ميراج/ عماد البابلي
قواربُ مثقوبةٌ/ قديمةٌ وبالية/ اكتشفوا بأنهم أبحروا طويلا في الاتجاه الخطأ/ اكتشفوا.. بعد فوات الأوان!
ميراج/ عماد البابلي
| عماد البابلي |
ألواحٌ..
كلماتٌ مسننة
بزوايا حادة
تحاول أن تكون لطيفة
قبل رحيلها الأخير
ألواح..
لغة تزني!
***
العاهرةُ الطيبةُ القلب
التي تَهِبُ كلَّ ما عندها
دون سؤال
دون مقابل
لم يُمزقها الرصاصُ بعدُ
أعشابُ الشرفِ الضارة
حَمَتْ جسدها من الموت
***
كانت تسكنُ الغرفةَ المجاورةَ
ضوءُ وجهها أبديٌّ
خلال أوراقِ الشجرِ يتوهج
يتوهجُ.. مثل يقيني
***
جرسُ كاسندرا
يتنهدُ بقوةٍ الآن
يتحدثُ لنا:
عن ملائكةٍ عقيمةٍ
وحشراتٍ من أنصاف بشر
وتمثالٍ ضخم لا يتزعزع
***
مع ثوبها الأسود
العتمةُ تمتدُّ بلا حدود
سكرًا وشهقات
تمرين أولي لنشيج الموت
الجنةُ تحت أقدام السرير
***
لم يكن صديقُ العائلة
كما جاءَ في اللوح المحفوظ
كان ذئبًا تكسَّرت أنيابه
الخرافُ سعيدةٌ الآن
لأن طبيبَ الأسنان مات ولم يفتح عيادته أبدًا!
***
ذكرُ الغُراب..
لم يهاجر عشَّه
كما يفعلُ اللقلقُ
يعيشُ وحيدًا مع ألبومِ صور
يصور أنثى الأرنب وهي نائمة
ذكرُ الغراب..
يعشق الشتاء لأنه وطنه الحقيقي!
***
رغم الرسالةِ السماوية
رغم النفطِ ورغم الأشياء الأخرى
يقفون عند مفارق الطرق
يقلِّبون جيوبهم الفارغة
رموزٌ مُعيبة للفقر!
***
قواربُ مثقوبةٌ
قديمةٌ وبالية
اكتشفوا بأنهم أبحروا طويلا في الاتجاه الخطأ
اكتشفوا.. بعد فوات الأوان!
***
لم يكن حوتا يا يونان
بل كان ملهى دخلتَه دون أرادة
***
(مثنى وثلاث ورباع)
وخامسها كان:
سرطان البروستات
***
أتساءل..
صورتي في المرآة العتيقة
اتساءل مع وهمي
مع من منا كان يتكلم الثاني؟!
***
قطارٌ..
يرفضُ أن يبدأ
يرفضُ جلوسي قربه
قطارٌ..
يحملُ أمواتًا
من رائحتهم يرفض صعودي
قطار..
***
زمنُ العشاق
الهاربين بين الجذور والأحجار
فطرٌ عملاق سام
تغذى على أجسادهم
ينبت الآن بسرعة!
***
(سانتياغو)
السمكةٌ التي اصطدتها
لم تحوي على خاتم الخطوبة
الذي رمته حبيبتك قبل أعوام
إنها في حضن شخص آخر الآن!
***
كذبًا يا (لوط)
ما تقول
القومُ لم يأتوا لك ولا لضيوفك
كانوا يطلبون الخبز من ربِّ الخبز
(العراق)