محمود شقير يفوز بجائزة محمود درويش للثقافة والإبداع
“تتكشّف فلسطين، في مأساتها وصمودها وآفاقها، في كتابات محمود شقير كلها: فهي ماثلة في حكايات الإنسان المقهور الذي يستولد الأمل، وفي التمسّك بعالم القيم، إذ لا تقدم ولا ارتقاء ولا أمل من دون فلسطيني يرى في الدفاع عن قضيته تجسيداً للقيم الإنسانية الإيجابية المتنوعة”
محمود شقير يفوز بجائزة محمود درويش للثقافة والإبداع
|خدمة إخبارية|
منحت جائزة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للثقافة والإبداع لهذا العام- 2011 لكل من الكاتب الاسباني خوان جويتيسيلو والأديب الفلسطيني محمود شقير. وهي جائزة سنوية تبنتها المؤسسة عام 2010 باسم جائزة محمود درويش، حيث منحتها للمرة الأولى العام الماضي لكل من الكاتبة المصرية أهداف سويف والكاتب الجنوب أفريقي برايتن برايتنباخ. نذكر أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر في عام 2008 مرسومًا قرّر بموجبه إنشاء “مؤسّسة محمود درويش” ويرأسها حاليا ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كلمة اللجنة في محمود شقير
لم يفصل محمود شقير (مواليد القدس ـ 1941)، منذ عقود أربعة، بين الكتابة الأدبية المبدعة وأخلاقية الثقافة، مؤكداً القيم الثقافية منهجاً في الحياة. ولعلّ الربط النزيه بين الثقافة ودورها النقدي هو الذي جعل منه أديباً مختصاً، يحاور القصة القصيرة ويسائل إمكانياتها المختلفة، ومثقفاً عاماً متحزّباً، ينقد الواقع ويساجله بأدوات ثقافية.
اِنتمى شقير، منذ بداياته، إلى النسق الأدبي الفلسطيني، الذي رأى في الثقافة الديمقراطية نهجاً في النهوض والمقاومة، وفي الإنسان الواعي لإمكانياته مبتدأ لكل مشروع تحرري محتمل. ولعل الإيمان بوضع الإنسان، كما يجب أن يكون، هو الذي أملى عليه أن يكرّس جهداً خاصاً لـ “أدب الأطفال”، فمارسه بإخلاص كبير، وجعل منه “جنساً أدبياً” جديراً بالاحتفاء والتكريم زاوله، بلا انقطاع، من عام 1986 حتى اليوم، وأعطى فيه مجموعات متعددة. وإلى جانب “قصص الأطفال” جاء بكتابة موازية “للفتيات والفتيان”، مدرجاً إبداعه في سياسة كتابية، توحّد بين التربية والإمتاع والمساءلة، مبتعداً عن ثقافة الاستظهار التقليدية، التي تساوي بين “التعليم والعبودية”.
غير أنّ الجهد الجاد الخاص بـ “أدب الأطفال” و”الفتيان”، كما استلهام الموروث الشعبي، لم يصرف هذا الأديب المقدسي عن مجاله الإبداعي الأساسي، المتمثّل في القصة القصيرة، الذي استهله في عام 1975 بمجموعته “خبز الآخرين” وتابعه بمنظور متجدّد حتى عمله الأخير “القدس وحدها هناك”ـ 2010. انطوى إسهامه في هذا المجال، الذي تمثّل في مجموعات قصيرة متنوعة، على وجوه إيجابية متنوعة: مارس شقير القصة القصيرة كمشروع كتابي، يتنوّع ويتطوّر في ممارسة كتابية طموحة لا تكفّ عن التجدّد، أتاحت تطويراً متميّزاً في الشكل والبناء. دفعه الطموح الأدبي، كما الحوار المستمر مع القصة القصيرة، إلى شكل خاص منها هو: قصة قصيرة جداً، التي تمدّها اللغة الأدبية المصقولة والمقتصدة بفضاء واسع، يحرّض على التفكير والمساءلة.
ولعل هذا المنظور الرهيف، الذي يوكل إلى اللغة توسيع الضيّق، هو في أساس جهده النثري المتميّز، الذي ينتمي إلى أفضل ما أنجزه الأدباء الفلسطينيون في هذا المجال، بدءاً من السكاكيني وإميل حبيبي وصولاً إلى حسين البرغوثي. وبسبب ذلك تحيل “القصة القصيرة جداً” عند محمود شقير، في علاقاتها المتكاملة، إلى “فضاء روائيّ”، يرى الإنسان المحاصر في عالميه الداخلي والخارجي معاً.
تتكشّف فلسطين، في مأساتها وصمودها وآفاقها، في كتابات محمود شقير كلها: فهي ماثلة في حكايات الإنسان المقهور الذي يستولد الأمل، وفي التمسّك بعالم القيم، إذ لا تقدم ولا ارتقاء ولا أمل من دون فلسطيني يرى في الدفاع عن قضيته تجسيداً للقيم الإنسانية الإيجابية المتنوعة، وفلسطين ماثلة في المجاز الجمالي الذي بنى عليه شقير كتابه “القدس وحدها هناك”، حيث القدس هي فلسطين، وحيث فلسطين هي الإنسان الفلسطيني، الجميل في بساطته، والذي يجسّد، في بساطته وجماله معاً، تاريخاً طويلاً من الألم والأمل والمقاومة والكتابة المبدعة أيضاً.
يتعيّن الأديب المقدسي محمود شقير بإبداعه الكتابي المتعدد، وبقيمه الأخلاقية التي تترجم معنى الثقافة المبدعة، وبجدارته بالانتساب إلى تاريخ الإبداع الكتابي الفلسطيني. وهذه الأسباب مجتمعة تجعله جديراً بـ “جائزة محمود درويش للحرية والإبداع” لعام 2010.
محمود شقير- سيرة ذاتية مختصرة
مواليد جبل المكبر/ القدس 1941. حاصل على ليسانس فلسفة واجتماع- جامعة دمشق 1965. نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين وعضو الهيئة الإدارية للرابطة لمدة عشر سنوات 1977 _ 1987. ابتدأ الكتابة سنة 1962 ونشر العديد من قصصه القصيرة في مجلة الأفق الجديد المقدسية.
عمل في الصحافة الثقافية لسنوات طويلة. نشر الكتب التالية:
1- الحاجز/ مجموعة قصصية للأطفال/ 1986/ دار الكرمل للنشر والتوزيع/ عمان.
2 – الجندي واللعبة/ مجموعة قصصية للأطفال/ 1986/ دار ابن رشد للنشر والتوزيع/ عمان.
3- أغنية الحمار/ مجموعة قصصية للأطفال / 1988/ دار الكرمل للنشر والتوزيع/ عمان.
4- مهنة الديك/ مجموعة قصصية للأطفال/ 1999/ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة/ رام الله.
5- قالت مريم.. قال الفتى/ قصة طويلة للفتيات والفتيان/ 1996/ منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين/ القدس.
6- أنا وجمانة/ رواية للفتيات والفتيان/ منشورات أوغاريت / رام الله/ 2000 .
7- طيور على النافذة/ قصة للأطفال/ منشورات الأونروا/ دائرة التربية والتعليم_ القدس/ 2001.
8- الولد الذي يكسر الزجاج/ قصة للأطفال/ منشورات الأونروا/ دائرة التربية والتعليم_ القدس/ 2001.
9- تجربة قاسية/ قصة للأطفال/ منشورات الأونروا/ دائرة التربية والتعليم_ القدس/ 2001.
10- الربان/ ثلاثة نصوص مسرحية للفتيات والفتيان/ منشورات أوغاريت/ 2003.
11- الحطّاب/ حكاية شعبية/ دار الشروق للنشر والتوزيع- رام الله/ 2004.
12- الملك الصغير/ قصة للأطفال/ منشورات الأونروا/ دائرة التربية والتعليم_ القدس/ 2004.
13- علاء في البيت الصغير/ قصة للأطفال/ منشورات الأونروا/ 2004.
14- قالت لنا الشجرة/ مجموعة قصصية للأطفال/ منشورات أوغاريت/ رام الله/ 2004.
15- كوكب بعيد لأختي الملكة/ رواية للفتيات والفتيان/ منشورات تامر للتعليم المجتمعي/ رام الله/ 2007.
16_ خبز الآخرين _ مجموعة قصصية/ منشورات صلاح الدين/ القدس/ 1975
17 _ الولد الفلسطيني _ مجموعة قصصية/ منشورات صلاح الدين/ القدس/ 1977
18 _ طقوس للمرأة الشقية _ قصص قصيرة جداً/ منشورات دار ابن رشد/ عمان/ 1986
19 _ صمت النوافذ _ قصص قصيرة جداً/ منشورات الأهالي/ دمشق/ 1991
20 _ ظل آخر للمدينة _ سيرة للمكان/ منشورات دار القدس/ القدس/ 1998/ الطبعة الثانية/ دار محمد علي للنشر/ تونس 2009 .
21 _ مرور خاطف _ قصص قصيرة جداً/ دار الشروق للنشر والتوزيع/ عمان/ 2002
22 _ صورة شاكيرا _ مجموعة قصصية/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2003
23 _ ابنة خالتي كوندوليزا _ مجموعة قصصية/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2004
24 _ باحة صغيرة لأحزان المساء_ قصص قصيرة جداً/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2004
25 _ مدن فاتنة وهواء طائش _ رحلات/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2005
26 _ احتمالات طفيفة_ قصص قصيرة جداً/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2006
27 _ مرايا الغياب/ نصوص نثرية/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر_ بيروت/ 2007
28 – كلب أبيض ذو بقعة بيضاء/ قصة للأطفال/ مركز أوغاريت للنشر والترجمة/ رام الله/ 2008
29 – القدس وحدها هناك/ دار نوفل للنشر/ بيروت/ 2010
- صدرت حكاية الحطّاب بالعربية والفرنسية عن دار سايروس/ فرنسا 2003
- صدرت له مختارات قصصية في كتاب باللغة الانجليزية موسوم ب “شاربا مردخاي وقطط زوجته” عن دار بانيبال للنشر/ لندن / 2007.
- صدرت له مختارات قصصية في كتاب باللغة الفرنسية موسوم ب “ابنة خالتي كوندوليزا” عن دار آكت سود للنشر/ باريس / 2008 .
- صدرت له مختارات قصصية في كتاب موسوم ب “مقعد رونالدو وقصص أخرى” عن دار ميم للنشر/ الجزائر / 2007.
- صدرت له قصص للأطفال في كتاب مترجم إلى اللغة المنغولية موسوم ب “الحي العجيب وقصص أخرى” 2009
- الموقع على شبكة الانترنت: www.mahmoudshukair.com