هُنا (محطة) القاهرة!/ رشا حلوة
المجد للإنترنت وفي الناس “المحطة”: راديو إنترنتي جديد يطلقه بعض شباب الثورة المصرية، يسعى لأن يكون منبرًا حرًا وصادقًا لجيل الشباب في العالم العربي، يعبر عن طموحاتهم وآمالهم ■ الشاذلي: أحد شعارتنا هو: “المحطة.. بنكسّر أصنام”.. نحن نرغب بالمساهمة في ولادة وطن جديد، وطن حرّ وحقيقي يملكه أصحابه
هُنا (محطة) القاهرة!/ رشا حلوة
| رشا حلوة |
يوم 4 مايو/أيار 2011، أطلقت مجموعة من الأصدقاء المصريين العاملين في المجال الإعلامي راديو “المحطة” عبر شبكة الانترنت من القاهرة، وجاء الإعلان عن الراديو قصداً في يوم عيد ميلاد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. احتفلوا -هم والمستمعين- على طريقتهم الخاصّة والساخرة بهذا اليوم: ” بعد سنين طوييييلة كنا بنقعد نسمع منه نفس الكلام في كل خطاب.. النهارده وفي عيد ميلاده هيقعد مبارك يسمعنا واحنا بنحتفل بأول يوم لينا في راديو المحطة”.
هذه هي الروح الساخرة التي تميز المصريين أينما كانوا وميزت روعة الثورة المصرية منذ 25 يناير؛ الثورة مستمرة والروح الساخرة كذلك.
هكذا، افتتح “المحطة” كلّ من أحمد حربية وأحمد رجب وعلاء القمحاوي ومصطفى المرصفاوي وحاتم خيري وأحمد خير وأحمد أبو الفضل ومحمد المصري والصوت النسائي سارة شومبونجو وأسامة الشاذلي ومهندس الصوت أحمد حسين، بـ 50 ألف مستمع من مصر والعالم العربي. وسائل الإعلام الشعبي كالفيسبوك والتويتر ساهمت في نشر رابط “المحطة” على شبكة الإنترنت وهذا الاحتفال السّاخر في عيد ميلاد الرئيس المصري المخلوع.
في البدء..
في حديث خاص لموقع “قديتا” مع الكاتب والصحفي المصري أسامة الشاذلي، أحد المبادرين لإنشاء “المحطة”، حول اختيار يوم عيد ميلاد الرئيس المخلوع لإطلاق الراديو، قال: “هذا اليوم كان عيداً لاستفزاز الشرفاء في مصر كلّ عام، وأردناه هذا العام عيداً لإسعادهم، واستفزاز الفاسدين”.
أما عن سبب إنشاء راديو “المحطة” فقد كان مرتبطاً بتوقيت آخر يختلف عن التوقيت الذي شهد إطلاقه -عيد ميلاد الرئيس المصري المخلوع- حيث كان من المقرر أن يكن الموعد في بداية شهر فبراير/ شباط 2011 ليشكّل منصّة إعلامية لمعارضة النظام السّابق وكشف فساده بأسلوب ساخر، إلا أنّ ثورة مصر العظيمة وانشغال كافة أعضاء المجموعة، أدّيا إلى تأخر موعد إطلاقه، لكن هذا لا يعني أن “المحطة” لن تستمر في كشف الفساد.
لماذا “المحطة”؟.. يقول الشاذلي: “المحطة في مصر عالم بأكمله، صورة مصغرة للوطن، ونحن نتحدث عن الوطن”.
وقد كانت ولا زالت الأهداف الأساسية التي ترغب مجموعة “المحطة” الإعلامية بالوصول إليها هي -حسبما صرّح الشاذلي- إطلاق العنان والحريّة للحديث عن “عيوبنا ومشاكلنا”، بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد. ويضيف: “يحضرني هنا أحد شعارتنا وهو “المحطة.. بنكسّر أصنام”. نرغب في المساهمة في ولادة وطن جديد، وطن حرّ وحقيقي يملكه أصحابه”.
محطة الحريّة
سوف يبدأ البثّ الفعلي لراديو “المحطة” في الأسبوع الأخير من شهر يونيو/ حزيران، ليكون المحور الأساسي للمحطة المحورَ الأساسيَّ لأي شاب عربي حرّ، يعشق أوطانه ويقدس الحريّة، كما صرّح الشاذلي.
وسوف تشهد “المحطة” يوم إطلاقها الرسمي ثلاثة أقسام: الأول سيكون تحت مُسمّى “براح” وفيه يطلق المبدعون من طاقم “المحطة” أو من خارجها العنان لخيالهم، لنقد أو رصد إحدى الظواهر، من خلال مقطع صوتي في حدود 5 دقائق بشكل ساخر؛ أما القسم الثاني فهو قسم الأخبار ويحمل عنوان “نشرة 9″ ويعتمد بصفة عامة على المفارقة من خلال الأخبار اليومية؛ والقسم الثالث هو قسم المدوّنات ويحمل عنوانًا هو “بلوج توت”، ويتم فيه عرض إحدى المدونات المتميّزة لأحد المُدوّنين مقروءة ومسموعة، ويُنتظر خلال أشهر إضافة اقسام للفنّ والرياضة والحكايات. ويضيف الشاذلي: “كذلك يعد فريق المحطة لمفاجأة كبيرة جداً، ستجعل الراديو محطة لكلِّ الأصوات في العالم العربي”.
المجد للإنترنت
أصبح “الأون لاين راديو” في العالم إجمالاً، يأخذ حيزاً كبيراً ويشكّل منصّة يعبر الشباب فيها عن أنفسهم، من خلال بثّ إذاعي عبر شبكة الإنترنت. لا تحمل جميع هذه الإذاعات دورًا سياسيًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا، إلا أنها تشكّل منصّة بديلة خارجة عن إطار الإعلامي الرسميّ.
لا تفكر مجموعة راديو “المحطة” بأن تحول البثّ من الإنترنت إلى موجة رسمية، وعن هذا يقول الشاذلي: “المستقبل للانترنت، والمجد للانترنت الذي صنعنا به ثورتنا”. ويتمنى أيضاً أن تصل أهمية البثّ الإذاعي الإلكتروني إلى أهمية الشبكة الاجتماعية– الفيسبوك”. بالإضافة إلى أنّ 50 ألف مستمع في اليوم الأول، يكفون ليكونوا ردًّا على كلّ من يدّعي أنّ زمن الراديو قد ولّى. أما عن حُلم “المحطة”، فيقول الشاذلي: “أن نغلقها ذات يوم لنستمتع بالإنتقال بين جنبات وطن عربي حرّ”.
راديو “المحطة”:
