مؤتمر “المناهج والهوية” يكشف تفاصيل جريمة تدمير اللّغة العربيّة وصهينة الطلاب العرب
معطيات خطيرة حول الأخطاء اللّغويّة والإشكاليّات المضامينيّة الجوهريّة في كتب التدريس المقرّة من وزارة المعارف الإسرائيليّة للصفوف من الثالث إلى الثامن
مؤتمر “المناهج والهوية” يكشف تفاصيل جريمة تدمير اللّغة العربيّة وصهينة الطلاب العرب
|خدمة إخبارية|
كشف مؤتمر “المناهج والهويّة” الذي نظّمته جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الجمعة الماضي في فندق “بلازا” في مدينة الناصرة، عن معطيات خطيرة حول الأخطاء اللّغويّة والإشكاليّات المضامينيّة الجوهريّة في كتب التدريس المقرّة من وزارة المعارف الإسرائيليّة للصفوف من الثالث إلى الثامن، حيث أظهر البحث الذي الطاقم الأكاديميّ لمشروع “المناهج والهويّة”، عن وجود أكثر من 16000 خطأ لغويّ، وعن منهجيّة واضحة لتشويه الهوية الوطنيّة والثقافيّة- الحضاريّة للطالب العربيّ من خلال ارتكاز مناهج التاريخ والموطن والجغرافية وحتى كتب اللّغتين العبريّة والإنجليزيّة على التاريخ اليهوديّ والتوراتيّ والرواية الصهيوينيّة الرسميّة، وإنكارها التامّ لوجود الشعب الفلسطينيّ، واحتوائها على وجهة نظرٍ استشراقيّة تحطّ من مكانة الحضارة العربيّة.
الجلسة الأولى للمؤتمر: عرض المعطيات الخطيرة للبحث
افتتح الجلسة الأولى للمؤتمر مركّز مشروع “المناهج والهويّة”، إياد برغوثي، مرحّبًا بالحضور ومؤكّدًا على خصوصيّة المشروع الذي لم يكتفِ بالتشخيص العام لأوضاع المناهج والكتب الدراسيّة، بل تعامل مع هذه الكتب تفصيليّا، كلمة كلمة، وما وراء الكلمات والنصوص من إيدلوجيّات وسياسات تربويّة. وأكّد برغوثي أنّ المشروع جاء ليكمّل ويوسّع ما بدأته الجمعيّة في مشروع “تعلّموا العربيّة وعلّموها الناس” الذي كشف عن آلاف الأخطاء في كتب الطفولة المبكرة والصفّيْن الأوّل والثاني، حيث اكتفت وزارة المعارف بإلغاء الكتب المليئة بالأخطاء دون أن تراجع وتلغي كتب المراحل التعليمية الأخرى، التي لم يبحثها المشروع الأول، ودون أن تحدث تغييرًا بنيويّا في إجراءات تصديق الكتب.
“لا وجود للشعب الفلسطيني!”
كانت المداخلة الأولى في المؤتمر لد. جوني منصور، الذي راجع كتب تدريس التاريخ للصفوف من الثالث حتى الثامن، حيث أكّد أنّ هذه الكتب “تركّز على وجود تواصل تاريخيّ لليهود بفلسطين، وتتجاهل وتنكر بشكل كامل متعمّد وجود الشعب العربيّ الفلسطينيّ في فلسطين من ناحية تاريخيّة ومن ناحية ارتباطه بهذه الأرض”، وأنّ هذه الكتب “استخدمت، بصورة منهجيّة، تسميات عبريّة بدلا من التسميات العربيّة المعروفة في السياق التاريخيّ؛ فاسم القدس غير مستعمل وحده إلا موصولاً بـ “أورشليم”، وأحيانا كثيرة الاسم “أورشليم” فقط”.
وأشار د. جوني منصور إلى أنّ هذا التوجّه التربويّ يساهم في توجيه الطالب العربيّ إلى فهم وإدراك أنّ الشعب اليهوديّ هو صاحب الأرض، وأنّ بقيّة الشعوب التي مرّت في فلسطين كانت مؤقّتة أو عابرة أو طارئة، كما أنّ هذا التوجّه، يفتقر إلى أبرز أسس بناء الهويّة الانتمائيّة للطالب العربيّ الفلسطينيّ، بحيث أنّه لا يدرس تاريخه، ولا يعرف تفاصيل تاريخه، فيما يعرف تاريخ اليهود بتفاصيل كثيرة وثقيلة على ذاكرته.
“الشعب اليهوديّ عاد إلى وطنه الخالي بعد ملاحقته واستهدافه!”
وفي سياقٍ متّصل، أكّد منصور أنّ هذه الكتب تصوّر سكّان البلاد بـ “الطوائف” أو “الشعوب الأخرى”، نافين عنهم مركّب القوميّة أو “شعب” أو “أمّة”، في حين تمّ التركيز على أنّ اليهود هم شعب، وأنّهم شعب مستهدف وضحيّة على مدى الأجيال وفي كلّ مكان وصل إليه ابتداء من فلسطين ومرورا باليونان القديمة وروما وأوروبا العصور الوسطى، وأنّ اليهود ناضلوا من أجل بقائهم، وهم قد عادوا إلى وطنهم الأصليّ، ولا توجد أيّ إشارة إلى نضال شعوب أخرى من أجل استقلالها أو بقائها.
“العرب والمسلمون لم يساهموا في الحضارة الإنسانية!”
وأشار د.منصور أيضًا إلى أنّ الكتب تحمل في جنباتها أفكارا نمطيّة كولونياليّة ورأسماليّة تُمجّد الحضارة الغربيّة وتحطّ من مكانة ودور الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وذلك بصورة ناعمة للغاية من خلال إغفال مساهمات العرب والمسلمين في تطوير الحضارة الإنسانيّة، بينما جرى إبراز مساهمات الغرب في ذلك.
وانتقد منصور منهجيّة الكتب في الإكثار من المعلومات بهدف تحويل دماغ الطالب إلى مخزن ومستودع للمعلومات، وعدم اعتماد أساليب تحليليّة واستنتاجيّة، بل إقراريّة لخلق طالب عربيّ إسرائيليّ خاضع للفكر الإسرائيليّ وجاهل لتاريخه.
“السهل الساحلي كان خاليًا من السكان إلى أن جاء اليهود وجفّفوا مستنقعاته!”
في مداخلته حول كتب الموطن والجغرافيا، كشف الأستاذ نبيل الصالح أنّ فحص ومراجعة الكتب في هذين الموضوعين يظهر أنّ هذه الكتب تشمل نهج اجتزاء المعلومات وتفادي تناول ملابسات التطوّر التاريخيّ للكثير من مركّبات الواقع معتبرًا أنّ إخفاء المعلومات عن تغيّر المشهدين الديموغرافيّ والجغرافيّ، على الأقلّ، تشويهٌ للحقيقة الموضوعيّة.
وأورد الصالح مثالا على هذا النهج: “عند ذكر عدد سكّان إسرائيل عند قيام الدولة يبدأ التاريخ منذ سنة 1948، أي بعد قيام إسرائيل، فحقيقة كون العرب أكثريّة حتى 1948، ثمّ تحوّلهم إلى أقليّة بعد النكبة غائبة تمامًا”.
“ليس لديك انتماء قوميّ، فقط مواطنة إسرائيليّة وبلدة!”
وأشار الصالح إلى أنّ الكتب تحاول إقناع الطالب بأنّ انتماءاته الأهمّ هي انتماء المواطنة (إسرائيليّ) ثم الانتماء الجهويّ إلى منطقة بعينها (جليل، نقب، الخ…)، ثمّ الانتماء المحلّيّ إلى بلدة ما، ولم يُذكر الانتماء القوميّ أو الإثنيّ أبدًا. وأكّد أنّ المسعى الأبرز لهذه الكتب هو الإسهام في جعل التلميذ يذوِّت مفاهيم المواطنة “الصالحة” في إسرائيل، وجعله يشعر بأنه فرد مساو للآخرين في حقوقه وواجباته، مع أن واقع المواطنين العرب في إسرائيل بعيد جدّا عن ذلك.
“لا تمييز ضد العرب في إسرائيل!”
وتطرّق الصالح إلى الخطاب العلميّ للكتب، حيث تستعمل تسمية “أرض إسرائيل” للدلالة على فلسطين، وأنّ بعض الكتب تشير إلى الفلسطينيّين في إسرائيل بـ “غير اليهود”، وتشير إلى أسماء الأماكن بالعبرية كجزء من سياسة تهويد المكان بتهويد أسمائه، كما يُلاحظ عدم دقّة في المعلومات التي تتطرّق إلى المواطنين العرب.
وأشار صالح إلى أنّ الأمثلة عن التمييز، لا سيّما الجماعيّ، تأتي عادةً من دول غير إسرائيل (الأفارقة الأمريكيّون في أمريكا واليهود في أوروبا)، مع أنّ العرب وآخرين في إسرائيل يعانون من نفس حالات التمييز المذكورة. وهناك تطرّق إلى التمييز ضدّ، بينما لا يُذكر أيّ شيء عن التمييز ضدّ العرب في إسرائيل.
وأوضح صالح أنّ ثمّة محاولة واضحة لتكريس المقولة الصهيونيّة التي تدّعي أنّ فلسطين كانت أرضًا بدون شعب، فها هو السهل الساحليّ يصوّر على أنّه منطقة قطنها خلال معظم فترات التاريخ البشريّ سكان قلائل سكنوا في أماكن معدودة، هنا لابد من الإشارة إلى أنّ هذه الرواية شبيهة بروايات المستعمرين في جميع أنحاء العالم.
“العرب غرباء وأصلهم من الصحراء“
وقام مدير الجلسة بتقديم تلخيص مقتضب للمراجعة التي أجراها الباحث نبيه بشير حول كتب تدريس اللّغة العبريّة، والتي كشفت عن الشخصيّة التي تسعى هذه المناهج لتشكيلها من خلال كتب اللّغة العبريّة، حيث تسعى هذه الكتب أيضًا إلى التأكيد على يهوديّة فلسطين بصورة كبيرة للغاية عبر صور تعبيريّة والاستعانة بأسماء توراتيّة للأماكن والبلدات وتضاريس البلاد، وأنَّ العرب سكّان فلسطين هم غرباء عنها إذ إنَّ موطنهم الأصليّ هو الصحراء، والاستعانة بقصص توراتيّة مجتزأة ومنقوصة بغية ملاءمتها مع “الخط التحريريّ” الفكريّ الاستشراقيّ للكتّاب؛ وأنَّ صورة العربيّ وشخصيّته تستندان إلى البُعد الماديّ فقط للحياة، بينما تقوم صورة اليهوديّ وشخصيّته دومًا على البُعد الروحانيّ (الأنموذج الاستشراقيّ الثنائيّ المعروف: غرب- شرق، روح- مادة، مشاعر- عقل)؛ وعلى المستوى الاجتماعيّ فالشخصيّات المذكورة عمومًا هي شخصيّات مجرّدة ولا تربطها علاقات اجتماعيّة أو أسريّة بتاتًا، وإن ظهرت مثل هذه العلاقات فإنها علاقات عدائيّة محضة: بين الأبناء وبين أنفسهم. أخطاء قليلة بالعبريّة، ولكنّها أخطاء فاضحة وهائلة بالعربيّة.
“الحلم الأمريكي“
من جهته، أشار د. حنا جبران إلى أنّ كتب التدريس المستعملة في اللغة الإنجليزيّة هي نفسها للطلاب العرب واليهود، والغالبيّة العظمى من مؤلّفات وكاتبات الكتب التدريسيّة لغتهنّ الأمّ هي الإنجليزيّة، ويمكن الجزم تقريبا أنّ جميع مؤلِّفات الكتب من غير العرب، كما أوضح أنّ منهاج اللغة الإنجليزيّة يدعو الطالب إلى الاندماج في لغة وحضارة لغة الهدف، أي الحضارة الأمريكيّة، بغضّ النظر عن منشئه وجنسه وثقافته، وقال إنّ “هذا التجاهل للمنشأ يجعلنا نتساءل إذا كان الطالب العربيّ واليهوديّ يقفان على نفس خطّ الانطلاق في مسيرتهما للاندماج وتعلم لغة وحضارة شعب الهدف؟”.
وانتقد د. جبران مضامين الكتب الموجّهة للطلاب من الطبقات الغنيّة، وتركيزها على الحياة الاستهلاكيّة و”الهوليوودية”، وتجاهلها التامّ للأسماء العربيّة، بينما تذكر أبطال وتاريخ وجغرافيا يهوديّة، كما تذكر المتاحف والفنّ الغربيّ والمدارس اليهوديّة، وتهتم بقضايا تختصّ بهجرة اليهود إلى إسرائيل عام 1946! (فلسطين لم تذكر أبدًا). وعرض د. حنا جبران في نهاية مداخلته نماذج لأخطاء لغويّة في القواميس المرفقة للكتب، رسمت ابتسامة ساخرة وقلقة على وجوه جمهور المؤتمر.
16225 خطأ، على الأقلّ، في الكتب التي صدّقتها وزارة المعارف!
وفي الفقرة الأخيرة للجلسة الأولى، قدّم د. إلياس عطا الله المعطيات التي نتجت عن رصد ومسح الأخطاء في كتب الصفوف الثالثة حتى الثامنة، مؤكّدًا أنّ العدد الفعليّ للأخطاء يفوق هذه المعطيات بكثير، إذ قرّر خلال الرصد عدم عدّ أخطاء معينة لكثرتها، ولهذا إشارات في التقريرِ الموسّع المقدَّم إلى جمعيّة الثقافة العربيّة، وهو تقرير من مائتين وسبع وعشرين صفحة.
وقدّم د. إلياس عطا الله، خلال مداخلته، شرحًا حول أنواع الأخطاء، في الصّرف والنّحو والإملاء واللّغة والتّرقيم والأصوات والضّوابط، موردًا نماذج فعليّة وأمثلة من الكتب، مشيرًا إلى سياسة إغراق الطلاب العرب بالأخطاء اللّغوية بشكل يصعب تقويمه. وللمقارنةِ، عرض خمسة أخطاء فقط في كتابين راجعهما لتدريس العربيّة في الأردنّ.
تلخيص إجماليّ للأخطاء وتوزيعها على علوم العربيّة وفقًا لسلسلة الكتب:
-1-
مجموعُ الأخطاءِ في كلِّ الكتبِ |
||
السّلسلة |
عدد الكتب المراجعة |
عدد الأخطاء |
خطوات حديثة في الرّياضيّات |
4 |
3189+ |
بواكير في الحساب والهندسة |
7 |
2569+ |
هوامش البواكير |
1774 |
|
القراءة الحديثة |
2 |
354 |
أنا أقرأ أنا أفكّر |
3 |
1162+ |
الرّائد |
7 |
2922+ |
المختار من الأدب العربيّ، والجديد في القواعد |
3 |
316 |
كتب التّاريخ والجغرافيا |
3 |
3939 |
29 |
16225+ |
-2-
توزيعُ الأخطاءِ وَفقَ نوعِها |
|
النّوع |
عدد الأخطاء |
النّحو |
1240 |
الصّرف |
328 |
الإملاء والتّرقيم |
11787(+) |
اللّغة/ المعجم والأصوات |
823+ |
الطّباعة |
263(+) |
مجموع الأخطاء المصنّفة وفق العلوم |
14451(+) |
أخطاء الهوامش غير المصنّفة وفق العلوم |
1774 |
مجموع الأخطاء |
16225 |
الجلسة الثانية للمؤتمر: تعقيبات على الأبحاث
أدارت الفنّانة والمربية أميرة الديك، عضو مجلس إدارة الجمعيّة، الجلسة الثانية للمؤتمر، التي خُصّصت للتعقيبات على الأبحاث وبحث سبل العمل فيما بعد المؤتمر.
أ. د. أمارة: استقلاليّة في التعليم تحدٍّ يحتاج إلى موارد بشريّة وماديّة هائلة
تحدّث البروفيسور محمد أمارة، رئيس المجلس التربويّ العربيّ، حول سياسة تشويه الهويّة وبناء العربيّ الجديد وفق المنهج الإسرائيلي الصهيونيّ الذي يشتقّ منه أيضًا التعامل مع مفهوم المواطنة. وأشار أمارة إلى الإشكاليات في المنظومة القيميّة للتعامل مع القضايا الاجتماعية. كما اعتبر العمل الذي قامت فيه جمعيّة الثّقافة العربيّة عملاً نوعيّا كبيرًا، ومؤكّدًا أن مساعي تحقيق الاستقلاليّة في التعليم تعني خطرًا على دولة إسرائيل وأنّها تحتاج إلى موارد بشريّة وماديّة هامّة وكبيرة.
زيدان: يجب تحدّي إشكاليات المضامين الكاذبة
واعتبر السيّد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا، أنّ اللّغة هي العمود الفقري لكل أمّة، ودعا إلى توحيد طاقات كلّ الهيئات الفاعلة لتحدّي الإشكاليّات الناتجة عن مضامين التعليم التي تحوي الكذب والتشويه، خصوصًا تلك المرتبطة بالهويّة واللّغة.
المحامي فؤاد سلطاني: إنجاز تربويّ فريد من نوعه
من جهته، حيّا نائب رئيس الاتحاد القطريّ للجان أولياء أمور الطلاب العرب، المحامي فؤاد سلطاني، جمعيّة الثّقافة العربيّة على هذا الإنجاز العظيم، معتبرًا إياه فريدًا من نوعه وغير مسبوق، في مساعي فضح السياسة التربويّة المشوّهة لهويّتنا ولغتنا. وأكّد أنّ مجتمعنا لديه قوة لا يستهان بها وإذا عرفنا كيفيّة التصرّف يمكننا أن نواجه هذه الإشكاليّات التربويّة ونغيّر الواقع.
توصيات المؤتمر؛
وبعد تعقيبات المشاركين في الجلسة الثانية قام الأديب حنا أبو حنا، الرئيس السابق لإدارة جمعيّة الثّقافة العربيّة، بقراءة توصيات المؤتمر، والتي جاءت على النحو التالي:
1. يحمّل مؤتمر”المناهج والهويّة” وزارةَ المعارف، وقسم تصديق الكتب الدارسيّة، ومؤلّفي الكتب، أفرادًا وطواقم، والمراجعين، وقسم المناهج وما يلحق به من أجسام مخوّلة لوضع كتب تدريسيّة، والمفتّشين ذوي الصلّة، مسؤولية وجود آلاف الأخطاء اللّغويّة في الكتب الدارسيّة.
2. يوصي المؤتمر الجهات المسؤولة بوضع معاييرَ واضحة بشأن تصديق الكتب الدراسيّة، تشارك في وضعها المؤسّساتُ العربيّة وخبراء في الموضوع، تضمن مضمونًا تربويّا لائقًا ولغةً عربيّةً سليمة، وتراعي الذوقَ الجماليّ وجَوْدَة الطباعة.
3. يوصي المؤتمر بإلغاء الكتب الدراسيّة التي تعجّ بالأخطاء اللّغوية، وبخاصّة تلك المخصّصةَ لتدريس اللّغة العربيّة، واستبدالها بكتب جديدةٍ ذات لغة سليمةٍ ومنهج تربويّ معاصر.
4. يوصي المؤتمر بتصحيح الأخطاء اللّغوية في الكتب التي تحوي أخطاءً لغويّة معدودة، وبسحبِ النسخ الموجودة في المكتبات لاستبدالها بنسخ جديدة خاليةٍ من الأخطاء.
5. يوصي المؤتمر بتشجيع المعلّمات والمعلّمين العرب، من شتى حقول التعليم، على المشاركة في الدورات المهنيّة في مجال اللّغة العربيّة السليمة.
6. يوصي المؤتمر، في حال عدم تطبيق توصياته بعد الاتصال مع الجهات المسؤولة، بالتوجّه للقضاء لفرض تصويب الأخطاء وتصحيح الغبن القائم.
7. يؤكّد المؤتمر على أهميّة تحقيق مطلب الاستقلاليّة التربويّة والثقافيّة للمجتمع العربيّ الفلسطينيّ داخل إسرائيل، كحقّ جماعيّ ومطلبٍ إستراتيجيّ تؤيّده الغالبيّة العظمى من مجتمعنا، ويشكّل الضمان لإعادة صياغة المناهج وأهدافها وقيمها وتحويلِها من مشوِّهة للهويّة إلى مُشَكِّلةٍ وبانية لها.
8. يوصي المؤتمر هيئات ومؤسّسات مجتمعنا، التربويّةَ والأهليّةَ والسياسيّةَ، ولا سيما لجانِ أولياء الأمور، والمجلسِ التربويّ العربيّ، ولجنة المتابعة العليا، والجمعيّات الأهليّة الفاعلة في قطاع التربية، وقيادات المعلّمين، على توحيد الجهود العمليّة لدعم مطلب الاستقلاليّة التربويّة، من خلال طرح الرؤى والمناهج والكتبِ البديلة في مجال اللّغة العربيّة، التاريخ، الجغرافيا، والمدنيّات على وجه الخصوص.
9. يوصي المؤتمر بأن تكون رؤى وأهداف المناهج الجديدة طامحةً لخلق إنسان عربيّ فلسطينيّ مبدعٍ ومنتمٍ وواعٍ لهويته وذاته وتاريخه، ومتمسّكٍ بلغته وثقافته وبالقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، ومنفتحٍ على ثقافات العالم وحضاراته وتاريخ العلوم والآداب.
10. يوصي المؤتمر بأن تقوم لجنة أولياء أمور الطلاب العرب بدورها في إيصال أبحاث هذا المؤتمر وتوصياته إلى جماهير شعبنا لتساند المعركة لإنقاذ أجيالنا والأجيال القادمة من هذه الحالة الظالمة.
11. يوصي المؤتمر بأن تبادر لجان أولياء أمور الطلاب إلى ممارسة حقّها في إعداد النسبة المتاحة من موادّ التدريس بما يعوّض طلابنا عمّا حرموا منه.
12. يوصي المؤتمر جمعيّة الثّقافة العربيّة بالعمل على التأليب والمرافعة الدوليّيْن أمام المؤسّسات واللجان الأمميّة والإقليميّة المهتمّة بقضايا التربية والتعليم، من أجل كشف سياسات تشويه اللّغة والهويّة التي تمارسها دولة إسرائيل تجاه الطلاب العرب، والضغط من أجل تغيير السياسات التربويّة في هذا الشأن.
يشار إلى أنّ الجمعيّة كانت أعدّت تقريرًا إجماليّا تلخيصيّا للمشروع- والمشروع بدعم مؤسّسة “التعاون”- وللتقارير المفصّلة التي قدّمها الباحثون، ولقد وزّع على جمهور الحاضرات والحاضرين.
لتحميل ملخّص البحث يُرجى زيارة هذا الرابط