معرض “حرّر، حرّر” يلامس روح الربيع العربي في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي
صانعو الأفلام يتفاعلون مع الحاضرين في المهرجان من خلال معرض الأفلام الفريد من نوعه
معرض “حرّر، حرّر” يلامس روح الربيع العربي في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي
|خدمة إخبارية|
شهد مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، إنطلاق معرض “حرّر، حرّر” الذي يمثل استكشافاً للربيع العربي، ويتضمن 48 عملاً تدور مواضيعها حول التحرر في العالم العربي، قدمها صانعو الأفلام من عمّان وبيروت والقاهرة وتونس ورام الله ويافا ومراكش والخرطوم والدوحة.
ويتضمن معرض “حرّر، حرّر” جدراناً صممت على هيئة موقع التعارف الاجتماعي فيسبوك، حيث يمكن لصانعي الأفلام والحاضرين إلى المهرجان كتابة ورسم وتدوين آرائهم الشخصية حول هذه الأفلام التي لا تزيد مدة كل منها عن دقيقة واحدة، والتي تتضمن جوهر التوجه إلى التحرر الذي يتضمنه الربيع العربي.
ومن المتوقع أن تبقى العبارات المدونة على الجدران على ما هي عليه لتمثل بحد ذاتها معرضاً يستمر بعد انتهاء فعاليات المهرجان، ليعبر عن المشاعر العارمة، والنشاط السياسي لحالة الربيع العربي التي تسيطر على المنطقة.
وكان الحماس والإنفعال أهم ما يميز معظم ما كتب على جدران المعرض، ومن أبرز ما نشر على هذه الجدران من عبارات كان “حرروا سورية”، و”تحرير/مقاومة!”، و”الصلاة للشعب”، و”الأمل بتحقيق الحرية في كل مكان”، و”تونس حرة – أولاً والحرية للصومال”، و”نحن كلنا عرب”.
وبشكل مغاير للأسلوب التقليدي، فقد اعتمد معرض “حرّر، حرّر” على طريقة مبتكرة وتفاعلية لعرض هذه الأفلام، لتسمح للحاضرين بالجلوس على كراسٍ متحركة تسمح للمشاهد التنقل بين شاشات العرض ومشاهدة الأفلام القصيرة والتعرف على هذه التجربة المميزة.
انطلق المعرض في الحي الثقافي كتارا، المبنى رقم 5، وسيستمر حتى منتصف شهر نوفمبر. قام الممثل المصري خالد النبوي بافتتاح المعرض رسمياً، وقدم خطاباً مثيراً للحماس، مؤكداً على أهمية هذا العمل المبتكر، ومشيداً بدور صانعي الأفلام الشبان المشاركين في هذا البرنامج.
“أشعر بالفخر وأنا هنا بين 48 مخرجاً عربياً جديداً، يقدمون أفلامهم الأولى عن ثورات الربيع العربي، وكلي أمل أن تتحقق أفكارهم على أرض الواقع. كما أشعر بالامتنان لقسم التعليم في مؤسسة الدوحة للأفلام ورئيس القسم المخرج اسكندر قبطي على إتاحة هذه الفرصة النادرة لهؤلاء المخرجين”.
وأضاف النبوي الذي شارك في أحداث الثورة التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة: “إنني أشعر بالفخر والشرف أثناء حديثي اليوم عن التحرير، خاصة وأني قادم من ميدان التحرير، الذي أصبح رمزاً للشرف والعزة والكرامة، وكلي فخر لكوني قادماً من هذا العالم العربي، وأدعو العالم أجمع وأخاطب الإنسانية لكي نتحد ونكون عالماً واحداً، وقلباً واحداً، ويداً واحدة، حتى نهزم الفقر والجهل، ونجعل من الأرض جنة”.
وفي تعليق حول سببب إقامة هذا المعرض، صرّح اسكندر قبطي رئيس قسم التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام، والذي رشح لنيل جائزة الأوسكار بقوله: ” أردنا من خلال إطلاق معرض “حرّر، حرّر” أن نفتح الطريق أمام القدرات التعبيرية لدى رواة القصص في العالم العربي، وأن نضمن أكبر قدر ممكن عرض وجهات نظرهم وأفكارهم، ومشاركتهم لها مع الآخرين، خلال هذه الفترة الهامة من تاريخ المنطقة. لقد كانت هذه التجربة غنية وملهمة، وساهمت في تقديم أعمال متنوعة ذات معانٍ عميقة. وتقدم هذه الأفلام على المستويين الفردي والجماعي لقطات عن العالم العربي في هذا العام، وأنا أعتقد أن الجميع سيشعر بالإعجاب بمدى الإبداع الذي أطلقته هذه التجربة المميزة”.
كما كشف قبطي في حديثه حول الأسلوب المتبع في إقامة هذا المعرض أن الفكرة كانت في تجسيد التفاعل ما بين المخرجين والحاضرين، والذين بإمكانهم إرسال بطاقات بريدية إلى المخرجين وكتابة رسالة معينة على جدران المعرض: “يتلخص المفهوم العام للفكرة بأن الزائر نفسه سيقدم روايته وفكرته، باعتباره القيم على تجربة هذا المعرض”.
ومن أبرز الحاضرين وكبار الشخصيات الذين زاروا معرض “حرّر، حرّر”، واستكشفوا الأسلوب المتبع في تقديم الأفلام للزائرين المخرج الفلسطيني الذي رشح لجائزة الأوسكار هاني أبو أسعد، والمصور السينمائي كريستوفر دويل، والممثل جيمس كرومويل، المخرجة الفلسطينية سهى عرّاف، وصانع الأفلام المصري أحمد عاطف، بالإضافة إلى صانعي الأفلام المشاركة من مصر وقطر.
وقد صنع كل فيلم من هذه الأفلام الخيالية، والتي تدور مواضيعها حول التحرّر السياسي- الاجتماعي، والثقافي الشخصي، في موقع تصوير واحد، وذلك بعد تنفيذ ورشة عمل استمرت على مدى أسبوع كامل، وشهدت طرح المشاركين لأفكارهم، وعرضاً لمفاهيمهم، بالإضافة إلى القيام بعدة أدوار خلف الكاميرا، لتنتهي بصناعة أفلام مدتها دقيقة واحدة.
ومع تنوع المواضيع بين سياسية وشخصية، فقد ساهم المشروع بنشر وتعريف معنى “التحرّر”، وقد تنوعت ردود الأفعال للمشاركين من خلال تقديم مواضيع الربيع العربي، وتحرير المرأة، والحرية الدينية، وغيرها من الأفكار.
ولكونه استقطب الكثير من الاهتمام العالمي الذي عبر عنه عدد من المهرجانات والمعارض الفنية والمتاحف حول العالم، فإن معرض “حرّر، حرّر” يستعد لإجراء جولة لعرض هذه الفكرة الإبداعية على المستوى العالمي.
ويتم الآن دراسة فكرة الحفاظ على جدران معرض “حرّر، حرّر”، والتي صممت على هيئة الموقع الاجتماعي فيسبوك لتكون معرضاً دائماً في الدوحة حتى بعد انتهاء فعاليات المهرجان.
للحصول على مزيد من المعلومات حول مواقع منافذ بيع التذاكر، وأماكن العروض السينمائية، ووسائل النقل، وكيفية شراء التذاكر، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني.