يقين الأصنام!/ مرزوق الحلبي
|مرزوق الحلبي| هل يُمكننا أن نتوقّع بعد الآن شيئا بعينه […]
يقين الأصنام!/ مرزوق الحلبي
|مرزوق الحلبي|
هل يُمكننا أن نتوقّع بعد الآن شيئا بعينه من النظام السّوري الدموي؟ وهل يُمكننا أن نتوقع شيئا من الشعب السوري الواقف في وجه الاستبداد؟ هل يُمكننا أن نتوقع شيئا من العرب؟ هل يُمكننا أن نتوقع شيئا من العالم والنظام الدولي؟ هل يُمكننا أن نتوقع شيئا ما من أنفسنا حيال اغتيال الشام؟
خمسة أسئلة ماثلة بقوة الحدث في سورية. خمسة أسئلة تتفرّع منها سلالات من الأسئلة المرة تتقاطع مثل خطوط العرض والطول وسكك الحديد والشوارع القارية. خمسة أسئلة تلحّ وما تنفكّ تدور فوق دورة الوقت ضاجة تبحث عمن يُجيب إجابة استثنئاية بحجم الحدث الجلل في حماة وحمص غدا ودير الزور بعد غد!
لن نتوقّع من نظام جاثم فوق صدور السوريين ـواللبنانيين أيضًاـ منذ خمسة عقود سوى الرغبة في مواصلة الربوض هناك، أقرب إلى الأعناق حيث يُمكنه أن يضبط التنفّس وخفقات القلب أو يكتم الأصوات نهائيا بجز العنق أو بالرمي في النهر. لن نتوقع من الاستبداد سوى المزيد منه ومن تفانينه. لا نتوقّع من الذين غسلوا العقول بماء النار ومحوا الأسماء بالتيار وغيّروا السحنات الطيبة بالقار، سوى المضي قدما في احترافهم هذا! نظام فشل في كل شيء إلا في التسلل إلى أوردة الناس وخطف مستقبلها وتسجيل براءات اختراع بالجملة في فنون التعذيب وتحويل البشر الأحياء إلى أطياف.
لن نتوقّع من الذين أهانوا العقل بدجلهم من قبل ومن بعد سوى المزيد من هذه الإهانة التي وصلت حد السحق بجنازير الدبابات وأسلحة إيرانية التصنيع؛ لن نتوقع من الأيديولوجيا التي صادرت العقول إلا الانقضاض الهستيري على الضمائر!
نتوقع من الشعب السوري أن يواصل السؤال من دون انتظار أي شيء من النظام. نتوقع من هذا الشعب أن ينتصر لنفسه، لمستقبله وأمانيه وأبسط أحلامه. نتوقّع منه ألا يكون بطلا ولا قربانا لأيّ شعب آخر، ولا وقودًا لممانعة مزعومة ومقاومة موهومة! نتوقّع منه وله أن يختصر المسافة بين ديجور “ديوس الشام” وبين الشام، بين زنازين البعث وبين قمة قاسيون، بين بيوت حماة المتفحمة وبين قمح حوران وخيراتها. نتوقع للشعب السوري وله خلاصا من نار جهنم هذه. نتوقع لهم نجاة قريبة من ظلم ألأصنام والوحوش التي خرجت من بين ظهرانيهم عليهم. نتوقّع من الشعب السوري أن يعرف الطريق!
نتوقع من العرب في الأمنية فقط أن يحضروا إلى سورية مثلما توقعنا من قبل آلاف المرات أن يفزعوا لفلسطين وشعبها. ونعرف أنهم لن يفعلوا! نتوقّع من العرب أن يختاروا أضعف الإيمان، أن يقفوا مع الشعب السوري ضد قاتله من دون مواربة أو تردّد، من دون “لكن” أو “أما” أو “ربما”! أن يقولوا نحن مع الشعب السوري في التطلع إلى حرية وكرامة. قولوا هذا وأبو زيد خالكم! لا نتوقع أن ترسلوا وفود تضامن ولا قوافل إغاثة ولا أن تتظاهروا حتى يفلّ الحرامي من الشام! لا نتوقع منكم أن تفزعوا ولا أن تقلبوا أنظمتكم وتهرعوا إلى الشام، كلها كلمة، قولوها فينكفئ الشرّ!
لن نتوقّع من العالم شيئا غير الصياغات الدبلوماسية في ظلّ معادلات دولية لا تقلّ تعقيدا عن الحالة السورية وتلك العربية! لن نتوقّع من المحافل الدولية الرسمية سوى التلكؤ في حماية أهل سورية من قمع النظام المتمتع بكامل الإمدادات النظرية واللوجستية اللازمة للقمع الوافدة من طهران وبيروت حزب الله ومجلس الأمن برئاسة ميقاتي! لن نتوقّع من العالم بل نطالبه أن بخطوة فعلية، لكفّ يد الغدر عن شعب سورية ومدنها وريفها وإرثها! نتوقع من العالم أن يعطينا درسا آخر في التاريخ، أن ينعطف في الشام عن عادته إتاحة كامل الوقت للجلاد أن يشبع من دم ضحيته ونخاعها! لا نتوقع شيئا يُذكر من الحكومات والعروش لكننا نتوقع بعض تعاضد وكلمة حق من مجتمع مدني ومنظمات حقوقية وأحرار العالم!
نتوقّع منّا أن ننحاز لشعب تمرّ فوق جثثه عساكر النظام. نتوقع منّا أن نصرخ مع أهل حماة ضد مغتصبيها لا أن نردّد في الفراغ قصائد النواب! نتوقّع منّا ألا ننظر للقتل العمد ونعقلن الاستبداد! نتوقع منّا ألا ننتصر لسلطان جائر وأن نهتف كلما أعدم طفلا ! نتوقع منّا ألا نعقب باسم مستعار في أسفل المقالات بهتافات للقاتل المعروف الاسم والعنوان والسحنة! نتوقّع منّا ألا نغضّ الطرف عن السّفاح لأنه ألقمنا شعارا أو خُطبة عصماء! نتوقّع منّا أن نحمي الشعب السوري لا أن نلعن أمريكا، أن نعاضد المطالبين بكرامتهم وحريتهم وحقهم، المطالبين بأسمائهم هم وتاريخهم هم وذاكرتهم هم لا أن نلعبها “ممانعة” و”مقاومة” ما مورستا إلا معكوستين! نتوقّع منا هنا وفي كل مكان أن نضم أصواتنا لتلك التي تخرج في ساحات سورية أدعية لطرد الشياطين التي طال مكوثها في الشام! أتوقّع منا هنا الواقعين تحت الاضطهاد أن نكون أكثر حساسية للاضطهاد هناك! أتوقّع منّا بعد كل هذا العمر من قسوة التاريخ وخذلانه لنا ألا نخذل الشعب السوري وتطلعه إلى حالة المعقولية كمجتمع ودولة! أتوقّع من الراشد أي راشد عربي أن يُدرك أنه يستطيع أن يكون مناهضًا عنيدًا لسياسات إسرائيل وقمعها وأن يكون في الوقت ذاته مناصرًا للشعب السوري المنتفض! أتوقّع من كل مشتغل بالسياسة مهما بلغت رتبته الحركية أو الحزبية أن يعرف أن الوقوف مع الشعب السوري وحريته يدعم قضية فلسطين وشعبها لا العكس كما يرددون بنوع من اليقين عند الأصنام!
لسنا في زمن الأساطير ولا المعجزات. وعليه، أتوقع منّا أن نكون في صفّ التواقين إلى الحياة الحرّة الكريمة مهما يكن من هوية السلطان الجائر الواقف خلف أبوابهم وعلى أسطح دورهم كي يقنص أصواتهم ويقطع الطريق على أسئلتهم!
من حق السوريين وحقّنا ألا يواصل نظام بائد إهانة عقولنا بالكلام الممضّ الذي يردده أيتامه هنا وهناك كلما انتهى من المجزرة المتنقلة في رحاب الشام!
18 أغسطس 2011
شو مع “أهل ” بريطانيا … والقمع في رحاب بريطانيا ؟؟؟
11 أغسطس 2011
الي الاخ بولس…عزيزي لاتنتظر من مرزوق الحلبي شيئا فهو لايري الا مايعجبه..لاتؤاخذه فهو مشغول بـ”الخطر الايراني” ويتقاسم ذات الهم مع ملك الظلمات في نجد والحجاز.
9 أغسطس 2011
الى الاخ مرزوق، الم تسمع بمجازر جسر الشغور( ١٥٠ حثه) ؟! الم ترى الجثث مقطعة الاوصال من افراد الشرطه والأمن السوري المدفونه في المزابل والتي القيت في نهر العاصي؟؟!! الم تري الجثث التي نكل بها وقطعت بعد ذبحها بالسواطير والقيت من علوٍ شاهق في نهر العاصي ايضاً( ١٧ حثه)؟!. ومجموع ما قتل من أفراد الجيش والأمن والشرطة قد تجاوز حتى الان ٣٠٠٠ ضحيه ام انك تتعامى وتتجاهل هذه الحقائق كما تفعل فضائحيات الحره والجزيرة والعربيه والاورينت وتصمت صمت القبور؟! فاين مصداقيتكم ومهنيتكم ايها الاعلاميون ؟؟؟