“خادم السيّدين”.. خدم المسرحيّة والعمل!/ مطانس فرح
فاجأني حليحل إيجابيًّا، كعادته، وقدّم عرضًا رائعًا. وقد أضفى بصمة واضحة وهامّة على العمل المسرحيّ، وساهم مساهمة حاسمة في إنجاحه
“خادم السيّدين”.. خدم المسرحيّة والعمل!/ مطانس فرح
|مطانس فرح|
لقد تسنّى لي أن أشاهد عرض مسرحيّة «خادم السيّدين» الأوّليّ، المخصّص للصِّحافيّين، مساء يوم الثلاثاء الأخير، في قاعة مسرح «الميدان»؛ ذلك العمل المسرحيّ الضخم الذي جمع ثمانية ممثّلين، أبدعوا من خلاله في تقديم أفضل ما عندهم.
شاهدت عملًا مسرحيًّا رائعًا، حوى جميع العناصر الهامّة لإنجاح أيّ عمل مسرحيّ: الكاتب الإيطالي چولدوني، المخرج منير بكري، وطاقم ممثّلين من أبرز فنّاني الكوميديا. لقد كان اختيار الممثّلين صائبًا؛ فكلّ منهم جسّد الشخصيّة بكلّ حِرْفيّة ومِهْنيّة وإتقان، وأخذك معه إلى حيث يجب أن تكون.
ولكنّك من الصعب ألّا تقف -بشكل خاصّ- عند تمثيل الفنّان المبدع عامر حليحل وأدائه، إذ يفاجئك، دائمًا، بتقديم شيء جديد، مميّز، ولا يقلّ عمّا قدّمه في أعماله المسرحيّة السابقة، بل يتفوّق به ويتميّز من جديد، ويُبهرك بأدائه الرائع.
فاختيار حليحل لتجسيد دور الخادم، تروفلدينو، في مسرحية «خادم السيّدين» كان صائبًا وموفّقًا إلى أبعد الحدود، فكأنّ الدور كُتب -خصيصًا- له.
لا يُمكنك ألّا تنتبه -أو ألّا «تقودك» حواسّك كلّها- إلى متابعة عامر حليحل منذ اللحظة الأولى لظهوره على المسرح؛ إذ تتسمّر في مقعدك وتتابع كلّ حركة من حركاته، وتنصت إلى كلّ جملة من جمله؛ تمثيله كان احترافيًّا وشاملًا إلى أبعد الحدود، جامعًا بين فنون كثيرة؛ إذ برع في التمثيل الإيمائيّ، وفي الارتجال على المسرح، أيضًا.
فاجأني حليحل إيجابيًّا، كعادته، وقدّم عرضًا رائعًا. وقد أضفى بصمة واضحة وهامّة على العمل المسرحيّ، وساهم مساهمة حاسمة في إنجاحه.
أبدع عامر في تجسيده دور الخادم، فبتجسيده هذا الدور لم يخدم سيّدين فقط.. بل خدم، فعلًا، المسرحيّة والعمل بأكمله.
(حيفا)