يقين/ نعيم الغول
|نعيم الغول| اِقترب كثيراً من فم البئر. كانت عباءة اللي […]
يقين/ نعيم الغول
|نعيم الغول|
اِقترب كثيراً من فم البئر. كانت عباءة الليل الداكنة السواد قد طغت على كل شيء. وكان هو يترنح كشجرة تعصف بها الريح من كل جانب. كان يريد أن يرى صورته ليتعرف على نفسه فيما بقي له من وعي بعد زجاجة الكونياك الثانية. وربما يموت في البئر غرقا بعد أن غرق عقله. عاد الظلام الى عينيه قائلا إنّ هناك اثنين مجهولين: الماء وجوف البئر. راودته التي هي في رأسه أن يقفز ورأسه الى الأسفل كما الجنين حين يخرج عند الولادة. لكن ما بقي من وعي حذره من أنه قد لا يموت. وعلى أية حال كان القفز يحتاج إلى زجاجة ثالثة. فاستعصم، وعاد مترنحا من ذات الطريق التي جاءت به. الآن بدأ يبحث عن موت مؤكد: سيارة تدهمه.. عصابة أشرار تقتله وتصادر محفظته.. ثلة من متدينين ينقمون من السكارى أن نجحوا في الهروب مع الخمر. لكنّ الشكّ لعب في صدره ثانية. قد يبقى حيًا. عند علامة الصليب التي رسمها التقاء الشارعين جاشت في صدره أمنية أن يلقاه شرطي؛ فيقبض عليه؛ فيسوقه الى المركز الأمني؛ فيموت تحت الضرب. هنا فتش في صدره وعقله عن شكٍّ فلم يجد إلا يقيناً.