أجراس بعيدة، أصوات مبهمة
وأنا أغرق بحذائك
بسنابل شعرك الذهبيّ
أذوب في الفضاء بين صدرك والقميص الأخضر الذي يغطيه.
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة
|بقلم: رفيق|
1
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة،
أعمدة صفراء على شكل أنابيب مزيّنة باللون الأحمر.
..
وأنا أغرق بحذائك
بسنابل شعرك الذهبيّ
أذوب في الفضاء بين صدرك والقميص الأخضر الذي يغطيه.
..
أصبحت الآن رهينة بين يديك
في سريري الخندق
..
فصمتك أصبح قضيتي
صمتك أسود اللون، مجهول
..
طوقتني بذراعيكَ، حاصرت جسدي… جسد مقدّس بالأسى
وقبلة… شرّدتني
إلى عالم النسيان.
..
2
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة،
أعمدة صفراء على شكل أنابيب مزينة باللون الأحمر
تشكّل حيّزًا آمنا من حولنا؛ أنا وأنتَ.
..
المدينة… قطارات ضائعة تمرّ بالاتجاه المعاكس لمسيرنا
عَبر زجاج شفاف يشكّل نافذة لأرى واقعًا أودّ الهروب منه
..
أبحث عن حدود ظهرك الواسع اللا نهائي
بأصابع مبتلة بالعرق والملح
أشعر بأظفاري تمزّق لحمَكَ
ونَفَسي… نفسي الوحيد هو الهواء الحارّ الخارج من رئتيكَ
ألتهمُه من شفتيكَ
أمتصّ لسانكَ… نبيذ أحمر، حليب أم، عسل فراشات عجائبية
..
3
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة،
عواميد صفراء على شكل أنابيب مزينة باللون الأحمر
تزعزع كياني وترميني بأزرق عينيكَ
..
فأرى العواصف آتية
وأحلامي تتساقط مني كأوراق الشّجر الجافّ في خريفٍ بعيدٍ
....
نار الجحيم تشتعل في أعماقي عندما تقتحم الفراغ في داخلي
لتملؤه بكيانكَ… المنتصبَ… كبندقية، دبابة مشحونة، طائرة حربية
..
لم نفكر في احتياطات الأمن تلك اللحظة
ينتفض بدنك مثل البركان، يُصابُ بالنشوةِ
يتركُ أثرَه في كلّ زقاق من أزقة ذاكرتي
..
لتتبعثر أسراري وتتناثر هويّتي
بلحظات لا أموت فيها ولا أحيا
..
4
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة،
عواميد صفراء على شكل أنابيب مزينة باللون الأحمر
تمحوني بقبلة أخرى وأخرى وأخرى…
لينقطع عني النفس نهائيًا فأحيا في جسدك وأستعير دماءكَ… لتكونَ وطني والمنفى
..
وأنتَ تغمرُني بالشجن
ودموعي بائرة، تحكي قصص العالم الذي مضى
ترسم خرائط معدومة، مُفرغة
..
قبلاتكَ… لمساتكَ… مليئة بالجّداول
وذكرياتكَ… بإنجازات عسكرية قديمة
..
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة،
رمتني بالحقيقة…
..
فـأُقسم بأوردة ذراعكَ الزّرقاء المُهاجرةِ
أني سأخبئ ذكرياتنا الجميلة، الساذجة
خلفَ حشائش برية، وسياجات الصّبار الهائجة
..
وسأسرق بسماتكَ وطعم قبلاتكَ
وأزرعها أقحوانَا في سريري البارد
..
تحت وسادتي
فوق خزانتي
بفنجان قهوتي وصحن طعامي
بدخان سيجارتي
وزجاج نظارتي…
..
أجراس بعيدة، أصوات مبهمة…
وأنتَ…. رهينة في ذاكرتي…
..
(يافا)
6 أكتوبر 2010
awesome!it makes me crying