ضياع/ فرحات فرحات
| فرحات فرحات | تأتي فرادى من هشيمِ النار […]
ضياع/ فرحات فرحات
| فرحات فرحات |
تأتي فرادى من هشيمِ النارِ أضلاعُ الحمامِ
فلا ترى,
سربًا يحلّـقُ فوقَ أمواجِ الظنونِ
ولا ترى,
أملاً,
يلوحُ على ضفائرِ دميةٍ
هي مثلـها,
تبكي على وقعِ الثلوجِ بلا صدى
فتذوبُ في وكرِ الرمالِ وتختفي
هذي الفراشاتُ التي أمُـلتْ بأن تبقى هنا,
سقطتْ على وهجِ الأغاني
في ندوبِ الريحِ
فاشتعلتْ فقاعاتٍ وذابتْ
في دروبٍ تنتهي عند البدايةِ
مثلَ حلمٍ لا يرى طيفَ النهايةِ
يختفي خلفَ الوهادِ
يعودُ يسألُ: مرَّ ظلّي من هنا,
هلا رأيتم؟ عقربُ الساعاتِ يغمرني
وظلّي ليس يتبعُـني,
وليلي دامسٌ يأوي صفيري ثم يخبو فجأةً
كالموتِ
يصحبهُ نحيبٌ فاجرٌ, أعمى
وفي عينيهِ ألوانُ الخطيئةِ
تلسعُ الأوتار, في فعل النشازِ
كأنه وشمٌ تدثرَ باحتضارِ الروحِ
في كبدِ السماءِ, تساءلتْ لوحاتـُه:
هذي السُعيفاتُ التي كبُـرتْ هنا,
سالتْ دماءً في ترابٍ من حريرْ
من أين يأتينا الضياع ضياعـَه؟
أو كيف تغرب من هنا شمسُ الأصيلِ
وما فككتُ وثاقـها
أمراسُها أدمتْ ضباب صبابتي,
تعلو قبابَ الريحِ,
توصدُ مسربًا للضوءِ في وجهِ الغريقِ
فيختفي لهبُ الشراعِ
وينطفئ أملُ البريقْ
من أين يأتينا الضياعُ ضياعـَهُ
أو كيف يمتد الطريقُ إلى الطريقْ؟
16 يونيو 2012
قصيدة اثارتني بغموضها لكاتب مبدع
14 يونيو 2012
interesting and sophisticated