية، مثلية الهوية الجنسية. نعم، أريدها فلسطينية نسوية مثلية. فلن اكتفي بأن تتفهم شريكتي قضيتي الفلسطينية وحقي بالعيش والمساواة كأقلية قومية في دولة تسلب مني الحرية، ولن أقبل بأن تنتظرني على حافة الطريق لأتمّم مسيرتي النسوية في مجتمع تسوده الأبوية، ولا أن تعتمد تقبُّل فئاتٍ تحكم عليّ بأحكام غير شرعية وتنعتني بألقابٍ سلبية.
اليوم، أبحث عنها، هي، ولا أحد سواها، لنسير معًا، يدًا بيد، بمسيرة شعبية تكسر قيود القمع والاحتلال وتحطم سلاسل الأبوية البطريرقية الرجعية وتدعو إلى مساءلة الكراهية لأقلية شرعية وتفنيد رهاب المثلية. أريدها فلسطينية، نسوية، مثلية، لأنّ صراعاتي محلية، داخل شعبي ومجتمعي وعائلتي الفلسطينية.
أريدها فلسطينية لأنها الوعد والروح والهوية؛ لأنّ فلسطين هي الذاكرة والأصل والتاريخ، هي الحضارة والتراث وشجر الزيتون، وحبات رملٍ ناعمِ على شواطئ بحر عكا ويافا وغزة. نعم فلسطينية أريدها وأشتهيها لأنّ فلسطين هي الأرض والشعب والقضية. أريدها نسوية لأنّ النسوية هي حركة وفكر وإيديولوجية، تحمل في طياتها فلسفة أخلاقية ونظرية اجتماعية وحركة سياسية. النسوية هي نمو ومشاركة ونضال يسعى إلى التغيير والانجاز وتحقيق الذات وإبرام النجاحات. والنسوية تمنح مساحات من الشراكة والمشاركة وفيها الحزم والعزم وكل معاني الحرية. نعم، أريدها نسوية لتدفعني نحو دوائر الحياة العملية والفكرية وتلهمني كناشطة نسوية لأكسر قيودًا حديدية تقمعني –فقط- لكوني امرأة وتسلب مني حقي للعيش بحرّية.
أريدها مثلية، تحب النساء، مثلي تماماً، وتعشق الأنوثة، مثلي تماماً، وتصاب بالهذيان كلما سمعت همسات عشق امرأة تعانقني عناقا قد يدوم دهرًا من الزمان. أريدها مثلية لأنّ المثلية حق واختيار، فإمّا أن أكون وإمّا أن لا أكون. واليوم، أختار أن أكون، وأن أعيش بينكم وبينكن.
فها أنا وكنت قد قضيت دهرا من العمر أجول بينكم، تارة أدنو وأخرى ابتعد. ففي كل مرة شعرت بقبولكم رنوت خطوة وفي كل مرة شعرت برفضكم واستبعادكم، تراجعت عشرة خطوات.
ولكني اليوم، أقف على عتبة تاريخٍ اكتبه بقلمي، غير مبالية بقبولكم أو برفضكم، فاقبلوني إن تشاءون وارفضوني كما تشاءون. مثلية أنا وصوتي يعلو من بين أصوات نساءِ فلسطينيات مثليات كنّ أم مغايرات، يؤمنَّ بحقي بأن أختار، بأن أعيش، بأن أكون. فلسطينية ولدت وترعرعت وسأبقى على هذه الأرض الأبية، نسوية أصبحت بين نسويات ألهمنَ مسيرتي ونشاطي؛ مثلية كنت وسأبقى، رغم أنوفكم وأنوفكن!
أما أنتِ يا حبيبتي، فلن أنفك عن البحث عنكِ، وان كنت قد وجدتك مرة..
فأنت امرأة تهزّ الأرض بخطابها وتلهم الأذهان بفطنتها.
امرأة تجتاحني كالطوفان.. فإن كنت هنا، فابقي.. وإن كنت قد رحلت..
فبحق العودة عودي..
وإن عزمتِ على الرحيل، فاعلمي أنّ ذكراكِ محفورة في ذاكرة لا تعرف النسيان..
ذاكرة كذاكرة فلسطين، تنبض نبضات عشقٍ وودادٍ وحنين.
(الكاتبة ناشطة في مجموعة أصوات- نساء فلسطينيات مثليات www.aswatgroup.org)
17 يناير 2013
سيدتى كاتبة هذة الرسالة الرقيقة الشاملة .. اقسم بأننى اتمنى صادقا ان اكون صديقا مخلصا لك .. ولا اريد ان اقابلك او اتعرف عليك من قريب او من بعيد.. كل ما اتمناة هو الوجود بقربك واعرف مدى قوتك كانثى تحدت الجميع .. ولكن يشرفنى ويسعدنى صداقتك .. وللعلم انا متزوج وزوجتى تعلم برسالتى ورجائى هذا فهو من التفتح ما يؤيدك ويدعمك وان كنتى لا تحتاجين دعم احدا فأنت اقوى من الجميع .. تحياتنا ولك احترامى وزوجتى ايضا..
17 يناير 2013
ان هذا المقال من احدى المثليات لهو تعبير عن رقة وحنان المرأة فهى اصل الحب واصل الحياة … اعتراضى ياسيدتى هو على العنصرية وان كانت من صميم حقك ولكن كما اشعر ان المثلية هى عند النساء فقط ولا اقر المثلية عند الرجال للأسف .. لان النساء هن الوحيدات منبع الحب وليس بالضرورة الحب الجنسى فالمراة لا يهمها فى المقام الاول الجنس فهو اخر ماتتطلع الية .. اقسم بأننى لو اتيحت لى الفرصة ان تكون زوجتى مثلية لاكون اول المشجعين لها وسأكون لها رديفا تلجأ لة وقت اللزوم .. سنكون اصدقاء .. لانها عندها ستعلمنى معنى الحب والعطاء .. مثال صغير ويبدو ساذجا : انظروا للمرأة عند الاستحمام والتنشيف ولاحظوا كم هى رقيقة المشاعر .. يكفينا ان ننظر الى مكونات جسدها ولا انظر الية من الناحية الجنسية ولكن من الناحية الجمالية ..اقسم باننى اعشق النساء كل النساء لأنهن نساء … صناع الحياة ورحيقه الجميل .. المثلية هى مثال الحب الرقيق الخالى من اطماع البشر .. ولكن اتمنى ان لا يكون عنصريا لأن المثلية تعرف الانسانية اكثر من الاخرين .. تحياتى وكل حبى
6 يناير 2013
تحية الى شهد
6 يناير 2013
إنكنّ الأجمل
5 يناير 2013
أما أنتَ يا حبيبي فلن أنفك عن البحث عنكِ، وان كنت قد وجدتك مرة ، فإن كنت هنا فابقى.. وإن كنت قد رحلت فبحق العودة عُد لأحضاني … وإن عزمتَ على الرحيل، فاعلم أنّ ذكراكَ محفورة في ذاكرة لا تعرف النسيان..
مثلي يفتخر بكم
25 مايو 2011
مقالة رائعة تجسد الصراعات النسوية القومية والمثلية وتضعها في نطاق واسع يتمحور حول اهمية ربط نضالنا في مجتمعاتنا والحد من الفصل. الكاتبة تنجح في ربط النضال المثلي من اجل الحريات بنضالها كامراة وكفلسطينية مما يجعل الخطاب شمولي ومقنع.
رائعة… واكثر من رائعة
24 مايو 2011
انا قرأت المقاله عددة مرات,,,,المقاله غايه في غاية الجمال من الناحيه الادبيه,,,واشعر بالمرأه في مجتمعنا والنظره الدونيه لها,,,,لكن اعترف بأنني اجهل الكثير عن المثلية,,امنى لو اعرف اكثر واتعلم منكم حتى ادافع عن حق المرأه وانا حامل فكر,,,لقد كانت حبكه في غاية الروعه عندما حكتي بقلمك ظلم الاحتلا وقهره مع مع ما تواجهه المرأهزكل التحيه
21 مايو 2011
اريدها انسانه اولاً واخيراً بغض النظر عند دينها ولونها وقوميتها المهم ترجعلي اخر النهار وما تروح لحدا غيري زي ما عم بصير في المجتمع المثلي, كل الاشياء الباقيه عن جد مش مهمه
19 مايو 2011
نص غني في الطرح والعمق والشمولية, ويختلف عن نصوص مثلية تتمركز بجوانب جنسانية وتهمل الصراعات الاجتماعية والسياسية. المثلية هي حركة سياسية قبل ان تكون مقولة تعبر عن ميول جنسي وانا على يقين ان نساء امثال الكاتبة الناشطة سيقدن الحركة النسوية المثلية الفلسطينية لاماكن نفتخر ونعتز بها.
19 مايو 2011
لا أفهم سبب التلهف لهذا النص. أنا أراه نصًا ساذجًا مليء بالتكرار والحشو، يمكن اختصاره بجملتين. كما أن هناك سطحية في طرح النقاط في النص. ولا أرى أية جمالية في السجع الرديء.
لأنني مثلي، ولأنني نسوي، ولأنني قبل هذا وذاك قارئ، كنت أتمنى أن أرى نصًا أقوى من هذا النص، لأن القضايا المطروحة هنا تحتاج لأقلام توفيها حقها.
19 مايو 2011
احببت كل كلمه! كاتبه بارعه، قويه ومبدعه.
19 مايو 2011
مقالة حلوة كتير
ابدعتي
19 مايو 2011
المثليات هن من أجمل نساء فلسطين, شكلاً وروحا وعقلا…
18 مايو 2011
اريدها اريدها اريدها شو وين مفكره حالك عايشه! بس الغريب ما كتبتي انك بدها اياها جميله وانيقه؟ يمكن لانو معظم المثليات بالفعل مش حلوات وفاتهن القطار من الزواج بشاب (باحسن الاحوال).
18 مايو 2011
الله يشفيكي من مرضك يا رب. واتأسف لسماع بنات في مجتمعنا الفلسطيني مثل حالك
18 مايو 2011
سرد جريء, قوي, صادق وعميق.
تحية كويرية من بيروت.
18 مايو 2011
كل الاحترام للكاتبة ولاصوات على العمل الرائع والرائد والى الامام
18 مايو 2011
نص جيد ليس أكثر
المشكلة فيه هو ملامح عنصرية فلسطينية، وسذاجة في طرح الجانب الوطني من الهوية، دون أدنى تحوير أو نقد..سئمنانصوص الزيتون والزعتر والميرمية
جميعنا فلسطينيون…سو وات..ليس بالضرورة استجاء الإعتراف بذلك
18 مايو 2011
هنالك تعتيم مجتمعي بحت على كل موضوع المثلية الجنسية في مجتمعنا العربي الفلسطيني وهذا النوع من الكتابة المبدعة والناقدة تلقي الضوء على الصراعات والتحديات والتي من شانها رفع الوعي.
كل الاحترام والى الامام أصوات
فاتنة
اخصائية نفسية
18 مايو 2011
النص رائع، شفاف، قوي، عميق، ذكي في الدمج ما بين النسوي والإنساني والوطني. نص يستفز العقل وويخلخل أنماط الفكر السائد ويفتح آفاقا واسعة لتساؤلات ولإعادة نظر.
18 مايو 2011
أخ أخ لو النساء اللي زي هيك بنبتوا علشجر! هاي المقاله من اجمل ما انكتب عن الكويريات العربيات…
عكل حال احنا موجودات… بس بدكن\م تدوروا منيح
17 مايو 2011
Very brave and sincere article. Your honesty is striking.
17 مايو 2011
رائع, عظيم, حبيت
17 مايو 2011
اولا, انا اعارض ولا افهم المثلية لكن بعد قراءة المقالة, اود التعلم المزيد والتعرف عن كثب على عالم المثلية.
هل هنالك دورات تثقيفية عن الموضوع.
وشكرا لقديتا على جهودكم
سليم
17 مايو 2011
great article
like like like
17 مايو 2011
لقد قرأت المدونة خمس مرات وفي كل مرة تعلمت شيئا جديدا عن المثلية والصراعات التي يواجهنها نساء مثليات
نص رائع من الجدير ادراجه في مواقع اخرى لتثقيف جماهيرنا عن المثلية-النسوية الفلسطينية.
عظيم جدا
17 مايو 2011
من اروع ما كتب في وعن المرأة الفلسطينية المثلية
مؤثر وقوي
شكرا لموقع قديتا على الطلائعية
وشكرا لشهد وأصوات على المشاركة الصريحة والجريئة
17 مايو 2011
انا مع حرية الناس في حياتهم الخاصة ..
واحترم جداً هذه اللغة المثقفة والواعية .. ولكنني حزين جداً على انوثتك المهدورة في اللاطبيعي .
17 مايو 2011
شكرا لشهد على المشاركة ولقديتا على النشر.
أتمنى أن تجدي إمرأتك الفلسطينيّة النسويّة المثليّة قريبا وأتمنى لنا جميعا مستقبلا خال من القمع، الإحتلال، العنصريّة أو التمييز… مستقبلا فيه حياتنا بيدنا وليست مرغمة علينا!
نضالنا من أجل حريتنا مستمر ولن يتوقف حتى نصل نتحرر من كل هذه القيود.
17 مايو 2011
ناعمة الإحساس جريئة التعبير أنت! أحببت طريقة تعبيرك عن نفسك, فمن خلالها استطعت ايصال الصوت النسائي.. هذه قضية تخصنا أجمعين, معاً لنكسر جميع قيود القمع والاحتلال.
كل الاحترام
17 مايو 2011
الملف رائع وقيم
شكرا لقديتا على نشره
اعجبني ترابط الصراعات والهويات في مقالة شهد
لم افكر بهذا المنظور من قبل
حقيقة رائع, مثري ومثقف
ليان