ناطور ضيف “الثقافي الفرنسي” في نابلس: وقّع “هي، أنا والخريف”
|خدمة إخبارية| من: شاهين نصار- استضاف المعهد الثقافي ال […]
ناطور ضيف “الثقافي الفرنسي” في نابلس: وقّع “هي، أنا والخريف”
|خدمة إخبارية|
من: شاهين نصار- استضاف المعهد الثقافي الفرنسي في نابلس الأديب سلمان ناطور احتفاء بصدور روايته الأخيرة “هي، أنا والخريف”، في أمسية جمعت نخبة من الأدباء والمثقفين، افتتحها الأستاذ عبد الحكيم صباح منسق الفعاليات الثقافية في المعهد، مرحّبًا بالضيوف ومؤكدًا على أهمية التواصل الثقافي الفلسطيني، ثم تلاه الشاعر بشير شلش مدير دار “راية” للنشر في حيفا بكلمة عن الدار ونشر الكتاب الفلسطيني في الداخل، وبعدها دُعي ناطور لقراءة فقرات من الرواية قدم فيها أبطالها وأمكنتها بأسلوبه الإلقائي المميز على أنغام عازف العود الفنان نضال التكروري. ثم قدم الدكتور عادل الأسطة، أستاذ الأدب الفلسطيني في جامعة “النجاح”، مداخلة حول أدب سلمان ناطور وتوقف عند عملين هامين من أعماله وهما “انتظار”، الكتاب الثالث في ثلاثية “ستون عاما/ رحلة الصحراء”، وعودة بطل الكتاب أحمد ابن رابعة إلى حيفا بعد غياب عشرين عامًا ليراها قد تغيرت كثيرا وقارنها بروايتي غسان كنفاني “عائد إلى حيفا” و”المتشائل” لأميل حبيببي، ثم توقف عند رواية “هي، أنا والخريف”، متسائلا: “من هي الـ”هي”، من هي الأنا وماذا يعني دال الخريف؟”
وأجاب بقوله: “تقع الرواية في فصلين، الأول يتكون من ستة عشر مقطعاً ويقع في 132 صفحة، والثاني يتكون من اثني عشر مقطعاً ويقع في مائة وخمس عشرة صفحة. ويفتتح الفصل الأول بحوار دال بين أنا السارد للفصل الأول وجميلة الساردة والشخصية المحورية للفصل الثاني. يتحدث أنا السارد عن الناس الصغار الذين يبحثون عن المواقع الكبيرة ليكبروا من خلالها، فيم تتحدث جميلة عن المناضلين ـ والسارد منهم ـ الذين أرادوا أن يحرروا العالم فلم ينظروا إلى المواقع الصغيرة ولم يروا الأطفال والنساء ولم يتأملوا زهرة. وماذا كانت النتيجة: أنهم انهزموا.
وهذا الافتتاح يحيلنا إلى سلمان وكتّاب اليسار الذين دفعوا سنوات عمرهم يناضلون من أجل قضية كبيرة انعكست في أدبهم، وبالتالي لم يلتفتوا إلى الأطفال والنساء والطبيعة. وتأتي رواية سلمان هذه لتلتفت إلى ما لم يكن التفت إليه، وهي بذلك تغاير نتاجه السابق أكثره، إن لم يكن كله.
ويفتتح الفصل الثاني بكلام السارد: لماذا تخليت أنت نفسك عن نفسك أربعين عاماً وأكثر؟ المرأة لا تأخذ حقوقها. المرأة تستعيدها. فيم تسأله هي: وأين كنت أنت أربعين عاماً وأكثر… لا بأس، لك حكايتك، ولي حكايتي.
وسيروي السّارد حكاية زينات كهرمان، فيما تروي جميلة حكايتها وحكاية كهرمان أيضاً.
تقع زينات ضحية اعتداء البواب عليها، وهي طفلة، جنسياً. وتنزوي، فيظن الناس أن جنياً ضربها، ويروّج كثيرون، من ضمنهم البواب، لهذا، من دون أن يبحثوا عن الحقيقة التي لا يريد البواب إظهارها.
وأما جميلة، فهي ضحية الحكايات أيضاً. هي ضحية قصيدة كتبتها فطلقها زوجها، ولكونها امرأة في مجتمع ذكوريّ فلم تواجه ولجأت إلى الصمت، وهكذا دفعت مثل، زينات، ثمناً باهظاً. وثمة تواز بين الحكايتين.
هل تخلى سلمان الذي ترك الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعبر عن ذلك في حكايات أحمد ابن رابعة، هل تخلى عن سلطة العقل في محاربة الخرافة؟ لا أظنّ ذلك، فالرواية كلها جاءت لتدحض الخرافة ولتكشف زيفها.
“هي، أنا والخريف” رواية تخرج عن إطار أعمال سلمان ناطور موضوعاً بالدرجة الأولى، أما من ناحية السرد فقد أثبت سلمان أنه سارد بارع بامتياز.”