ومن يبتغ غير الوحدة الوطنية نهجاً فلن يقبل منه، وهو في الدنيا من المفسدين/ سميح غنادري
|سميح غنادري| بمحاذاة كنيسة البشارة للاتين في الناصرة، […]
ومن يبتغ غير الوحدة الوطنية نهجاً فلن يقبل منه، وهو في الدنيا من المفسدين/ سميح غنادري
|سميح غنادري|
بمحاذاة كنيسة البشارة للاتين في الناصرة، وعلى عرض واجهة مبنى يشرف على ساحة المدينة التي أصبح اسمها المتداول ساحة شهاب الدين، توجد لافتة بالألوان مكتوب عليها، بالعربية والإنجليزية، الآية القرآنية: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” (آل عمران :85).
اللافتة معلقة هناك منذ سنوات، قرب الكنيسة مقابل الشارع الرئيسي في وسط – مركز – المدينة، وبمحاذاة شارع الكازانوفا الذي يقود نحو السوق. أي لا بد إلا أن يراها، يومياً تقريباً، كل مواطن نصراوي وكل زائر للمدينة أو عابر سبيل فيها. وفي هذه المنطقة تتوقف فرق السواح الأجانب يومياً، بسبب تاريخها وكنيستها.
يؤلمني ويستفزني أمران. الأول، أن على مواطني الناصرة العرب المسيحيين والمسلمين، أن يقرأوا يومياً (حسب التفسير الحرفي الشعبوي المتداول لتلك الآية) أن الدين المسيحي خاطىء باطل، وما على المسيحيين إلا إجهار إسلامهم. وإلا سيكون مصيرهم جهنم ونارها الأبدية حين تأتي ساعة الدينوية في الآخرة. والثاني، هو رؤية السواح الأجانب وقد صدمتهم الآية (المكتوبة بالإنجليزية أيضاً)، فيسترسل مرشدوهم الإسرائيليون اليهود شارحين متشدقين ومحرضين أنه حتى في بلد المسيح وقرية والدته مريم العذراء، وفي مدينة مختلطة، يقول مسلمو المدينة لمسيحييها العرب ولمسيحيي العالم إما أن تسلموا أو تحرقوا في نار جهنم. ولكم أن تتخيلوا مع أي إسلام “إرهابي” نتعامل، وكيف يعامل هؤلاء اليهود… في دولة اسرائيل. فكيف –يواصل المرشدون – تطالبوننا بتوقيع سلام مع هؤلاء، فليوقعوه أولا مع أهل مدينتهم العرب المسيحيين في مدينة المسيح.
نتساءل: بأي حق يسمح البعض لنفسه بتشويه الدين الإسلامي الحنيف بهذا الشكل القبيح أمام العالمين، وبهذا المس بمشاعر أهالي المدينة؟ لم يكتف العقل المريض والعنصري الطائفي، الواقف وراء تعليق تلك الآية، بهذه الفعلة. ويظهر أن عدم ردعهم منذ سنوات من العقلاء وفرْض إنزالهم لتلك اللافتة، جعلهم يتمادون. إذ استقبلت المسيرة التقليدية، احتفاءً بعيد الميلاد، لافتتان جديدتان معلقتان على طرف الساحة بمحاذاة رصيف الشارع الرئيسي. لافتتان تحملان آيتين “تعايدان” المسيحيين والمسيرة التقليدية. وكانت قد تصدرت المسيرة، بمن تصدرها، شخصيات قيادية دينية وسياسية من… الحركة الإسلامية أيضاً، تأكيداً منها على طقس وتمثيلية التعايش واحترام الدين الآخر والوحدة الوطنية علناً(؟!)، إلى جانب التوجيه سراً بتعليق تلك اللافتات، أو السكوت عنها وعدم إنزالها من قبلهم.
تقول الآيتان: “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين” (آل عمران:59) (الممترون تعني- المشككون). و“قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد” (الإخلاص:1-4). الذي علّق هاتين الآيتين قصد أن “يعايد” مسيحيي المدينة بقوله لهم: أنتم تشككون بوحدانية الله الواحد الأحد وتقولون إن المسيح ابنه، علماً بأن عيسى مثله مثل آدم خلقه الله من تراب.
قبل هذا وبموازاته، على مدى سنوات عديدة سابقة وحتى اليوم، تتبدل شهراً بعد آخر شعارات تختبىء بعضها وراء آيات قرآنية يفسرها أصحابها كما يحلو لهم ويخدم سياستهم. يعلقونها في تلك المنطقة، وأيضا على شجرة تتوسط دوّار سير محاذٍ في وسط الشارع الرئيسي، تحيطه أربعة مداخل. شعارات تبلغنا أي دين هو الأفضل وأي نبي هو الأطهر من بين كل الأديان والأنبياء الآخرين. وأخرى تنص على أن “مسلموا الناصرة (وأحياناً مسلموا الـ 48) يطالبون… أو يقولون… أو يعلنون…”، وأن علينا جميعاً اتباع هدى الإسلام، والسعي لبناء دولة الخلافة (في إسرائيل، وفي الناصرة؟!)…الخ. وحين زار الناصرة البابا بنديكتوس في رحلة حجه للأماكن المقدسة، استفاقت المدينة على شعارات معلقة تقول باسمها: “لا أهلا ولا سهلاً. الناصرة إسلامية”.
سيقول بعضكم: هذه مؤامرة صهيونية تهدف إلى شرذمتنا طائفياً وعنصرياً. أجيبكم: لسنا في مجال المزاودة بخصوص سياسة “فرق تسد”. ولكن “دودَهُ من عودِهِ”. فالذي يقوم بهذا هو منا وفينا ومن أحزابنا، بل ويشارك في قيادة هيئاتنا الوطنية، ويتخذ من ديننا الحنيف ( يا للفحش) ستاراً ومبررا لنهجه المتخلف والمدمر لهويتنا القومية ووحدتنا الوطنية الجامعتين.
غابت (غابة) المدينة…
يجري أمامنا إحتلال للحيّز الجغرافي العام للمدينة، بدون حق أو إذن أو تخويل من أحد، وبشكل منهجي مثابر واستفزازي دون ردع أحد. والأسوأ هو هذا الاغتصاب والتشويه الديني والعقائدي والنفسي لعقليات ومشاعر الناس ولهويتهم القومية والوطنية والنصراوية الجامعة، ولوحدتهم الوطنية على شتى انتماءاتهم الاجتماعية والدينية والطائفية. الحاصل هنا ليس حق وحرية الإنسان الفرد، بذاته ولذاته، أن يفهم دينه كما يريد، وأن يبرز هويته الدينية على ما عداها من مركبات أساسية للهوية الجامعة. وإنما سعي مجموعة لتشويه الدين واستعماله مطية وآداة وستاراً لخدمة أجندة سياسية واجتماعية رجعية وهدامة، ومحاولة فرض هذا على الفضاء الثقافي العام للمدينة.
لذلك، فإن النقاش مع هؤلاء والتصدي لهم ليس نقاشاً مع المتدينين، ولا مع خيار الفرد في فهم وممارسة دينه لذاته، ولا تصدياً للدين. هم يريدون جرّنا إلى هذه الزاوية بعد أن نصّبوا أنفسهم، زوراً واغتصاباً، قيمين على الدين وتفسيره، جاعلين منه ملكية خاصة لهم، ومن أنفسهم ناطقين باسمه. ومن ثم يريدون تعميم وفرض خيارهم الخاص على المدينة وجعله عاماً.
هؤلاء مغتصبون للإسلام والمسلمين أولاً، لا للمسيحيين. فالمسيحيون يبقون في نهاية المطاف “أهل الذمة”. أما المسلم الرافض لاتباع غيّهم وتضليلهم فهو مرتد. ومعروف حكم المرتد. وهم لا يريدون أسلمة المسيحي وإنما تسييس إسلام المسلم من خلال تشويه واغتصاب الإسلام.
لكن حين يجري اللعب بهذه النار الطائفية العنصرية في مدينة متعددة الأديان والطوائف، قد يقود الأمر أيضاً إلى توتير طائفي ورد فعل معاكس، وإلى تغييب مدنية المدينة وتحويلها إلى غابة. وكانت الناصرة قد عايشت قبل قرابة 15 عاما وضعا شعر فيه أهلها أن المدينة غابت (غابة)! ويظهر أنه لا يروق للبعض، بعد أن استقوى بصمت رجال الدين وأحزابنا ومؤسساتنا الوطنية وعدم ردعهم له، إلا جرّنا ثانية إلى تلك الغابة التي ظننا وحلمنا بأنها غابت.
يجب التنبيه هنا، وبمنتهى الصراحة، إلى خطورة الاتكال النصراوي على أن فكر ونهج الحركة الاسلامية بأطيافها- (بالمناسبة آن الأوان لتسميتها وأطيافها باسمها الحقيقي: الأخوان والسلفيون)- ما زال محدود التأثير في الوسط الإسلامي ( تباً لهذه التسميات!)، وأن الأصولية الطائفية غير منتشرة في الوسط المسيحي (تبا لهذه التسميات!). أولاً، ليس هكذا هو الواقع، وهنالك تراكمات تجري تحت السطح قد تنفجر. وثانياً، تتراكم عند المسيحي اللاطائفي واللاأصولي والعلماني وغير المتدين… وحتى الكافر، احتقانات وأحقاد وتوترات قد تولد ردود فعل غاضبة، لا يستطيع أحد أن يتكهن اليوم أي منحى قد تتخذ مستقبلاً. قبل أقل من ثلاثة عقود، كان النصراوي يخجل حتى بالجهر وبالتفاخر بانتمائه الديني. لكن أصبح بعضنا اليوم يجاهر ويتفاخر ويتواقح حتى بالمس بدين الآخر.
يشهد أهل المدينة يوميا، بما فيها أولادها وشبابها الصاعد، تلك الشعارات التي ذكرناها سابقاً. ويقرأون في الصحف بعض مقالات لقادة في الحركة الإسلامية لا تقلّ سوءاً عنها. ويستمعون لخطابات مماثلة يلقيها بعض الأئمة (ولا أقول كل) في بعض الجوامع (ولا أقول كل). وبعضها يصلنا إلى بيوتنا عنوة من خلال مكبرات الصوت في أيام الجمعة. وإحداها “علمتني”، وأنا جالس على شرفة بيتي، بأني كافر، إذا كنت أؤمن بالثالوث وبالصلب وقيامة المسيح. ومن الأجدى بي أن أُسلم إذا كنت أنشد الجنة في الآخرة. كانت تلك خطبة “معايدة” بعيد الفصح- صلب وقيامة السيد المسيح.
أنت كافر يا شيخ!
هذه المسألة لا تخص النقاش اللاهوتي والفقهي، ولا الحوار بين الأديان بخصوص معتقدات وإيمان كل منا. وما من أحد يمنع أحداً أو حتى يعترض على حق أحد في أن يُعلّم بصدق في بيته وجامعه وكنيسته، وفي دروسه الدينية، أسس إيمانه الديني وحتى ملاحظاته على دين الآخر. وكل على دينه الله يعينه. خطورة القضية تكمن في وجود لافتات وشعارات يجري تعليقها ونشرها في الحيز العام بهدف تسخيف معتقدات الآخرين وتكفيرهم والمس بهم، لا بهدف تعليم أسس الدين في الساحات العامة.
مَنْ يفعل هذا يمس ويشوّه ويهين دينه أولاً. فالدين في جوهره، أي دين، ينادي بالمحبة والتسامح والتعايش والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدين الإسلامي بالذات نصّ على عدم جواز التكفير للناس، وعلّم أن الله وحده يجوز له هذا الأمر “… وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم” (الحجرات: 13). و”… لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة…” (المائدة 48). ” ولو شاء الله ما أشركوا، وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت بوكيل” (الانعام 107). ونصّ “القرآن” على أن المسيحيين هم الأقرب مودة للمسلمين “… ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى…” (المائدة 82). وأمر “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن…” (آل عمران 46)، “وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والمو عظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن…” (النحل 125).
من لا يلتزم بتعاليم هذه الآيات الكريمة أعلاه يكفر بتعاليم ووصايا دينه، وبالوحدة الوطنية والديمقراطية لشعبه حتى لو أخفى انتماءه الحزبي وراء حجاب تسمية ذاته بالشيخ فلان. لذلك، دفاعا عن الإسلام وعن “القرآن” نقول للمتاجرين بالدين ودعاة تسييسه وتحزيبه: أزيلوا تلك اللافتات من ساحة المدينة- إن كنتم حقاً مسلمين مؤمنين. فما من كفر أشد كفراً من استغلال آيات الذكر الحكيم في سبيل الباطل السقيم. والدين أطهر وأشرف من أن يحيله البعض إلى طائفة، ومن ثم يحيل الطائفة إلى حزب سياسي يشوه الدين ويحتكر فهمه وتفسيره، ويجعل منه ملكية خاصة وأداة ومطية أجندته السياسية- الاجتماعية، المتخلفة والهدامة.
ثم ماذا كان سيكون موقفكم يا “مشايخ” (مشايخ الحزب لا الدين) لو فقد بعض مسيحيي الناصرة اعصابهم وقاموا بالرد عليكم بمثل بضاعتكم؟ أقصد أن يعلقوا لافتات تطعن بمصداقية الدين الإسلامي وبنبوة الرسول محمد، وتشيد بعلوية الدين المسيحي وتكفر من لا يتبعه، وتتوعده بأن مصير نار جهنم. وأن يعلقوها، مثلكم أيضاً، في ساحة المدينة وقرب الجوامع وعلى رصيف الشارع الرئيسي وأثناء مرور مسيرة الاحتفاء بعيد الأضحى، وأن يرددوها في وعظاتهم في كنائسهم.
أتساءل سؤال العارف بالجواب، ليس باسم المسيحيين ولا دفاعا عنهم. وإنما مدينة باسم شعب- بقية شعب- أصبح أقلية في وطنه ويعاني سياسة التمييز العنصري، والإقصاء والشرذمة في عقر دار الصهيونية، ويأتيه “دودوه من عوده” ليزيد الطين بلّة، بل أكوابا من ماء آسن، باسم الدين والأصولية. دياناتنا من هذا براء، وأصالتنا إزاء هكذا اصولية على عداء.
الدين ليس أن نحف شواربنا ولا أن نطيل لحانا، شيوخا كنا أم كهنة، “يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”. والإيمان، كما علمتنا سورة البقرة- الآية 177، ليس أن نولّي وجوهنا صوب المشرق والمغرب. وإنما أن نلتزم بالبر والتقوى وعمل المعروف. أما مَنْ يسعى بالذات، إلى تفرقتنا على أساس ديني وإلى احترابنا فهو قد يكون من المؤمنين كلاما، لكن من المفسدين فعلاً. ويكون كافرا بجوهر تعاليم الدين وبالوحدة الوطنية للشعب، حتى لو كان شيخا- كاهنا- رابيا. فالإيمان فعل وانتصار للحق وللخير لا كلاما وثيابا.
الصمت… جريمة
أفهم إلى حد ما، ولا أقول أتفهم كليا، امتناع بلدية الناصرة حتى الآن عن إزالة تلك اللافتات التي تغتصب الملكية العامة دون إذن ولا بهدف الصالح العام. فسبب الامتناع قد يعود إلى خشية البلدية من أن تؤدي الإزالة إلى التوتير والعودة إلى الأجواء السيئة التي رافقت تفجر ما عرف بـ”أزمة شهاب الدين” قبل 15 عاما تقريبا. لكن الأجواء متوترة اليوم في العقول والقلوب. والإنسان قد لا يحتمل ضبط أعصابه دوما، وهو يقرأ يوميا المس بدينه وبدين الآخر. ويرى العمل على إقصائه الاجتماعي والثقافي والنفسي من الجو العام السليم والنقي للمدينة التي هي ملكه وهو ابنها ومن مواطنيها. وواجب البلدية، بصفتها سلطة محلية، صيانة وحفظ الحيّز العام جغرافيا وثقافيا وأجواءً لصالح جميع المواطنين، وعدم السكوت عن مغتصبية ومفسديه.
ثم الحاصل هو الاعتداء على والإطاحة بالحل الوسط التوافقي لأزمة شهاب الدين- أزمة ساحة المدينة. بنيت الساحة قبل عقد ونيّف. وقامت البلدية، وفقا لمخططها الأصلي، بإصلاح وإبراز مقام شهاب الدين. لكن الساحة ليست ساحة عامة للمدينة ولراحة أهلها، وإنما هي ساحة لخدمة من استولى عليها باسم الدين زوراً. ونعم لم يتم بناء جامع هناك، ولكن الجامع قائم كجامع مفتوح مظلل وغير مسقوف. أهالي المدينة لا يزورون الساحة ولا يجلسون فيها. هذا جامع بكل معنى الكلمة (خصوصا أيام الجمعة). وهذه ساحة لجامع ومكان للافتات وإعلانات ذكرنا فحواها سابقاً. أي جرى هنا اغتصاب حتى الحل التوافقي الوسطي وتحويل الساحة العامة إلى منبر للتحريض الطائفي. وتتحكم بالساحة، عملياً وأجواءً، الحركة الإسلامية. ويُقال إن بعض التحكم انتقل مؤخرا للجناح السلفي منها. لكن، سمّور أخٌ لحمّور، بل “منه وفيه”، وإن كان أكثر تشددا وتطرفا.
لا أحسد بلدية الناصرة لا على صمتها ولا على تحركها ضد هذا الاغتصاب… إذا ما قررت التحرك. لكن لا أفهم ولا أتفهم صمت اللجنة القطرية للرؤساء، وكل أحزابنا، وكل اللجان الشعبية والهيئات التي كانت وراء التوصل لذلك الحل التوافقي… وهي ترى عدم الالتزام به. وإن فهمنا أو تفهمنا هذا، كيف نفهم أو نتفهم هذا الصمت الرهيب للجميع بخصوص استغلال الساحة من قبل تيار سياسي (وليس دينيا كما يدعي) للمس بدين الآخر وإقصائه وتكفيره. تريدون، يا كل العقلانيين، القيام بهذا على نار واطئة وبالهمس في غرف مغلقة؟ حسنا، قوموا به. انتظرتكم خمس سنوات وأنا حامل بمقالي هذا دون أن أكتبه، آملا بتحرككم. أصبح صمتكم خادما وغطاء “للجريمة”، فانطقنا خرسكم علكم تنطقون.
لم أذكر أعلاه الحركة الإسلامية، بأخوانها وسلفييها، ليس فزعاً منها ولا تجنباً لمواجهتها فكرياً. ولا ينطلي علينا خرس الإسلامية على الحاصل وتبريرها، بالهمس والوشوشة، أن من يفعل هذا هم السلفيون. فهي الفاعلة والبادئة، وهي الخرساء إزاء من يواصل فعلها ويجعله أكثر تطرفا. فـ”عصا” السلفيين من عصي الحركة. لم أذكر الإسلامية لأني لم أعد آمل منها لا الخير، ولا الفهم والتفهم. بل أتهمها أنها هي بأفكارها وبنهجها، وبممارساتها، وبما غرسته في أجيالنا الطالعة من أفعال فئوية طائفية وإقصائية، على خلفية تسييسها وتحزيبها وتطييفها للدين… كانت الدفيئة لكل ما هو حاصل وتطرقنا له في هذا المقال.
قضيتنا وحلها ليست عند الحركة الإسلامية وإنما معها وفي مواجهتها، وبمطالبتنا لها بأن ترتدع وتردع من يلعب بالنار من قادتها وأتباعها غير آبهين بمخاطر تسميم أجواء ومستقبل أجيالها الصاعدة. “حيِّ على الفلاح”، لا على الطلاح- هذا هو نداء الإسلام للصلاة. فليقم قادة الإسلامية قطريا ونصراويا، والبارحة قبل اليوم، بدخول ساحة المدينة وإنزال تلك الشعارات إذا ما كان يهمهم فهم وتفهم الناس وعدم دمغهم لهم بالطائفية وتحميلهم مسؤولية الحاصل. هذا واجبهم إزاء دينهم أولاً، مثلما هو واجبهم إزاء شعبنا ومدينته ووحدتنا ووحدتها الوطنية.
وأوجه النداء بعدم الصمت والتحرك أيضاً. للمشايخ الأفاضل من رجال الدين المسلمين وكذلك لسائر أخوتي من متدينين وعلمانيين مسلمين (العلماني لا تعني الملحد)، من شخصيات اجتماعية ومثقفين وأكاديمين وكتاب وصحافيين وسائر الناس العاديين. فلا يعقل السكوت أكثر. واعذروني إن خاطبتكم، لأول مرة في حياتي، باسم هويتكم الدينينة… أنا الرافض قلبا وقالبا لاستعمال هذه الهوية في الموقف وفي العمل. لكن ما العمل ما دامت الوسيلة الأسلم والأنجع اجتماعيا للتصدي للطائفية هي أن يتصدى الإنسان أولاً للطائفية في ساحته الدينية. وكلنا يعلم أن محاربة طائفية الآخر مع السكوت عن طائفية الذات هي رعاية للطائفية وتسعير لها باسم محاربتها.
أعرف أن زميلي فتحي فوراني كتب قبل شهور عديدة مقالاً عن الموضوع يخص تلك الآية على واجهة العمارة. لذلك ما من حاجة بتذكيري بهذا. وإنما هنالك حاجة بتذكيركم أنه ليس بإمكانكم تذكيري إلا بمقال المربي والكاتب فوراني ابن حيفا. وفتحي يساري علماني ونشيط جبهوي- شيوعي وديمقراطي. ألا فلتتفتح صفحات صحفنا، ومنابر جوامعنا وكنائسنا، وكل مؤسساتنا التمثيلية والثقافية ومدارسنا، بكل أطيافها السياسية والفكرية، لفيض من مساهمات وفتوحات تطيح باحتلال البعض لديانتنا ولتراثنا العربي الإسلامي الجامع.
الصمت سكوت عن وتشجيع للجريمة. فلننطق بشجاعة ودون تأتأة ومواربة قبل أن يصبح الوقت متأخرا، ولتكن أول الناطقين أحزابنا الوطنية العلمانية، بدلاً من تفضيل بعضها للعداوات القبلية في ما بينها على مواجهتها للتيار الطائفي، بل ومسايرته بأمل كسبه في معاداتها لبعض، علماً بأنه يقصد التهامها معاً!
عَودٌ على بدء: لا تفتروا على الإسلام!
أجاز الإسلام الاجتهاد في فهم وتفسير النص الديني. بما فيه اجتهاد الفقهاء والعلماء المسلمين في فهم وتفسير آياته. واختلف هؤلاء، بمن فيهم الأولون منذ القرن الثامن والتاسع والعاشر، في تفسير بعض آياته. ولا يعتبر الإسلام تفسير أي مفسر منزلاً ومقدساً ومنزها عن أي خطأ. فما من مقدس ومنزل ومنزه إلا النص القرآني. أما البشر، حتى لو كانوا فقهاء ولاهوتيين، قد يخطئون (وأخطأوا كثيراً…) في تفسير الكتب المقدسة.
ثم الإسلام هو دين ودولة وثقافة. وهنالك اختلافات جوهرية بين هذا الثالوث. فدولة المسلمين ليست بالضرورة هي دولة الدين والقرآن، كذلك هي الثقافة الإسلامية بما فيها الثقافة الشعبوية والعامة للناس المسلمين. وإذا أدخلنا عامل الإسلام السياسي- الحزبي لهذا التعقيد المركب في التفسير، نلاحظ أن بعض المتحزبين يطوّعون تفسيرات بعض آيات القرآن لصالحهم موهمين أنها التفسير السليم. ونبّهنا القرآن الكريم إلى تدخّل وإفساد فرعون وقارون وهامان: الثلاثي اللامقدّس للسلطة السياسية، وللطغمة المالية، وللسلطة الدينية.
لنأخذ مثلاً الآية التي أوردناها في مطلع مقالنا هذا: “ومن يبتغ غير الإسلام…”. التفسير المتداول والشعبي والذي يتبادر أولاً إلى الذهن، وقال به حتى بعض الفقهاء، هو أن على اتباع الديانات الأخرى أن يستبدلوا دينهم ويعتنقوا الإسلام حتى لا يلقوا بئس المصير في جهنم. ولهذا، وبهذا المعنى والقصد، جرى تعليق هذه الآية على لافتة في وسط مدينة الناصرة. لكن هذا تفسير خاطىء وباطل لتلك الآية… تنفيه آيات “القرآن” العديدة الأخرى، عدا عن نفيه من قبل العديد من الفقهاء.
كلمة الإسلام لا تعني الدعوة المحمدية وتقتصر عليها. هي تعني تسليم الأمر لله. فإذا أنت أسلمت أمرك لله تكون مسلماً، كنت يهودياً أم مسيحياً. بناءً عليه جدنا إبراهيم، حسب القرآن، هو أول المسلمين. كذلك هو المسيح والحواريون (التلاميذ). وكل الأنبياء لكل الديانات التوحيدية أخوة ومن ملّة واحدة، فجميعهم مسلمون.
إليكم نزراً صغيراً من كم كبير لآيات قرآنية تؤكد ما ذكرناه أعلاه: “… وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون” (العنكبوت 46). “وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون” (البقرة 136). ” وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلماً” (آل عمران 67-68). ويقول إبراهيم عن ذاته: “…وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين” (آل عمران 161-163). وعلى لسان المسيح جاء في القرآن “وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وقالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون” (المائدة 111). ويسأل المسيح الحواريين (التلاميذ) فيجيبونه: “قال من أنصاري إلى الله، قالوا نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون” (آل عمران 52). وحدّد القرآن شرعية الأديان “وشرّع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن إقيموا الدين ولا تتفرقوا…” (الشورى 13).
بناء عليه، فإن كل هؤلاء الذين سلّموا أمرهم لله هم مسلمون، من أيام إبراهيم إلى يومنا هذا وإلى أبد الآبدين. ولن يكونوا في الآخرة من الخاسرين. ولن يكون مصيرهم جهنم، بغض النظر عن أية دعوة دينية توحيدية يتبعون: “إن الذين آمنوا والذين هادوا والصائبون والنصارى ومن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون” (المائدة 69). وتتكرر هذه الآية حرفياً في سورة البقرة: الآية 62، باضافة “فلهم أجرهم عند ربهم”. بل ويعد الله السيدَ المسيح، حسب القرآن، أن يجعل اتباعه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة… (أما مجموعة ما من المتحزبين المتأسلمين في الناصرة، فيعدونهم بجهنم إن لم يستبدلوا تبعيتهم للمسيح): “إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة…” (آل عمران 55). و “… أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى…” (المائدة 82).
النقاش ليس فقهياً ولا لاهوتيا…
بقيت الآيتان التي “عايد” بها الإسلام السياسي مسيحيي الناصرة بمناسبة عيد الميلاد، فقال لهم أنتم مشككون بالله الواحد الأحد، والمسيح ليس ابن الله بل هو بشر مثله مثل آدم وخلقه الله من تراب. يكمن العار والقصد السيء هنا في إقحام النقاش اللاهوتي- الفقهي في معايدة الآخر بدلا من احترام دينه. ومن جهتنا بصفتنا علمانيين وطنيين، نرفض خندقتنا في بوتقة الاختلاف اللاهوتي- الفقهي بخصوص ثنائية ناسوت (من إنسان) ولاهوت (من إله) في شخص المسيح الواحد، وهل المسيحية أم الإسلام هو الأصح بهذا الخصوص. فبين الديانات التوحيدية الثلاث توجد العديد من المواقف المختلف عليها دون تكفير إحداها للدين الآخر، أو التنكر لمئات المواقف المتشابهة إلى حد التطابق أحيانا والإشادة بهذا وإبرازه.
لكن دحضاً لخطأ متداول نقول إن المسيحية لا تقول بوجود ثلاثة من الآلهه، فالله واحد أحد. ولهذا هي دين توحيدي. وعندما تقول المسيحية إن المسيح هو ابن الله، فإنها لا تقصد الأبوة البيولوجية، فالله لا يلد ولا يولد، والله ليس هو ابن مريم البتول. وإنما تقصد أن اللاهوت تجسد ناسوتا بحلول الروح القدس على مريم العذراء بإرادة من الله. وبناء عليه، الله هو واحد أحد تجلى في ثلاثة أقانيم هم الأب والابن والروح القدس.
مسألة “الثالوث” هذه أمر يكاد يكون عصيا عن الفهم المنطقي والفلسفي العلمي. وعرفت المسيحية في بدايتها فرقا اختلفت وتصارعت بشأن الثالوث، قبل ظهور الإسلام. لكن قام أحد اللاهوتيين القدامى بمحاولة تيسير المسألة من خلال مثال الشمس. فالشمس الواحدة (الله الواحد) تشع حرارة (الروح القدس) ونوراً (السيد المسيح). فالله واحد تجلى في ثلاثة أقانيم كما أن الشمس واحدة تجلت في مظاهرها الثلاثة- قرص الشمس والنور والحرارة.
اقتنع بعضنا أم لم يقتنع بهذا، ماذا يهم الأمر ولماذا يجب أن يمس هذا بالجانب الديني العقائدي والأخلاقي المشترك بين كل الديانات التوحيدية؟ وهل يقتنع كل المسيحيين أصلاً بوجود القرآن منذ الأزل محفوظا على ألواح في السماء السابعة، وأن الرسول أسرى من القدس وعرج على السماء وعاد إلى الجزيرة في يوم واحد؟ وهل يجوز لهم، بسبب عدم قناعتهم بهذا، الطعن بدعوة الرسول وتعاليمه السامية؟
يبدأ دستور الإيمان المسيحي الذي يبطل مسيحية المسيحي إن لم يؤمن به، بهذه الكلمات: “أومن بإله واحد ضابط الكل، خالق السماء والأرض وكل ما يُرى وما لا يرى…”. ينتبه الفقيه العلامة محمد حسن فضل الله لهذا الدستور، ويقرر كما يقرّ الإسلام أن المسيحية دين توحيدي، لكن أتباعها يفلسفون الأمور ويعقدونها فيقول “باسم الأب والابن والروح القدس”.
يعرف قادة الإسلام السياسي كل ما أوردناه أعلاه. لكن سبحان الله، لم يجدوا من عشرات الآيات القرآنية التي تشيد بالسيد المسيح ووالدته مريم لمعايدة المسيحين إلا تلك الآيات الخلافية، تفسيراً أو عقائديا. علماً أنه يرد ذكر المسيحية في القرآن في (23) سورة من أصل (114) سورة وفي (127) آية من آياته الـ (6234). ويرد ذكر المسيح بالاسم (10) مرات ومريم العذراء (34) مرة والإنجيل (13) مرة.
إليكم قلة قليلة من تلك الآيات، ونبدأ باعتبار القرآن لمريم العذراء المصطفاة وأطهر نساء العالمين: “وإذا قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين” (آل عمران 42). وهي البتول التي تلد بمشيئة الله لأنه “…يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون” (آل عمران 47). وهي تلد لأن الله أرسل لها نفخة من روحه “فتمثل لها بشرا سوّيا…” (مريم 16-21). و “مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا” (التحريم 12). “إنما المسيح عيسى ابن مريم ورسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه…” (النساء 171) وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس” (البقرة 87). و “…اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس” (المائدة 110). “قل نزله روح القدس من ربك بالحق” (النحل 102). أما المسيح عيسى بن مريم فليس فقط “رسول الله… وروح منه… وكلمته… ومؤيداً بروح القدس… ونزله الروح القدس من الرب بالحق…”- كما قرأنا في الآيات السابقة، وإنما أيضاً هو المقرب والوجيه في الدنيا والآخرة “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة من اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين” (آل عمران45). ” وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا” (مريم 15). نتساءل ألم يكن من الأجدى تعليق إحدى هذه الآيات في ساحة المدينة يوم الميلاد؟ ننتظر الجواب من الإسلام السياسي.
لذلك كله، فإن النقاش ليس نقاشا فقهيا ولاهوتيا، ولا يخص الاختلافات العقائدية بين الاديان، ولا الحوار بين أتباعها. وغني عن البيان أن ساحات المدن وتعليق اللافتات عليها لا تدخل ضمن النقاش والحوار العقائدي. الذي يحدث هو مس بمعتقدات الآخر إلى حد تكفيره، واستيلاء على الحيز العام الجغرافي والاجتماعي والنفسي للمدينة، باسم الدين ومع سبق الإصرار والترصّد. وخلفيته النويا السيئة والمسيئة للمدينة ولوحدتها. وللرسول نفسه الذي أوصى: “إياك أن تفتن نصرانيا عن نصرانيته”، و “من آذى ذميا فقد آذاني”.
مسك الختام
- الدين، أي دين، نقيض للتقوقع والعنصرية والتعصب، ونهي عن المنكر وأمر بالمعروف. المسيحية “بشارة للأمم”، والإسلام “دعوة للعالمين”. تحويل الدين إلى طائفة وجعل الطائفة حزباً سياسياً، وإدعاء الحزب عندها أنه قيّم على الدين، يعني ليس فقط “تطييف” (من طائفة) و “تحزيب” الله ورسله، وإنما الاعتداء على الله والأديان والأنبياء والبشر عموماً. والتصدي للأحزاب “الدينية” التي تقوم بهذا، لا يعني التصدي للدين وإنما تحريره من احتلال تلك الأحزاب له.
- لا ينقسم شعبنا بين أقلية وغالبية مسلمة أو مسيحية بل هو بغالبيته المطلقة عربي فلسطيني ذو هوية قومية ووطنية وإنسانية جامعة، على تعدد أديانها وطوائفها. ولا تقطن الناصرة أغلبية أو أقلية مسيحية أو مسلمة، وإنما تقطنها أغلبية عربية مطلقة.
- الناصرة، تاريخيا، هي “مدينة البشارة” – مدينة السيد المسيح ووالدته مريم العذراء. هكذا هي منذ السنة الاولى للميلاد، وهكذا ستبقى إلى دهر الداهرين، حتى لو شكل العرب المسيحيون واحد بالمائة من سكانها فقط. كذلك مكة، تاريخيا، ستبقى مدينة المسلمين المقدسة حتى لو كان تسعة وتسعون بالمائة من سكانها عربا مسيحيين, وهكذا ستبقى إلى يوم الدين. ومن لا يراعي هذا يعتدي على المدينتين وعلى تاريخهما وعلى… الدين.
- الذي يريد خلق هويات طائفية متصارعة لشعبنا، وجرّه نحو قبلية الطوائف وطائفية القبائل وزرع وتسعير الاختلاف والخلاف الديني… يلعب بالنار. وذلك حتى يسيطر هو حزبيا وسياسيا من خلال هويات ابتدعها، ودين هو اغتصبه وشوهه منصّبا نفسه قيّماً عليه وناطقا باسمه. والذي يرد على هذا بالمثل يسكب الكاز على النار نفسها. هكذا لا نحمي الوطن ولا الشعب ولا حتى الذات الفردية لكل منا، عداك عن الذات والهوية الجماعية الجامعة لنا كشعب. فلا يحمي الوطن وأهله إلا الوحدة الوطنية لأبنائه.
- ومن يبتغ غير الوحدة الوطنية نهجاً، فلن يُقبل منه، وهو في الدنيا من المفسدين.
15 فبراير 2012
هذا المقال تحريضي من الدرجة الأولى !
انا ضد مثل هذه المقالات !
14 فبراير 2012
أحيي الكاتب وكل منصف حر رد ايجابا على هذا المقال لكن بالعامية يعني بفكر ان هناك ملف سكرناه من سنين مش فاهم لية بنرجع بنحكش فيه كل فترة هل مطلوب اشعال فتنة طائفية يعني الكل عنده نار واحنا ليش لأ خلينا نولعها يا شباب ؟ انا مسيحي ومع انة يكون في احساس من الطرفين مع بعضهم البعض بالتصرفات وبالكلام وعدم جرح الآخر بمعتقداتة حتى نحافظ على النموذج الجميل الذي جسدناه كمسيحيين ومسلمين في هذا البلد الجبيب لكن برضو توقيت الكلام مش ولا بد , في حد فجأة اكتشف اللافتات يمكن !!! يمكن. خلونا نشوف مستقبلنا وكفى عبث بأمور شغل السماء اتركوها لأهل السماء وخلونا بشغل الارض وكيف نبني مستقبل افضل لأولادنا.
14 فبراير 2012
لننظر في المرآة!
فتحي فوراني
..وأما “بعض المخلوقات” العنصرية التي تدبّ على اثنتين والتي بلانا بها ليبلوَنا بها رب العباد..فلا بد أن يحملها مصيرها على “الطريق السريع”..إلى مزابل التاريخ التي يقتلها الشوق للقاء “الأحبّة”!
وفي هذه الحالة..فإلى حيث ألقت..وبئس مصيرًا!
**
ولننتقل بعدها إلى بيوتنا وساحاتنا وحدائقنا..ولننظر إلى الثقوب السوداء في الثوب الأبيض!
لنعد إلى بيتنا..وننظر في المرآة!
**
منعًا للتأويلات التي قد تكون بعيدة عن الحقيقة والواقع..والتي يبرع فيها بعض العباد الذين يسعَون لإلقاء “القط الأسود” المفخخ بين الأخ وأخيه!
لا بد لنا أن نضع النقاط على الحروف..ونشير إلى ما يلي:
بداية..
نحن نحترم ونجلّ رجال الدين الشرفاء من الكهنة والمشايخ والمتدينين المؤمنين المخلصين والصادقين في إيمانهم..والذين يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة..
نحن نحترم الذين يؤلفون ولا ينفّرون..
نحن نحترم الذين يقتدون بالرسول الكريم في حواره مع الآخرين..
فيجادلون بالتي هي أحسن..ويعلمون علم اليقين..أنه لو كان الرسول (ص) فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حوله..
وهم يؤمنون أن لهم في الرسول العربي (ص) أسوة حسنة!
ونحن نحترم الذين يؤمنون أن لا إكراه في الدين!
ونحترم الذين يعملون من أجل أن يكون على الأرض السلام وفي الناس المسرة!
والذين يؤمنون أن الله محبّة!
**
• ..ونميز بين المؤمنين الصادقين وبين المنافقين!
نحن نحترم المؤمنين الصادقين الشرفاء..وهم الأكثرية الساحقة..ونعرف كيف نميّز بينهم وبين آخرين..-وهم فئة قليلة-..يضعون على وجوههم قناع أبي ذرّ الغفاري ويسكن أبو جهل وأبو لهب ومسيلمة الكذاب وطرطوف موليير وراسبوتين و”أبطال” دي كاميرون وعزازيل..عميقًا عميقًا في زوايا قلوبهم المظلمة!
نحن نميّز بين الأنبياء الصادقين وبين “الأنبياء الكذابين الذين يأتوننا متنكرين في لباس النعاج وهم في بطونهم ذئاب خاطفون”! (إنجيل “متى”- الإصحاح السابع)
هؤلاء وجدوا في الدين تجارة رابحة..أرادوا من ورائها تحقيق مآرب غير شريفة..هي أبعد ما تكون عن جوهر التعاليم الدينية السمحة والقيم الأخلاقية السامية التي جاءت بها الأديان السماوية..
فالتاريخ العربي والغربي وتاريخ الشعوب الأخرى يكتظ بـ”البطولات الأخلاقية” لرجال الدين الذين يعتمرون العمائم والقلانس ويرسلون اللحى..ويتسربلون بالدشاديش والمسوح الدينية المقدسة..وفي الآن نفسه..يغصّ ملفهم بارتكاب المعاصي والموبقات التي ينهى عنها الدين والقيم الأخلاقية السوية..ويبرعون في بيع المقدسات والتراث الحضاري..خدمة لأعداء شعبهم..
ولم تسلم جميع الديانات من مثل هذه “الأعشاب الطفيلية”..ومثل هؤلاء الأدعياء!
هؤلاء..”يمثلون” دور الأولياء الأتقياء الأنقياء الشرفاء!
وما هم بأولياء ولا أتقياء ولا أنقياء ولا شرفاء!
إنما هم ممثلون بامتياز!
**
• ألتفوهات غير المسؤولة..ألدين منها براء!
..بين فينة وأخرى..تستيقظ الذئاب النائمة المتناومة..فتصدر التفوّهات غير المسؤولة التي تتزيّا بالزيّ الديني..
وباسم الدين..ومن حيث يدرون ولا يدرون..يقيمون الحواجز وجدران الفصل الجاهلية بين الإنسان وأخيه الإنسان..وهي ممارسات وسلوكيات تتناقض وتعاليم الدين الحقيقية..التي تدعو إلى الخير والمحبّة والتسامح والاحترام المتبادل بين الأهل والإخوة في الخندق الواحد..
واجبنا أن نشجب ونستنكر وندين التفوّهات التي تصدر عن أيّ مرجع ديني أو سياسي..مهما علت رتبته..تستهدف العقيدة التي يؤمن بها أكثر من مليار إنسان..وتستهدف الأمتين العربية والإسلامية!
وعلى الشاطئ الآخر..
نحن نشجب ونستنكر وندين أيّة تفوّهات تصدرعن أيّ مرجع ديني إسلامي..تجاه جزء عربي أصيل من أبناء شعبنا ومن الطوائف العربية الأخرى..وله دوره في بناء الحضارة الإسلامية..وهو جزء عضوي وثمين وعزيز من شمس العرب التي أشرقت ذات يوم على الغرب.
نحن نرفض وندين التعصب الديني الأعمى والمواعظ التي تستمد مفرداتها من قاموس العصبية القبلية الجاهلية الحديثة..التي تلوث الأجواء الاجتماعية والإنسانية والحضارية..التي يختصّ بها بعض رجال الدين..من مشايخ وقساوسة ومرجعيات دينية عليا!
نحن نرفض وندين الخطب العصماء المتزمتة والمتشنجة التي تنطلق من بعض الحناجر والمنابر التي تنصبها فضائيات الفضائحيات البترودولارية التي “تتكرّم” علينا بوجوه تطل علينا بين شاشة وشاشة..وتعمل، من حيث تدري ولا تدري، في خدمة أجندة “عولمة الإرهاب” التي يقودها “وحيد القرن”..التي لا تريد الخير لشعوبنا المقهورة..وتريدنا أن نظل غارقين حتى آذاننا في مستنقعات التخلف الجاهلية!
والأولى بهذه الفضائيات وهذه الوجوه المغْبَرّة..أن تلملم أوراقها المكشوفة “وتضبضب” ملفاتها وتغلق الباب وراءها وتحلّ عنّا وترحل إلى حيث ألقت..وتكفينا شرّها!
لقد سقطت ورقة التوت..وراح الملك يمشي عاريًا!
**
• ألرجعية الدينية..والجاهلية الحديثة!
نحن نرفض وندين الرجعية الدينية المتزمتة لأي طرف من الأطراف أيًّا كان لونها الطائفي..وأيًّا كان موقعها..ومهما علت مراتبها..ومهما كانت لغتها..وأيًّا كانت منابعها العقائدية والفكرية والإيديولوجية..التي ينهلون منها ويحتجّون بفتاواها “الفقهية” وصكوك غفرانها!
**
فبمثل هذه الجاهلية الحديثة التي يتبناها هؤلاء ويتخذونها منهجًا وممارسة..إساءة كبرى إلى تعاليم الدين الإسلامي والمسيحي التي تدعو إلى احترام “الآخر”..وإساءة إلى العقيدة الدينية التي تدعو إلى الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين..
وبمثل هذا السلوك -لو يعلمون- يُلحقون ضررًا بالغًا بالقضايا الجوهرية الساخنة التي يعيشها شعبنا في مواجهة أجندة أمـّـيّة حمقاء لا تقرأ التاريخ..وتستهدف الإخوة والأهل..حراس التاريخ واللغة والتراث والهوية القومية!
**
• “ولا تزر وازرة وزر أخرى”!
ومن ناحية أخرى..نحن نرفض التعميم الذي يؤدي إلى إحداث الشروخ في النسيج الاجتماعي والوطني والقومي لأبناء الشعب الواحد..ويطعن طعنته النجلاء في الخاصرة القومية!
ونحن نحاسب كل إنسان بما يصدر عنه من قول أو فعل..وهو وحده الذي يتحمل المسؤولية عن أقواله وأفعاله..مهما كان لون المرجعية الدينية التي يرتكز عليها!
نحن لا ندين طائفة بأكملها أو جماعة بأكملها..بجريرة فرد أو أفراد من هذه الطائفة أو الجماعة..
فمثل هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم..والدين منهم براء!
ونحن نؤمن بالآية الكريمة “ولا تزر وازرة وزر أخرى”!
**
• “ألحرب على الإرهاب”!
نحن نميّز بين الأعمال الإرهابية العشوائية وغير المسؤولة التي تتبنى منهج “القتل لأجل القتل” والتي توقع الضحايا من المدنيين الأبرياء..وبين “إرهاب الدولة” المنظم الذي يقوده أساطين الإرهاب العالمي بدعوى “محاربة الإرهاب”..والذي يستهدف الأمتين العربية والإسلامية ويسعى للسطو على خيراتها وثرواتها ومقدراتها..وقتل وتشريد الملايين من أبنائها واغتيال حضارتها..تحت ستار “الحرب على الإرهاب”..والبحث عن “أسلحة الدمار الشامل”..وحرصًا على إقامة “نظام ديمقراطي”!!!
هذه الأجندة تستهدف أمتنا وشعبنا بكل طوائفه ومذاهبه..وجودًا وتاريخًا ولغةً وتراثًا وحضارة!
وفي نهاية المطاف..فلا فضل لإنسان على آخر..إلا بإخلاصه وعطائه لخير شعبه وخير الإنسانية..ووقوفه إلى جانب الحق في صراعه مع الباطل..ووقوفه إلى جانب المظلومين المسحوقين المطحونين ضد الظالمين المستبدين المستغلين!
**
• ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه
في البداية لم أصدق!
فحملت حالي وذهبت إلى المدينة التي أحببتها وما زلت..وقضيت فيها أجمل أيام العمر..ولي فيها أهل وفيها إخوة لي لم تلدهم أمي..لي فيها أصدقاء صدوقون حميمون كثيرون أعتز بهم..أصدقاء أخلصوا لي كما أخلصت لهم..وفتحت عينيّ معهم وبينهم منذ أيام الطفولة..وبيني وبينهم عيش وملح..إلى يومنا هذا!
هذه المدينة أحملها في القلب أينما ذهبت..ولي فيها تاريخ وذكريات عزيزة عصيّة على النسيان..
فرأيت ما رأيت..واستهجنت ما رأيت!
في مركز المدينة..تنتصب الآية الكريمة “ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه”!
تنتصب الآية شامخة متحدّية..وباللغتين العربية والإنجليزية!
لم أستطع أن أخفي تأثري وانفعالي!
وقلت في نفسي: هذه ليست الناصرة التي أعرفها!
**
لقد شغلت هذه المسألة بالي فترة طويلة..وسألت نفسي: “ما هو دوري؟ وما الذي أستطيع أن أفعله” من أجل الأفضل؟
وبعد تفكير عميق سيطر عليه التوتر بين الإقدام والإحجام..
ارتأيت أن أبادر وأخطو خطوة متواضعة لعلها تؤدي دورها في تغيير المشهد في سبيل مشهد آخر..ورأيت في هذه الخطوة واجبًا اجتماعيًا ووطنيًا وقوميًا وإنسانيًا..
ورأيت فيها مسؤولية كبرى تجاه مجتمعي وشعبي..عليّ أن أضطلع بها..
وليسمح لي الإخوة والأصدقاء الذين أحبهم وأحترمهم وبيني وبينهم عيش وملح..أن أفتح قلبي..وأطرح الأسئلة التالية..بمحبّة وصدق وإخلاص واحترام وصراحة:
ما الجدوى..مثلا..من إشهار هذه الآية الكريمة..وتعليقها في مركز المدينة العربية المقدسة التي يعيش فيها الأهل والإخوة من مختلف الطوائف العربية في المدينة..ومنذ مئات السنين..تحت مظلة واحدة!؟
وأيّة رسالة اجتماعية وسياسية تحملها هذه الآية الكريمة إلى الأهل في الناصرة؟
وما هي الرسالة التي نريد أن نوصلها إلى السائح الأجنبي؟
وأيّة رسالة تربوية تحملها هذه الآية لأبنائنا وأحفادنا الذين يجلسون معًا على مقاعد الدراسة..يتعلمون اللغة العربية والحساب والتاريخ والجغرافيا معًا..وعندما يأتي درس الدين..تقام جدران الفصل..وينشطر القلب إلى شطرين..فتذهب عبس في طريقها..وذبيان في طريق آخر!؟
وما هي الرسالة التي تحملها لأبناء شعبنا في طول البلاد وعرضها..وخارج هذا الوطن!؟
وأيّة رسالة تحملها إلى الجيل الجديد الذي سيواصل المسيرة..ونريده له أن يكون جيلا يعرف من أين تؤكل الكتف..جيلا مسلحًا بالوعي والعلم والكرامة..ويحمل رؤيا مستقبلية لبناء مجتمع له ملامح أخرى؟
أهذه هي الثقافة التي نريد!؟
**
• حوار مع نصراوي ناصري!
في حوار مع أحد الأصدقاء النصراويين القدامى الذين عاشوا الناصرة عندما كانت ناصرة، وفي فترة المدّ القومي الناصري..فتح لي قلبه على مصراعيه..وقال بصراحة وصدق وحرارة وغيرة على النسيج الاجتماعي في هذه المدينة العريقة: قبل أن نتوجّه إلى بابا الفاتيكان وندعوه لاعتناق الدين الإسلامي..فلماذا نذهب بعيدًا؟ أليس الأقربون أولى بـ”المعروف”!؟
تفضّلْ وابدأ بجارك!
فهل من المنطق أن أتوجّه بالدعوة إلى جاري العربي..ابن بلدي وابن شعبي الذي يعتنق ديانة أخرى..والذي يأكل معي من صحن واحد..هل من المنطق والواقع أن أدعوه للتخلي عن عقيدته الدينية واعتناق الإسلام!!
وهل من المنطق أن أقول له “لقد ابتغيتَ غير الإسلام دينًا..فلن يُقبلَ منك”!!
ويتابع الصديق:
ثم..هل حللنا جميع المشاكل الكبرى والمصيرية!؟ وهل قلنا “وداعًا أيها السلاح” بعد أن انتهينا من المعارك اليومية التي يخوضها شعبنا منذ عقود..فلم يتبق غير هذه المشكلة التي “تشغل بال” جماهيرنا اليوم حتى “نتفرغ” لها!؟
وهل هنالك موجة “هجرة” وظاهرة أفواج الزاحفين إلى الأديان الأخرى..حتى نعلن حالة استنفار وتأهب..ونقيم الحواجز!؟
هل نكون على حذر من الذين “يبتغون غير الإسلام دينًا”..وننذرهم أن هذه “الهجرة” مرفوضة ولن تُقبل منهم..وإلا فسيكون مصيرهم الحصار والحشر في خانة “المغضوب عليهم”!؟
**
فإلى أين نحن ذاهبون!؟
ألا نفكر في مستقبل أبنائنا وأحفادنا والأجيال الصاعدة!؟
ألا نفكر بما “يطبخه” الآخرون لنا..لحاضرنا ومستقبلنا!؟
ألا تعلمون علم اليقين..أننا كلنا مستهدفون!؟
**
• حذارِ من الوسواس الخناس!
إن الوسواس الخناس يطل من جحره..ويسيل لعابه..ويحاول أن ينفث سمومه القاتلة للإيقاع بنا!
نحن نتحمّل مسؤولية كبرى تجاه أبنائنا وأحفادنا الذين سيسألوننا ذات يوم: ماذا عملتم لإحباط مشروع الوسواس الخناس!؟
ألواجب الاجتماعي والوطني والقومي والإنساني يقضي بأن نحرس بيتنا..ونقف سدًّا منيعًا أمام فحيح الأفاعي التي تسعى للإيقاع بين الأهل والإخوة والأصدقاء في الخندق الواحد!
فحذار أن نُلدغ!!
أمامنا ضوء أحمر!
حذار!
فكلنا مستهدفون!
**
• عن المقال والمقام..والزمان والمكان!
لقد نزلت هذه الآية الكريمة “ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه”.. في سياق تاريخي خاص وفي ظروف خاصة لا تناسب الراهن مكانًا وزمانًا..ولا تلائم المرحلة التي نعيشها حاضرًا.
فمن المستفيد الحقيقي من رفع مثل هذه الآية في هذا المكان..وفي هذا الزمان..وفي هذا الظرف التاريخي..ولا سيما في عاصمة الجماهير العربية الباقية في وطنها..ويعيش فيها أهل وإخوة منذ مئات السنين..تحت سقف واحد!؟
ولماذا نوقظ الذئاب النائمة المتناومة التي تتربص بنا..وتسعى لخلخلة القاعدة المشتركة لأهل وإخوة يعيشون معًا..يفرحون معًا..ويحزنون معًا..ويناضلون معًا..ويبنون مستقبل الأجيال معًا..من أجل حياة حرّة كريمة في وطن الآباء والأجداد!؟
هؤلاء الإخوة يأكلون معًا..ويأكلونها على جلودهم معًا!
ثم..ماذا نقول لأبناء شعبنا من غير المسلمين الذين نعيش معهم ويعيشون معنا تحت سماء واحدة..ويقفون في الصفوف الأمامية ويناضلون دفاعًا عن الإنسان العربي وهويته القومية وعن مقدساته الإسلامية والمسيحية..في هذا الوطن الجميل!؟
وما رأي الذين يؤمنون بنبيّ من أنبياء الله غير الرسول العربي (ص) ورد ذكره في القرآن الكريم إحدى عشرةَ مرةً..وهو أخ للرسول العربي!؟
وما رأي المؤمنين بالآية الكريمة “لا إكراه في الدين”!؟
وماذا نقول لأمير الشعراء أحمد شوقي صاحب قصيدة “نهج البردة” التي يمتدح فيها الرسول العربي (ص) وأخاه الرسول عيسى ابن مريم عليه السلام؟
أخو النبي وروح الله في نُزُل فوق السماء ودون العرش محتَرَمِ
ألا يمجّد القرآن الكريم والدة السيد المسيح (عيسى ابن مريم) عليهما السلام بسورة “مريم”..وبذكرها في آيات قرآنية بلغ عددها أربعًا وثلاثين مرةً!؟
ألا تدل هذه النصوص الدينية على الاحترام والتقدير العميق والراسخ في صلب العقيدة الإسلامية..وعلى المكان الرفيع الذي يضع فيه الدين الإسلامي رموز الديانة المسيحية؟
أليس من واجب المخلصين من المؤمنين بكتاب الله والنبيين..أن يعملوا بمقتضاه..إن كانوا صادقين!؟
إن النداء الذي أطلقه الرسول العربي (ص) قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا..ما زال يملأ فضاءنا ويسيطر على وجدادنا:
ألأنبياء إخوة..أمهاتهم شتى ودينهم واحد!
**
• من المستفيد!؟
ونكرر السؤال ثانية..
ما الغرض وما الجدوى..ومن المستفيد اليوم وفي هذا المكان..من التلويح بهذه الآية الكريمة!؟
جاء في التراث العربي المثل الذي ينطوي على حكمة بالغة: لكل مقال مقام!
ونقولها بصدق وصراحة ومحبّة واحترام..ورزقنا على رزّاق العباد:
ليس هذا هو المقام المناسب..لمثل هذا المقال!
وهذا المقال لا يخدم قضية شعبنا في وطننا هذا وفي زمننا هذا!
ولا سيما في الناصرة درّة التاج..ورمز وحدة شعبنا..وقلعة الجماهير العربية المستهدفة..والباقية في وطن آبائها وأجدادها!
**
• فما رأيكم دام فضلكم؟
إذن..ما البديل!؟
إسمحوا لي أن أضع على بساط البحث..الفكرة التالية بمناسبة شهر رمضان الفضيل..شهر المحبّة والصبر والتسامح واحترام الآخر:
ما رأيكم أن نستبدل الآية الكريمة الحالية بالآية الكريمة التالية:
“..ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى..” (وتتمتها “ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون” إلخ (سورة المائدة- آية 82)
أليس هذا خيرًا لنا جميعًا وأبقى؟
أليس هذا خيرًا لشعبنا ولأولادنا وأحفادنا من بعدنا!
أليس هذا خيرًا لحاضرنا ومستقبلنا في وطن آبائنا وأجدادنا!؟
**
• لا إمام سوى العقل!
نحن نخاطب العقل..فلا إمام سوى العقل..صبحًا ومساءً!!
أملنا كبير أن يُدرس هذا الاقتراح بجديّة وأن نتحلى بالموضوعية وسعة الصدر.. وبعد النظر..وبأعلى مراتب المسؤولية!
وإذا كان الحظ حليف هذا الاقتراح..واجتاز الامتحان..وتمّت مباركته..فنحن واثقون..أن هذه ستكون خطوة رائدة يسجلها التاريخ بحروف من ذهب..وستكون “ضربة معلم”!..لن ينساها جيلنا وستذكرها الأجيال القادمة!
**
قد يقع هذا الكلام في فخ “أذكياء السياسة” الذين يرون أن مثل هذا الاقتراح لا يعدو كونه طرحًا يقف على حافّة “السذاجة”!
ربما!!
وإذا كان ذلك كذلك..فليكن!
غير أنه تعبير عن قناعاتي الذاتية وعمّا يمليه عليّ ضميري..بأن هذا ما يجب أن يكون..وأرجو أن يكون!
وأرجو أن أكون قد هُديت إلى صواب الرأي وإلى ما فيه خير لمجتمعنا وشعبنا وأبنائنا وأحفادنا وللأجيال الصاعدة..
وفي نهاية المطاف..
فنحن..نحن الرابحون..والذين يستهدفوننا..هم الخاسرون!
**
ليكن رمضان كريمًا..لأهلنا في الناصرة..ولجميع أبناء شعبنا في هذا الوطن الجميل!
والسلام عليكم..وعلينا جميعًا!
وكل يوم وشعبنا بألف بخير!
**
1-8-2011
حيفا
13 فبراير 2012
عذرا..لا نريد جنتكم ولا الجواري ولا الغلمان…
13 فبراير 2012
أصبح الدين مطية لغرف الاموال والوظائف عند الجميع وأخص الحركات (الاسلامية ) . وهل الدين حكر لهذه الحركات ؟ لقد نادينا منذ زمن بان الدين لله والوطن للجميع . صلي في بيتك أو في الجامع أو الكنيسة . اما في الشارع فكن انسانا فقط . وبالنسبة لليافطة : أذا تأذى احد منها فعلى من يدعي الدين أن يزيلها , لان الحفاظ على لحمة شعبنا اهم واجدر من احتمال تحويل شخص من طائفة لاخرى . انا مسلم أصلي وأصوم , ولكني امقت هذه الاعمال بشتى وسائلها . وللحجة على اصحاب اليافطة قوله تعالى في القران : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( 125 ) ) . وليس باليافطات والنزعات وبث الذعر !! الهم أحمنا من سلطة الحركات (التي تسمي نفسه اسلامية )
13 فبراير 2012
احيي الاستاذ سميح غنادري على طرح الموضوع. من وضع من هذه اللافتة غيبي وسلفي ويمتهن صناعة الفتن. المشكلة تكمن في السلطة المحلية أي البلدية التي لا تجرأ على نزع هذه اللافتة من الحيز العام. ولها الحق الكامل في القيام بذلك. كما فان كلمة مسلم تشمل كل الديانات السماوية واتباع محمد يؤمنون بنبوة عيسى وموسى ونرجوا عدم المزاودة. وكل واحد ويحترم بل ويحب الاخرين بغض النظر عن دينهم.
13 فبراير 2012
أحيي الكتاب سميح غنادري على هذه الشجاعة وأقول بصراحة إنه عبر بدقة ووضوح عن شعور كل حر في المدينة. وأضيف ان الاهتمام مؤخرا بتعليق لافتات دينية اسلامية على اعمدة الكهرباء لا تفيد أحدا بشيء انما تسيء لبلدنا . أذكروا ماذا كان موقفكم من العمارة التي أسموها صليب الناصرة إذ قلتم ان الناصرة عربية ذات أغلبية مسلمة , ثم الم تجدوا في القران الكريم سوى ما يمس الآخرين أليس عندكم بضاعة أخرى يا مرضى النفوس . أنا خائف جدا من نتائج طيشكم أيها الإسلامويون!!!!
13 فبراير 2012
المسلمون حرقوا كنيسة القيامة اقدس كنيسة في المسيحية عندما امر السلطان الحاكم بامر الله سنة 1009 بحرقها والتي كانت احد سبب الحملات الصليبية. فيا معاذ خطيب لاحاجة للعب على اوتار الطائفية فجملتك ولم يقم المسلمون بهدم الكنيسة او السعي في خرابها كما حصل في الناصرة تحمل رائحة الطائفية.
13 فبراير 2012
اقترح ان نضع لافتة على جدران الكنيسة :” أحبّوا اعداءكم باركوا لاعنيكم” حتى يرى الظلاميون والتكفريون الفرق بيننا وبينهم.
13 فبراير 2012
اللافتة مستفزة ومسيئة لمعتقداتنا اختيار المسيحيين تجاهل هذه اللافتات هو دليل على اننا لسنا متعصبين او محبين للفتنة والى كوننا انس واعيين على الوحدة الوطنية لكن يجب على المسجد ازالة هذه اللافتات احتراما لنا. واعجبتني كل كلمة في المقالة.
13 فبراير 2012
القضية لم تكن على بناء مسجد أو عدم بناء مسجد وإنما القضية أُثيرت لأغراض سياسية منذ البداية فالقائمة الموحدة ارادت الوصول الى البلدية عن طريق زرع الفتنة بين الشعب الواحد وتلفيق كذبة ان الارض ارض وقف. وقد اقرت المركزية فيما بعد ان الارض غير وقفية او حتى مقدسة بسبب عدم وجود اي وثائق او ادلة ان الارض هي ارض وقف. بل ارض شهاب الدين هي تخص البلدية الا ان الحركة الاسلامية اختارت تلفيق كذبة ان الارض هي ارض وقف لاسباب انتخابية وسياسية فسلمان ابو احمد استغل ورقة شهاب الدين للعب على اوتار الطائفية واستغلال مشاعر دينية من أجل مكاسب سياسية لكنها والحمدلله فشلت في تحقيق مآربها. والمثير للضحك انك تدافع عنها وتدعي ان الحركة الاسلامية لم يكن لها اي دور في القضية او في زرع الفتنة.
13 فبراير 2012
هل تقبل يا معاد خطيب في بناء كنيس يهودي في باحة المسجد الاقصى؟ باعتبار ان الامر يمثل “نموذجاً للتآخي بين الديانتين”.
13 فبراير 2012
ماشالله رد محترم !!! مرة أخرى أسالك هل ترضى ببناء كنيسة قرب الكعبة (وهي مدينة محرم على المسيحيين دخولها) او بناء كنيس قرب الاقصى. الكنيسة التي نتحدث عنها ليست مجرد كنيسة عادية بل كنيسة لها قداستها واهميتها في العالم المسيحي. لا ازيف الوقائع مشكلة شهاب الدين لم تكن بسبب بناء مسجد في المدينة ففي الناصرة هناك 11 مسجد هل سمعت يوما ان المسيحين رفضوا بناء مسجد؟ اذن المشكلة كانت في موقع هذا المسجد فبناء مسجد ملاصق لكنيسة البشارة هو مجرد عمل مستفز لمشاعر المسيحيين مثلما عندما يقرر اليهود بناء كنيس قرب الاقصى سيكون عمل مستفز لمشاعركم.
المسجد مقر لجماعة سلفية جهادية الدليل قبل سنتين عندما تم القبض على مجموعة من الشباب المنتمين لهذا المسجد وقد اعترفوا بقتلهم لسائق التاكسي اليهودي واعتدائهم على املاك تخض المسيحيين. ثم لماذا حرقوا سيارات واعتدوا على منزل آل مزا..ي لم يكن هناك اي سبب سوى ان هذه العائلة تدين بالمسيحية وذكرتني كما قاموا بالتحضير لاغتيال البابا بندكتوس 16وكل هذه الافعال بسبب تحريض امام المسجد ناظم أبو اسليم ضد كل ما هو غير مسلم.
تحريض الحركة الاسلامية اعتقد ان حضرتك لست من سكان الناصرة فلم تسمع التحريض السام من السيد سلمان ابو احمد (رئيس القائمة الموحدة) و عندما تم اتهامنا باننا نتسمى اسماء عربية لكن قلوبنا لباريس ولندن. ويا شاطر الحركة الاسلامية استغلت القضية والمشاعر الدينية لسكان الناصرة من اجل دعايتها الانتخابية واحب ان اذكرك ان بداية المشكلة اصلا كانت بين البلدية (عندما قررت اقامة ساحة للحجاج للتحضير لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني) والقائمة الموحدة بقياة سلمان ابو احمد حيث ادعوا ان هذه الارض وقف اسلامي ولزيادة المعلومات في عشية الانتخابات البلدية سنة 1997 خرجت الحركة الاسلامية بحملة احتجاج وتصعيد للمشكلة والفتنة. فادعت ان الارض وقفية، وان مقام شهاب الدين فيها مقدس، وأن المسلمين احق من السياح بالمكان، وبدلا من ساحة عامة يجب بناء مسجد (ومحاولة تصوير الوضع ان البلدية ومسحيي الناصرة ضد بناء المساجد).
فارجوك الا تزيف الحقائق وتكذبها فالحركة الاسلامية كانت منذ البداية لها علاقة وضلع في القضية.
13 فبراير 2012
اذا انت لا تجيد فهم المقروء ولا حتى قراءة المفهوم. راجع تعقيبي ففيه اوضحت الامر، ولو ان فهمه تعذر عليك كما يبدو.
@ريما، ليست الحركة الاسلامية من وضع اللافتة، ولم ادافع عنها. راجعي تعقيبي اعلاه ابضا.
13 فبراير 2012
الى السيد معاذ الذي يرى كل ظواهر العالم حسب المفهوم الديني:
انك تتهرب من الاجابة حول فحوى اللافتة المعلقة في الساحة.
أو أنك تعلن بكل وضوح انك تستنكر هذه اللافتة المقرفة وتعلن انك ستقوم بازالتها، أو ان تعلن انك مع فحواها، وبذلك نعرف موقفك بوضوح.
لا تحاول ان تلعب على الطرفين.
13 فبراير 2012
بعدين ترى اني كتبت اسمي الحقيقي فاكتب اسمك الحقيقي، لا احب المختبئين خلف شاشات النضال الالكتروني
13 فبراير 2012
كلامك مليء بالمغالطات والتضليل.
أولا انا وضحت موقفي الصريح من اللافتة، فلا تتجاهله وتغطي عليه.
نعم ، ليست لدي اي مشكلة في ان تبنى كنيسة بجانب المسجد. فمسجد عمر بني بجانب كنيسة القيامة بعد الخطبة الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب لأهل إيلياء.. ولم يقم المسلمون بهدم الكنيسة او السعي في خرابها كما حصل في الناصرة !!!
لا تزيف الحقائق وتقول ان المشكلة في موقع المسجد، إذا الموقع في بناء المسجد !! الحركة الاسلامية يا شاطر لم تكن لها أي علاقة ولا ضلع في مسجد شهاب الدين ولم تكن طرفا في ادارته ولا ادارة النزاع حوله.
اتهامك للشباب “خريجي” المسجد انهم سعوا لقتل كل ما هو مسلم ما هو الا محض افتراء. وإلا فاتني بالدليل.
لم افهم اي تحريض للفتنة مارسته الحركة الاسلامية في ال2000 نورنا ارجوك، لكن لا تحضر لي فصول من افلام هاري بوتر.
13 فبراير 2012
شتان الفرق بين لافتة “من آمن بي ولو مات فسيحيا” ولافتات ساحة شهاب الدين الكاتب لم يتنقد وجود لافتة تدعو الى الدين الاسلامي الكاتب ينتقد انتقاء آيات قرآنية تكفر العقيدة المسيحية والمسحيون والموجودة في محاذاة كنيسة البشارة احدى اقدس الكنائس المسيحية صدقني لو اللافتة فيه آية تدعو الى الاسلام من دون الاساءة الى الغير. تخيل معي مثلا (وهو مستحيل) ان المسيحيين علقوا خلال عيد الاضحى او المولد النبوي هذه الآية :”سيأتي من بعدي انبياء كذبة كثيرون” .. وفيه يشككون بنوة نبي الاسلام هل ستقبل بذلك هل ستمر هذه العملية بسلام انا متأكدة ان هكذا عمل لن يمر بسلام . اذن لماذا حلال عليكم تكفيرنا وتكفير عقائدنا في قلب احدى اقدس مدن المسيحية في العالم بينما مقال تم فيه انتقاد تعليق لايات تكفيرية أصبح شحن للتعصب الطائفي من يتهم سميح غنادري بإشعال الفتنة هو ببساطة يهرب من الحقيقة ولا يستطيع أن يواجه نفسه بهذا الواقع المر من يريد الفتنة هو من يعلق هكذا لافتات ضاربا بعرض الحائط مشاعر وأحاسيس شركائه في الوطن والحضارة وهذه اللافتات هي فقط مظهر من مظاهر التطرف والتعصب لكن يبدو لي ان جماعة الحركة الاسلامية راضيون تماما عن مظاهر التكفير والطائفية.
12 فبراير 2012
معاذ –
مقالتك هي الخبيثة التي تلعب على الطرفين.
مرة تقارن مع اللافته التي على الكنيسة ومرة تقول ان هناك اختلاف بين اللافتتين.
الموضوع هو ليس من اي دين كل لافته، انما فحواها.
فاما ان تثبت لنا بوضوح معارضتك لكل لافته محرضة، واما ان لا تخلط الامور وتعقدها بخبث وتبقى ساكتا.
12 فبراير 2012
اخ معاذ خطيب سابدأ بسؤال هل تقبل ان تقام كنيسة او كنيس بالقرب من الكعبة او المسجد النبوي او حتى الاقصى الجواب بلا شك هو الرفض القاطع اذا لما على المسيحيون ان يقبلوا ان يقام مسجد بالقرب وملاصق لاقدس ثالث كنيسة في العالم المسيحي المشكلة لم تكن ضد بناء المسجد المشكلة كانت في موقع المسجد كان على المسلمين والحركة الاسلامية بالذات احترام خصوصية المكان وقداسته لدى اخوانهم في الوطن (هذا ان كانت تعتبرنا الحركة الاسلامية اخوان) خاصة ان شهاب الدين ليس بشخصية ذو اهمية دينية او تاريخية في الاسلام. اللافتة فيها اساءة للناصرة وللمسلمين قبل المسيحيين فهي توحي للاجانب ان المسلمين لا يحترمون عقيدة المسيحيون وان الدعاية الاسرائيلية المعادية للاسلام صحيحية ثم ما الهدف من وضع لافتة مكتوبة فيها هذه الآية “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين” (آل عمران:59) قبل ايام من عيد الميلاد لا تقنعني ان هدفها بريء وهو الدعوة للاسلام. ثم هذا المسجد الذي تتحدث عنه خرّج شباب ينتمون الى الحركات السلفية والجهادية (قبل سنتين) وكانوا يخططون لقتل كل ما هو غير مسلم بسبب تحريض شيخ المسجد (اعتقد انك تعرف عن ماذا اتحدث). اي ان اللافتات التي وضعت من قبل مسجد شهاب الدين لا تدل سوى على خطاب اسلامي معادي للمسيحية.
ملاحظة اخيرة تاريخ الحركة الاسلامية وتحريضها للفتنة سنة 2000 وحده كفيل ان نفهم ان الحركة الاسلامية لا تعزز العلاقات بين افراد الشعب الواحد، من مسلمين ومسيحيين بل هي طائفية بامتياز.
11 فبراير 2012
1- هجوم منفلت على الحركة الاسلامية مع اعترافك انها غير مسؤولة ابدا عن اللافتة المقصودة، ومحاولة الزج بها وإقحامها للنيل منها. فالكل يعلم وانت اولهم يا سيد غنادري، أن الحركة الاسلامية هي الأوفر من بين كل التيارات الاجتماعية والسياسية في بلادنا، في تعزيز العلاقات بين افراد الشعب الواحد، مسلمين ومسيحيين.. وانت تعرف امثلة كثيرة لا حاجة ان اذكرك بها.
2- انا شخصيا ضد ان توضع لافتة كهذه في المكان إياه (مع ان تلك المساحة كانت ، لتذكيرك، مسجد تم التآمر عليه من قبل جهات كثيرة..).. واعتقد ان اللافتة ان كان هدفها الدعوة للاسلام فقد فشلت فشلا ذريعا، فالدعوة الاسلامية عرفت أوج تألقها بالترغيب لا بالترهيب، كلام سليم وهو حق لكن اريد به باطل.
3- تقول ان مثل هذه الظواهر ستؤجج الاختلافات ومن ثم الخلافات الطائفية، ولو كان كلامك صحيحا لحدث هذا منذ سنين طويلة، منذ وضعت اللافتة المقصودة وغيرها. لكن الحقيقة هي ان شيئا واحدا قد يثير التعصب الديني، إلا وهو مقالتك الخبيثة هذه.
4- اللافتة كما قلنا نصبت في ارض المسجد. فلماذا لم تعلق على اللافتة الاخرى المسيحية التي تتضمن “من آمن بي ولو مات فسيحيا” التي لا تبعد سوى امتار قليلة في نفس الشارع؟
صحيح أن هناك اختلافا في رسالة كل من اللافتتين، لكن هجومك لم يكن بالاساس على رسالة اللافتة وإنما على تعليقها هناك من الأساس. شخصيا لست أيضا ضد تلك اللافتة (المسيحية)، ولا اعتراض لي عليها أبدا، لكني بالمثل لا اعترض على اللافتة الاسلامية لمجرد أنها اسلامية.
يا سيد غنادري.. ارحمنا من مقالاتك الملعوبة جيدا. انت تعلم انها لن تحقق أي شيء، سوى التوتير الطائفي والشحن التعصبي الديني، الذي تزعم ان مقالتك تحذر منه.. فارحمنا من دسائسك أرجوك
11 فبراير 2012
أقف صمتًا وإحترامًا !
فَأْتِنا ولا تبخل علينا بما تنسجه يداكْ
10 فبراير 2012
مزبوط.
الدين هو افيون الشعوب.
خلقه الرجل لخدمة الرجل.