احتفالية فلسطين للأدب تنهي عامها الرابع مع قنابل الغاز!
اختتام الاحتفالية رغم محاولة قوات الاحتلال منع ذلك ■ قوات احتلالية تحاول تفريق الأمسية في سلوان ■ سويف: الاحتفالية أتاحت للكتّاب أن يعيشوا تجربة فلسطينية حقيقية، وأن يعيشوا الحياة الفلسطينية والحواجز
احتفالية فلسطين للأدب تنهي عامها الرابع مع قنابل الغاز!
|خدمة إخبارية|
القدس المحتلة- رغم إجراءات الاحتلال وقنابل الغاز، اختتمت أول أمس “احتفالية فلسطين للأدب 2011″ في خيمة الاعتصام بحي البستان في سلوان. وقد اندلعت مواجهات قبل بدء أُمسية الختام بين الشبان من أهل الحي المهدد بالاستيطان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أمام المكان الذي اختاره المهرجان الأدبي الفلسطيني العالمي موقعاً لاختتامه. وقد تعمدت قوات الاحتلال استفزاز الشبان الذين تجمهروا في الأصل لحضور أُمسية الختام وأطلقت قنابل غاز عند باب الخيمة. وقد وقعت حالات إغماء وهلع وإصابات بعد إلقاء قنابل الغاز وإطلاق الجيش الإسرائيلي للرصاص، ومن المصابين مراسلة “راديو سويسرا”، نيغار جوزيفي.
بدأ حفل الختام متأخراً بساعتين تقريباً بعد أن فرضت قوات الاحتلال حصاراً على الطرق المؤدية إلى خيمة الاعتصام ومنعت السيارات من الوصول، وقد شق الكتّاب طريقهم بين الإطارات المحروقة والحجارة التي تسد الشوارع ورائحة الغاز ووصلوا إلى الخيمة رغم تواجد قوات الاحتلال.
في خيمة اعتصام سلوان: مقاومة الكتابة
ووسط الجو المشحون بعنف قوات الاحتلال، وبقايا رائحة الغاز، وتحذيرات من تواجد قناصة إسرائيليين على التلة المقابلة؛ بدأت أُمسية ختام “احتفالية للأدب 2011″ بكلمة لمؤسسة الاحتفالية الروائية أهداف سويف التي أصرّت على الوصول إلى خيمة الاعتصام ورفضت تغيير مكان حفل الختام. وقالت سويف إنّ احتفالية فلسطين للأدب “أتاحت للكتّاب أن يعيشوا تجربة فلسطينية حقيقية، وأن يعيشوا الحياة الفلسطينية خلال ستة أيام تنقلوا فيها بين المدن الفلسطينية وعرفوا الحواجز العسكرية وزوّدتهم بتجربة لن يعيشوها في أي مكان آخر”. الشاعرة الهندية مينا ألكسندر التي “عاشت في بلد قاوم الاستعمار والكولونيالية وأنا الآن في بلد ما زال يقاوم” قرأت قصائد كتبتها أثناء إقامتها في البلدة القديمة في القدس؛ تتحدث فيها عن البوابات السبع للبلدة القديمة. فيما قرأ الكاتب الصحافي غاري يونغ مقطعاً من كتابه “لا مكان مثل المنزل” يتحدث فيه عن قصة الشاب الأسود فرانك، الذي جلس في أحد المطاعم المخصصة للبيض في زمن الفصل العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصر أن يُخدم كالبيض الآخرين. وقرأ الشاعر نجوان درويش بعض القصائد وفي إحداها رد على مقولة “ها قد عدنا يا صلاح الدين” التي قالها جنرال الاحتلال الفرنسي غورو أمام قبر صلاح الدين الأيوبي عند احتلال دمشق عام 1920: “سأَقف يوماً وأَقولها/ أَنا الكرديُّ سأَقف يوماً/ وأَقولها أَنا الأَمازيغيُّ صوتك/ سأَقف يوماً أَنا العربيُّ الذي تعرفه/ سأَقف يوماً وأَقولها: ها قد انصرفوا يا صلاح الدين”. أما أستاذ الدراسات الثقافية في جامعة القدس باسم رعد فقد قرأ مقتطفاً من إحدى كتبه يتناول فيه حقيقة وجود مدينة داود تاريخياً في حي سلوان وفق آخر المكتشفات الأثرية، حيث يشرع الإسرائيليون حالياً في بنائها. وأخيراً تحدثت الكاتبة البريطانية بيديشا عن مشاهداتها في الأسبوع الماضي أثناء تجوالها في فلسطين كما قرأت جملاً من نصوص كتبها الطلاب الذي شاركوا في ورش العمل التي قدمتها في جامعة بيرزيت.
في النهاية، قدّمت فرقة الراب الفلسطينية “دام” عرضاً موسيقياً لبعض أغانيها، التي لم تكن كلماتها بعيدة عن أجواء المواجهات مع قوات الاحتلال أمام خيمة الاعتصام في سلوان. وقال أحد أعضاء الفرقة “يبدو أن الغاز المسيل للدموع سبب لنا حالة من النشوة… فمن الغريب أن تستمع في القدس إلى حديث شخص مصري وإلى لهجة مصرية، وإلى كتّاب من الهند وبريطانيا وآخرين من أصول افريقية”.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت عام 2009 “احتفالية فلسطين للأدب” من إقامة حفل ختامها في القدس. وقد جاءت أُمسية ختام الاحتفالية لهذا العام، بعد ستة أيام تجول فيها الكتّاب والفنانون في مدن فلسطينية هي القدس ورام الله والناصرة وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين، وأُقيمت خلالها ورش عمل في جامعات بيرزيت وبيت لحم والخليل والنجاح والقدس، إضافة إلى عروض موسيقية وقراءات شعرية. وقد شارك في احتفالية هذا العام مجموعة من الأسماء الفلسطينية والعالمية مثل الكاتبة الأمريكية الإفريقية الشهيرة أليس ووكر صاحبة كتاب “اللون البنفسجي”، والكاتب والصحافي غاري يونغ، والشاعرة الهندية مينا ألكسندر، والروائي وكاتب السيناريو ريشتارد برايس، والروائي الباكستاني محمد حنيف، ومؤسِسة دار نشر “فيراغو” أورسولا أوين، والكاتبة والمذيعة البريطانية بيديشا، وكاتبة السير الذاتية آن تشيزم، والشاعر المكسيكي مارك غونزالس، والمترجمة ومنظمة المهرجانات جيراليدن داميكو، ورئيس مهرجان “هاي فيستفال” للأدب بيتر فلورنس، والكاتب جون مكارثي، والروائية الأمريكية لورين آدمز. ومن فلسطين شارك الشعراء نجوان درويش ونتالي حنضل وأسماء عزايزة وطارق حمدان والروائيان أكرم مسلم وعلاء حليحل والكاتبان والأكاديميان غادة الكرمي وباسم رعد، والمصمم الغرافي معزّ أنور والمحررة تالين فوسكاريتشيان، والكاتبة والمهندسة المعمارية سعاد العامري، والفنانون مضاء المغربي وتانيا ناصر وريما ترزي.