الحب، النهايات والأمل/ فراس نعامنة

مايو 24, 2012 مواضيع ساخنة, نثر | 1 comment

>
|فراس نعامنة|
كم هي نقية وطاهرة صفحة الوورد الفارغة..
هل فكرت مرة: كيف بوسع صفحة واحدة أن تحتوي هذا الكم من الآلام والآمال؟
.
قلت لها: عندما أكبر سأكتب شعراً مثل شعر سمر*..
قالت لي: عندما أكبر سأكتب شعراً مثل شعر سمر..
قلنا: عندما نكبر سنكتب شعراً مثل شعر سمر..
ربما لم أكتب مثل شعر سمر بعد.. لكننا افترقنا وأنا كبرت.. وأكبر.. وحدي..
.
فلتكن حبيبتك صديقتك..
فإن لم تكن كذلك..
ستكون لك فقط بيتاً تسكن فيه كلّ العمر..
لكن بالإيجار..
والبيت المستأجر ربما يطردك منه مالكه أو تتركه أنت..
بدون أيّ ألم أو ندم..
.

فلتكن صديقتك حبيبتك..
لأنه لا بدّ من إفساد علاقات الصّداقة..
كل شيء يستحق المغامرة.. كل حب يستحق المخاطرة..
وكل صداقة تنتهي يوماً ما، أما الحبّ فلا..

.

لأيّ الأغاني تستمعين هذا المساء يا حبيبتي؟
هل يكتمل مساؤك من دون الفراشات التي تحلق داخلك فور سماع صوتي؟
هل تنامين هانئة من دون مشاكساتنا الليلية التي تسبق النوم بهنيهة؟
هل تكتمل ضحكاتك ودموعك من غيري؟
هل سئمت الشوق لي وحدي، وحدك.. واشتقتِ الشوق إلينا؟

.
أحبّ ضوضاء المدينة..
وأحبّ الموسيقى الرّديئة..
أحبّ أيّ صوت ممكن أن يغطي ويطغى على صوتك في الخلفية.
.

كل ما يتبقى لنا بعد الفراق..
الحنين والرائحة..
الرائحة ربما ننساها ولكن الحنين إليها لا ينسينا أبداً كم كنّا سعداء.
.
ربما حان الوقت عزيزتي..
لأشغل كل الموسيقى التي تذكرني “بنا”.. على أعلى درجة..
وأغني وأصرخ بكل ما أوتيت من قوة، أبتسم وأكتب..
تباَ لك.. أنا حرٌ.. إن لم أكن حراً لأنسى.. فأنا حرٌ لأكتب.
.
* سمر: الشاعرة سمر عبد الجابر.

(أيار 2012)