ما تزال قدمايَ باردتَيْن / رأفت آمنة جمال
كانَ حنونًا، حتّى حينَ كان يتصرّف بعدوانيّة كنت أشعر بأنّها خارجة عن سيطرته، كان عنيفًا بحنان مفرط. قلتُ لنفسي: تراهُ كان يستحضر أجسادًا أخرى مرَّ فوقها، أو مرّت فوقه، فيحاول أنْ يملأ ثقوبَ ذاكرته البائسة بثقبي!!
ما تزال قدمايَ باردتَيْن / رأفت آمنة جمال
l رأفت آمنة جمال l
كان المطرُ في الخارجِ قويًّا، وكانت حيفا تلك اللّيلةَ أكثر أمانًا، على الرّغم من سمائها الرّاعدة ومطرها المتساقطِ على النّافذةِ كأصابع المتطفّلين، المتربّصةِ بكلّ اللّحظات الجميلة!
في الدّاخل.. العتمةُ سيّدة المكان. لا شيءَ كان مسموعًا غير انفاسهما.
هو .. كان يشعُرُ بصدرِهِ يعلو ويهبط، محاولًا إقناع نفسه بأنّه ليس خائفًا، قبلَ أن يُباغتَه بوضْعِ قدمه فوق قدمَيْه، فيفركهما ويسأله:
- دفيو إجريك؟
- (بصوت خافت) .. آه !
عادا إلى صمتهما، يحاولان الإصغاءَ إلى وشوشة أقدامها. أمسكَ يده واستولى على شفتيْه بعضّة، كانت كفيلة بأنْ يسريَ صقيعٌ كامل في جسده، قبلَ أنْ يستسلما تحت وطأة جسديْنِ يشتعلان نارًا، وحيفا كلّها باردة.. ترقُبُ اصطيادَ عشيقيْن يمنحانها بعض الدّفء.
*
ربّما.. كانَ عليَّ أنْ أشربَ قليلًا من الويسكي، لأتعوّد شراسَةَ القُبَلِ الّتي لم أعتَدْها، في عتمة تلك الغرفة. نَصَحَني بالـ ويسكي وهو يُهيّئني لطقوس جنسيّة، محاولًا طمأنتي بأنّه المشروب الّذي سيجعلني أتجاوزُ قلقي أو نفوري منه. ولا أدري لمَ توقّع أن أنفرَ منه أصلًا! صحيحٌ أنّنا لم نكن عاشقَيْن يمارسان الحُبّ، فوحدها الشّهوةُ كانت تتوسّط جسدَيْنا، إلّا أنّني لم أشعر أنّ هذا سببًا للنّفور. ولكن.. كلّ نصائحه لطمأنتي تمهيدًا لعلاقة جسديّة نجرّبها معًا للمرّة الأولى، كانت تزيدني توتّرًا.
معه توصّلتُ إلى فكرةٍ من شأنها أن ترهقَني لاحقًا، وهي أنّه ليس ثمّة ما هو أقسى من تناقضات نلحظها في الجنس. فقد كان بارعًا في “جسديّته” المتقنة، براعةً لا تحتاج إلى قائمة التّجهيزات النّفسيّة الّتي أخذ يحفّظها لي، كي لا “أنفر منه”.
كان يخدّرني، يقدّم لي اللّذة بإتقان مدروس، حتّى أنّني بين لحظة وأخرى كنت أنسى أنّنا معًا، وأنّ ثمّة ما يحدث.
بحركة مباغتة كان يهوي على جسدي من أعلايَ إلى أسفلي.. فيُثيرني فأتأوّه، ثمّ يتسلّقني من أخمص قدميّ إلى رأسي، مخلّفًا لهاثه على كتفي. أحيانًا كانت تنسلُ بعض قطرات لعابه إلى عنقي دونَ أن يقصد، فيثيرني أكثر. أرتعشُ فأضغطُ بكفيّ على مؤخّرته بعنفٍ، يتأوّه فتختلط “آهاتنا”. نقهقه بصوت خافت كصغيريْنِ يلهوان في عتمة خزانةٍ، ثمّ نعودُ إلى تجاسدنا بجديّة.
- حابب تحسّني أكثر؟
- …
…..
انهالَ على عنقه يقبّلها، ويعضّها. كان يقبضُ على خاصرتيْهِ بعنفٍ، ثمّ يفلتهما ليغرُسَ كفَّه في شَعره. يُقرّب شفتيه من اذنه ويهمسُ مجدّدًا:
- إيش قلت؟ تحسّني أكتر؟
- آه …
كلاهما كانا يدركان جيّدًا معنى تلك العبارة.. “تحسّني”!
صمتُه في البدايةِ لم يكن خوفًا، كانَ شيئًا غامضًا لم يستطع تحديده. الشّيء الغامض ذاته الّذي دفعه إلى الإجابة بـ “آه” في المرّة الثّانية حين كرّر سؤاله بتفاصيلَ أكثر رومانسيّة. تلك الـ “آه” الّتي ما أن سمعها حتّى شعر بتحرّر مختلف، لدرجةِ أنّه أحسّ بضرورة مكافأته على موافقته، فأخذ يقبّله ويمسّ أعضاءَ جسده بحنان كان كفيلًا بأنْ يوصله إلى نشوة صارَ يتحاشاها بطريقته.
مطر عنيف جدّا… “آآه .. آآه”.
ريح.. يحاول فضولها فضّ بكارة النّافذة.
هو.. فوقه، يدفن رأسه تحت إبطه، يقبضُ على أصابع يده بعنف يؤلمه أكثر من إحساسه بذلك الشّيء الّذي يتحرّك داخله. يرفع رأسَه بنصف ابتسامة منهكة:
- إنت بتحبّ هاي الإشيا !!
- (بصوت متقطّع) أول مرّة بجرّب..
- (يضحك فيتوقّف جسده عن التحرّك) لا لا.. بقصد المطر وصوت الهوا.. إنّو هاي التّفاصيل.. بتحبّها..
يضحكان، ويئنّ السّرير…
كانَ حنونًا، حتّى حينَ كان يتصرّف بعدوانيّة كنت أشعر بأنّها خارجة عن سيطرته، كان عنيفًا بحنان مفرط. قلتُ لنفسي: تراهُ كان يستحضر أجسادًا أخرى مرَّ فوقها، أو مرّت فوقه، فيحاول أنْ يملأ ثقوبَ ذاكرته البائسة بثقبي!!
مرةً ضعُفَ، ربّما أنهكته أجسادٌ كانت تغزو ذاكرته. بدون مقدّماتٍ انسحبَ خارجي بعصبيّة، سقطَ إلى جانبي تاركًا صدري يعلو ويهبط، وأنفاسي تخنقني. تناول سيجارة ثمّ راح يدخّن ويلهو بشعره الكثيف. أحسستُ كما ولو أنّه يُصغي إلى أصواتٍ في أعماقه، قبلَ أن يمدّ ذراعَه أسفل ظهري ويشدّني فوقه. لم أقل شيئًا.. رحتُ أقبّله بينما ينسحبُ هو إلى الأسفل، ثمّ يرفع ظهره، يفتح فخذيه ويهمس:
-حابب أحسّك!
*
تناولتُ حبّات الشّوكلاطة عن الطّاولة، فيما يصبّ هو العصير. لم أسأله إذا كانت الشّوكلاطة -الّتي لم أطلبها- جزءًا من قائمة الأشياء الضّروريّة قبل الجنس، ابتسمتُ وأنا أبتلع الحبّةَ تلو الأخرى، وأطيل النّظرَ ببوكسره، أعجبني البوكسر.. مظهره على جسده بشكل خاصّ، يغري أكثر من عريّه الكامل. أستطيع الآنَ أن أعترف.. لو أنّني رأيته قبل أن نكون في الفراش معًا، لكنتُ المبادرَ لتلك العلاقة، دون أن أدع له المهمّة المرفقة بكرّاسات الإرشاد لعلاقات جسديّة تُمارَس للمرّة الأولى.
أضحك وأنا أفكّر في ذلك / يا إلهي.. بوكسر؟!! كلّ جماليّة علاقتنا الّتي كنّاها قبل قليل، والشّوكلاطة، وجمال جسده.. ولا يغريني سوى بوكسر يغطّي “عورته” الّتي غطّت “عورتي” قبل قليل؟
لم يكن يخطّط للعلاقة من قبل، لم يسأله أيضًا إنْ كان قد خطّط لذلك.
فقط .. حينَ وجد نفسَه معه تلكَ اللّيلة على الأريكة، قريبيْن من بعضهما، اشتهاه. أحسَّ بحاجة ملحّة لأعضائه.. لأصابعه الطّويلة / تُغريه الأصابع أكثر من باقي الأعضاء!!
إلّا أنّه شعرَ كما ولو أنّ علاقتهما أمر قدريّ مُقرّر سلفًا، فاستسلم له بإيمان قويّ…
على وقع أغنية “لمّا ع الباب يا حبيبي منتودّع” لفيروز، كنّا جالسيْن. هو على الأريكة، وأنا على طرف السّرير.. ندخّن، ونتناقش “أيّهما أفضل، فيروز الأخوين رحباني، أم فيروزياد؟”.. لم يكن النّقاش يروق لي، ليس لأنّنا نختلف في الرّأي، ولكنّ.. ليس دائمًا تكون viens m’embrasserفيروز سيّدة الوقت، ففي حالتنا تلك، كنت أرغب مثلًا بالاستماع إلى خوليو إجليسياس، وتحديدًا رائعته
والّتي تعني: “تعال قبّلني”، فأنهيتُ النّقاش بعبارة صارمة:
-ياخي أنا بحبّ فيروز مع فيلمون وهبي وجوزيف حرب أكتر من الأخوين ومن زياد!
- …
لم يعجبه رأيي، كان مأخوذًّا بأعمال زياد لفيروز، ولكنّه كان مدركًا بأنّني مأخوذُ بذلك البوكسر الملتصق بجسده، فسرّح طَرفه عنّي إلى بوكسره وسأل بجديّة:
-عاجبك ؟ أشلحو ؟
- لا لا .. عاجبني وهو عليك!
يضحكُ ويرفع جزءً بسيطًا من البوكسر لينظر إلى داخله، بحركة ماكرة، كان –حتمًا- يقصد بها إثارتي.
لم أعرف كيف أواصل كلامي معه، أوشكُ أن أسأله: “نتجاسد ثانيةً؟” .. ولكنّي اضطجعتُ إلى الوراء، وقلت:
-بتعرف؟ إجريّ بلّشوا يبردوا…
15 سبتمبر 2015
عزيّزي رأفت مع كل أحترامي للابداع في الكتابة , والتحدث عن ظاهرة رغم انني لا اطرح عليها ظاهرة لانها شيئ طبيعي وموجود وحق كل أنسان يمارس حقوقه ويختار شريك حياته بكل حرية جميع ” الارهابين” الذين يتحدثون باسم الدين.أبداع
26 مايو 2015
حين يفقد الادب ادبه فلا اثم على الكاتب
10 أبريل 2014
اولاً تحية لوداد حكيك بجنن وتاتياً يا اخ رافت هاد مناقض ومنافي لاخلاقنا ومبادئنا بغض النظر عن موضوع حلو ويلا لا يعني كان فيك تكتب موضوع تاني ومجال تاني يحاكي الوضع القائم وتتجنب المثلية يعني سمحلي انا شخص مش اديب ويلا بفهم بالكتابة لدرجة انتقض بس انا شخص من هالمجتمع وانا بنتضقضك وبشدة وباسف اقولك موضوعك سلبي
9 أبريل 2014
اشكرك على هذا النص الاكثر من رائع عزيزي رأفت, انت مبدع حقا! بس بدي ابدي رأيي في نقطة معينة. انا برأيي انه من الصعب جدا ان نحاول نشر الوعي بين الناس عن الثقافة الجنسية المثلية في مجتمع لم يتقبل اصلا طرح الثقافة الجنسية الغيرية. في مجتمعنا لا يوجد اصلا حرية للتحدث عن الجنس بين الرجل والمرأة بهذا الشكل. رغم ان هذا ما يعتبرونه (الطبيعي).. الجنس في مجتمعنا من المحرمات.. لا يوجد حتى تثقيف جنسي شامل في المدارس او في اي مكان. ممنوع التحدث عنه, بتقدر مثلا في مجتمعنا تعمل مسرحية كوميدية كلها بتحكي عن الجنس وبتفاصيله بدون ما يصير أي ردود فعل غريبة من أي احد؟ عند الغرب هذا مقبول جدا لانهم يعتبرون الجنس ثقافة مثل اي شيء اخر. برأيي القضية ليست ان يتقبل المجتمع نصك على انه نص مثلي ويصف علاقة بين رجلين, وانما القضية هي ان تتقبل الناس الادب والثقافة الجنسية بشكل عام. حاليا احنا ما بنقدر نحكي عن الجنس بين الرجل والمرأة بالشارع ولا يسمح لنا ان نتحدث عن الجسد بحرية. عندما ننجح بتوعية مجتمعنا الى ان الجنس والجسد مش محرمات انما هي ثقافة, وقتها سيدرك المجتمع ان الجنس حرية شخصية.. . وقتها سيدركو الناس ان كل شخص حر بجسده كيف يمارس به الجنس ومع من وبأي طريقة, وله كامل الحق بذلك. ويرجع الى الشخص نفسه كيف يريد ان يستمتع بجسده. لما تفهم الناس هاد الكلام وقتها لن نضطر اصلا لاقناعهم بتقبل المثلية!
8 أبريل 2014
أرفع قبعتي احتراما لك على كل هذه الجرأه التي يحملها النص في طياته .. على الرغم من الاشمئزاز الذي من الممكن أن يشعره القارئ من خلال التفاصيل ولكنك يا عزيزي قد جسدت بكلماتك حياه ينفر منها الجميع ولكنها واقعيه مع الاسف !! ان الفكره بحد ذاتها صارمه ومثيره للجدل فانها تولد لدى القارئ خليط من الافكار المختلفه ولكن علينا التقبل رغم انه غير مقبول :)) ! كل الاحترام والى الامام
7 أبريل 2014
عزيزي رأفت .. انت قشعرتلي بدنيانا فتاة.. و أعيش في فلسطين بدايةً .. شعرت انك تتكلم عني.. و بقدر أحكيلك انت وصفت بالكامل تجربتي الأولى و التي كانت “الأخيرة “للأسف , لأن المجتمع الذي نعيش فيه لم يسمح لي أن أكون مع الفتاه التي “بالفعل” أحب! .. الفرق الوحيد كان اختلاف الفصول.. فقد حصل في الصيف الماضي.. بحب أحكي لكلّ اللي مكبرين الموضوع و عاملين منو “مرض, شذوذ,كارثة” اتطلّع حواليك.. ممكن يكون أخوك ,, أختك ,, صديقك ,, بنت عمّك .. احنا موجودين فكلّ مكان . بالزبط متل ما انت موجود .. و انا ما بختلف عنك بشي ! بالعكس! أنا طالبة متفوّقة بجامعتي و عملي و محبوبة من أصحابي و عندي طموحات كتير لمستقبلي و ما عندي أي مشاكل نفسية أو غيره , و ما تعرضت لمواقف في طفولتي! ميولاتي الجنسية مش من اختصاص أي شخص! و مش من حقك تتدخل في حياتي الشخصية بالزبط متل ما انا مش عم بتدخّل فيك .. و بقدر أأكدلك , انو حبي لهاي البنت ما كان مسخرة أو تضييع وقت , انا حبيتها و بحبها من كل قلبي و بخاف عليها من الهوا و كان نفسي أسعدها و نعيش في بيتنا و نكبر ع نفس المخدة .. بحبها أكتر من ما أي رجل ممكن يحب امرأة أو العكس!لكن طول ما الناس بتفكر بهاي الطريقة, رح أضل محرومة من اني اكون مع الإنسانة اللي بحبها! و قريبا هيّ رح تخطب أو تتزوّج ,, و أنا رح أضل احبها من بعيد .. و لأ ,, لأ مش رح أحب بنت تانية .. لأنو الموضوع مش مسخرة و مش كل بنت تشوفها تحبها …. هيّ بنت وحدة .. بتحبها و خلص .. ما بتعود تشوف حدا بعدها!-ب
17 أكتوبر 2013
رأفت العزيز،. ً أود إخبارك أنّه مِن أرقى النصوص التي قرأتها، سواء عن المِثلية أو غير المِثلية. تَجسيدُك للحالَة بين الشابين تُعطي إحساس بالواقعية التي يحاول بَعض المُعتمين فِكريا مِمن علقوا هُنا تشويهها. إلى الأمام يا عزيزي
8 مايو 2013
عزيزي واستاذي رافت
تعجبني صراحتك في الكتابه وتعبيرك الرائع ولكني لا احبذه بصورة العلاقه المثليه بل احبذها ان تكون في طيان الواقع , قد شعرت بالغثيان من قرائتي لنصك . وانصحك بان لا تكتب ما لاتجربه واءن قد فعلت فتذكر بانك عربي تحمل القيم العربيه قد ابدعت بتعبيرك الجريء , يا حبذا لو كان واقعيا
1 مايو 2013
تب الى اال تب الى الله يا عبد الله عن هذا الكلام
1 أبريل 2012
بشار,
اجابه لسؤالك:
الكاتب يعيش في عالم يحق به لكل شخص أن يعشق من يريد كما يريد – من دون أن يحاسب لمجرد “شذوذ” ميوله.
سقراط, ليوناردو دا فينشي, ميخائيل أنجلو, شكسبير, مارسيل بروست, أوسكار وايلد, ميشيل فوكو, أندي وارهول و غيرهم ممن عرفوا من جديد مفاهيم الفلسفه, الحضاره والفن يشاركونه نفس “الشذوذ”.
الرجاء البحث عن أقرب مركبه زمنيه تقلك من دياميس الرجعيه الى العصر الحديث.
تادزيو – حيفا
22 مارس 2012
كان يمكن للكاتب أن يكتب من دون أن يجمل صورة المثلية والعلاقة!!! الكاتب لم يطرح قضية/ظاهرة بشكل أدبي فقط بل تناول أشد العلاقات تحريما (ولا اقصد في الدين ليس هذا موضوعي ولكن اقصد اجتماعيا) وقام بتجميلها والحديث عنها كأنها شيء طبيعي جدا ومعتادين عليه!!
الكاتب من وين؟؟ وين عايش؟ تجاربك الجنسية يا عزيزي (وما حدا يقولي النص خيال بخيال!!) مش بالضرورة تكون شيء لهالدرجة طبيعي وننشره!! بقدرش انكر مستواك الادبي الجميل ولكن يا ريتك استغليته لما فيه فائدة مش لمجرد تجميل علاقات شاذة ومتطرفة.\
اقبل مروري
11 مارس 2012
رأفت,
قرأت النص بلذه عدة مرات, وبعد اللذه انتابني التوتر : هل هذا هو المصير الوحيد لعلاقاتنا المثليه؟ هل هي كثقوب الذاكره التي لن يستطيع أي قضيب ملأها أو تخصيبها؟
ثم عدت الى اللذه: يبدو أن بعض الثقوب لم تخلق لتمتليء – بل لتخلخل في أعماقنا أكثر فأكثر – حتى تفجر ينابيع االابداع.
أنتظر كتاتباتك القادمه بشوق
تادزيو – حيفا
4 مارس 2012
ما أحوجنا إلى مثل هذه النصوص التي تقرع طبول بدء الحرب على التخلف والرجعية والأمل بنصر للفكر الحر والتمرد.
نص جميل لا يخلو من الشغف ، التوتر، القلق ، الشبق والمجازفة.
لقد تمكن الكاتب من خلال تصويراته للجسد وللعلاقة المثلية من إماطة اللثام عن ينبوع الجمال الصافي الذي يعتبره كثيرون من المنظور الديني مصدرا للاثارة والمعصية. ولقد استطاع أن يعرّي داخل كل فينا كثيرا من الوجوه المنقبة التي لا ترى سوى عتمة ضيقة فترفض الاخر لمجرد انه “اخر”.
أعجبني أنه كتب بطاقة تعبيرية كبيرة لعله استمدها من طاقة جسدية يصوّرها.
يأسرك النص ويجعلك تشعر انك جزء منه حتى ولو لم تكن انسانا مثليا. وبصراحة انا لست صديقا دائما للانترنت, أسمع عن مقالات تنشر هنا وهناك من خلال اصدقائي, سمعت كثيرا عن النص فبحثت عنه ولم اشعر بخيبة أمل…
كل الاحترام للكاتب الجميل وللموقع الذي يثبت انه منبر حر.
4 مارس 2012
نص جميل لا يخلو من الشغف ، التوتر، القلق ، الشبق والمجازفة.
لقد تمكن الكاتب من خلال تصويراته للجسد وللعلاقة المثلية من إماطة اللثام عن ينبوع الجمال الصافي الذي يعتبره كثيرون من المنظور الديني مصدرا للاثارة والمعصية. ولقد استطاع أن يعرّي داخل كل فينا كثيرا من الوجوه المنقبة التي لا ترى سوى عتمة ضيقة فترفض الاخر لمجرد انه “اخر”.
أعجبني أنه كتب بطاقة تعبيرية كبيرة لعله استمدها من طاقة جسدية يصوّرها.
يأسرك النص ويجعلك تشعر انك جزء منه حتى ولو لم تكن انسانا مثليا. وبصراحة انا لست صديقا دائما للانترنت, أسمع عن مقالات تنشر هنا وهناك من خلال اصدقائي, سمعت كثيرا عن النص فبحثت عنه ولم اشعر بخيبة أمل…
كل الاحترام للكاتب الجميل وللموقع الذي يثبت انه منبر حر.
3 مارس 2012
كل شوي حدا بنط يقول “ياي قريتو ومقرفتش” شو هالإنجاز!!! هاي الجملة وشبيهاتها قرف صرف. لما تصير/ي تفكر إنو المختلف عنك شرعي وموجود وحر مثلو مثلك ساعتها بتعدش تفرق عندك حتى لو شفت تنيت/تنتين عابطين بعض بحميمية حدك بمحطة الباص. كون النص طعماك/ي المشهد مع عسل هاي نقيصة. أنا مع الأدب الصادم، واقرفوا قد ما بدكو، بالآخر بتبلعوها.
28 فبراير 2012
هاض عنجد أكثر نص بقراه وبيكون جريء. يمكن الجرأة مش انه التعابير والأوصاف بحد ذاتها قوية واصلا اصلا فكرة طرح هيك موضوع لحالها جرأة. ولكن لانه الكاتب معروف اسمه ومش حاطط اسم مستعار. يا ريت لو الكل بعمل هيك وبكتب عشان يقدر يوصل صوت اكبر مع صدى اعلى لانك لما بتكتب باسمك موضوع اللي انت عارف انه رايح يثير ضدك اتهامات معناها انت مؤمن باللي بتعمله وعندك قضية وانا بحترم هاض الاشي بكاتب النص / ملاحظة.. قبل هالنص قريت لرأفت امنة جمال نصوص اعجبتني وكانت مختلفة بس هاض النص اجمل ما قرأتله اياه.
بيني وبين حالي سألت اذا رأفت مثلي او لا بس مش عارف قديه الاشي بقدملي كقارئ. بتعرفو؟؟؟ بديش أطرح هيك اسئلة.. بكفي روعة النص بكفي التعبير الراقي اللي مستعمله الكاتب واللي ما بثير قرف وانت تقرأ. النص كثير عميق بضحك وبوجع وبوتر!!!
بالتوفيق رأفت وبدنا كمان نصوص بهاض النفس الطويل
21 فبراير 2012
النص جميل، دائري بحرفية، لكن تملؤه التعابير الثرثرية الزائدة، كما ان القصد العام أو ما يريد أن يقوله النص ضعيف لدرجة تضعه على الحد بين “للنشر” وبين “المذكرات”، وذلك يجعلني أقول أنه بورنوغرافيا غير عارية، مقارنة بنصوص سابقة عارية و”وقحة” للغاية لكنها مفعمة بالمعنى وتجعلك تفكر بالكثير من القضايا الأبعد من السرير والأعمق من مجرد التماهي مع أحاسيس الجماع الأول. وهنا استغرب سيل اللايكات وانفعال البعض لدرجة وضعه في مصاف أقوى النصوص المثلية أو يزيد مما قد نشر هنا سابقًا، وذلك غير صحيح ويكاد يكون مهزلة. ولا أستطيع تبرير ذلك إلا على ضوء هوية كاتب النص.
وضع الأمور في نصابها لا ينتقص من قيمة رأفت شيئًا، غير أن التهليل والنفخ الأجوف يتفّه الحقيقة وينسف النقد الأدبي، وأعتقد أن الكاتب، أي كاتب، يحتاج إلى النقد والتقويم أكثر من أي شيء آخر في السياق الإبداعي.
بالتوفيق رأفت
20 فبراير 2012
نقاش حضاري؟ اه واضح. بتعليقك الأول اتهمتيني بالتخلف، عدم الواقعية، المعاناة من المشاكل والعقد النفسية.. تو ماتش انفورميشن! بس بحب تعرفي اني انتبهت لمستوى إدراكك من التعليق التاني بالتحديد، يعني مش حقيقة وجود الاختلاف.
بس شو قصة القوقعة؟ بقولو انو الشخص لما بسب على غيرو (وبعتبر كلامك مسبات مش نقاش) بستعمل كلمات جارحة توجهت إلو في الماضي.. oops!
19 فبراير 2012
بعد أنِ اطلعتُ على نصِّكَ الذي أحضَرَني إلى حَضرَةِ الحَضرَةِ لم أشأ أن أفكـِّرَ بعقلي بل قرتُ أِن أجعل كلَّ مساماتِ احساسي تــُفـَكـِّرُ بــِكـُلِّ كـَلِمَةٍ رصصتَ صفوفها على ورقكِ، وَإنـّما عَرضتُ أمامكَ ما فيه من جَماليَّةٍ وَأحاسيسَ مُرهَفَةٍ وَكانَ نـَصًّا قـَبّانيًّا بكلِّ صِفاتِهِ.. أمّا الجانِبُ الآخـَرُ فكان ما أحويه من فِكرٍ أضمرهُ لنفسي ألا وهو عدم رضا مني على أنّ المِثلِيَّةَ تقومُ على الصَّواب المتحادثِ عنه من قِبَلِ بعض الفئاتِ اليوم ممثـِّلا فكري هذا بالمغناطيس والبطـّارِيَّةِ التي ذكرتها لك في نقدي المُرسلِ إليكَ عبرَ الأثيرِ.. أسعدكَ اللهُ يا صديقي :))))
19 فبراير 2012
اذا الشخص الي عندو رأي مخالف لرأيك وبدير معك نقاش حضاري اصبح غبي, صار واضح الانفتاح وتقبل الآخر والحريات الشخصية يلي بتدعي لإلهن وما بعلموهن بمعهد اقرأ:)
وازا هاد النقاش بالنسبة لالك حرب وعم تعطيني شرف كتابة رد الانتصار انا كمان بنسحب وبتركك عايشة بدولتك (قوقعتك) بأمان وراحة بال.
19 فبراير 2012
بأول تعليق بتقولي مش معهد اقرأ اللي بعلم انو هاد مرض، وبالتعليق الي بعدو بتقولي أصلا بعرفش شو بعملو هناك! مدامك بتعرفيش ليش بتحكي؟ وبعدين فهمك سميك لدرجة انو عم تتعاملي مع “اقرأ” على اعتبارو أربع حيطان وسقف، ومش كفكر ديني. طيب اسمعي تأقلك؛ مرات بتندم لما ببلش بنقاش مع حدا وبتضحلي انو غبي لإنو ساعتها بضلش قدامي غير حلين: أو تفهيمو أبسط المفاهيم وفهم المسموع واستيعاب الحكي ان كان مباشر أو فيه مثال أو رمز (بحالة معهد اقرأ أعلاه الي هو رمز لتعاليم المؤسسة الدينية-الاجتماعية ككل الي لا تحصر في معهد أو جامع). والحل التاني الانسحاب من النقاش. ومعك أنا بختار الخيار التاني. وبدعوكي لكتابة رد الانتصار، يلا عيشي
وبالنسبة ل”واحد” عالحكي بقولو في إعدام جماعي للمثليين بالغرب ناهيك عن حالات الانتحار والهروب الجماعي للدول الإسلامية خوفًا من القمع… عشان هيك قبل ما يوصلو عندكو عالحارة فوت عالويكيبيديا، الدعوة بعدها مفتوحة للتوجه لويكيبيديا أو غيرها للحتلنة.
18 فبراير 2012
اولاً لخفيف الدم الذي يدعي ان المثليين مقبولين في مجتمعات الغرب لمعلوماتك هذه الفئة هي اكثر فئة تتعرض للسخرية في الغرب وتملك صفر حقوق لانه الشذوذ الجنسي اسمه معه شذوذ ومرض نفسي …والله الحيوانات استحت تعملها
ثانياً للشيخة موزة معهد اقرأ خرج طلاب علم عباقرة وقدم للمجتمع الاطباء والمحامين والمهندسين اللي ملأوا جامعات البلاد
فماذا قدمتٍ حضرتك لخدمة هذا المجتمع …
لهالدرجة معهد اقرأ معصبنك ؟ كسرتي الكيبورد يا موزة عمهلك
باختصار المجتمع الذي يشجع المثلية هو مجتمع فاشل …معظم المثليين في الغرب منبوذين ويعيشون لوحدهم يعني مثلي مع مثلي وهيك الا اذا كانت الشغلة بالسر …حتى المشاهير مثلاً جستن بيبر اكثر لقب يكنى به هو “شاذ ” gay ”
نفس الحال لكرستيانو رونالدو …فاين هو تقبل المثليين في الغرب ؟ ثم مين اللي ضحك عليكم وقلكو انه بالغرض هناك 3 اجناس ؟ ذكر انثى ومثلي ؟ مين ؟
17 فبراير 2012
ما عم بحيط حدا بهالة قداسة ولا من يحزنون! انا حكيي مكانش عنهن ولا قلت اني بدعمهن او بشجعهن اصلا بعرفش شو بعملو هناك! يمكن يكون مزبوط لي بتحكي بس مش هاد موضوعي انا, مش هاد لي حكيت عنو ولونك بتفكري ابعد من خشمك بشوي كنتي بتفهمي علي!
لي نتقدتو هو ربطك لعدم تقبل المثليين او الغير بشكل عام بفئة معينة من الناس ولي هي مشكلو وافة مجتمع كامل.
عشان نبني مجتمع نتقبل فيو الغير والمختلف عنا ببداش الاشي لا بمعهد اقرأ ولا بنادي الكنيسة, ببدا من بيوتنا وعقولنا.
واضح القوقعة لي عايشة فيها:)
16 فبراير 2012
شو بعلم معهد إقرأ؟ الانفتاح؟ تقبل الآخر؟ الحريات الشخصية؟ حقوق الإنسان؟ ثقافة؟ موسيقى؟ فن؟ تفكير خارج العلبة المصدية؟ شو بعلم فهميني!
عشان هيك تستغربيش انو المجتمع غير متقبل للآخر، مش بس للمثليين، لإنو في ناس متلك بتشجع هاي العالم وبتحيطها بحالة من القداسة، وبنفس الوقت بناقضو حالهن وبحكو عن الحرية و “رأفت.. روعة” انو بحياة الله؟ تحكيش عالمشاكل والعقد.. اغرشي!
16 فبراير 2012
شو بعلم معهد إقرأ؟ الانفتاح؟ تقبل الآخر؟ الحريات الشخصية؟ حقوق الإنسان؟ ثقافة؟ موسيقى؟ فن؟ تفكير خارج العلبة المصدية؟ شو بعلم فهميني!
عشان هيك تستغربيش انو المجتمع غير متقبل للآخر، مش بس للمثليين، لانو في ناس متلك بتشجع هاي العالم وبتحيطها بحالة من القداسة، وبنفس الوقت بناقضو حالهن وبحكو عن الحرية و “رأفت.. روعة” انو بحياة الله؟ تحكيش عالمشاكل والعقد.. اغرشي!
16 فبراير 2012
ليس معهد اقرأ الذي يعلم “أن هذا مرض”. لا حاجة لهذه التلميحات المتخلفة والغير واقعية.
عدم تقبل المثليين او تفهمهم هو مشكلة مجتمع باكمله وليس فئة منه, ومن الواضح ان مشاكلك وعقدك هي اكبر من ذلك.
ورأفت.. روعة.
13 فبراير 2012
“أنا تعلمت أن هذا مرض” هههه
سلام حبيبتي وين تعلمتي؟ بمعهد إقرأ؟ ولا بالمريخ؟ شكلو عنجد في صدمة حضارية جراء التفاوت الثقافي بين سكان الكوكبين
13 فبراير 2012
نص متين، شبقي بامتياز ولكنه غير فضائحي، لا ابتذال ولا رومانسيات عبثية، شجاع، ذكي، آسر. دُمتَ
13 فبراير 2012
عزيزي رآفت …
اول شيء اود قوله .. انني اهنيء نفسي على صديق مثلك … ثانياً اود ان اهنيء اسلوبك الرائع والمبدع في صياغة النص والابداع الظاهر في الوصف الدقيق …
هناك احساس مرهف وعقل متفتح يكمن وراء هذه الآحرف والسطور …
واهنئك يا عزيزي على درجة الوعي وشدة الاحساس بالآخرين اللذي يفتقد لها الكثير من الناس اللذين يدعون الثقافه ويدعون الوقوف الى جانب صفوف الفئات المستضعفه سواء كانوا مثليو الجنس او فئات اخرى مظلومه في هذا العالم القبيح والمثليين والمثليات هم بشر عاديون لايختلفون عن باقي الناس بشيء سوى ميولهم .. بل على العكس ..احياناً نجد انهم دائماً مميزون وهناك الكثير من العظماء اللذين كانوا مثليو الجنس حتى في تاريخنا العربي الحافل بالشخصيات اللتي لم تمر مرور الكرام بل طبعت في هذا التاريخ حروفاً ورسوماً واشعار رائعه وحتى شخصيات اجنبيه وعلى سبيل المثال “ليوناردو دي فينتشي” ولا اود الخوض في اسماء بعض العرب كي لا اثير جدل ونقاش وننسى ان نعقب على هذا المقال الرائع اللذي ينبع من القلب ولك مني كل الاحترام والتقدير .. ولو كان كل شخص على هذه الكره الآرضيه يفكر مثلك لما وصلنا الى هذا الحال لما ظلمنا الناس وظلمنا انفسنا
احبك كثيراً صديقي رآفت
12 فبراير 2012
المحرر الكريم. لا احب ممارسة السطو التحريري. تعقيبي السابق لم يكن فيه اي شيء مخالف حتى تقوم بالسطو عليه وتحريره وحذف جزء منه. لا ترضخ التعقيبات لافكارك انت ومعتقداتك. وإلا فالأفضل لك ان تفتح بسطة خضرة في السوق البلدي، فانت لا تصلح أن تكون محررا.
12 فبراير 2012
العلاقة الجنسية الطبيعية هي بين رجل وامرأة. ان تكون بين رجل ورجل هو شذوذ جنسي وخروج عن الطبيعة. قد يقول الكاتب ان الامر يحتكم لما يراه الشخص نفسه لا لما يراه الناس، ويزعم ان الامر لا يقل طبيعيةّ عن العلاقة بين رجل وامرأة. وإن سلّمنا واتفقنا مع ذلك، يمكننا القول أيضا أن العلاقة بين أخ وأخته هي امر طبيعي أيضا . ويمكن القول أيضا أن العلاقة بين أخ وأخوه من أبيه وأمه هي علاقة طبيعية أيضا. وكذلك العلاقة بين الشاب وامه، وبين الشاب وأبوه. وبين اخوه الاصغر أيضا.
12 فبراير 2012
لا أعرف……
هل أن ينشر الكاتب هذا النص باسمه لا باسم مستعار هو اعتراف منه بمثليته؟ أو أنه مجرد نص متخيل؟
النص وتّرني جدا وجلعني اتخبط فقرأته أكثر من مرة..
ولكن لا استطيع ان انكر أنه نص رائع جدا ويحاكي اعماقنا اذا كنا مثليون او لم نكن كذلك.
جريء جدا واعجبتني طريقة الكتابة والمشاهد وادخال الحوار الثقافي حول فيروز…
11 فبراير 2012
عزيزي..انا ما زلت هنا هنا على الارض..
لا يستطيع أي شخص ان يقنعني ان هذه العلاقة الشاذة يُنظر اليها على اها علاقة طبيعية:)..في أي مكان..فانا تعلمت ان هذا مرض يمكن علاجه والسيطرة على الامر..اة ان طريقة التربية خاطئة.
ربما في المريخ معتقداتك صحيحة
11 فبراير 2012
الأخ المتابع لقد ضعفت نظرية موت المؤلف في هذه الحقبة الزمنية والأدبية هذا صحيح لكنها لم تنته تماماً من الوجود، هنالك من النقاد من لا زالوا يؤمنون بها ويتعاملون بحسبها مع النصوص. ضعف هذه النظرية لا يعني أنها مغلوطة بل هي منحى معين موجود وسيظل موجودا باعتقادي وقد يعود إلى المركز والصدارة في فترة ما…
أما عن مسألة خروج الكاتب من الخزانة فنحن هنا نتعدى النص لندخل إلى حياته الشخصية وفي ذلك ظلم للكاتب حقيقيةً… فلو كان للكاتب خزانة ما يريد أن يخرج منها فسيعلن عن ذلك بصورة مباشرة .. ودليلا على ذلك فقد ترك لنا الكاتب إشارة مهمة بالنص وكأنه يقول جئتكم أطرح قضية أومن بها ولم آت للحديث عن نفسي.
هذه الإشارة – ولا أعلم إن كانت مقصودة أم أنها جاءت سهواً – تكمن في الانسيابية والمثالية التي تتسم بها العلاقة الجنسية المذكورة بالنص … فمن البديهي أن لا تتسم العلاقة الجنسية الأولى أياً كان شكلها – ولنأخذ فرضاً العلاقة المتعارف عليها ما بين رجل وامرأة – بهذه المثالية بل يمر كلا الطرفين في صعوبات معينة في تعاملهما مع بعضهما البعض في المرة الأولى وهي مرحلة يكتشف فيها كل طرف جسد الآخر وجسد نفسه وشهواته… فما بالك بالحديث عن علاقة ذكرين للمرة الأولى.. أفترض أن الأمر معقد أكثر.. وهذا يدل على أن النص هو حالة مثالية وليست معاشة جاء ليكشف عن حقيقة ومشاهد لطالما تتكرر أمام عيون هذا المجتمع ولكنه يفضل أن يتجاهلها في أحسن الأحوال.. وفي حالاتٍ أقسى يهاجمها بقسوة تصل حد الجريمة عوضاً عن أن يتقبلها ويتعامل معها بعدل.
11 فبراير 2012
سلام العزيزة، يبدو انك تعيشين في المريخ، لذلك أدعوك إلى النزول الينا (كوكبا لا زال جميلاً حتى الآن) والتجول في الغرب الذي تتحدثين عنه لتقفي على حقيقة معطياتك، أو ببساطة أن تدخلي الي ويكيبيديا (بأي لغة غير العربية) كي تحتلني ما تعرفيه عن المثلية، وبالامكان الاستعانة بجوجل ترانسليشن وسنغفر له هذه المرة استعماله لكلمة لوطي وشاذ (ترانسليشن بالعربي.. ألم أقل لك).
أحلامًا شاذة وإلى اللقاء
11 فبراير 2012
النص جميل ومحبوك بطريقة ذكية، وتبرز القدرة العالية على رصد الحالة الجسدية-النفسية بغاية الدقة.
أعتقد أن هذا النص يتميز عن النصوص الشخصية الأخرى في هذه الزاوية بكونه محصورًا في إطار الغرفة الحيفاوية المظلمة ولا يتصل -أو يكاد- بالسياق المثلي العام، ولا أعلم اذا كان هذا الأمر يحسب له أو عليه.
لدي انطباع بأن الكاتب حين كتب هذا النص لم يكن أقل توترًا مما كان عليه حين مارس الجنس، وما يعزز هذا الانطباع هو الاستعمال المزدوج لضميري المتكلم والغائب بحيث يصف الاتصال الجنسي كأنه يتحدث عن الآخر، ويستعمل ضمير المتكلم حين ينشغل بتحليل الموقف وما يمر في رأسه من أفكار وتخوفات، وحين يتحدث عن نفسه أو مع نفسه. على أية حال ذلك مبرر على ضوء المعطيين: أول علاقة جنسية + خروج من الخزانة (ربما) وليعذرني البوعريشي فنظرية موت المؤلف ماتت هي ومؤلفها فالتيار النقدي اليوم لا يعتد بها، بل يتخذ مكانًا وسطيًا لا ينفي الكاتب من النص، كما لا يجعل النص وثيقة عن حياة الكاتب الحقيقية. ومع ذلك (بيني وبينك) أحب أن أصدق بأن رأفت تحدث عن نفسه لأنه سيكون عندئذ وقودًا نفاثًا للحركة الأدبية المثلية، فقد قرأت له سابقًا بعض النصوص وهو مبهر بالفعل.
11 فبراير 2012
عزيزي الكاتب، تحية وبعد:
في البداية لا بدّ ان اشير الى قدرتك اللغوية العالية والرائعة، وكان الحريّ بك يا رأفت ان تناقش أمورا واقعية صحيحة من شأنها ان تنشر بذور الوعي بين الناس، تعززها بأفكار رائعة.
نصّك هذا يدعو الى الشذوذ على انّه لذّة شرعية طبيعية، لكن الواقع المرير يا سيدي ان الشذوذ هو مرض واضطراب نفسي شديد نتيجة تعرض الشخص لتحرش جنسي او اي ضائقة كانت، والمطلوب منك كمتألق ان تساعد هؤلاء الاشخاص للجوء الى الاخصائيين النفسيين لاستشارتهم علّهم يعودون الى حياة طبيعية. بالاضافة الى انّك ركزت على الغريزة، وليس هو الحال تماما مع المثليين، فلمعاناتهم نصيب لهم خلال ممارسة شذوذهم!
أنت تحاول إقحام فكر الى مجتمع شرقي لم يقبل كليّا في مجتمع غربي، فالغالبية ما زالت تراه انه مرض يعاني منه الاشخاص.
انا اطالبك كمعجبة بمستواك اللغوي ان تكتب معاناة سوريا..واتوقع منك مستوى رائع جدا.
تقبّل مروري!..دمت بخير.
10 فبراير 2012
تحيه لرأفت على النص الجميل وعلى الجرأة
للتوضيح أقول اننا في قديتا لا ننسق النصوص الشعرية او النثرية المرسلة الينا على أساس غيري\مثلي بل أن الكاتب هو من يحدد إن كان يرغب بالنشر في كويريات أو لا، أما النصوص الأدبية الجنسانية\الكويرية المنقولة فإننا نتداول أنا ومحرر “نثر” ومحررة “شعر” حول وجهة نشرها
10 فبراير 2012
رأفت صديقي أحييك على جرأتك بدايةً أنت من الكتاب القليلين الذين يتجرأوا على فتح الباب لموضوعات المثليين ولهذا النوع الأدبي وأريد أن أنوه أنه من الضروري عموماً وفي الأدب المثلي على وجه التحديد تذكّر نظرية موت الكاتب والتعامل مع النص كنص وليس كمرآة تعكس حياة الكاتب أو كنافذة نطل منها على حياته.
النص في العموم من حيث البداية وانسيابية أحداثه ومن ثم نهايته.. رائع جداً.. بل مبهر.. النهاية على وجه التحديد وهي معيار مركزي حسب رأيي يعكس قوة النص جاءت ممتازة تنجح في خلق تلك النشوة الجميلة في قلب القارئ.
لا يمكن غض النظر عن أن الجسد هو أحد الأمور الهامة والمركزية في الأدب المثلي ولا مفر إلا أن يأخذ قسطاً أساسيا في الكتابة المثلية…يعني أراها بداية ممتازة أن يكتب رأفت هذا النص كفاتحة لنصوص قادمة يتخطى بها الجسديات نحو كتابات تعالج وتهتم في بقية قضايا المثليين الشائكة خصوصاً معاناتهم في خضم مجتمعات لا تعطيهم أقل فرصة ليعبروا بها عن ذواتهم بل تسارع إلى اضطهادهم ونبذهم وتخط لهم أبشع الأقدار.. كالموت معنّفين أو النفي والإقصاء.
10 فبراير 2012
عزيزي رأفت
أنتظر بحق ذلك اليوم الذي يصبح فيه تعاملنا مع النص المثلي.. تعاملا اعتياديا تماما.. شكلا ومضمونا..
أعجبني نصّك وأثار انفعالاتي من تعجّب وقلق وتوتّر لكنّ الأهم من ذلك هو انفعال الفرح..
موضوعا لا أجد الموضوع مستهجنا، هذا واقع لبشر هم مختلفون عنّي… لكنّني وجدته مريبا لأنه أقحمني في تفاصيل دقيقة لعلاقة “غريبة” وما الغرابة عيب!!
أمّا أدبيّا فهو نصّ مذهل أقحمني في جميع انفعالاته .. شعرت لوهلة أنّ النص هو الذي أبى أن ينساني فلم أنجح بألّا أكمله… شعرت أنّ النّص عبارة عن مشهد القمّة في الدراما الرومانسيّة.. انقطعت أنفاسي حينا، وصرخت في وجه الراوي حينا آخر… أذهلني ذلك التجانس الرهيب بين الحالة وظروف المكان والبيئة…
في النهاية أتمنّى على منابرنا أن تحظى بشفافيّة أكبر.. لأننا نرتقي بالمختلفين!!