إنها معركة على الوعي والإرادات وحول طبيعة المستقبل وما هو آت/ عبد عنبتاوي
فيما هو أبعد من مُجَرَّد الدفاع عن سوريا، الدولة والموقف ▪ حين تكون الانتقائية في خِدْمَة الدوغمائية..!؟ ▪ الجامعة “العربية” باتت عِبْئًا على العمل الوطني والقومي والثوري، فلتسقط فورًا
إنها معركة على الوعي والإرادات وحول طبيعة المستقبل وما هو آت/ عبد عنبتاوي
|عبد عنبتاوي|
غريبٌ جدًا أمر كثير مما كُتِبَ، تحليلا أو تعليقًا، حول المستجدات والأحداث الجارية في العالم العربي، سيّما حول المشهد السوري، من حيث استعراض المعطيات والحقائق والعلاقة فيما بينها وأدوات التحليل والتفكيك، ومن ثمَّ من حيث النتائج والاستنتاجات، وبالتالي بلورة الموقف منها وحولها.. فكل مناهج الكِتابة والتحليل، خصوصًا إزاء التفاصيل والحيثيات والمُؤشِّرات التي وَضَعَتْ أوْزارَها مُؤخرًا، إنما ينبغي أن توصِل صاحب العقل الحرّ والمتحرِّر، من سطوة الموقف المُسبَق والعقلية الدُوغمائية، إلى نتائج ومواقف غير مُلْتَبِسَة على صاحبها وعلى حقائق الأمور وطبائِعِها..
فهنالك من لا يريد أن يقرأ، وإنْ قرأ لا يريد أن يفهم، وإنْ فَهِمَ لا يريد أن يُدْرِك، وإنْ أدرك لا يريد أو لا يستطيع أن يتخذ موقفًا مُنْسَجِمًا مع ذلك الإدراك ومُتناغِمًا معه، لأنه سجين القرار المسبق والذهنية الدوغمائية- المُعَلَّبة، أو رَهين السطحية والإنفعالية والحالة الشعبوية، أو دَفين المصالح الذاتية أو الانتماءات الفِئوية والقبَلية، أو هَجين الأحقاد والمَزاجية أو أسير الإنتهازية..
ولا يحتاج المرء إلى التعقيب أو الردّ على كلِّ ما يُكتَب في هذا الصدد، لكن بعضه يستدعي الإشارة إليه، بالدلالةِ المُباشِرة أو المواربة، حين تستكتِبُكَ الأحداث الكبرى والحامِلة لتضاريس المستقبل، لِشِدَّة ما يتنافر مع العقل الفاعِل ويتناقض مع إعماله القويم، لتِبيان ملامح المشهد واستشراف المستقبل، إنْ لم يَكُن قادرًا على المساهمة في صناعته؟
وبما أن المعركة في حقيقتها، هي معركة على الوعي والإرادات وحول طبيعة المستقبل وما هو آت، فإن الوعي هنا، الفردي والجمعيّ، يغدو مُؤثِّرًا أو مساهِمًا في صناعة الآتي ورسم ملامحه، حتى لو كُنا بمنأى عن الأحداث مُباشرَةً.
فليست هذه “المادة” الموجَزَة، والسريعة من دون تسرُّع، رَدًّا حصريًا أو عينيًا على بعض المقالات والمواقِف التي أفرَطتْ في إنتقائيتها وتناقضاتها وإنفصامها، وفي دوغمائيتها وجمودها العقائدي والتحليلي والسياسي، وفي إفتقارها لأُسس الدايلكتيك الجدلي في استعراض الأحداث والحقائق والمواقف، ما يُؤدي بالضرورة إلى تشويه معانيها وتحوير دوافعها واتجاهاتها ومقاصدها. إنما هي محاولة إضافية لِسَبْر أغوار الحِراك الحاضر عمومًا، في عدد من الدول العربية، وخصوصًا في سوريا، ولإماطة اللثام عن بعض جوانبه، التي يبدو وكأن الغموض اعتراه، رغم أنه يتسَمَّرُ أمامنا عاريًا دون لَبوس، إلى حدٍّ كبير.. فمن حقنا كأفراد ألاَّ نفكّر بذهنية سياسية فقط، تأخذ بعين الاعتبار، وتُفْرٍط في “عقلانيتها”، بل بعقلية ثقافية نقدية لا تعرف الحدود ولا الرّياء..
فليس صدفة أن يقف هذا الحِراك عند المشهد السوري، ويُحْدِث هذا الكم النوعي من التساؤلات والخلافات بين أصحاب الرأي، من مُثقفين وسياسيين وإعلاميين وأشباههم، لأنَّ المسأَلة مرتبطَة عُضويًا بالدوافع والوسائل والغائيات والمصالح والخَيارات الحياتية، للأفراد كما للشعوب وللدول، الكُبرى منها كما الصغرى..
فإذا كان من غير الممكن التشكيك بأهمية وتاريخية ما حدث ويحدث، في الأشهر الأخيرة، في عدد من الدول العربية، كسقوط رأس النظامَيْن في مصر وتونس، على سبيل المثال لا الحصر، وانعكاسات ذلك وطنيًا وقوميًا على مستوى “الأمة العربية”، فلا رَيْبَ انه لا يُشكِّل حالة ثورية بمختلف المعايير والمقاييس، إذا ما كانت الثورية، بكل المفاهيم، تغييرًا وطنيًا جذريًا شاملا عميقًا، بِما يتعدّى مجرّد تغيير النظام السياسي، إلى جانب دخول عناصر ومَصالح محلية وإقليمية ودولية على خطِّ هذه العملية وارتداداتها، حتى تغيير مسارها واقتناص مسيرتها، ومن ثمَّ لَجْمِ طموحاتها ومصادرَة أهدافها..
وإذا كان الوطنيون والثوريون والتقدميون وأصحاب الحقوق والمطالِب الحقيقيين، هم فعلا من أطلق شرارة التغيير وإسقاط بعض الأنظمة وزرعوا بذور ثورية في البدايات، وحتى في سوريا، فليس هم، للأسف، من يحسم ويُبَلْوِر النتائج ويضبط إيقاع النهايات..فصحيح ان الأمور مُرَكَّبة ومُتداخِلَة، لكنها ليست معقدة إلى حدّ عدم الرؤية أو عدم الفهم، ولا تحتاج إلى فائض ذكاء او وطنية زائدة لإدراك معالِم هذا الحراك، في كل دولة عربية على حِدَه، وفي مُجْمَلها عمومًا، الأمر الذي يستلزم مزيدًا من البحث والتمحيص، عبر الولوج إلى مختلف الجوانب، في حَيِّزٍ أوسع وأشمل من مقالة.
إنني أدعو، في جوهر موقفي، ليس فقط إلى إسقاط الأنظمة السياسية، إنما إلى إسقاط النظام الثقافي والاجتماعي، السائد مُنذ قرون، وسلطة المجتمع وقِيَمِه، التي تُحفِّز على الموت لا على إستنهاض الحياة، وعلى قيم السماء لا قيم الأرض، بحيث يكون البديل الثوري الحقيقي للحاضر من وَحْي المستقبل لا من أغوار الماضي السّحيق المظلِم.
فلا شك أنّ جميع الأنظمة العربية يجب أن تسقط، بأدوات وبديل ثوري تقدمي حقيقي، وتغيير الواقع العربي برمّته، وبما لا ينحصر في البعد السياسي، لكن آخر هذه الأنظمة التي يجب أن تسقط هي في سوريا، وتحديدًا في هذه المرحلة.. ليس لأنها، كدولة ونظام ومجتمع، ضالَّتي المنشودة ولا هي باعتقادي النموذج المحتذى به والنهائي، بل هنالك الكثير مما يُنتقد عليه النظام السوري، داخليًا وحتى خارجيًا، سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ومدنيًا، إِضافة إلى تلعثم علمانيته، التي لم يتمكن من تعميقها في الأبعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية، وفي المُغالاة في دبلوماسيته “الناعِمَة”.. ويمكن للمرء بالطبع أن يختلف مع النظام السوري وبعض مواقفه وسياساته، تاريخيًا وراهِنًا، وانه ارتكب في بعض المحطات خطايا وليس فقط أخطاء، وان هنالك حاجة وطنية داخلية للكثير من الإصلاحات الحقيقية ومواجهة الفساد المتراكِم والتكلــُّس في مختلف مناحي الحياة، وفي توسيع الحريات السياسية والتعددية الحقيقية وغيرها..
لكن النظام السوري، رغم الاختلافات والخِلافات معه، هو أكثر الأنظمة العربية وطنية وقومية وتنوّرًا وتقدمية وممانعة، لمشاريع الاستعمار والامبريالية والرجعية، في كل المحيط العربي، في العقود الأخيرة.. وقد اتخذ مواقفَ وسياسات هامة وتاريخية، لا يمكن تجاهلها، في ظروف دولية وإقليمية تسيطر فيه أمريكا على مجريات الأمور الأساسية، وفي ظل نظام القطب الواحد، وهذا ليس بالأمر السهل لنظام دولة عربية وشرق أوسطية.. هذا إلى جانب انها الدولة العربية الوحيدة التي لا تإنّ تحت وطأَة القروض والديون المالية والمعونات الاقتصادية، ما ساهم في عدم تبعيَّتها. والأهم من كل هذا وذاك، أن المستهدَف الآن، وفي الأشهر الأخيرة تحديدًا، وبعد سقوط نظام مُبارك خصوصًا، وما يعنيه هذا إقليميًا، وارتدادًا له، هو ليس فقط النظام السوري، إنما الدولة السورية، بموقفها وموقعها وخياراتها وبُنية مجتمعها وثقافتها، ولكونها محور تحالف الممانعة في المنطقة، إن لم يكن المقاومة، والمسّ في دورها الإقليمي والقومي، وبمدِّها المُقاوَمات العربية بكل مُقوِّمات القوة.
وبات جليًا أن المستهدف الآخر، والذي لا يقلّ أهمية إستراتيجية، هو المقاومة وثقافتها عمومًا، والمقاومة اللبنانية، المتمثِّلَة بـ”حزب الله”، خصوصًا، ومن ثمّ تفكيك محور المقاومة والممانعة في المنطقة، او إضعافه إذا أمكن ذلك، حتى تتمكن القوى الاولوغاركية والرجعية، الدولية والإقليمية، من تمرير مشاريعها ومخططاتها بِسَلاسة وسُكون، بالتعاون والتناغُم مع “النخب” الليبرالية والإسلامَوِية الجديدة. ولعلّ الحملة المتصاعِدَة على إيران، في هذا التوقيت بالذات، تندرج في إطار هذا المشروع، ليس إلاّ.. وليس هذا بمعزل عن الانسحاب الأمريكي مهزومًا من العراق، وما يحمله هذا من معنى تاريخانيّ..
وعليه، فإن مَنْ يُؤيد ويدعم المقاومة، بكل تجلياتها، أو يدَّعي ذلك، لا بد له بالضرورة أن يقف إلى جانب الدولة السورية ونظامها وقيادتها الوطنية ومواقفها..
كما تكَشَّف، من سيرورة حركة “الاحتجاج” في سوريا، أنّ الهدف ليس الإصلاحات، لا الديمقراطية ولا الحريات، من دون أن يعني ذلك عدم وجود معارضة سورية داخلية وطنية حقيقية، ومنها ما هو ثوري وتقدمي، وتطرح رؤية تغيير حقيقي وشامل.. ومن حقنا أن نتساءَل بضعة تساؤلات استنكارية، لا تنتظر الأجوبة، على سبيل: هل باتت دول الخليج الثيولوجية، الأعرابيّة والمستعربة، مُحرِّكة “للثورات”، في حين أنها مجموعة مستعمَرات أمريكية، ودول من رخام تُدار بعقلية خيام، وهي أساسًا ليست أوطانًا إنما محطات وقود؟! وكيف لدول ومجتمعات لا يحق فيها حتى للمرأة أن تقود سيارة، أن توعظ على الآخرين في الحقوق والثورات؟! وكيف يمكن تفسير تلاقي الموقف، في المشهد السوري، بين النظام الأردني والإخوان المسلمين في الأردن؟! وهل غدتْ أمريكا، وما فيها من حكم السلطة الواحدة، برأسين، والثقافة الأُحادية، “نموذجًا” يُحتذى لما يسمى الديمقراطية؟!
فهنالك من لا يريد ممارسة العقل، ويكتب بطريقة تبدو عقلية “إفتراضيًا”، ولا يتوجّه إلى عقول الناس بل إلى غرائزها البدائية.. وهناك مِنَ الدوغمائيين مَنْ يصبّون جلّ اهتمامهم ومواجهتهم للامبريالية والاستعمار ومشاريع الهيمنة والمؤامرات ومصالح الدول الكبرى، مُتجاهِلين او مُتناسين او مُتعامين، إلاَّ بما قَلّ وندر، عن الرجعية والتخلُّف والجهل، كعوامل ذاتية داخلية، في بنيتنا الاجتماعية والثقافية، إلى جانب السياسية، كبُنية تحتية مُؤاتية لتمرير مشاريع الاستعمار والامبريالية حتى التبعية.. بالمقابل هنالك منهم من يعتبر الاستعمار والامبريالية ومشاريعهما “حَالة افتراضية ومُتخيّلَة باتت من الماضي”، لا حقيقة واقِعة، أَوَلَيْس التهكَُم على هكذا مواقف أجْدى؟! وهنالك مَنْ هم ما بعد الدوغمائية، من شِدة دوغمائيتهم، يكتبون بطريقة تكون اللغة فيها “بطل النصّ”، ويتوارى خلفها موقف معادٍ منهجيًا للمقاومة وثقافتها والحرية وتبِعاتها..
وفي المسألة الديمقراطية، وبالنسبة للديمقراطيين، الجدد منهم والمتجدّدين، فإني أُجاهر، قولا وكتابة وممارسة، ليلا ونهارًا، بموقفي النقدي من الديمقراطية، ومن دَوْرِها واستخدامها المعاصِرَيْن، ولرفضي لاعتباراتها العددية الحاسِمَة في كل الأحوال، وفقدانها قِيَمِيَّتها أمام قِيَم الحرية والتحرُّر والمقاومة، كقِيَمٍ أساسية أسمى من الديمقراطية وسابقة لها بالضرورة، لكونها غير ذي قيمة بمفردها….
فالديمقراطية هي عملية تنظيم ممارسَة الحرية، الفردية والجماعية، حرية ممارسة الحق في الاختيار والخيار وحتى التناقض. إذن فإن القيمة المُؤسِّسَة تكمُن في الحرية ذاتها وليست في الديمقراطية، كآلية تنظيم لها، لكن الكثيرين ما فتئوا يصرّون على “تقديس” الديمقراطية وجعلها هدفًا بحد ذاته.
والحرية، بكونها هدفًا ووسيلة معًا، هي التي تُنتِجُ ثقافة ووعيًا وليست الديمقراطية، كوسيلة لا هدف.. وكيف للديمقراطية أن تعمل وتُنتج، كآلية، بمعزل عن الحرية ودون التحرُّر من بُنى ثقافية واجتماعية موروثة، إنتمائية وطائفية ومذهبية وعائلية وقَبَلية، وصلت إلى تُخوم الجّينات؟
ولمن يتشدَّق بالديمقراطية والشعب والجماهير، أقول لهم: أليْس الملايين من السوريين، الذين خرجوا في الأيام والأسابيع الأخيرة، وبعد أكثر من ثمانية أشهر من “الأحداث”، في دمشق وحلب واللاذقية والسويداء والرقة وطرطوس وغيرها من المدن السورية، جزءًا من الشعب السوري، بل الجزء الأكبر والحاسم من هذا الشعب، الذي أثبت وعيًا استثنائيًا، سيّما ان صورتهم في تلك المظاهرات، المؤيدة للإصلاح والسيادة في ظل قيادتهم الوطنية برئاسة بشار الأسد، واضحة الملامح والشكل، واثقة ومُتحفِّزة، صَبوحَة وجميلة، على عكس صورة العشرات او المئات من أطياف ” الرجال” المعارِضين للنظام، دون وجوه؟ فعن أية “أنساق” من الديمقراطية و”قرار الشعب” يتحدثون ويكتبون ويتشدَّقون؟ّ! أين ديمقراطيتهم؟ّ أم أنّ هؤلاء الملايين خرجوا بأمرٍ من النظام؟! فكفى تحايُلا على العقل واغتيالا للوعي!
وفي معركة الصورة، فإنّ في سوريا “ثورة”.. نعم إنها “ثورة المؤخِّرات”، عشرات أو مِئات المؤخِّرات تُهَرْوِل مسرعةً، في بعض المناطق المحدودة والمحددّة (في حمص وحماة وإدلب ودرعا، وليس صدفةً!)، بلا وُجوه أو وِجْهَة، لا تعرف من أين أَتَتْ وإلى أين تتجه وماذا تريد، كما تظهر في الصورة التلفزيونية “الثورية”، بإخراج رديء.. وفي معركة الكلمة، حَدِّث ولا حَرج، فيكفي أن تقرأ شعارات وهتافات وعناوين حركة الاحتجاج في سوريا، ما ظهر منها وما ضمر، حتى تَفْقه المُنْطَلق والاتجاه والأهداف، خصوصًا عندما يتحدث “أباطِرَة الثورة” السورية ضد كل شيء، ضد النظام السوري والمقاومة تحديدًا، بِرَكاكَةٍ وسطحية لا نهائية، لكن ليس ضد إسرائيل وأمريكا والإمَّعة الأوروبية و”دول الملح” الخليجية وتركيا “وجمهورية” الأردن الهاشمية والرجعية والتخلُّف والماضَوِيّة..
وهناك من ينتقي أطراف أحداث أو أشباه وقائع ليُعَزِّز موقفه المسبَق.. وثمّة مَنْ يحاوِل مُداعَبة “الموضوعية”، ويتحدث عن مخاوفه وخشيته من الفِتن الطائفية والمذهبية وسيطرة الرجعيين والاستعماريين وأدواتهما، فيقبضون على المستقبل والموقف السوري، لكنه بالرغم من ذلك وأكثر يُصِرّ على عدائه للنظام السوري وضرورة إسقاطه، الآن، وفورًا!
أما بالنسبة للموقف الفلسطيني، الرسمي من جهة “والمقاوِم” من جهة قريبة منه، فلهو حكاية أُخرى دَنيئة.. لكن المواقف الرسمية لمصر وتونس وليبيا التي انتصرت فيها “الثورات” ، بعدما اغتصبها الجيش والإخوان المسلمون، فلها حكايات مختلفة.
وهنالك من يتهمنا بالتغريب، واستنساخ الثقافة الغربية، والأوروبية خِصِّيصًا، والانفتاح على الثقافة الغربية ومُفكريها وفلاسفتها والتأَثُّر بها، وكأنها ليست ثقافة إنسانية كوْنية، ويرفض العلمانية لـ”جذورها الغربية” (!؟)، في حين أنهم يتعاملون مُباشرة، ومن دون خجل أو وَجَل، مع الامبريالية والاستعمار الغربيَّيْن.. والخطر الداهِم في قادم الأيام، يكمُن في بوادر ظهور تحالف جديد – قديم بين “الإسلاميين” والأمريكيين، ليُكمِّلان بعضهما البعض، بشكل أو بآخر، فيقوم أحدهما بمصادرة الإنسان ويقوم الآخر بمصادرة الأوْطان.. وهل نسينا الهدية الأولى “للثورة” الليبية، إلى كل “الثوريين والوطنيين والتقدميين” العرب، حين اعتمدت لإنجاز ثورتها على حلف الناتو الأطلسيّ، كحليف “ثوري” جديد، وطالبت بتمديد مهامه وبقاء قُوَّاته العسكرية في ليبيا، وبإقرار الشريعة الإسلامية كمصدر أساس للدستور الليبي، وباعتماد تعدُّد الزوجات، كأساس في قانون الأحوال الشخصية؟! وهل تناسيتُم كيف أن مجموعة من الدَّهماء، بمساعدة حاسمة أطلسية، اعتقلت الرئيس الليبي البائس، معمر القذافي، وقتلته بدلا من محاكمته، وهي التي تدّعي البَديل وتعلِن “رغبتها” في بناء نظام ومجتمع “مدني وديمقراطي”..؟! فهنيئًا لهم هكذا “ثورات”، وهكذا “ربيع” وهكذا “ثوريون”..!!
ويأتي موقف وقرارات جامعة الدول العربية، ولجنتها الوزارية برئاسة “جمهورية” قطر القرضاوية-الحداثية-الوَهْمية، بدورها الوظيفيّ والأداتيّ، وكحلقة حيوية في المشروع والمؤامرة، وبعد أن فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراءات ضد سوريا، بسبب الفيتو التاريخي الروسي – الصيني المزدوَج، ولاعتبارات دولية، ليقطع قول كل خطيب، وليؤكد صحة وجهة نظرنا مُنذ البدايات، وخطأ النظام السوري في التعامل مع هكذا لجنة وزارية، واستقبالها في دمشق، تحت إدِّعاءات “الحكمة والدبلوماسية”، فتقرر جامعة الدول البتراء “تعريب” قرارات هي في جوهرها إعلان عُدوانٍ أُخطبوطيّ- إستعماري – عربي- رجعي ضد سوريا، كمقدمة للتدويل وتمهيدٍ لاستدعاء التدخُّل الخارجي، بكل وضوح وصَفاقة.. إن تراكُم التفاصيل، ونوعية الأحداث، أكدت وتُؤكد صِحَّة ما قلناه ونقوله، بأن ما تواجهه اليوم سوريا، الدولة والموقف والنظام والشعب، أكبر من مجرد مُؤامرة وأكثر من حرب إعلامية ونفسية، وهي تواجه حربًا، داخلية وخارجية، وَمَنْ يواجه الحرب عليه أن يُفكِّر ويتصرف وِفقًا لمُقتضيات الحرب ويستخدم أدواته.. حيث تبدأ هذه الحرب، ومواجهة مشاريع “سايكس-بيكو” الجديدة، بإسقاط جامعة “الدول العربية”، التي باتت عِبئًا ثقيلا وعائقًا، نظريًا وعمليًا، أمام العمل الوطني والقومي والثوري الحقيقي، والانتقال من مرحلة “إدارة الأزمة” إلى مرحلة “إدارة الصراع”..
إن أكثر ما يقتل في السياسة، كما في الحياة، هو الموقف الوَسَطيّ، عند المحطات التاريخية الحاسِمَة، في حياة الأفراد كما في حياة الشعوب والأمم..
إننا أمام مرحلة حسم مَفصلية تتطلب الحزم والفرز في المواقف والخيارات، إزاء معطيات الواقع وحقائقه، وبعد اضمحلال ترف “الاعتدال” وأُفول الخيارات الافتراضية الوهمية، وغياب ترجمة التمنيات لكل الواقع الراهن، وطنيًا وقوميًا وثقافيًا وكونيًا، خصوصًا بصدد المشهد السوري وما يعنيه.. فالعروبة والتنوُّر (وإن كانا بمعانيهما النسبية) قد ينبلِجان من دمشق الشام، ولكن بالتأكيد ليس من الدوحة والرياض ودول اللّواط..
وما عاد الموقف والزمن يَحْتَمِلان أكثر، فمن واجب القيادة الوطنية السورية، الآن الآن، وقطعيًا، وبعد أن تحصَّنت شعبيًا، أن تحسِم الموقف الأمني والعسكري داخليًا مع الجماعات والخلايا المسلحة والمشبوهة في سوريا، وأن تواصِل تعزيز وتطوير مسار الإصلاح والتغيير والتقدم، عبر الحوار الوطني الشامل، ولاعتبارات وطنية داخلية، وليس نزولا عند تشدُّقات الخارج، وفي إطار التمسّك بالمواقف والخيارات الإستراتيجية، وأن تعلن قريبًا عن انتخابات برلمانية ورئاسية، سيحصل فيها بشار الأسد ونهجه، باعتقادي الواثق، على أكثر من 66% من أصوات الشعب السوري، أي بشرعية تفوق شرعية أي “زعيم” غربي وعربي، وليتحصَّن بشرعية جديدة، وينطلِق.. وأن تعتمد سوريا دبلوماسية “ناعمة” جديدة وترفُس قرارات جامعة الدول العربية-الأمريكية، وما ينتج عنها من سموم، بدون تلكُّؤ، وأن تنتقل من مساحة ردّ الفعل والدفاع، إلى حَيِّز المبادَرة والهجوم، على مختلف الجبهات وبمختلف الوسائل، وإعداد العِدّة والعَتاد لكل الاحتمالات في المواجهة الخارجية، بحيث تنشُر أيضًا مخالبها الطويلة، هي وحلفاؤُها، في “دول الملح” الخليجية ودول مُصْطَنعة أخرى، كرأس حَرْبة في هذا المشروع الاستعماري- الرجعي، وكأسواق عالمية وليست أوْطانًا، وليحترق النفط وثقافته ولنبدأ من جديد..
ولأنّ الحياة مخاطرَة، وليست مقامرَة، ولأنّ المعركة على سوريا، وليس فيها، فإن لهذه المعركة إسقاطات وتداعيات على ميزان القوى الإقليمي والدولي، ومعان أبعد من سوريا وجغرافيتها، بحيث تدنو من المعركة الفصل بين الماضي وبين ماهية المستقبل. فلا خيار أمام سوريا، وأمامنا، إلا الانتصار أو الاندثار. وعليه، يجب ألاّ تسقط سوريا..
وتبقى الإشكالية المحورية، والتي تُلامِس أهداب البعد الوجودي، ليس في كيف يتصرف “الآخرون”، من مستعمرٍ أو إمبراطوريّ أو طامعٍ أو طامحٍ، إنما في كيف نفكر ونتصرف نحن، كأفرادٍ وكجماعة.. والزمن ليس رديئًا، وليس هنالك عَصْرًا رَديئًا، إنما يوجد بشر رديئون، والواقع ليس نهائيًا مَهْما بَدا راسِخًا، وتعاليم الأرض والحياة تقتضي وَعْيًا إرادِيًا قادِرًا على القيام بما يبدو مُستحيلا.
7 ديسمبر 2011
انا اوجه الف تحيه للسيد عبد …دائما في سلوك الطريق الوعره بعض الذئاب …لكن “الصياد “بالمرصاد …ودائما في النهايات السعيدة لمثل هذه القصص.. ينتظرك بيت الجدة الدافئ اما الذئاب فمصيرها الهلاك !
7 ديسمبر 2011
الى السيد عمر – هذه الوعودات التي لا نهاية لها والتي يعطيها الاسد الثاني “وين بصرفوها”؟
ومن يرى حرية التعبير عن الرأي كنوع من عواء الكلاب (كما وصفته) يجب حتما قلب النظام فوق رأسه، لأنه بالحرف الواحد هو
د ي ك ت ا ت و ر
6 ديسمبر 2011
الرئيس وعد بإصلاحات تجنبنا كل هذا التهوّر, والغالبية تصدقه. ولكن للأسف الكلاب على الفضائيات تظل تعوي.
4 ديسمبر 2011
هاي آخرتنا؟
عبد عنبتاوي ينظّرلنا عن المقاومة والممانعة والسدّ المنيع بوجه أمريكا؟
أنا يعني بشكل عام بتقبّل أسمع وجهة النظر الأخرى. أمّا إنّي أسمعها من أمثال عنبتاوي!؟ عبد عنبتاوي يحكيلنا عن المقاومة؟ شو بعرف عنها هو أصلًا؟ شو بعرف عن الممانعة؟ شو بعرف عن الدفاع عن الوطن؟
أي صف سياسة مخلّص الأخ؟
مسمعش بكلمة اسمها “تاريخ” هادا هيكك يدوّن ويسجّل على مر عصور.. حدا يحكيله.
مسمعش بكلمة اسمها “ثورة”؟ طب “حرية”؟
أه نسيت نسيت.. متعوّد يسمع مقاومة وممانعة.
4 ديسمبر 2011
الى جميل: واصرار ايران وحزب الأله وروسيا بوتين دعم عائلة الاسد هي ايضا مؤامرة عظمى ضد الشعوب الثائرة. المهم هو اعطاء الشعب السوري حقه بانتخاب من يريد، وليس انتخابات ال98% كما كان الحال في تونس، مصر، ليبيا، وطبعا سوريا الشبيحة.
ولن ننسى موقف روسيا بوتين الانتهازي ضد ثورة الشعب الليبي!
4 ديسمبر 2011
مقال مخزي وشكرا لقديتا على نشره لأنها كشفت وجوب إسقاط النظام الذي يمثله عنبتاوي والمتمثل بقيادة عرب48 ولكن هذه المرة ليس بثورة مؤخرات
4800 قتيل سوري سيزعقون في ليلك الطويل يا سيد عنبتاوي
3 ديسمبر 2011
حد الله مفهمت اشي
3 ديسمبر 2011
حقيقة، سوريا محيرة. لكن الإصرار الأمريكي والسعودي والقطري على اسقاط النظام السوري، وإعلان “الليبي” عبد الجليل عبد الناتو استعداد ليبيا لدعم الثورة السورية عسكريا.. كلها أمور تجعلنا نقول هالثورة مؤامرة أخت شلن
3 ديسمبر 2011
عار عليك ان تريد “تبييض” الديكتاتور فتقول:
“انتخابات برلمانية ورئاسية، سيحصل فيها بشار الأسد ونهجه، باعتقادي الواثق، على أكثر من 66% من أصوات الشعب السوري، أي بشرعية تفوق شرعية أي “زعيم” غربي وعربي، وليتحصَّن بشرعية جديدة، وينطلِق.. ”
وتقول انق واثق من النتيجة!!! وتعرف نسبة الفوز !!! طبعا انت واثق – هكذا عودكم الديكتاتور، نتائج معروفة من قبل!!
3 ديسمبر 2011
والذي تقولينه عن النظام السوري ينطبق على ثورتك السورية الطائفية الرجعية التي يقودها شيخ اسمه العرعور ويبث سمومه من مملكة آل سعود, شاهدي هذا الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=el7wiDn7AAk&skipcontrinter=1
الذي لا تعلمينه أن الثورة السورية هي طائفية بالأساس, ونشأت في مستقنع التخلف الموجودة في أطراف المدن السورية, حيث يستطيع شيخ الجامع أن يقود كل اهل القرية لأن لحيته طويلة. ولكن لزوم النظافة, وضعوا في الواجهة الإعلامية ليبراليين مثل غليون وأخوانه, بينما القاعدة والتجييش يتم على أساس طائفي وجغرافي, وقلبها سلفي متخلف, لذلك على النظام أن يستميت في الدفاع عن نفسه في وجه هؤلاء, حتى لا يحولوا سوريا إلى عراق آخر. لأن هؤلاء الثوار لا يعرفون من الحرية سوى اسمها.
وشكرا لك وللكاتب
3 ديسمبر 2011
السيّد عبد عنبتاوي يتكلم بمنطق نيو-لينيني/ستاليني يتّسم بأفكار قد تكون فاشيّة ليس لها صلة بتحرر المجتمعات وأفرادها (خصيصاّ) من الذعر والذل كلي الوجود. الانسان الفرد هو هو نواة أي مشروع تحرري, ورفاهيّته(sense of well-being) هي أسمى الأهداف الانسانيّة.
من يريد الاطلاع على هذا المنطق/اللا-منطق فليستهل الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=aLa7-TdGR-U
3 ديسمبر 2011
أو يجب مشاهدة نزار قباني في قصيدته حول حالة القمع العربي المستمرة، وبما فيها السوري “المقاوم”، خصوصا حين يقول:
“تقرير سري جدا من بلاد قمعستان
لم يبق فيهم لا ابو بكر .. ولا عثمان
جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان…
ما كان يدعى ببلاد الشام يوما صار في الجغرافيا يدعى
يهودستان… ”
http://www.youtube.com/watch?v=XLFkBKWYijI&feature=related
وملاحظة أخيرة: أرجو من كل من يصوت ضد المواقف المكتوبة هنا أن يتجرأ ويكتب شيئا بنفسه، حتى نفهم مثلا لماذا هو ضد مقطع ياسر العظمة؟
3 ديسمبر 2011
رائع جدا جدا هذا المقطع !!
2 ديسمبر 2011
يا سيد عبد
يبدو أن موضوع سورية كشاف للمواقف.
فها هو يستدرج المحجمين عن الكتابة والمقلين أن يقواوا
وأفضل لو لم يفعلوا فعبد هنا مثلا واحدا يقول الشيء وعكسه
لا يُمكن مثلا أن نكون منفتحين على الدنيا والمستجدات وأن نؤيّد نظام يقتل شعبه ـ كل وصف آخر ـ هروب جبان من مسؤولية أخلاقية جسيمة
لا يُمكن الحديث بمصطلحات كبيرة عن الحدث السوري إلا إذا انطلقنا من كرامات السوري المواطن لا النظام الذي تخاصم وتحالف وتآمر مع ألف جهة وقوة على المواطن ومصالحه
كل موقف لا ينطلق من مفهوم الحريات والكرامات لا من الأيديولجيات وتضخيم أمريكا والغرب، هو موقف متهافت وبضاعة فاسدة انتهت صلاحيتها
كل موقف لا يبدأ من مفهوم دولة المساواة والحق والقانون وليس من دولة العصابة والاستبداد سيظلّ محاولة بائسة لتنقية ضمير المجرم من تأنيباته
يؤسفني أن أجواء لجنة المتابعة لا تختلف كثيرا عن تهويمات عبد هنا ـ الشيء ونقيضه، الانفتاح والانغلاق، الحداثة والانكفاء، الكرّ والتقهقر، فإذ نحن مكاننا لا رحنا ولا جينا
هكذا مؤدى مقال السيد عبد هذا ـ فلنبقى على النظام، فلتبقى سورية على حالها
وليذهب إلى الجحيم دم الآلف وحقوقهم
وأنا أقول ليذهب إلى الجحيم مثل هذا الطرح
خلصونا من هذا الجمود وهذا التقعّر في الكهف
وهذا اللهو بالكلام ـ نحن بحاجة للغة جديدة ومن لا يستطيع أن يوفرها فليصمت
لقد عوفتونا الله بمثل هذا الكلام ـ مثل كلام النظام السوري ـ فاتركوا الساحة لأننا هنا أيضا في مقر المتابعة والأحزاب والحركات والجماعات بحاجة إلى ربيع حتى لا يظل الأصولية هي المخرج الأخير.
نوري قندبوري
2 ديسمبر 2011
من المؤسف جدا جدا جدا ان يقوم موقع قديتا بنشر مقالة تستخدم مصطلح “ثورة المؤخرات” في السياق السوري الراهن.
2 ديسمبر 2011
“فمن واجب القيادة الوطنية السورية، الآن الآن، وقطعيًا، وبعد أن تحصَّنت شعبيًا، أن تحسِم الموقف الأمني والعسكري داخليًا مع الجماعات والخلايا المسلحة والمشبوهة في سوريا، ”
يا عزيزي هذه الاكذوبه التي يروجها النظام انكشفت من خلال مؤتمر وزير الخارجيه السوري المعلم حيث توجه الي رفاقه الوزراء العرب بوضع حقائق اثباتات وجود العصابات المسلحه في سوريا وجرائم اقترفت بيدها من خلال عرض مقا طع افلام لمسلحين وسحل واطلاق نار ،
خلال ساعات قليله اتضح لنا ان هذه الافلام قديمه موجوده على النت واحداثها ليست على الاراضي السوريه وانما في لبنان.
الوليد هو يمثل النظام وفي نفس الوقت يقدم للعالم وثائق كاذبه ويمنع هذا النظام الصحافه العالميه والعربيه ومنظمات انسانيه .
ظاهره غريبه يقع قتلى معارضين للنظام في المظاهرات من قبل العصابات المناهضة للنظام ايضا ، ولا يقع قتلى بين المؤيدين عندما يتظاهروا ما هذا السر يا ترى؟؟؟؟!!!!!!!!!
النظام السوري قاتل مقاوم ممانع يستحق الدعس من شعبه ومنا ايضا.
الشعب لا يريد بعد اصلاح النظام وانما وأده لانه قمعي سافل.
الشعب السوري يقدم الضحايا من اجل حريته وكرامته .
اطفال درعا واهل درعا لم يتامروا مع الامبرياليه والاستعمار والناتو والدول الخليجيه والخ على النظام ، فقط طالب اهل درعا اطلاق سراح اولادهم من سجون النظام.
كم كانوا أهل درعا اغبياء وانذال لانهم بمطالبهم هذه جلبوا الناتو الى سوريا،
فليسقط الشعب السوري ويعيش النظام المقاوم الممانع .
2 ديسمبر 2011
يجب ان يشاهد ايضا سوريا الشبيحة كما يصفها القدير ياسر العظمة
http://www.youtube.com/watch?v=6BJKYRS5_gs&feature=related
2 ديسمبر 2011
رغم اسلوب كتابتك المسهب جدا، والمردد لكثير من الشعارات والكليشيهات، ذات الجمل الطويلة جدا، اليك رد قارئة متواضعة.
ارجوك الكف عن قصة وصف النظام كممانع للهيمنة الامريكية. الكلام وحده لا يكفي، ولكن افعال النظام تدينه: يكفي ان نذكر موقفه من غزو العراق، وكيف ايد الهجوم والاستعمار الامريكي ضد دولة عربية حتى نلغي القاعدة الاخلاقية في مقالك اعلاه. سوريا عائلة الاسد كانت دوما تؤيد دمار العراق، حتى لو تحالفت مع الشيطان الاعظم الانجلو-ساكسي.
فدعك من الشعارات المنفوخة التي استعملها الاسد الاول والاسد الثاني من بعده، وانظر الى مهزلة التاريخ.
هذا نظام يريد سيطرة المقربين اليه ومن يشبهه بالمصلحة ليس الا.
وموضوع حزب الله – هو حقا قاتل الصهاينة في لبنان، وحقه في ذلك، لكن المبادئ الدينية التي يقوم عليها تجعله مرفوضا سياسيا لحكم نظام ديموقراطي. شاهد هذا المقطع للسيد الحقيقي وستفهم المقصود:
http://www.youtube.com/watch?v=2Rjjf6kuwrQ
فعندما تسمع السيد يقول بلسانه ان هدفه اقامة دولة الاسلام تحت وصاية الامام الخميني (“بعد انتهاء المقاومة”) – اعتقد انك ستغير موقفك منه كونك شيوعي حقيقي لا يؤمن بحكم “الاسلامويون” (كما وصفتهم في مقالك).