ملف الإيدز: مقدمة المحرر
|راجي بطحيش| ما يميز مرض الإيدز عن الأمراض الصعبة الأخر […]
ملف الإيدز: مقدمة المحرر
|راجي بطحيش|
ما يميز مرض الإيدز عن الأمراض الصعبة الأخرى التي شخصتها الإنسانية في عقودها الأخيرة كون المرض يرتبط إن شئنا أم ابينا بقراءة كل شعب وشعب لمفهوم الأخلاق، وبذلك يختلف تعامل الثقافات مع المرض والمصابين فيه وحاملي فيروسه بإختلاف اساليب تعامل المجتمع وحكمه على سلوك أفراده، ومرة أخرى كيفية تعاطيه مع ماهية الأخلاق وبالتالي قدرته على التسامح مع القضايا التي تتصادم مباشرة مع حواجزه الأخلاقية الحمراء. ولذلك جاء الإيدز في نهايات القرن العشرين ليوجه صفعة للإنسانية جمعاء وكأنه يضعها في اختبار تحمّل؛ تحمّل الهويات السلوكية للأفراد الذي أصبح الإيدز كاشفا مباشرا عنها.
وهكذا سقطت مجتمعات وشعوب في الإختبار بينما نجحت شعوب أخرى في استيعاب الموقف وامتصاصه بينما سارعت مجتمعاتنا العربية متمثلة بحكومات وأشخاص وبوقاحة لا متناهية إلى كنس الأزمة الثقافية-الصحية هذه بإدعاء سئمنا منه أنّ ذلك لا يحدث لدينا وهو دخيل على تقاليدنا وديننا، وبذلك جاء السقوط العربي في اختبار الإيدز مدوّيًا إلى أبعد الحدود وأكثر صخبا من تداعيات المرض الأخلاقية نفسها. حتى إن إقصاء وملاحقة العرب لحاملي المرض والمصابين فيه أصبحا فضيحة حقيقية في سجلات هيومان رايتس ووتش التي يروق لنا مزاجيا اتهامها بالتحيز أو الإنصاف متى شئنا.
إذًا فالإيدز ليس مرضا عضويا يفتك بمناعة الجسم ويقضي عليه فحسب، بل هو حالة ثقافية تكشف قدرة المجتمعات وقوة مناعتها على استيعاب الضحية واحترام جسده ومصيبته ونشر التوعية من حوله وتقديس أدنى حقوقه الإنسانية بحياة كريمة وموت كريم. فالشعوب الفاقدة لمناعتها الإنسانية هي تلك التي تجرّم الضحية المعتدى عليها وتصادر حرية الفرد على جسده واختياراته وتلك التي تنبذ المغتصَب وتبرر للمغتصب أفعاله بحجة التقاليد.
يسرّ موقع “قديتا” وبالتعاون مع جمعية “القوس-للتعددية الجنسية” أن يقدّم ملفًا خاصًا بمناسبة يوم الإيدز العالمي 2010 واليوم العالمي لحقوق الإنسان، تحت شعار “بحبك آمن”. يقدم الملف مواضيع صحية واجتماعية وثقافية متنوعة حول الإيدز: طرق الوقاية منه، آخر مستجداته الطبية، أماكن فحوصات الإيدز بالبلاد، نصائح لحاملي الفيروس، إضافة الى مواد ثقافية تتعلق بالمرض وجاليري ملصقات توعوية من أنحاء العالم. وهنا لا يسعني سوى أن أشكر كل من ساهم في إعداد الملف من داخل جمعية “القوس” ومن أسرة “قديتا” أيضًا.
1 ديسمبر 2010
90% من المصابين بالفيروس من العالم العربي لا يعرفون ذلك لأنهم يخافون من اضطهاد المؤسسة والمجتمع والدليل على ذلك ما حدث في قضية سميراميس بالقاهرة حيث تم ربط المصابين بالسلاسل في المستشفيات التي تم حبسهم فيها