غلامة تغضب مجددًا
متل سائر دوائر الحراك لازم نبني شبكات بديلة عن الشبكات الرئيسية الأوروبية التركيز. لازم نشتغل ونحكي ونوجد حالنا بكيانات أقرب لهويتنا ومبادئنا، نتعاون مع الجمعيات اللي متل إغليو، بس ما ندوب فين
غلامة تغضب مجددًا
|بقلم: غلامة|
من كم أسبوع وموضوع المثلية السورية اللي طلعت زلمي غيري من أميركا آكلة الجو. ومن الشجب للإستهتار للإستغلال السياسي، كل مين على زيته ينادي.
متلي متل الكتير من غير المنتسبين لنادي التنميط الجندري بالمنطقة، إجت خبرية ماك ماستر متل دلو المي الباردة بضهري. متلي متل غيري حسيت بالخيانة، في البعض اللي صدّق قصة أمينة وفي البعض اللي ما صدّق، بس ما حدا قدر يتجاهل السيرك الإعلامي اللي عم بيطنطن حوالينا.
والأسوأ من هيك، كتير من الناشطين/ات حسّوا حالن مجبورين يفسروا ويبرروا ويدافعوا عن نفسهم ومواقفن، بشكل خاص لأن ماك ماستر حمل شعار اللي أنا شخصياً، وكتار غيري بالحركة المثلية، إلنا سنين عم ننادي فيه: “ما تستغلوا أحد أوجه هويتنا (أي مثليتنا) لخدمة وجه آخر من هويتنا (نضالنا الوطني و/أو الإجتماعي)”. بمعنى تاني، مش إذا نحنا شاذين وإنتو شاذين رح ننزل عالأربعة تتركبونا وتهجموا على العرب، الإسلام، و/أو قلة بياضنا. وبما إنّو ماك ماستر لبس هيدا الخطاب، حسينا إنو لما لمّا نزل نزّلنا كلنا معه. من هلّق لحتى الله يفرج كل ناشط/ة مثلي/ة رح يحكي عن تشابك الصراعات الوطنية والجنسانية، رح يطلع مين يهزله إصبعه ويقول “كيف بعرف إنو إنت مش أميريكي متأمرك؟”
متل كأنّو ما كنا أصلاً متهمّين من الجهتين بالخيانة. متل كأنّو ما طلع من يتهمنا بإنّو عم ناخد مصاري من الغرب لإفساد الأخلاق المشرقية، بالوقت اللي كان في غيره عم بينبّح إنّو نحنا عم نخون هويتنا المثلية لأن مش عم ناخد بإيد كل مثلي (بشكل خاص إذا كان مثلاً ذكوري، ترانسفوبي، معادي للعرب، معادي للإسلام، الخ) ونرقص رقصة الفرح المثلي حول قوس القزح الأبدي، نحنا ومزلطين وعم نغنّي “كول خرا وإنسَ اللي جرى”.
برجع بختصر، دلو مي باردة بضهرنا بليلة كانونية الهوا فيها بيقصّ المسمار.
بس في شغلة الحركة المثلية لازم تتعلمها من الثورة السورية: الثقة بالنفس. ما كان ممكن ماك ماستر يلعب لعبة “خطفوني فأنجدوني” بوقت أسوأ من هالفترة. اختار الشرموط إنو يلعبا بمرحلة مفروض تضل محفورة بذاكرتنا على إنها ذكرى تعذيب حمزة الخطيب وكل السوريين الأحرار والضحايا اللي صار حمزة يرمزلن. ما بدي لا إسمع ولا أعرف عن إعتذاره الصوري، ولا بيهمني إذا بيإسف ولا بيزعل ولا بيتشردق بالشاي اللي كان عم يشربه بإسطنبول. كل اللي بيهمني إنّو هيدا الإنسان اختار يركب موجة العذاب الحقيقي، ليتمخطر بعذاب وهمي. هوي عارف كتير منيح بشاعة التسليع الإعلامي، واستغله.
وشو كانت ردة فعل الثوريي السوريي؟ ما عبّروه. بعكسنا نحنا، الثوريي السوريي ما بيخافوا الشرعية الإعلامية الغربية. ما بيخافوا يثبتوا إنّو ثورتن حقيقية، لأن هلّق صارت ثورتن داخلية، وبغض النظر عن نوايا ماك ماستر، هنّي فاهمين اللعبة الإعلامية وما بينضحك علين. بالأيام اللي تبعت الـ”كامينغ-آوت” تبع أمينة، وبعكس كل من الإعلام الغربي والدوائر المثلية العربية، قلة ما كتب المدونين السوريي عن موضوع أمينة. وهيدا اللي نحنا لازم نتعلّمه منن.
نحنا مش وهميي، نحنا هون، نحنا عرب، نحنا مشرقيي، نحنا متوسطيي، نحنا مثليين/ات، نحنا متحولين/ات، نحنا شاذين/ات، ونحنا ناشطين/ات. شرعيتنا ما أخدناها لا من الغارديان، ولا من تويتر ولا من فايسبوك. نحنا صراعنا مش على عدد القراء بجريدة أميريكية أو بريطانية، نحنا صراعنا مع إخواتنا الثوريي وضد القمع (الجنسي، الطبقي، السياسي، الإعلامي). وما مفروض حتّى نعتل هم “فضيحة ماك ماستر السحاقي”، لأنّو هوي مش مشكلتي أنا، هوي مشكلة الإعلام الغربي اللي صُممت أمينة لإغراؤه. هيدي مشكلة الغرب مش مشكلتي.
وصراحة ماك ماستر مش الموس الوهمي الوحيد اللي علقان بزلعوم الحراك المثلي تبعنا. خطر ماك ماستر، بالرغم من الضجة اللي خالِقها، ما بيوصل لمستوى الخطر اللي بيمثلوا مثلاً غاي ميدل إيست، ودان لويتر المحرر تبعه. ما رح إحكي كتير عن خلفية غاي ميدل إيست ولا عن الخطر اللي بيمثله، في اللي هني أحسن مني اللي كتبوا قبلي عن الموضوع: مرجع 1 و مرجع 2.
بناءً على هالروابط، بدّي تعيده النظر وتقولولي، مين أخطر، واحد أميركيني عم يدعي إنّو مثلية سورية، انكشف واعتذر؟ ولا واحد بيحكي بإسم مثليي الشرق الأوسط ورافض يصرّح عن علاقته وعلاقة موقعه بإسرائيل؟
هون انتبهوا منيح، فعلياً فعلياً غاي ميدل إيست مش عم بيكذب، إنّو هوي الأرجح مثلي من إسرائيل، وبالتالي من الشرق الأوسط، لأ؟ وأصلاً هوي مش عم يحكي عن حياته تيكون كذاب أو صادق، هوي عم يحكي الـ”حقيقة”، عم يستشهد بمقالات منشورة، مش عم يخترع شي. هوي عم يحكي عن مثليي الشرق الأوسط مش عن حاله (يقبرني شو آدمي وحباب). بس ما بعرف كيف دايماً بيطلع معه إنّو “يا حرام هالمثليين العرب، شو بيعانوا من رهاب المثلية العربي، وآن شوفوا عفكرة إسرائيل شو حلوة ومحبة وملونة بكل ألوان قوس القزح”. وما تخلوني بلّش إرغي عموضوع إسرائيل والقوس قزحية الجميلة هونيك، كمان في كتير أحسن مني كتبوا عن الموضوع. بس إنتو قولولي، شو شعوركن إنّو يمثلكن دان لويتر على إنكن ضحايا بحاجة لإسرائيل تتعرفوا شو هيي الحياة؟
وهون بدي منكن درجة أكبر من الإنفتاح عالأفكار اللي يمكن ما تتفقوا معا. بالنسبة إلي، بيبقى خطر دان لويتر وماك ماستر سمنة وعسل من الخطر اللي بيجي من أنبل وأحسن النوايا، أكبر أذى دايماً بيجي من الجهل. لأن الناس الخبيثة إلا ما تنكشف عاجلاً أم آجلاً، وإنّما الناس اللي بيئذوا من غير قصد هني الناس اللي ما رح نكرهن، ما رح نطنشن. وهوني بدي إفتح موضوع المثلية العالمية. العالم المثلي مليان بالمثليين العالميين، الجمعيات الأميريكية والأوروبية اللي بدا تساعد المثليين المساكين متل حضاراتنا الدراويش، الأمم المتحدة اللي بتهز أصبعها لحكومات قمعية رافعتلا الأصبع من سنين، والخ.
نعم هوني عم بحكي عن إغليو والمشادة الإيديولوجية اللي صارت إثر قرارن وإصرارن على إقامة الجمعية العمومية تبعن بحيفا بغض النظر عن تحفظات الجمعيات الفلسطينية بالدرجة الأولى وبدعم من عدد من الجمعيات الأخرى. ليش؟ مش لأنن شريرين أو منايك. بس لأنّو فعلياً الناس اللي عندا سلطة التصويت بإغليو أوروبيي، والأوروبيي تاريخن مع إسرائيل غير تاريخنا، وخوفن من الإتهام بمعاداة السامية بالنسبة إلن أكبر من خوفن إنن يكونوا عم يمنحوا شرعية دولية مثلية لحملة إسرائيلية منظمة لتبييض وج إسرائيل.
ما عملوا أي حركة قمعية وما رفضوا حدا وما سكتوا حدا. بس لما إجت القصة للتصويت ربح الصوت الأوروبي اللي تاريخه مش تاريخنا وواقعه مش واقعنا. وحقن، اللي بده يروح على إسرائيل يروح، شاكيرا وما حدا قلها لأ. بس هيدا النقاش أصلاً ما كان ممكن ينطرح بجمعية عن جد عالمية، جمعية يتمثّل فيها المش أوروبيي عقد ما بيتمثل فيها الأوروبيي.
فعلياً إغليو مش جمعية عالمية، إغليو جمعية أوروبية. طب ليش بتدعي العالمية؟ القصد مش الإدعاء (إنّو إغليو مش ماك ماستر يعني)، بس في مشكلة بسيطة وقديمة كتير إسما الفكر الإستعماري. الفكر الإستعماري بيشوف عالمه على إنّو “العالم”. إذا القوس وميم مثلاً عملوا حلف، ما رح يسموا حالن “حلف مثليات العالم”، الأرجح إنّو بيسموا حالن شي متواضع أكتر، يمكن حلف عربي، أو حلف ثنائي، أو يمكن بيدمجوا الأسماء وبيقولوا “حلف قوس الميم”. بس من العوارض الجانبية للإستعمار هوي فقدان هالتواضع هيدا. إنّو كيف صارت إغليو هيي “رابطة الشباب المثلي العالمي”؟ أوروبا أنجأ قارة وحدة من أصل خمسة.
والفكرة هون، بالنسبة إلي، مش إنّو نكره إغليو أو نعملن الأعداء الجدد للصراع المثلي العربي. بالعكس، لازم نحترمن، نحترم العالم اللي بيمثلوا، بس ما نخلط بين التمثيل الإقليمي والتمثيل العالمي، ما في منظمة أوروبية أو أميريكية رح تمثّلنا أو تمثّل صوتنا، مش لأنن شريرين، بس لأنّو الهوية المثلية مش كافية لبناء تفاهم سياسي/إيديولوجي. بلبنان لوحده، بلد الفص ونص، ما بيتفق تنين إذا اللي صار من أكتر من ألف سنة كان إسمه “إحتلال عربي” ولا “فتح عربي”، بدكن نتفق مع العالم المثلي بأجمعيته؟
متل سائر دوائر الحراك لازم نبني شبكات بديلة عن الشبكات الرئيسية الأوروبية التركيز. لازم نشتغل ونحكي ونوجد حالنا بكيانات أقرب لهويتنا ومبادئنا، نتعاون مع الجمعيات اللي متل إغليو، بس ما ندوب فين. أنا كنت من اللي شاركوا بإحدى نشاطات إغليو والجماعة كتير لذيذين، والأرجح إنو هني هلق كمان عم بيفكروا بينن وبين حالن إنّو “غريب، هودي العرب كتير كانوا لذيذين ليش بطلوا طايقيننا هلق؟” بالمختصر المفيد، مش رح نفهم على بعض.
وهون منوصل للخلاصة النهائية، الخلاصة النهائية هيي إنّو الحراك المثلي (متل كل حراك) اليوم (ومتل كل يوم) بده نفضة. نحنا الجماعات الخارقة للقوالب بالمنطقة لازم نعيد التفكير ونعيد التنظيم. إذا أميركاني متشبه بالسحاق هز الكيان المثلي العربي بهالطريقة يعني نحنا عم نفقد تركيزنا، إذا الإعلام الغربي عم يحبطنا بالتركيز الغريب تبعه، يعني نحنا عم نقرا الجرايد الغلط. إذا إسرائيلي قادر يلعب بتمثيلنا يعني نحنا صوتنا مش عالي كفاية بالدوائر اللي بتهمنا. إذا رابطة ما بتشملنا قادرة تأثر فينا ونحنا مش قادرين نأثّر فيا، يعني في ديناميكية غير متوازنة لا بد من خرقا.
فلتصحيح التمثيل والتركيز والروابط، لازم نحكي، لازم نتطلع بجماعتنا ونشوف شو هالجماعة بدا ونرجع نركض بحثاً عن هويتنا ومش نزرك حالنا تنساع بهوية غيرنا. فاللي بيدون يدوّن، واللي بيتوتر يتوتر، واللي بيكتب يكتب، واللي بيحكي يحكي. خلصنا من دور الضحية، نحنا جزء من هالمنطقة وجزء من بلادنا، ونحنا مثليين/ات ونحنا متحولين/ات، وإذا منضل مخبايين كتير هينة على أي كان يحكي عنا وهناك البكاء وصريف الأسنان.
ملاحظة: نشر موقع غاي ميدل إيست توضيح بينكر فيه إي علاقة مع إسرائيل وبيشدد على إنّو موقع غاي ميدل ايست تم تسجيله بإسرائيل بس لأنّو كان في زلمي إسرائيلي حب يساعد بعض المثليين العرب اللي كانوا خايفين يسجلوا موقع ببلدانن فسجله عنن. من دون ما أعطي أي تعليق عالموضوع فيكن تقروا الإعلان.
(من مجلة “بخصوص” الكويرية اللبنانية وفق اتفاق نشر متبادل مع قديتا.نت)
12 فبراير 2013
جميل احسنت السرد الادبي ..
24 يونيو 2011
very very interesting, and i think it must be translated to english soon so is there anyone around can do that ?
22 يونيو 2011
عجبني، بس مليان تضخيم ودراما.
الاهتمام باختطاف مدونة مثلية مفترضة، وصف هون وكإنو عمل حالات انتحار جماعي وقضى على استقرار الحركات المثلية العربية، ونفس الشي قضية ايغلو.. “موس بالبلعوم وسطل مي بالضهر وهز الكيان المثلي العربي”…إنو ولو!
22 يونيو 2011
Very interesting and well wwritten, thank you