هل هناك فيلم أم ان العرب هم الفيلم؟ / الياس خوري
قبل الغضب والهياج الجماهيري كان يجب ان نسأل هل هناك فيلم ومن صنعه؟ أم ان من نظّم وقاد هذه الاحتجاجات كان يبحث عن حجة كي ينزل الى الشارع ويقتل ويدّمر. اميل الى الاعتقاد ان الفيلم الحقيقي كان في الشوارع، اما ‘التريلر’ الذي لا تزيد مدته عن اربع عشرة دقيقة فكان الحجة.
هل هناك فيلم أم ان العرب هم الفيلم؟ / الياس خوري
| الياس خوري |
حتى الآن لم ير احد الفيلم الذي اخرجه رجل مستعار الاسم قيل انه سام بازيل او سام باسيل، وهو اسرائيلي امريكي، ثم قيل ان باسيل هو منتج الفيلم اما مخرجه فيدعى آلان روبرتس، كما قيل ان مخرج الفيلم رجل آخر اسمه نيقولا باسيلي نيقولا. الاول مقاول والثاني نصاب ومختلس. اما عنوان الفيلم ‘براءة المسلمين’، فليس هو العنوان الاصلي، اذ قيل ان عنوانه كان ‘مقاتلو الصحراء’، وهو يدور قبل الفي سنة اي قبل ظهور الاسلام، وان اسم بطله خلال التصوير كان جورج، لكنه تحوّل في ‘التريلر’ الذي عرض على اليو- تيوب الى محمد.
الاصولي الصهيوني- المسيحي المتعصب تيري جونز، الذي اراد احراق القرآن هلل للفيلم، والمصري المعتوه موريس صادق، الذي يهلوس بفكرة طرد المسلمين الى الصحراء دعمه، والمحافظون الجدد من ايتام جورج دبليو بوش، رقصوا طربا له. حكاية تلخص ابشع ما في العنصرية وفوبيا الاسلام واللاسامية الجديدة ضد العرب والمسلمين.
لكن السؤال هو هل هناك فيلم؟
قيل انه عرض مرة واحدة في كاليفورنيا لكن العرض توقف لأن الصالة كانت فارغة. عمليا لم ير احد الفيلم الذي هدد السيد نيقولا باسيلي نقولا، قبيل سوقه الى التحقيق، بأنه سيعرضه كاملا، وسيتحفنا بساعتين من البذاءة والهبل والسفالة! تابعت اخبار هذا الفيلم اللعين في جميع الصحف الامريكية، فلم اعثر على خبر، بل عثرت على نتف تشبه النمائم، ولم اقرأ مقالا واحدا لناقد او صحافي شاهده.
هل نحن امام خدعة صنعها الاعلام الالكتروني، وحققت هدفها، بأن تحولت طبلا رقص على ضرباته الوف المتظاهرين في دول الربيع العربي الاربع: مصر وليبيا وتونس واليمن، اضافة الى السودان وتسبب في فوضى دموية اودت بالسفير الامريكي في ليبيا وببعض المتظاهرين.
وحين تسأل ماذا يجري لا يجيبك سوى الصراخ والدعوة الى الثأر للكرامة، واحراق القنصليات والمدارس والاعلام. كأننا امام جنون جماعي منظم اُفلت من عقاله، حيث احتل السلفيون المشهد مهددين متوعدين السلطات الاسلامية في بلادهم؟
ما هذا؟
قبل الغضب والهياج الجماهيري كان يجب ان نسأل هل هناك فيلم ومن صنعه؟ أم ان من نظّم وقاد هذه الاحتجاجات كان يبحث عن حجة كي ينزل الى الشارع ويقتل ويدّمر. اميل الى الاعتقاد ان الفيلم الحقيقي كان في الشوارع، اما ‘التريلر’ الذي لا تزيد مدته عن اربع عشرة دقيقة فكان الحجة.
دعوني اطرح بعض الأسئلة:
اولا، ألا يجدر بنا ان نقرأ الفيلم في سياق الحملة الانتخابية الامريكية، حيث يكشّر اليمين المحافظ والصهيوني عن انيابه بهدف اسقاط باراك اوباما وايصال رومني الى الرئاسة. ان من يتابع حملة التجييش الاعلامية والاعلانية في الولايات المتحدة يعلم ان باراك اوباما يُشتم لسببين، الاول بوصفه ابن رجل مسلم يدعى حسين، والثاني لأنه لا يستأنس بغطرسة نتنياهو وعنجهيته، فرئيس الحكومة الاسرائيلية يعتقد انه يستطيع جر امريكا الى الحرب مع ايران. الا يمكن ان نرى في هذه الضجة الدموية احدى الوسائل للبرهنة على انه في 11 ايلول/ سبتمبر 2012 جرت مذبحة جديدة ضد الامريكيين، قام بها مسلمون في عهد رئيس يدعون انه مسلم.
انا لست هنا في معرض الدفاع عن ادارة اوباما التي اثبتت عجزها و/او عدم رغبتها في التخلي عن دعمها الاعمى للاحتلال الاسرائيلي، ولكن ما وصفته هو حقيقة الاشياء كما تبدو في سياق الحملة الرئاسية الامريكية.
ثانيا، الا يحق لنا ان نتساءل لماذا انفجرت المظاهرات في مصر وليس في اي مكان آخر. فالاحتجاجات الصاخبة ضد الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول العربي، بدأت في السعودية قبل ان تنتشر في العالمين العربي والاسلامي؟ ثم لماذا اقتصرت الاحتجاجات على دول الربيع العربي دون غيرها؟ هل يعود السبب كما قيل الى المناخ الديمقراطي الذي اطلقته الثورات؟ أم ان العكس صحيح، فالاحتقان الديني يشكل متنفسا للشعوب التي ترزح تحت نير الاستبداد، وبالتالي يكون من المنطقي ان تنفجر مظاهرات الغضب فيها، مثلما حصل دائما؟
ثالثا، هل صحيح ان المظاهرات كانت عفوية؟ لا شك انه يمكن الاستنتاج بأن اصابع تنظيم ‘القاعدة’ لعبت دوراً كبيرا في اغتيال السفير الامريكي في ليبيا، لكن من انزل جحافل الاصوليين الى الشوارع؟ هل نزلوا بشكل عفوي تعبيرا عن مشاعرهم، ام هناك قيادة قررت هزّ العصا في وجه الاخوان والنهضة، من اجل ان تُحدث تعديلا في ميزان القوى السياسي الذي اسفرت عنه الانتخابات؟
رابعا، هل استغل السلفيون الفيلم من اجل التحرك داخليا ولفرض وجودهم على الأرض، ام هناك ايضا اجندة لدى بعض مموليهم تتمنى فوز رومني، لأنها تعتبر ان ضرب ايران هو اولويتها المطلقة؟
خامسا، لنفترض ان الافتراضات السابقة كلها خاطئة، فلماذا اتخذ التحرك ضد ‘تريلر’ تافه وسفيه ولم يره احد تقريبا، هذا الشكل الدموي الاعلامي؟
هل يكفي ان يعزف مهوس عنصري على زماره حتى يرقص على ايقاعه الراقصون؟ اين العقل؟ وما هذه الشعارات الخرساء التي لا تقول شيئا؟ هل يعتقدون ان التعامل مع الدول يكون بتحميلها مسؤولية عمل مشين قامت به عصابة وسوف تكشف الأيام انه لم يكن فيلما، بل كان استفزازا رخيصا وصل اصحابه الى مبتغياتهم، بل الى اكثر من ذلك: تصوير العرب كغوغاء، وتشويه ثوراتهم الديمقراطية والاستنتاج بأن الدولة الصهيونية العنصرية هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
هل هذا ما ارادوه، ام هــــم يتــــبعون مشاريع لا يفقــــهون منــــها شيئا، وتهدف في النـــهاية الى تحويل البلاد العربية الى مزبلة؟
وغدا سوف تثبت الأيام ان الفيلم الوحيد الذي هدف هـــذا ‘التريلر’ الى الاعلان عنه، هو الفيلم الذي رأيناه في الشوارع العربية.
لا يوجد فيلم حقيقي غير هذا الفيلم المثير للأسى والسخرية. وهذا يعيدنا الى كلام المتنبي الذي وصف حال الأجداد بكلام لا يزال للأسف صالحا لوصف حال الأحفاد:
‘أغايةُ الدينِ ان تَحفو شواربكم
يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ’.
25 سبتمبر 2012
أعترف بأن الفيلم (بعد مشاهدتي للـ13 دقيقة المتوفرة على يوتيوب) هو فيلم رخيص واستفزازي ويتدرج في أسفل سلم الأفلام من ناحية التصوير والإخراج.
لــــكـــن!!!
أتحدى أي شخص في هذا العالم ان يثبت لي بالدليل والبرهان اي خطأ تاريخي فيه!
إن ما صوّره الفيلم, ما هو إلا من واقع نبينا ورسولنا ولم يأتِ الفيلم إلا بما كُتِبَ بالأحاديث وما انزل من آيات.
أيها المسلمين, ثوروا على قرآنكم وعلى أحاديثكم وسننكم, وليس على الفيلم. الفيلم “غيمة ومارقة” إنما المكتوب بين أيديكم هو ما يستوجب الثورة والحرق فهو الباقي منذ 14 قرنًا.
أما ردة فعلكم فما زادت على الفيلم سوى البراهين والتأكيد للمجتمع العالمي لما سردَ في حبكتهِ, وعنف ردود الفعل لم يأتِ سوى من هشاشة عقيدتكم وضعفها والخوف من ضياعها لما تحمل من تخلف وظلام وعنف وجنس وزنى وقتل وذبح وعنصرية وإلغاء للآخر وخلو من جميع القيم الإنسانية.
21 سبتمبر 2012
طالما ظل العرب والمسلمين “ظاهرة صوتية” وطالما ظلت الجامعة العربية وكرًا للمؤامرة على العرب، ولمّا فرّط العرب بفلسطين والعراق وليبيا ومصر وتونس، وطالما يتحكم مال الخليج بسقف الفكر العربي والاسلامي، فهل يعقل أن زمرة قطر تُدير جامعة الدول العربية؟؟ فسوف يسيئ الغرب لصورة النبي العربي، وهم عمليًا يقصدون الاساءة للحكام العرب فهم فعلًا مسخرة ! فهل يعقل ان رقاب العرب جميعًا بيد معتوهين من الحكّام، لا يعرفون من الاسلام سوى “وانكحوا ما طاب لكم من النساء… الخ. وبعد هذا تعجبون لماذا يستخفنا الغرب، ويبيح مقدساتنا، وهل يعلم العرب والمسلمون أن القدس تُنتهك يوميًا، أم أنها لا تخص الاسلام.