“لوز أخضر” ببير زيت: نصوص علي مواسي وعمر زيادة وحسام غوشة تلتقي رؤية عبد الرحيم الشيخ النقدية
تناول اللقاء نصوصا لكل من الشاعر علي نصوح مواسي من باقة الغربية، والشاعر عمر زيادة من نابلس، ومشهدا من نص مسرحي للكاتب حسام غوشة من القدس، وقدم الدكتور عبد الرحيم الشيخ، رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بجامعة بير زيت، مداخلة تأملية
“لوز أخضر” ببير زيت: نصوص علي مواسي وعمر زيادة وحسام غوشة تلتقي رؤية عبد الرحيم الشيخ النقدية
|خدمة إخبارية|
نظم كل من مجلة “فلسطين الشباب” و”مركز خليل السكاكيني”، الأسبوع الماضي، وبالتعاون مع كلية الآداب بجامعة بير زيت، اللقاء الأدبي الثاني والعشرين من “لوز أخضر: ملتقى أدب الشباب”، بحضور العشرات من طلاب الجامعة والمهتمين ومحبي الأدب.
تناول اللقاء نصوصا لكل من الشاعر علي نصوح مواسي من باقة الغربية، والشاعر عمر زيادة من نابلس، ومشهدا من نص مسرحي للكاتب حسام غوشة من القدس، وقدم الدكتور عبد الرحيم الشيخ، رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بجامعة بير زيت، مداخلة تأملية بعنوان “قلب الشاعر: الآخر وجهاز المناعة”.
طارق حمدان: “لوز أخضر” سيتنقل في المدن والمراكز الفلسطينية المختلفة
افتتح اللقاء، الشاعر طارق حمدان، رئيس تحرير مجلة “فلسطين الشباب”، الذي رحب بالحضور وعرف بالضيوف، شاكرا جامعة بير زيت على استضافة اللقاء في حرمها، وهي المرة الأولى التي ينظم فيها “لوز أخضر” خارج “مركز خليل السكاكيني الثقافي”، أحد القائمين على المشروع، وقد أكد حمدان أن خطوة إخراج اللقاء إلى أماكن أخرى في فلسطين، نهج ستتّبعه مجلة “فلسطين الشباب”، لتنويع الجمهور، ولتعم الفائدة أكثر، وليصل صوت الكتاب الفلسطينيين الشباب إلى مختلف مدن ومراكز فلسطين.
ألقى بعد ذلك الكتاب المشاركون نصوصهم التي نشرت في العدد الرابع والستين من “فلسطين الشباب” (نيسان – 2012)، وهي “محاولات إصغاء فاشلة” لعلي مواسي، و”هاوية، هاوية لا غير” لعمر زيادة، و”مسرح فلسطين الشباب – فصول” لحسام غوشة.
عبد الرحيم الشيخ: “قلب الشاعر: الآخر وجهاز المناعة”
بعد ذلك قام الدكتور عبد الرحيم الشيخ بتقديم مداخلة تأملية، بعنوان “قلب الشاعر: الآخر وجهاز المناعة”، تناول فيها تحوُّلات المنادَى فيما يعرف بإنتاج “الشعراء الشباب”، نافيًا أن يكون لأحد “حق” منح الشاعر وسام استحقاق الشاعرية، ونافيًا معها “أسطورة الناقد” الكلاسيكي الذي يوزع الشاعرية على من يستحقون ومن لا يستحقون.
وقد ذكَّر الشيخ في مداخلته بمقولات كل من جورج أورويل، ورينيه ريلكه، وهيرمان هسه، ومحمود درويش، في هذا السياق.. وعوضًا عن تقديم نقد تفصيلي لكل نص من النصوص الثلاث (“فضول” لحسام غوشة؛ و”محاولات إصغاء فاشلة” لعلي نصوح مواسي؛ و”هاوية، هاوية لا غير” لعمر زيادة)، قدَّم الشيخ مداخلة عامة حول تحوُّلات الأنا والآخر (المنادى) في العملية الشعرية، استند فيها إلى نص قام بترجمته، عنوانه: “قلب الفيلسوف”، وهو نص شعري-فلسفي كثيف وشاق للفيلسوف الفرنسي جان لوك-نانسي، نُشِرَ في العام 1999 في مجلة Dédale بعنوان: “مجيء الغريب”، قبل أن ينشر في كتاب ويترجم إلى عدة لغات، بعنوان: “المقتحم” L’intrus.. وهو نص يحكي قصة خذلان قلب نانسي له، واضطراره للخضوع لعملية زرع قلب، ومن ثم الإصابة بالسرطان إثر ذلك، والتأمل في اقتحام هذا القلب (الذي زُرِعَ فيه)، وغرابته، وما نتج عن العملية من إصابة بالسرطان أحال علاجُها نانسي إلى غريب عن ذاته، وآخر لها. وقد أشار الشيخ إلى أنه على الرغم من أن المقالة ترجمت إلى لغات كثيرة، وتحوَّلت إلى فلم سينمائي مذهل من إخراج كلير دنيس في العام 2004، وعلى الرغم من اسـتناد جـاك دريدا، معبود التفكيكيين العـرب (الذين لم يفككوا شيئًا بحسب الشيخ)، إليهـا في كتابـه Le Toucher, Jean-Luc Nancy، لم تتم ترجمتها إلى العربية، ولذا، قام بترجمتها.
قراءة الشعرية الفلسطينية من خلال نص لوك – نانسي: “مجيء الغريب” أو “المقتحم”
وأشار الشيخ إلى أن دافعه وراء ترجمة نص لوك-نانسي هو استخدامه في قراءاته للشعرية الفلسطينية، وبخاصة حسين البرغوثي، وإجراء ما أمكن من قراءات طباقية مع نصوص تتصادى معها.. وهذا النص تجمعه أكثر من قربى مع شخصية حسين، وسيرته، ونتاجه الشعري والفلسفي، إذ إن شخصية جان-لوك نانسي، سيرةً ومسيرةً ومصيرًا، تتقاطع مع شخصية حسين، وبالتأكيد مع محمود درويش الذي يصلح هذا النص تقديمًا نظريًّا لدراسة “جداريته” الفذة. فنانسي منشغل بفلسفة الآخرية والاختلاف، شأنه شأن أستاذَيه وأستاذَي حسين: جان-فرانسوا ليوتار وجاك دريدا. كما إن خذلان قلب نانسي له، وإصابته بالسرطان إثر ذلك، وطبيعة مواجهته مع محنة الجسد، وماهية التأمُّل في فلسفة “آخَرِيَّة الأنا” تجعله أكثر قربًا من حسين، على الرغم من أن حسين قد دلف إلى موضوع “آخَرِيَّة الأنا” قبل محنة مرضه، وقبل نانسي في حقيقة الأمر، وذلك في رسالته التي حاز بها على درجة الدكتوراه من جامعة واشنطن في سياتل في العام 1992، وعنوانها “الصوت الآخر: مقدمة إلى ظواهرية التحوُّل” The Other Voice: An Introduction to the Phenomenology of Metamorphosis.
وقد استخدم الشيخ هذه الخلفية لنقد مفهوم هاجس “الآخرية” وتمرئيه في الذات في النصوص الثلاثة، كما استخدمه لنقد تجليات “جهاز مناعتنا” بوصفه مصنعًا للآخر ونقائضه في آنٍ معًا.
بعد ذلك دار نقاش مفتوح، وجه خلاله المشاركون أسئلتهم إلى المشاركين، وسجلوا ملاحظات حول نصوص الكتاب الضيوف وحول الكتابة الشابة بشكل عام، ومن بين تلك الملاحظات ما تناول توظيف المصطلحات غير العربية في النصوص، والتأثر بالشعراء الغربيين، وتقليد الكتاب الشباب للشعراء الكبار المشهورين، وصور تجسيد الله، وتركيز الشباب كتابتهم حول موضوعات معينة مثل الأنثى، والنبيذ، والله، وغير ذلك.
يذكر أن “لوز أخضر: ملتقى أدب الشباب”، يمثل تجسيدا للتجربة الابداعية الكتابية الشابة، على شكل لقاءات للقراءة والحوار والنقد، يشارك فيها نخبة من الكتاب الفلسطينيين والكتاب الشباب المشاركين في مجلة “فلسطين الشباب”.
للاستماع إلى برنامج “فلسطين الشباب” حول لقاء “لوز أخضر” الثاني والعشرين في إذاعة “راية إف. إم”؛ للاطلاع على النصوص في مجلة “فلسطين الشباب”، العدد 64.
.
.