كلانا يُراقبُ الآخرَ/ وفاء هيلانة
. |وفاء هيلانة| في ظلِّه غموضُ اللّيل وهدوؤه، يخلعُ معط […]
كلانا يُراقبُ الآخرَ/ وفاء هيلانة
.
|وفاء هيلانة|
في ظلِّه غموضُ اللّيل وهدوؤه، يخلعُ معطفَه ويضعُ قبعتَه جانباً.. يُضيفُ الحطبَ إلى المدفأة.. يفركُ يديه بشدةٍ علّه يجذبُ الدفء إلى جسده المبلّل، يأخذُ منشفةً ويفرك رأسَه المثقلَ بدمعِ السماء.. يسكب النبيذَ ويتناول رشفةً عميقةً وكأنّه يشحذُ النسيان! تلمعُ في عينيه النيرانُ المتقدةُ كالشمسِ في شروقِها. كنتُ هناك أراقبُ من بعيد! ولكنّي كنتُ قريبةً.. قريبةً جداً.
أحلامي ما عادت تقوى على السكوت، أشرعتي لا تجدُ مرفأ للاحتماءِ من ضبابِ ذاتي، أرى ولا أرى، كيف لي أن أميزَ بين أحلامي وواقعي؟ أين أنا من كلّ هذا؟ أريدُ ولا أريد..
يمشي بخطًىً ثابتةٍ واثقةٍ، ما من أحدٍ يُدركُ ماذا يفكر، يقطعُ الشارعَ من دون الالتفات يميناً ويسارا.. لا يسمع، أو أنّه لا يريدُ سماعَ ضجيج الناس.. لا يريدُ أن يرى كلَّ قبيحٍ، وإذا مرَّ بطفل لا يلبث يُحملق في وجهِه الصّافي العاري فيرسمُ ابتسامةً تكادُ تظهر. يحمل كتاباً في يد والأخرى يبسطها في جيبه، متى يمرّ لا تظلُّ عينٌ لا تصوّبُ أفكارَها إليه.. لا يكترث لتلك الأفكارِ فهو في خطاه واثقٌ. كنتُ هناك أراقب من بعيد! ولكني كنتُ قريبة.. قريبة جداً.
أنا اخترتُ أن أكونَ هكذا، أن أفكرَ بما أفكر، أم أني لم أختَرْ سوى حذاءٍ لعقلي وهو يسيرُ بي إلى اللامعلوم؟ أشعرُ وأدفنُ مشاعري وأفكاري في زوايا روحي العميقة، أيمكن أن تتمردَ عليّ ذات يومٍ وتُوقظَ ما نسيت؟!
يتناولُ فنجانَ القهوةِ بهدوءٍ في المقهى، ما أنْ يجلسَ حتى تراهُ قد تبعثرَ ورحلَ بعيداً بين دخانِ أفكارِه السرمديةِ، لا يملُّ التعمقَ أكثر وأكثر.. يبحثُ وينتقلُ من نسيمِ الأفكارِ إلى الخيال، حواسُه كلُّها مجمدةٌ واعتاد الناسُ عدم مقاطعتِه فهو لا يعيدُ الحياةَ إلى جسدِه إلا متى أراد. لا يكشفُ عن روحِه للريح؛ يخافُ سقوطَ الليل في أحشائِه. كنتُ هناك أراقب من بعيد! ولكني كنتُ قريبة.. قريبة جداً.
ما هو الطبيعيّ، أن أفكرَ أنْ أعملَ كما يداوم الغرباءُ على فعلِه؟ وإذا رفضتُ “الطبيعيّ” ماذا أكون، من يحكمُ عليّ من أنا؟ روحي أتصدّقين أنّهم يعرفونكِ أكثرَ منّي أو أنّهم يستطيعون صبغَك بألوانِهم الرماديّة؟!
يُصغي إلى كلماتِ كتابِه التي ترددُها روحُه بشغفٍ وتأمل، يَمضي وحيدأً بنفْسِ الخطى والحزن يغمرُه، قد يشعر بالفرحِ ولكنَّه يخفيه، علَّه يَخافُ إثارةَ غيرةِ الحزنِ فيقسو عليه بأضعافِ فرحِه! شدةُ تساقطِ الأمطارِ لا تُفطِرُ من عزيمتِه؛ يبقى بخطىً ثابتةٍ يسيرُ، لا يجدُ ما يخسرُه إذا ابتلَتْ أغراضُه، أو أنّه يريدُ أنْ يشعرَ بالبردِ ليُعذّبَ نفسَه، ولكن من قال أن البردَ عذابٌ؟! الأمطارُ نعمةٌ، فلماذا يحتمي الناسُ منها؟.. كنتُ هناك أراقبُ من بعيد! ولكني كنتُ قريبة.. قريبة جداً.
الماضي، الحاضر، المستقبل حُللٌ نلبسها ونُباهي بها، ومتى نُزِعَتْ عنّا لا يبقى فيها شيءٌ من رائحتِنا، ننساها ولا تنسانا..
أنا أسْكُنُه وهو يسْكُنُنِي، كلانا واحد.. يراقب الآخر من بعيد! ولكنَّا قريبون.. قريبون جداَ !!
2 ديسمبر 2011
بصراحه وبكل بساطة كتير انشدات لكتلبتك انا من اناس لما بقراء اول المقال يا بيعجبني وبكمل يا بوقف انا انزلت ادور بلمكتبات للأجد كتابك بسسسس للأسف ما وجدته بتمنى اني اجد لكي كتاب بهذه الهجه اني متشوق للأكمل القراءه
لا تنتظري القريب البعيد فان البعيد يكون قريب
14 نوفمبر 2011
Enaha rewaya rae3a wa moathera lel 5aya, atamana lal okht wafa Hilaneh al tawfek wa al estemrar fe ketabateha methl hathehe al rewayat, 3anjad enek rae3a, 3ashat falasten wa 3asho kol mothakafeha.
Kol el e7teram elek ya Wafa Hilaneh
beltawfek