فرحات فرحات يستعيد محطات حياته في “ريترو” الصادر حديثا
في عمله الجديد يتكئ فرحات على سيرته الذاتية ومحطاتها المؤثرة التي طبعت بميسمها شكل حياته ومزاجه الشخصيّ، ماراً باللحظات الأكثر حميمية وتأثيراً في ذاكرته
فرحات فرحات يستعيد محطات حياته في “ريترو” الصادر حديثا
>
|خدمة إخبارية|
صدر خلال الأيام القليلة الماضية العمل الأدبي الجديد للكاتب والشاعر ابن دالية الكرمل، فرحات فرحات، بعنوان “ريترو/ محطات مبعثرة”، وذلك ضمن سلسلة “مساحة إبداع” عن دار راية للنشر في حيفا.
في عمله الجديد يتكئ فرحات على سيرته الذاتية ومحطاتها المؤثرة التي طبعت بميسمها شكل حياته ومزاجه الشخصيّ، ماراً باللحظات الأكثر حميمية وتأثيراً في ذاكرته، ابتداءً من دراسته الثانوية في الكلية العربية الارثوذكسية في حيفا، ودورها الوطني الهامّ في أواخر ستينيات القرن العشرين، والأجواء التي سادت فيها، مستذكرا شخوصاً ولحظات حافظت على ألقها في ذاكرة الكاتب وظلت مُشعّة رغم مرور الزمن. كما يعيد رسم الأشخاص الذين ترك وجودهم أثراً في حياته، مرة وإلى الأبد، ابتداءً بالوالد والجد الذي كان شخصية اجتماعية وسياسية معروفة، مروراً بحنا أبي حنا، الشاعر والمثقف الفلسطيني البارز، الذي تتلمذ فرحات على يديه ايام عمله بالتدريس وإشغاله منصب المدير في الكلية الأرثوذكسية.
لا يستعيد فرحات فرحات في “ريترو” حياته بتتابعها الزمني والوقائعيّ -كما قد يوحي العنوان- بل إنه يجعل من حياته المعيشة، مادة خام للعب فني جميل، يعيد فيه الكاتب “مَنتجة” حياته وتقطيعها ليركّب منها نصاً أدبيا جميلاً، لا يفقد فنيته العالية التي تقترب بالسّرد من أجواء الرواية، دون أن يتخلّى عن الوقائع والتدوينات التي يُظهرها النصّ مصقولة بمرجل التجربة الحياتية وخاضعة للتأمل الذي يفرضه على الكاتب مرور الزمن، ليقدّم، في نهاية المطاف، نصا ممتعاً ومغايراً عن سابق أعماله المنشورة.