“كارلا بروني” تنير سماء يافا لليلتين متتاليتين/ محمود أبو عريشة
افتتح حليحل بالحديث عن القصة التي يحمل الكتاب اسمها موضحاً أنها خياليّةً تجتمع فيها صراعات الشرق بالغرب بقالب فكاهيّ عصري مفعم بالشغف والتشويق
“كارلا بروني” تنير سماء يافا لليلتين متتاليتين/ محمود أبو عريشة
>
|محمود أبو عريشة|
فيما إذا كنت تقوم بجولتك المسائية كالعديد من اليافيين عند البحر ومررت بشارع “همفراتس شلومو” المنحدر عند شارع الحلوة في انعطافه الأول مع رياح الشّمال بعد برج الساعة في يافا، مساء الثلاثاء الماضي على عتبة التاسعة مساءً، واستمعت إلى الضحكات تتعالى من مسرح “السرايا” ثم تهدأ فجأةً وتعقبها صرخات حادة وليدة نقاش صاخب، فهدوء رومانسي وحالم، لا تعجب كثيراً.
لم يكن يوم الثلاثاء، 3/7/2012 الماضي مجرد مساء آخر ترتطم فيه أمواج بحر فلسطين بسور يافا القديم، ويحرس القمر الذي بدأ يعتد لاكتماله، الشبابيك الخشبية الحزينة لبيوت يافا القديمة، كيف ورياح كارلا بروني العاصفة قادمة يتأبطها علاء حليحل مكبّلاً إياها في نقابٍ ارتضته كارلا لتصبح عشيقته السريّة في مجموعته القصصية الأخيرة “كارلا بروني عشيقتي السرية”؟
ضمن سلسلة ندوات نظّمت مؤخراً بمناسبة صدور المجموعة القصصية المميزة “كارلا بروني عشيقتي السرية” للكاتب علاء حليحل، نظم مسرح السرايا وبالاشتراك مع مقهى يافا لصاحبه ميشيل راهب ندوةً شارك فيها العديد من سكان يافا والمنطقة وتخللتها فقراتٍ مختلفة اتسمت بالثراء على غرار ما يقدمه حليحل في مجموعته القصصية الأخيرة من تنوعٍ يجمع ما بين السخرية والمأساة في قالب من الإثارة والدهشة.
كانت افتتاحية الندوة مبشّرة بسيرورتها ونهايتها، فابتدأت بعرض ملفي برومو كوميديين يقدّمان المجموعة أعدّهما عامر حليحل وطه عدنان، وأدار الندوة الكاتب محمد جبالي الذي وجّه الحديث نحو نواحِ مختلفة واضطرّ لأن يستغل حضور حليحل ليطرح أمامه المواضيع المختلفة ويستسيغ منه وجهة نظره فيها، كما تخللت الأمسية قراءات من المجموعة القصصية ألقتها الشاعرة والمربية شيخة حليوة، والفنانة روضة سليمان وقوبلت هذه القراءات بتفاعل كبير وتصفيق حادّ من الحضور.
اتّسم حليحل بالشفافية في الطرح، لم ينمّق حديثه ولم يحاول اكتساب تعاطف الحضور إنما طرح أوراقه على الطاولة بجرأة نتوقعها منه، وافتتح بالحديث عن القصة التي يحمل الكتاب اسمها موضحاً أنها خياليّةً تجتمع فيها صراعات الشرق بالغرب بقالب فكاهيّ عصري مفعم بالشغف والتشويق. القصّة التي تدور حول عشقٍ سريٍّ يجمع الكاتب بالسّيدة الأولى السابقة لفرنسا زوجة الرئيس ساركوزي التي تزور عكا متخفّيةً في نقابٍ ليشتعل بينهما عشقٌ ملتهب. كما انساب في حديثه نحو مواضيع أخرى بعضها جزءٌ من طرح الكتاب وبعضها الآخر جاء مخاضاً للحديث.
ضيفة شرف الندوة كانت الطفلة دشّة كما يحب أن يناديها علاء، وهي شذا ابنته التي ما انفكّت تسرق الأضواء من والدها وتتجوّل بين الحضور وتوزّع جرعات مفعمة بالجمال.
يُذكر أنّ ندوة أخرى أقيمت مساء الأربعاء (اليوم التالي) من نفس الأسبوع في مقهى يافا بمناسبة صدور الترجمة العبرية للمجموعة القصصية، وبذلك يكون حليحل ضيف هذا الأسبوع للسّاحة الثقافية في يافا كما توضّح الفنانة روضة سليمان إحدى القائمات على الحراك الفني في مسرح السرايا، واعدةً بالمزيد بالفترة القريبة.
.
>
.
.