عن دور المحاضرين العرب/ ربيع عيد
|ربيع عيد| يتساءل العديد من الطلاب العرب في الجامعات ال […]
عن دور المحاضرين العرب/ ربيع عيد
|ربيع عيد|
يتساءل العديد من الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية عن دور المحاضرين العرب في هذه الجامعات والكليات، بقضايا الطلاب العرب والعنصرية المستفحلة بحقهم، ويتبادر، خاصة بعد كل مظاهرة أو فعالية وطنية طلابية، سؤال: “أين المحاضرون العرب؟ لماذا لا نراهم؟”
يسود شعور عامّ عند العديد من نشطاء الحركات الطلابية العربية، أنّ المحاضرين العرب غائبون بالكامل عن الساحة الطلابية، ولا يقفون إلى جانب قضاياهم المختلفة في الجامعة، من تضييق على العمل السياسيّ والممارسات العنصرية، وغيرها من قضايا مطلبية وأكاديمية. وهنالك من يشعر أيضًا بأنّ بعض المحاضرين اليهود اليساريين وغير الصهيونيين، يهتمون في هذه القضايا ويعملون عليها ويثيرونها كل من موقعه، أكثر من المحاضرين العرب أنفسهم، ويشاركون في بعض النشاطات مثلما حدث في جامعة تل ابيب وحيفا مؤخرًا.
لكن السؤال المركزي الذي يجب أن يُطرح هو: ما هو دور المحاضرين العرب؟، وماذا نريد نحن كطلاب عرب وكحركات طلابية من هؤلاء المحاضرين، ومعظمهم يعتبر ناشطًا سياسيا أو اجتماعيا خارج أسوار الجامعة، أو كان ناشطًا طلابيا أيام الجامعة، خصوصًا أنّ معظمهم يحمل التوجّه الوطني.
دعت لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، هذا الأسبوع، جميع المحاضرين العرب في الجامعة، إلى اجتماع بهدف مناقشة التضييقات على حرية التعبير داخل الجامعة ومنع العديد من الفعاليات، خصوصًا إحياء ذكرى النكبة، وبهدف طرح قضايا الطلاب العرب، إذ تعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ العديد من السنوات التي غابت فيها أي شكل من أشكال التنسيق الحقيقي والعمل المشترك بين الطلاب والمحاضرين العرب. خلال الاجتماع عبر جميع المحاضرين عن استعدادهم للتعاون وتقديم المساعدة في مختلف المجالات، لكنهم عتبوا على الحركات الطلابية التي لا تدعوهم إلى النشاطات التي يعرفون عنها بعد حدوثها، وغياب برنامج طلابي واضح، إذ يرى البعض أنّ هناك تقصيرًا من النشطاء الطلابيين أنفسهم في هذا الموضوع.
دور المحاضرين العرب يحدّده الطلاب العرب أنفسهم؛ فنحن لا نتوقع مثلا تنّظم المحاضرين العرب في إطار معين، ولهذا عدة أسباب لن أذكرها
بغض النظر عن هذا النقاش الذي يدور بين الجانبين، أو الآراء المسبقة الموجودة عند كلّ طرف تجاه الآخر، إلا أنه في اعتقادي أنّ دور المحاضرين العرب يحدّده الطلاب العرب أنفسهم؛ فنحن لا نتوقع مثلا تنّظم المحاضرين العرب في إطار معين، ولهذا عدة أسباب لن أذكرها، مع أنه حبذا لو أقيم هذا الجسم، ودور المحاضرين العرب يتم تأسيسه وبناؤه بشكل مشترك مع لجنة الطلاب العرب (أو ممثلي الحركات الطلابية في حال غياب اللجنة). فنحن نؤمن بأنّ للمحاضرين العرب دورًا كبيرًا وإمكانية معقولة للتأثير ووسائل ضغط مختلفة، أهم من تواجدهم ومشاركتهم معنا في المظاهرة أو الأمسية.
على هذا الأمر يترتب تحديد برنامج واضح من لجنة الطلاب العرب، في مختلف القضايا، بهدف العمل المشترك مع المحاضرين، يبدأ بزيارة كل محاضر على حدا، والتعرف عليه وتبادل الأفكار.
أعتقد أنّ التقصير يأتي من طرف الطلاب، لأنّ القضايا التي تواجهنا تحتم علينا رفع سقف أدواتنا التنظيمية والنضالية، والبدء بالتفكير بأساليب جديدة غير التقليدية، وطبعًا مع التأكيد على أهمية التنظيم والتفكير الإستراتيجيّ لكيفية مواجهة هذه القضايا، والأمر يبدأ بترتيب بيتنا الداخليّ كي نستطيع تجنيد المحاضرين العرب على قضايانا.
إجتماع لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، هذا الأسبوع، وإن لم تشارك فيه غالبية المحاضرين العرب، يفتح الباب لصياغة جديدة وحقيقية للسؤال عن دور المحاضرين العرب، والمحاضرين اليهود اليساريين أيضًا، فليس من الضروري الاتفاق مع المحاضرين على الفكر السياسي الذي نحمله، فنحن أيضا نحمل الاختلافات فيما بيننا، لكن يوجد العشرات من القضايا العينية التي نستطيع العمل عليها وتحقيق إنجازات جديدة للحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية.
(طالب في جامعة حيفا)