عقيد مجنون وقنبلة/ مجد محسن
|مجد محسن| جلست أسمع و”أشاهد” (وأنا مغمضة ا […]
عقيد مجنون وقنبلة/ مجد محسن
القذافي. ماذا لو كان يمتلك السّلاح النووي؟
|مجد محسن|
جلست أسمع و”أشاهد” (وأنا مغمضة العينين) الصور والتسجيلات المريعة التي وصلت من ليبيا لشهداء الحرية في المدن الليبية المختلفة. وتوالت الأصوات والاتصالات التي تستنجد بأحرار العالم مع أخبار حول استخدام النظام الطائرات الحربية لقصف المتظاهرين بعد أن استخدم ضدهم المدفعية الثقيلة وغيرها من الأسلحة منذ انطلاق الثورة.
ذكّرني ذلك بفيلم المخرج ستانلي كيوبرك “Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb” (د. سترينجلاف: كيف تعلّمت أن أترك القلق وأحب القنبلة). الفيلم مبني على كتاب Red Alert (الإنذار الأحمر) حول حالة الذعر التي سادت فترة الحرب الباردة من وقوع حرب نووية. في الفيلم، يصدر قائد عسكري أمريكي أمرًا بشنّ هجوم نووي على الاتحاد السوفييتي في لحظة جنون رهيبة لم يسلم منها قادة آخرون، منهم الرئيس الأمريكي.
أكاد أرى عينَي القذافي الأب (ومن ورائه ابنه أو أبناؤه الذين لا يقلّون عنه جنوناً) ونظرة الجنون فيهما وهو يأمر المدفعيات والطائرات بقصف البشر. ولأول –وربما آخر– مرة أشعر برغبة في أن أشكر الولايات المتحدة على إجباره على التنازل عن برنامجه النووي، لأنني لا أستبعد عنه استعمال السلاح النووي ضد الشعب إن كان يمتلكه.
بعد شهرين من الثورات المجيدة التي أظهرت مدى اقترابنا نحن الشعوب من بعضنا البعض في الهمّ والأمل، ظهرت كذلك القواسم المشتركة بين “الأسياد”، وأهمها برأيي هذا الاحتقار للشعوب لدرجة أنهم ما عادوا يصنفونهم في فئة العاقل، فأمن ما كن نظاماً في مصر يطلق النار على الناس العزّل كمن يطلق النار على زجاجات للتدريب، وكذلك الحال بالنسبة للأمن في اليمن والبحرين، وهذا المسخ القابع في ليبيا يقصف الناس من الطائرات والمدفعيات كمن يلعب على بلاي ستيشن.
مع أنني أشعر بحزن شديد ممزوج بالقرف، إلاّ أنني أعرف أنه مثلما ضحك الشعب المصري آخراً، فمن سيفوز بلعبة البلاي ستيشن هذه لن يكون المسخ!
(عمّان، الأردن)
