“مشروع جِدّي” يكرّم الموسيقار صدقي شكري
“اشعر أنني أدين له كثيرًا على إشباعي وتثقيفي موسيقيًا، ممّا أثّر على اختياراتي الفنيّة حتى اليوم، ولذا قررت أن أعبّر له عن تقديري وامتناني له ولمسيرته الفنيّة أمام جمهور شاب”
أقيم يوم الجمعة الفائت 11.01.2013 عرضًا موسيقيًا في مسرح اللاز في عكا بعنوان “مشروع جٍدّي” نظّمه الموسيقي غسّان بيرومي تقديرًا لجدّه الموسيقار المعروف صدقي شكري، الذي ساهم في بناء وتطوير جيل كامل من الموسيقيين والعازفين العرب، لا سيّما في منطقة عكا والجليل.
تخلل العرض الموسيقي “مشروع جِدِّي” عددًا من المعزوفات والمقاطع الموسيقيّة التي قام صدقي شكري بتأليفها وتلحينها منذ أكثر من خمسين عام، حيث قام الحفيد غسّان بيرومي بتجديد المقطوعات الموسيقيه وإضافة بعض اللمسات الموسيقيّة عليها هادفًا إعطائها طابعًا عصريًا يتلائم والذوق الموسيقي لجيل اليوم. يؤكّد غسّان بيرومي على هذه النقطة تحديدًا قائلاً: “لقد نشأت موسيقيًّا وتعلّمت أغلب ما أعرف اليوم عن العزف والموسيقى من جدّي الفنان صدقي شكري، ولذا اشعر أنني أدين له كثيرًا على إشباعي وتثقيفي موسيقيًا، ممّا أثّر على اختياراتي الفنيّة حتى اليوم، ولذا قررت أن أعبّر له عن تقديري وامتناني له ولمسيرته الفنيّة أمام جمهور شاب، ليتعرّف على هذه الشخصيّة الرائدة ودورها في نشر الوعي والمعرفة الموسيقيّة بين الفلسطينيين بعد النكبة”.
تشكّلت الفرقة الموسيقيّة من كل من: غسّان بيرومي (عود وغناء)، تامر عمري (غيتار باص)، شوش غوتيسمان (فيولا)، نزار قبّاني (إيقاعات)، محمود شلبي (كوالا).
عن الفنان صدقي شكري:
ولد الفنان صدقي شكري بتاريخ 22.11.1922 في مدينة حيفا، وكان والده المرحوم شكري الحاج قاسم فنانًا معروفًا وعازفًا بارعًا في عصره. تعرف في عام 1942 حين وصل مرحلة الشباب على شاب في مثل عمره هو الشاعر الحيفاوي المشهور “حسن البحيري” الملقب بشاعر الحب والجمال، وبدأ صدقي يتسلق سلم المجد والشهرة وبدأ أسمه يلمع في عالم الفن في سماء مدينة حيفا، وشكّل أول فرقة موسيقيّة له في عام 1934 ثم اتبع ذلك بتشكيل نادي الموسيقى العكي في مدينة عكا. سافر إلى مصر طلبًا للفن، والتحق بمعهد الاتحاد الموسيقي المصري، وحين أنهى تعليمه عاد إلى فلسطين يحمل شهادة الإنهاء.
عُيِّن كأول مدرّس للموسيقى العربية في البلاد، ثم ما لبث أن عُيِّن مُدرِّسًا في كليّة دار المعلمين العرب في حيفا.
لحّن صدقي شكري جميع أصناف التلحين المعروفة في الموسيقى العربية، كما لحّن أيضًا جميع أصناف التلحين الآلي، ووضع ألحان العديد من الأغاني والموشّحات التي أذيعت جميعها من دار الإذاعة ومن التلفزيون، وهو أوّل من قدّم للإذاعة ألحانًا لإذاعتها، كما عمل في التلفزيون رئيسًا للفرقة الموسيقية حوالي 18 عامًا، حيث قدم عدة برامج غنائية.