ثورة 25: ملاحظات المحرر
الحراك من أجل الدفاع عن التعددية الجنسية في العالم العربي سيشهد في الأشهر التالية تغيرات وتقلبات جذرية
ثورة 25: ملاحظات المحرر
|راجي بطحيش|
لا شك أننا نقف عند لحظة عربية فارقة وحاسمة على كافة الأصعدة والمستويات. فقد أثبتت الثورة المصرية أن شعارات وحدة المصير العربية ليست كليشيهات أبدا وأن الذات العربية باتت تتقلب على نفس النيران حيث لم يعد من المجدي انتظارها حتى تخبو. وتعيش الذات العربية الشابة تحت طائل نفس السطوة الأبوية (السياسية- الاجتماعية- الدينية)، تلك السطوة التي تدعي المعرفة والوصاية الأخلاقية وهي تلوح بيدها (احذروا مني…) كما فعل حسني مبارك في خطابه الأخير البائس وخطابه قبل الأخير الوقح. لم يعد يحتمل الشاب العربي ذلك القهر والظلم والوصاية التي لا مبرر لها مع فروق شحيحة جدا بين تونس ومصر والجزائر والخليج وفلسطين؛ فروق تجميلية لا نكاد نراها حيث بات ينسحب ذلك على كافة مناحي الحياة التي صار من الأفضل فقدانها عن العيش في ذلها وهوانها غير الملح.
لم يكن بالصدفة أن تقف مجتمعات أحرار الجنس في العالم العربي لتدعم ولو معنويا ثورات مصر وتونس (وأعرف أيضًا أن الكثيرين منهم وقفوا في ميدان التحرير وجادة الحبيب بورقيبة للدفاع عن حريتهم)، وليس بالصدفة أنني وقفت أمام الهيئة الموسعة لتحرير “قديتا” التي كانت تدير نقاشًا جديًا بشأن الزاوية المثلية قبل أشهر، لأعلن أنّ الحراك من أجل الدفاع عن التعددية الجنسية والمجتمعية في العالم العربي والذي يشكل مجتمعنا الفلسطيني المحلي جزءا لا يتجزأ منه، سيشهد في الأشهر التالية وتحديدا في العام 2011 تغيرات وتقلبات جذرية ستتجلى بأقل تقدير في محاولة التحايل على ما هو متاح جزئيا والخروج للعلن بأي شكل وبطريقة أشبه بالانتحارية لدى البعض. لم يكن كل هذا بالصدفة.
كما يبدو أنه لم يكن بالصدفة أن ننشر في مستهل انطلاقتنا أجزاءً من شهادة الكاتب المصري الكبير رءوف مسعد في روايته “إيثاكا” حول واقعة “الكوين بوت” في نيل القاهرة وصروف التعذيب والإهانة والاستعلاء التي واجهتها جموع المثليين من أجهزة الأمن وأذرع السلطة الفاسدة في مصر (راجع: ذاكرة الشرج، الجزء 1؛ الجزء 2؛ الجزء 3) والتي اتضح بعدها أنها جاءت في إطار تصفية حسابات بين رجالات السلطة الأمنية القمعية. وقد جاءت أخيرا واقعة فندق “سميراميس” في العام الماضي لتثبت نهائيا وبشكل قاطع أنّ نظاما يقوم على النهب والقمع واللا-أخلاق ليس بمقدوره وليس من حقه المضي في كذبة حماية الأخلاق العامة وتطبيق الأحكام القمعية “الأخلاقية” وهو فاقد لها (أشير هنا إلى وقوف الممثل خالد أبو النجا أحد المتهمين في واقعة سميراميس في مقدمة جحافل الثائرين في وسط القاهرة). فحرية الأفراد في مجتمع صحي لا تتجزأ ولا تنتهي بمكاسب اقتصادية وحسب، والدليل على ذلك التنوع الطبقي والديني والفكري الذي خرج للتحرر في الميدان.
ولا أعرف هنا كيف سمحت الذات العربية لنفسها كل هذا الهوان والسبات والقهر طيلة هذا الوقت لدرجة جعلت من شبان عرب يحسدون علانية شبانًا غربيين ويعلنون غيرتهم منهم بشكل لا يمكن من بعده السكوت لثانية واحدة. وأورد هنا مقطعًا من نصّ بعنوان “نصّ ثوريّ” نشر هنا في “مثليون ونص” ويتحدث عن نفسه:
“في الأمس تحدثت مع صديق كندي من أصول عربية، سألته فيما سألته عن الحركات المثلية الكندية وطبيعة عملها، تحدثَ عن كل شيء إلا عن ما أسميه بالمعركة.. لا معارك هناك، إنهم يجنون ثمار الفكر الحر ومعاركهم السابقة.. ونحن؟ أنا؟.. تفصلنا عن كندا بضع ساعات بالطائرة.. وبضعة قرون!
ألا يمكنني أن أعيش حياة طبيعية لا حربًا؟
ألا يمكنني أن أسترخي تمامًا دون أن تراودني جميع النظريات الفلسفية لمحاولة فهم هذا المجتمع المريض؟
ألا يمكنني أن أحب رجلاً دون معارك؟
ألا يمكنني أن أُسقِط تعريف “مثلي” من هويتي وأعيش دون أن يذكرني كل شيء بهذه الجزئية؟
ألا يمكنني أن أكون أنانيًا جدًا وأتحدث عن نفسي بصيغة المفرد تاركًا النضالات الجماعية المثيرة؟
ألا يمكنني أن أكتب نصًا لا تفوح منه رائحة البارود؟”
قد أكون ساذجا لو تخيلت أنّ الأنظمة العربية الجديدة والقادمة ستكون مدنية وعلمانية وتنويرية بشكل تام، ولكن على الأقل أتمنى لو قامت بشطب القوانين “الفضائحية” التي تلاحق كل ما يتنفس بالحرية من دساتيرها الجديدة التي لا تطال المثليين وحدهم، بل تدوس كرامة كل من يسعى لتكريس الاختلاف عن ثقافة القطيع، بل سن قوانين تدافع عن حرية الفرد واختياراته وكرامته. من أجل أن نصل إلى يوم ينشر فيه الجميع أفكاره هنا وهناك بأسمائه الجلية الواضحة.
5 مارس 2011
XYZ كل الاحترام اخرجت الكلمات من فمي
20 فبراير 2011
إلى “إلى xyz”، شكراً، عبّرت عمّا في بالي.
19 فبراير 2011
إلى xyz: عندما تتحدث عن الذوق، عليك أن تملك القليل منه على الأقل، فهذه النبرة هي سوقية بامتياز وتكفيني لأنهي الرد هنا، ولكنني (وأنا لست المحرر) أريد أن أرد وأقول لك أن الثورة يجب أن تكون ثورة على جميع الأصعدة، فـ”ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” فالاضطهاد وقمع الناس ومصادرة حرياتهم الشخصية والعامة قد تكون أسوأ بكثير من ظروف اقتصادية صعبة. وأنا هنا أتحدث كمثلي، وأفخر براجي وبطرحه للمواضيع التي تهمنا (وليست عالمًا خاصًا به)، كما أنها يجب أن تهمك أنت أيضًا إذا كنت مهتمًا ببناء مستقبل أفضل لمجتمعنا.
18 فبراير 2011
محرر الزاوية يرى العالم كله من موقعه فقط وهذه مأساة. يا راجل خلي عندك شوية دم، في ناس ماتت علشان مش ملاقية العيش الحاف وكباية الشاي وحضرتك كل اللي شايفو من الثورة انها حتديك راحتك؟ شوية زوء بقى
15 فبراير 2011
عفوا خاصة الفلسطينيين قصدت
للتنويه
15 فبراير 2011
مقال رائع ومما اشاهده سواء في الداخل الفلسطيني والعربي او الخارجي في الغرب فأن مثليي الجنس العرب وخاصة المسلمون يكافحون بطريقة رائعة جدا وسلمية ويقتربون من حقوقهم يوما من بعد يوم واعتقد ان المستقبل القريب سيشهد تغيرات وتقدم مشهود في هذا المجال
انتظرو المفاجأة الاولى عن قريب
15 فبراير 2011
ممكن تفسر شو قصدك بـ “ولا أعرف هنا كيف سمحت الذات العربية لنفسها كل هذا الهوان والسبات والقهر طيلة هذا الوقت لدرجة جعلت من شبان عرب يحسدون علانية شبانًا غربيين ويعلنون غيرتهم منهم بشكل لا يمكن من بعده السكوت لثانية واحدة”.
أنا شايفة انو النص يعبر عن نقد ومش هوان وغيرة وحسد، يمكن قرف، بس مش هاي الصفات الي استعملتها
15 فبراير 2011
مقال جميل، حقيقي وعميق.
إن نضالنا المثلي هو جزء من النضال العام من أجل الحرية، فلا يمكن أن يكون المجتمع حرًا إلا حين يتمتع جميع أفراده بحرياتهم الشخصية التي لا تؤذي أحدًا.
أستغرب حقًا أن النقاش حول الزاوية لا يزال يطاردها حتى الأشهر الأخيرة!