“سيرة وانفتحت” تحتفي بالأغنية الملتزمة الفلسطينية في الداخل

مارس 3, 2012 مقالات وأخبار, مواضيع ساخنة | 0 comments

منصة الأمسية. من اليمين: ريم بنا، تامر النفار ورشا حلوة- الصور خاصة بموقع "قديتا"

.

|خدمة إخبارية|

ضمن سلسلة ندوات “سيرة وانفتحت” والتي ينظمها كلّ من مسرح “الميدان” في حيفا وموقع “قديتا” الثقافي السياسي في مسرح الميدان في حيفا، عقدت الجلسة الخامسة يوم الأربعاء الماضي، 29 شباط 2012، بعنوان “الأغنية الاحتجاجية/ الملتزمة في الداخل الفلسطيني” بمشاركة كلّ من الفنان أحمد داري (عبر السكايب من باريس)، الفنانة ريم بنّا والفنان تامر النفّار، إلى جانب فقرات موسيقية قدمها كلّ من ولاء سبيت وعلاء عزام. أدارت الأمسية الصحافية رشا حلوة، عضو هيئة تحرير موقع “قديتا”.

بداية تحدث الفنان المقدسي أحمد داري والمقيم منذ سنوات عديدة في باريس عن كيفية عكس الأغنية الملتزمة الفلسطينية لمراحل تطوّر القضية الفلسطينية، وأهمية دورها على مرّ التاريخ، بنقل صورة عن المجتمع الفلسطيني. إلا أن داري يرى أن هنالك تراجعًا في بعض الأماكن بتقبل الأغنية السياسية أو الملتزمة، وهذا نابع من الفراغ المتعلق بأسباب عديدة منها الفشل السياسي الذي نعيشه في هذه المرحلة بعد أوسلو. أما عن خوضه للأغنية الملتزمة بطابعها السّاخر، فقد جاء بناءً على شعوره بأنّ هناك غيابًا للأغنية السياسة التي تعوّدنا على ملازمتها لمناخنا الوطني.

تحدثت فيما بعد الفنانة ريم بنّا عن بدايتها مع الأغنية الملتزمة، والتي واكبت فترة مراهقتها حين عاشت الإجتياح الإسرائيلي على بيروت عام 1982. حول هذا قالت: “كنت مندفعة كفتاة للمقاومة المسلحة، وسألت نفسي آنذاك ما هو دورنا بهذه المرحلة؟ عندها، حاول من حولي إقناعي بأنه بإمكان المقاومة أن تكون بالفنّ أيضاً. لم أقتنع تماماً حينها.. لكني أعلم اليوم أنّ المسألة ليست قضية غناء فقط؛ فحين نغني القصص التي نعيشها كفلسطينيين أينما كنا، فهذا عمل مقاوم وبذلك نعمل على إيصال قصتنا إلى العالم”.

فيما بعد، تحدث تامر النفّار (الدام) عن ارتباط الأغنية الوطنية بأغنية الهيب هوب، وحول إمكانية تصنيف أغنية الراب على أنها جزء من الأغنية الملتزمة، ولكن بأسلوب جديد ومعاصر. وقال النفّار إنه قبل أن يستمع إلى مرسيل خليفة كان قد استمع إلى نجم الهيب هوب توباك، وأنه عرف الأغنية الاحتجاجية للهيب هوب الأمريكية قبل أن يعرف الأغنية الاحتجاجية الفلسطينية. لكن نتاج الواقع السياسي الذي يعيشه، وخاصة الانتفاضة الثانية التي أثرت عليه بشكل مباشر كإنسان وكفنان، بدأ بعامل البحث المتعلق بالهُوية والذي ترجم إلى أغانيه فيما بعد، بداية من “مجرمون أبرياء” ومن ثم المسيرة التي أخذت لها هذا المسار الدامج ما بين الأغنية التي تحكي الواقع الفلسطيني وموسيقى الهيب هوب.

وحضر الأمسية من بين الجمهور الأسير المحرر مخلص برغال، حيث طلبت منه مديرة الندوة التحدث قليلا عن علاقة الأسرى بالأغنية السياسية، فقال برغال إنّ تأثير هذه الأغاني على الأسرى السياسيين له وقع أكبر على النفوس، وإنّ هذه الأغاني جزء من الحياة في داخل السجون والمعتقلات. كما تحدث عن الأغاني والقصائد التي يكتبها الأسرى أنفسهم من ضمن ما يُعرف بأدب السّجون. وعلى المستوى الشخصي قال إنه بدأ يحاول العودة إلى مسار حياة طبيعيّ خارج السجون، واستقبله جمهور الندوة بترحاب كبير.

تخللت الأمسية أيضاً فقرتان فنيتان: الأولى موسيقية-مسرحية مع ولاء سبيت الذي تحدث أيضاً عن مفهوم الاحتجاج في عمله الفنّي، وأنه يحاول أن يروي من خلال أعماله الموسيقية المسرحية حياة الفلسطينيين كيف كانت قبل سنوات عديدة والتي تميزت بالروح الجماعية والعطاء والمحبة. تلاه الفنان علاء عزام الذي قدم أغنيتين من كلمات خير فودي وألحانه؛ الأولى جديدة بعنوان “طار الغراب” والثانية أغنية “على شو بتهز براسك؟”، من ثم فتح المجال للجمهور بتوجيه أسئلة للفنانين المشاركين في الجلسة.

يُشار إلى أنّ هذه الجلسة هي الخامسة من سلسلة “سيرة وانفتحت”، وستجري أمسيات أخرى هذه السنة حول مسألة اللغة العربية ومكانتها، احتفاء بالشاعر والمربي حنا أبو حنا، الأنيميشن الفلسطيني وأمسية قراءات ونقد لكاتبات وكتاب شباب.

.

الأسير مخلص برغال من بين جمهور الأمسية

.

جمهور الأمسية

.

الفنان وئام سبيت وفي الخلفية على شاشة السكايب الفنان أحمد داري

.

الفنانة ريم بنا

.