قائمة المئتين: حرب إنترنتية على نشر أسماء إسرائيليين شاركوا في “الرصاص المصبوب”!

نوفمبر 21, 2010 سياسة, مواضيع ساخنة | 3 comments

صورة من داخل ملف قائمة المئتين

|علاء حليحل|

نشر موقع القدس على الإنترنت، صباح اليوم الأحد، القائمة الكاملة بالضباط والجنود الإسرائيليين المشتبهين بارتكابهم جرائم حرب ضد البشرية، (الجزء الأول / الجزء الثاني) أثناء العدوان الدموي على قطاع غزة في شهري كانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009، والذي عُرف باسم “حملة الرصاص المصبوب”.

وتحوي القائمة التي أعدّها مجهولون يُرجح أنهم إسرائيليون تفاصيل شخصية تخصّ هوية المشبوهين الإسرائيليين من جنود جيش الاحتلال بأسمائهم الصريحة وصورهم ورتبهم ومهامهم أثناء العدوان وأرقام هوياتهم.

وتحاول إسرائيل أن تمنع نشر وتعميم هذه القائمة بأيّ ثمن، لما قد تحمله من ملاحقة قضائية دولية في مختلف أنحاء العالم، وخصوصًا في الدول الموقعة على مواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان وملاحقة مجرمي الحرب، مما يعرض المئتي ضابط وجندي إلى إمكانية اعتقالهم أو مقاضاتهم في دول مختلفة في العالم وعلى رأسها الدول الأوروبية.

وقد نُشرت القائمة للمرة الأولى في 18 تشرين الثاني الجاري، في موقع خاص حمل العنوان التالي: http://israeliwarcriminals.zzl.org/. إلا أنّ الشركة المضيفة للموقع (وهي أمريكية) قامت بحدف الموقع بعد ثلاث ساعات من نشره، وذلك في خطوة قمعية واستبدادية، مدفوعة بالرغبة الإسرائيلية بعدم نشر هذه القائمة. كما أنّ شركة “فيسبوك” تقوم من وقتها بحذف أية معلومات تُنشر حول القائمة في حسابات المستخدمين، أو أي نشر في الحسابات الشخصية لهذه القائمة.

وقد بدأت أمس موجة من النشر على الإنترنت ستُصعب لا شك من مساعي إسرائيل لمنع نشر القائمة، حيث تنضم إلى موقع “القدس” مواقع أخرى نشرت هذه القائمة، بالإنجليزية أو العبرية أو العربية. ومما لا شكّ فيه أنّ مهمة منع نشر هذه القائمة ستصبح أكثر صعوبة الآن في أعقاب النشر المكثف منذ ليلة أمس.

ويقدم موقع “قديتا” فيما يلي قائمة جزئية وأولية بالمواقع التي تنشر هذه القائمة، لخدمة قرائه، كما يجدر التنويه إلى أنّ النشر في موقع “القدس” جرى بالتنسيق والتعاون بين موقع “القدس” و”قديتا” حيث حصل الأخير على القائمة الكاملة أمس، وتقرر نشر القائمة في موقع “القدس” للتيسير التقني الكبير المتوفر في موقع “القدس”.

المواقع التي نشرت القائمة الكاملة حتى الآن:

موقع صحيفة “البديل الجديد” المصرية: أول 100 اسم ؛ ثاني 100 اسم.

بالعبرية والإنجليزية:

http://www.scribd.com/doc/42981384/Israeli-War-Criminals

http://s242816488.onlinehome.us/criminals/

ويمكن تنزيل القائمة بنظام “بي دي إف” من هذا الرابط في أسفل الصفحة.

تسلسل الأحداث

وتشمل القائمة عددًا كبيرًا من قيادات الجيش الإسرائيلي، منهم جابي أشكنازي رئيس الأركان، وآجاي حزقائيل، رئيس سلاح المدرعات، وعاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية، وقادة عدد من القواعد الجوية الإسرائيلية، بالإضافة لقيادات لوائي المظليين وجولاني وهما من الألوية الخاصة في الجيش الإسرائيلي، وعدد من قيادات سلاح البحرية. كما تضم أسماء قيادات سابقة شاركت في التخطيط للعملية مثل قائد سلاح الجو السابق. وتكشف القائمة معلومات دقيقة عن الضباط الذين وردت أسماؤهم فيها كعناوينهم وأرقام الهوية ورتبهم العسكرية ومواقعهم القيادية في الجيش الإسرائيلي، وهي المعلومات التي أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” دقتها ودفعت عدد من الضباط الذين وردت أسماؤهم فيها للقول أن الذين يقفون وراءها أفراد من داخل الجيش .

وأثارت القائمة مخاوف كبيرة داخل إسرائيل بعد رفعها على موقع “مجرمو الحرب“

عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية وإلى الأعلى غابي أشكنازي، رئيس الأركان العامة

مما دفع إسرائيل للتحرك سريعا لإغلاق الموقع بعد ساعات من الإعلان عنه في ظل مخاوف من ملاحقة الذين وردت أسماؤهم فيها أمام المحاكم الجنائية الدولية وخوفا من تعرضهم لتهديدات أثناء سفرهم للخارج، خاصة في ظل الاتهامات التي وجهها القاضي جولدستون في تقريره لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة.

واستنادًا غلى صحيفة “البديل الجديد” المصرية كانت شركة zymic لاستضافة المواقع، قد أوقفت الموقع الذي أطلقه مجهولون على شبكة الإنترنت، والذي يضم قائمة طويلة من الضباط والجنود الإسرائيليين، اتهمهم الموقع بارتكاب جرائم حرب  مشيرا أنهم مسئولون بشكل مباشر عن العمليات التي تم تنفيذها في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع، وعللت الشركة قرارها بأن “المستخدمون قاموا بانتهاك شروط الاستخدام”. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، إن بحثاً أجراه الصحفيون العاملون بها أظهر أن “معظم التفاصيل المنشورة على الموقع دقيقة”، وأضافت الصحيفة أن “الصور أخذت من وسائل نشر مختلفة، عبر مواقع أخبار وشبكات اجتماعية، مثل الفيسبوك. لكن أصحاب الموقع نشروا صوراً لجنود وضباط من ذوي الرتب الصغيرة إلى جوار ضباط كبار ومعروفين، من بينهم رئيس هيئة الأركان، الجنرال جابي أشكنازي”.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن “أفيعاد بيري”، مستوطن من كريات حاييم، وقائد وحدة في سلاح المدرعات أثناء الحرب على غزة، وواحد من الذين نشرت صورهم ومعلوماتهم الشخصية، قوله: “الأمر لا يزعجني، أنا فخور لكوني جزءًا من الجيش الإسرائيلي، فعلت ما كان يجب علي فعله، ولن أخاف من السفر إلى الخارج”. وأضاف بيري أنه استقبل بالفعل عددًا من التهديدات على الفيس بوك: “بعد نشر وسائل الاتصال بي على الموقع، كتب لي أحد الأشخاص بالإنجليزية، يبدو أنه تركي: إذا رأيتك ستكون جندياً ميتا”، وتابع: “أنا لست خائفًا، الشيء الوحيد المزعج أن هذه المعلومات نقلت على ما يبدو من شخص ما بالداخل”.

من ناحية أخرى رفض الجيش الإسرائيلي باشمئزاز ما هو منشور على الموقع، بحسب “يديعوت أحر ونوت” التي أضافت أن عددًا من الجنود أوضحوا أنهم فخورين بأنهم جزء من هذه القائمة، ونقلت الصحيفة عن “نوعام كاشيبيتسكي”، الذي كان مساعداً لقائد فصيلة مدرعات أثناء الحرب على غزة، قوله: “سعيد وفخور أن أكون في هذه القائمة إلى جوار العديد من الأشخاص الجيدين”. “كاشيبيتسكي” أوضح أنه لن يغير طريقه في أعقاب ما تم نشره: “أنا لست خائفًا، ولا أخاف من السفر إلى أي مكان في العالم، كل الأوامر التي تلقيناها كانت أوامر مناسبة، ولست نادمًا على أي شيء”.

ونقلت “يديعوت أحر ونوت” عن متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي قوله: “نأسف لنشر أسماء حوالي مائتي ضابط وجندي من جيش الدفاع الإسرائيلي، مع بياناتهم الشخصية تحت عنوان “مجرمي حرب”، من دون أي أساس، مع التشهير بهم”.

يذكر أن الموقع الإليكتروني المحجوب لم يكتف بنشر صور أو أسماء الضباط والجنود، وإنما نشر معلومات شخصية جداً عنهم، مثل أرقام هوياتهم وعناوين منازلهم، وقال الأشخاص الذين أطلقوا الموقع في واجهة صفحته الرئيسية: “تسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص هو عملية انتقامية، لأنهم ارتكبوا جرائم بشكل مباشر، عملاء دولة إسرائيل الذين هاجموا في ديسمبر ويناير 2008، 2009 عشرات الأشخاص في غزة المحاصرة”. وقال القائمون على الموقع إنّ ترتيب الأسماء فيه لم يأت بحسب جريمة كل منهم، وإنما بحسب الترتيب الأبجدي للأسماء، ابتداء من رئيس الأركان جابي أشكنازي، وحتى رقيب في مدرسة المشاة.

من ناحية أخرى دعا عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق حول تداعيات ما يتضمنه موقع “مجرمو حرب” من معلومات على الأمن الشخصي للجنود الإسرائيليين الذين اشتركوا في حملة “الرصاص المصبوب” على قطاع غزة.

وذكرت صحيفة “جيرازوليم بوست” الإسرائيلية الخميس الماضي أنّ عددًا من أعضاء الكنيست، من بينهم داني دانون ومجلي وهبي (كاديما)، قدموا طلبا إلى رئيس الكنيست الخميس لإجراء تحقيق عاجل من جانب لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست بشأن ما اعتبروه بـ “النشر الهدام” على الانترنت الذي يتم من خلاله الكشف عن تفاصيل شخصية لأفراد من قوات الجيش الإسرائيلي. ودعا عضو الكنيست وهبي المفتش العام للشرطة الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق بشأن هؤلاء الذين يقفون وراء هذا الموقع، مؤكدا أنه تتوجب معاقبة أولئك الذين يحرضون ضد جنود إسرائيل ووصفهم بأنهم “مجرمي حرب” وتعريضهم للخطر.