الطريق الى مارون الراس/ رنا حدّاد
اجتاحني غضب عميق عندما رأيتُ النساء المُسنات اللواتي شاركن في المسيرة التي تحولت إلى مظاهرة؛ كنت أنظر إليهنَّ وأسأل نفسي: تُرى ما الذي يحمل سيدة في السبعينيات من عمرها على حضور مظاهرة كهذه؟
الطريق الى مارون الراس/ رنا حدّاد
|رنا حدّاد|
كان يوم الزحف إلى فلسطين بمثابة صرخة للتأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني مُتشبث بحقه في الأرض وبحقّه في العودة حتى بعد 63 عامًا. من منا لم يتأثر برؤية المشاهد في مجدل شمس وبالمشاهد على الحدود اللبنانية؟ قُتل عشرة أشخاص ولم نسمع بتحرّك لبناني أو عربيّ. لم يعد الأمر مفاجئًا فقد اعتدنا هذا التخاذل العربي تجاه الفلسطينيين.
كنت من ضمن المشاركين في المسيرة إلى مارون الراس من الجانب الفلسطيني. للأسف لم يستطع المشاركون الوصول إلى مارون الراس، فكانت الشرطة الإسرائيلية تتصدّى لهم. كان معظم المتظاهرين من الشباب الذين عزموا على عدم ترك المكان، فاعتقل البعض وضُرب البعض الآخر.
يُشعرك بالحزن أحيانًا أن ترى أصدقاءك يتعرّضون للمهانة، وعندها اجتاحني هذا الغضب العميق ليتحوّل إلى غصّة، عندما رأيتُ النساء المُسنات اللواتي شاركن في المسيرة التي تحولت إلى مظاهرة؛ كنت أنظر إليهنَّ وأسأل نفسي: تُرى ما الذي يحمل سيدة في السبعينيات من عمرها على حضور مظاهرة كهذه؟
كنت أتامّلهنّ وهُنّ جالسات على السّور وخاطرهنّ مكسور. كنت أريد أن أسال إحداهنّ: كيف تعرّضين نفسك للخطر بالمشاركة في مظاهرة كهذه؟ ولكنّ الكلام هرب مني وشعرت بالخجل منهنّ.
صرتُ أفكّر في أصدقائي الذين فضّلوا عدم المشاركة في المسيرة خوفًا من أن تتطوّر إلى اشتباكات مع الجيش. فكرتُ بالشباب الذين اختاروا الذهاب إلى “طلعة العذرا”؛ فكّرتُ في كلِّ شخص يرى أنّ المظاهرات هي مهزلة أو وسيلة غير مُجدية.
من السّهل أن ينجرف الإنسان في حياته اليومية وأن يتركّز في همومه الشخصية ويتناسى أنّ النكبة ليست مُجرّد سنين نعدّها في مسيرات سنوية. قد يرى البعض أنّ العودة حلم ورديّ جميل ولكنه صعب للتطبيق- إلا أنه حق.
بعد هذا اليوم الثقيل على القلب اختلطت عليّ المشاعر فأخذتُ أغني:
“يا ديرتي مالك علينا لوم ..
لا تعتبي لومك على من خان..
حِنا روينا سيوفنا من القوم..
مثل العدو ما نخسرك باثمان.”
27 مايو 2011
كلام كتير حلو رنا وموقفك كمان ايجابي ياريت الكل يكون متلك
24 مايو 2011
وعلنا ان تطرح الكثير من الاسئلة وتساؤلات عما جرى في هذه المظاهره !!!!!
شكرا رنا
سهير
24 مايو 2011
مجرد هاوية..
لم أفهم ماذا تريدين أن توصلي للقراء غير كونك كنت في تلك المسيره
23 مايو 2011
الحروف تنبض بصوتك الإنساني يارنا
أسمع أسئلتك العميقة من بين الكلمات الصامتة
ما يدفع السيدات الأمهات السبعينيات هو ايمانهم بالحق
23 مايو 2011
رائع يا رنا ..
كلام سليم …
حقيقي…..